بوابة الوفد:
2025-06-01@08:53:08 GMT

تصرفات نتنياهو تثبت أنه لديه أهداف أخرى

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

إن الإسرائيليين والفلسطينيين فى حاجة إلى وقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب ونزع فتيل القنبلة الموقوتة الإقليمية.. ثم يتعين عليهم خلق وضع طبيعى جديد تماما للمستقبل.. لكن تصرفات نتنياهو دوما تثبت أنه لديه أهداف أخرى، رغم أنه بعد أكثر من عشرة أشهر، فشل فى تحقيق كل هذا الهراء الجديد.
لقد تغلغل الوضع الطبيعى الجديد فى أعماق النفسية الوطنية الإسرائيلية، التى أصبحت أكثر بدائية وإقليمية.

. وما تبقى من مساحة ذهنية ضئيلة يذهب إلى القلق بشأن سبب كراهية العالم لإسرائيل، ولم يعد هناك ما يبرر احتمالية توليد تصرفات إسرائيل للنقد.
وفى غضون ساعات قليلة من قيام إسرائيل بضرب آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله فى لبنان. لم يكن من المتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها. فمع استيقاظ الناس، أصدرت قوات الدفاع الإسرائيلية مجموعة من القيود المدنية استعداداً للتصعيد، وأعلن وزير الدفاع حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة. 
الواقع أن أكثر ما يبعث على عدم الطبيعية وضوحاً هو أن إسرائيل وحزب الله لم يعودا على شفا الحرب كما كانا عليه قبل الساعة 4.40 من صباح يوم الأحد. فقبل ذلك، زعمت إسرائيل أنها اغتالت أحد كبار القادة العسكريين لحزب الله فى قلب بيروت، الأمر الذى أثار أسابيع من الخوف فى إسرائيل من رد حزب الله (وقد أثار اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية فى طهران فى وقت متزامن تقريباً، والذى يُفترض أنه من عمل إسرائيل، الخوف من رد إيرانى أيضاً). وقبل ذلك، أطلق حزب الله صواريخ على مرتفعات الجولان أسفرت عن مقتل عشرات الأطفال والمراهقين، كلهم من الدروز. 
فى خضم هذه الموجات من العنف، يتحول كل يوم إلى كابوس بالنسبة للمدنيين فى المناطق الحدودية. فقد تم إجلاء عشرات الآلاف من الجانبين. ويركض آخرون إلى الملاجئ أو الخزائن، ويشاهدون المقذوفات وهى تصطدم بمنازلهم، أو يفقدون أرواحهم. وقد يشهد أى يوم مذبحة أخرى فى مرتفعات الجولان، ولا أحد من الجانبين فى مأمن.. وقد تؤدى الكارثة التالية إلى إشعال شرارة دورة أخرى من الانتقام، وقد يؤدى كل انتقام إلى إشعال فتيل الحرب الكبرى بين إسرائيل وحزب الله، والتى قد تشعل بدورها جبهات إضافية فى الشرق الأوسط. وإذا تورطت إيران، فقد تجتذب مثل هذه الحرب جهات فاعلة كبيرة.
الوضع يكشف عن بعض أسوأ الانقسامات. كانت كل من إسرائيل وحماس متصلبتين فى بعض الأحيان ، فقد أصرت حماس فى الماضى على شروط لا يمكن قبولها فى الاتفاق، فى حين أفادت التقارير أن إسرائيل كانت تضيف شروطا جديدة. والآن ينشغل زعماء كل منهما بإلقاء اللوم على الآخر، ويصطف الإسرائيليون والفلسطينيون وأنصارهم فى العالم على الجانب الصحيح من الحجة. وفى الوقت نفسه، يموت الرهائن الإسرائيليون والفلسطينيون فى غزة كل يوم.
إن الإسرائيليين يتقاتلون فيما بينهم بشراسة حول مصير رهائنهم. وهذا واحد من أبشع الصراعات السياسية فى تاريخ البلاد، إذ تشير استطلاعات الرأى إلى أن أغلبية الإسرائيليين يتوقون إلى إعادة الرهائن، حتى فى مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ووقف إطلاق النار. وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فقد تحطمت ثقتهم فى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل دائم بسبب الموقف الذى يشعرون أنه أظهره تجاه الرهائن الإسرائيليين والمعاناة التى تعيشها أسرهم. ومع ذلك، فإن أقلية كبيرة وقوية تعتقد أنه ينبغى النظر إلى الرهائن باعتبارهم تضحية ضرورية لتحقيق أهداف الحرب، ومن الواضح أن الحكومة تريد أن تشمل هذه الأهداف غزو غزة واستيطانها.
يدافع البعض عن حرب شاملة، بينما يميل آخرون إلى الدبلوماسية. لقد شاهدوا مؤخرًا الحكومة تتخذ أقوى إجراءاتها العسكرية فقط بعد تحطم طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين فى تل أبيب، أو عندما وجه حزب الله صواريخه نحو وسط البلاد صباح الأحد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود الإسرائيليين والفلسطينيين كراهية العالم لإسرائيل

إقرأ أيضاً:

رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام

هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

لم يكن مستغرباً رد فعل مسؤولي "حزب الله" ومؤسساته الإعلامية على المواقف التي أعلنها رئيس وزراء لبنان نواف سلام حول نهاية عصر "تصدير الثورة الإيرانية"، وتشديده على تطبيق بنود الدستور اللبناني "اتفاق الطائف" لجهة منع ثنائية السلاح وحصره بمؤسسات الدولة، وهو السلاح الموجود لدى "حزب الله" أو بيد منظمات ومجموعات داخل المخيمات الفلسطينية.

عدم استغراب ردود الفعل من "حزب الله" ومكوناته على نواف سلام يأتي من تاريخ التنظيم الرافض لأي مطالبة بتسليم السلاح وتحوله إلى حزب سياسي مثل بقية القوى، على الرغم من جلسات الحوار الطويلة التي عملت لوضع إستراتيجية عسكرية منذ عام 2005 ولم تصل لنتيجة.

خطابات نواف سلام الأخيرة وإحداها على شاشة CNN اعتبرها حزب الله تحدياً لدوره الذي لا يزال يعتقد أنه قادر على تغيير الموازين في المنطقة أو على الأقل في الداخل، خصوصاً بعد نتائج الحرب الأخيرة التي أدت إلى دخول إسرائيل الأراضي اللبنانية والقضاء على قيادة "الحزب" الأساسية وآلاف من عناصره.

08:41نواف سلام يتحدث لـCNN عن فرص لبنان الضائعة والسيطرة على حزب الله وما يريده من الإدارة الأمريكية.. ماذا قال؟

الهجوم الموصوف بـ"الحرب" الذي تعرض له نواف سلام من قبل قادة في "حزب الله" وإعلامه وجمهوره تخطى أدبيات الخطاب السياسي، ليصل حد التلويح باتهامه بالعمالة لإسرائيل، على الرغم من أن الرجل كان يترأس المحكمة الجنائية الدولية حينما أصدرت في عهده طلب توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لكن موقف نواف سلام الذي يمثل الدولة اللبنانية لم يأتِ من فراغ، بل يستند إلى مجموعة مسائل موضوعية تحتم على بيروت التزام القرارات الدولية وتطبيقها، للقيام بإصلاحات أمنية واقتصادية وسياسية تسمح بالعودة إلى خارطة الدول النامية.

وقبل الحديث عن الضغوط الدولية التي كان آخرها تلويح واشنطن بضرورة التزام بيروت نزع سلاح الميليشيات من خلال إجراءات ملموسة، من الضروري التذكير أن لبنان دفع أثماناً باهظة نتيجة الصراع مع إسرائيل، وكاد قبل 42 عاماً أن يوقع اتفاق سلام معها سُمي "اتفاق 17 مايو/أيار"، قبل أن تطيح به الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية، وأعطى ذاك الاتفاق اللبنانيين مجموعة نقاط تمنع إسرائيل من دخول أراضيه أو مهاجمتها، وتسمح له بالحصول على ترسيم حدودي للبر والبحر.

مقابل رفضه المستمر نقاش مسألة سلاحه داخليًا أظهر "الحزب" تحوّلاً في موقفه تجاه إسرائيل عندما وافق، على اتفاق ترسيم الحدود البحرية في أكتوبر 2022. الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية، أقرّ لإسرائيل حقل "كاريش" النفطي كاملاً، وأفسح المجال أمام الحكومة السابقة التي تمثله لتسويق الاتفاق كـ"إنجاز سيادي"، رغم أن "اتفاق 17 مايو/ أيار" كان لحظ المناطق البحرية من ضمن الحدود اللبنانية، وبموجب الاتفاق الجديد التزم "الحزب" بعدم التعرض للحقل النفطي على الرغم من الحرب المدمرة التي تواجه بها مع إسرائيل خلال نهاية العام الماضي.

وزاد المشهد تغيّراً في خريف 2024، وبعد وساطة أمريكية مباشرة، توصّل الطرفان أي "حزب الله" وإسرائيل إلى تفاهم يُنهي الحرب الميدانية. لكنه لم يكن اتفاق "هدنة" بالمعنى الكلاسيكي، بل وضع خارطة نحو "سلام" غير معلن، تنهي حال الحرب وتمنح إسرائيل القدرة على توجيه الضربات لأي تحرك عسكري لـ"الحزب" في كل المناطق اللبنانية، وهو لم يكن إلا إقراراً عملياً بانتهاء زمن الحرب المفتوحة بين الطرفين ووضع خطوات أولى للسلام أو انتظار تغير عالمي أو إقليمي يعيد لـ"الحزب" دوره الوظيفي، رغم أن الاتفاق "سمح" فعلياً ببقاء 5 مواقع إسرائيلية قرب الحدود حتى الانتهاء من تطبيق بنوده، ومنَع عودة الأهالي إلى قراهم في الشريط الحدودي، وأبقى المجال مفتوحاً أمام الطائرات المسيّرة لاستهداف "الحزب" ميدانياً، وتجاوز في مضمونه ما رفضته الدولة اللبنانية قبل 42 عاماً في "اتفاق 17 مايو/أيار".

مقابل التفاهم الحدودي، صعّد حزب الله هجومه الإعلامي والسياسي الداخلي، رافضاً الحديث عن ضرورة إنهاء "ثنائية السلاح"، وشنّ إعلامه حملة على المطالبين بتسليم السلاح للجيش اللبناني ومن بينهم نواف سلام الذي يرأس حالياً خطاب تنفيذ الدستور والقوانين، الذي لم يكن يتحدث من فراغ، فـ"اتفاق الطائف" الذي يُعدّ المرجع الدستوري الأول للجمهورية الثانية، نصّ صراحة على حلّ جميع الميليشيات المسلحة ومنها بالتأكيد "حزب الله".

ربما يسهل ذكر الكثير من أسباب امتعاض "حزب الله" من أي حديث حول سلاحه، لكنه لم يستطع السكوت عن خطابات نواف سلام التي يبدو أنها أربكت الحزب وفاجأته، فهي تنقل النقاش إلى مستوى جدِّي ورسمي جديد وتعجل من مواعيد "الحوار" الذي يقوم به رئيس البلاد جوزاف عون لتسليم السلاح، ويدفع لوضع مهلة له بدلا من تركه مستمر بفترة زمنية مفتوحة بلا نهاية، كما أنه يفرض عدم انتظار المفاوضات الإيرانية الأميركية التي يعتبرها "محور المقاومة" فرصة ومهلة قد تؤدي لانقلاب الموازين أو إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة.

لم يوقّع "حزب الله" اتفاق "سلام" واحد مع إسرائيل، بل اتفاقي. الأول بحريّ أعطاها فيه حقلاً نفطياً، والثاني ميداني سمح لها بالتحرك لتأمين حدودها كاملة. وكلاهما أنهى مرحلة "المقاومة" المسلحة، وإن لم يُعلن ذلك رسمياً. وفي المقابل، تحوّل السلاح إلى أداة لإسكات الداخل وإعلان "الحرب" على المطالبين بتسليمه للدولة.

* عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.

لبنانحزب اللهنشر الجمعة، 30 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعرقل الصفقة لأسباب سياسية .. وأملنا الوحيد ترامب
  • رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يتهم نتنياهو وسموتريتش بتوريط إسرائيل
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • مسؤول أمريكي ينتقد نتنياهو بعد منعه زيارة وزراء عرب إلى رام الله
  • عبد العاطي: نتنياهو يماطل لتمديد الحرب ورفض وقف إطلاق النار في غزة
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • محللون إسرائيليون: لهذه الأسباب فشلنا في تحقيق أهداف حرب غزة
  • مجلس الأمن يبحث اليوم تهديدات السلم العالمي الناجمة عن تصرفات أوروبية
  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة الخندق تثبت أن الإسلام لم يأت بمواقف عدائية ضد أحد