عربي21:
2025-08-01@16:57:05 GMT

MEE: التونسيون يواجهون ندرة في الخبز والمواد الأساسية

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

MEE: التونسيون يواجهون ندرة في الخبز والمواد الأساسية

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا أشار فيه إلى أن تونس تعيش وسط أزمة مالية عميقة، حيث فرغت المتاجر من المواد الغذائية الأساسية في وقت تفكر فيه الحكومة بحزمة الإنقاذ التي تتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول عليها.

وقال ستيفن كويلين إن أهل تونس يذهبون إلى المخابز في الصباح ليعودوا وسلالهم فارغة.

ففي الساعة السابعة صباحا كان الطابور قد تشكل أمام مخبز محلي في حي باب جديد في العاصمة تونس.

وتفرغ الرفوف بسرعة من خبز الباغيت المسعر بـ 0.07 دولار، حيث يتزاحم الشباب والكبار لشراء المادة الغذائية اليومية التي تتناقص. وقال رجل كبير في العمر "علينا أن نحضر مبكرا وإلا فلن نحصل على الخبز"  و "أحيانا أقف 15 دقيقة أو أكثر لكي أحصل على الباغيت"، والمشهد في باب جديد يتكرر حول البلاد.

فمن المدينة الشمالية بنزرت إلى جربة في الجنوب وتطاوين يشتكي التونسيون من الطوابير الطويلة وتناقص إمدادات الخبز.

فالخبز هو  مكون مهم في الطعام التونسي وبخاصة لأطباق الملوخية والعجة والشكشوكة. لكن الخبز ليس هو البعيد المنال، فالأطباق التي يدخل القمح في مكوناتها مثل الطحين والكسكس والباستا باتت نادرة وبشكل متزايد إلى جانب المواد الغذائية الأخرى مثل الأرز والسكر.

وفي أحياء العاصمة الراقية التي يمكن الحصول فيها على الأطعمة الشهية مثل فطائر فوا غرا في المتاجر، فإن الرفوف عادة ما تخلو من المواد الأساسية. وقال علاء الدين المقيم في سيدي بوزيد، وسط تونس "لو انتظرت للظهر فلن تجد الخبز في أي  مكان" و "لا تكلف نفسك بالحصول عليه في المتجر المحلي، فهو متوفر فقط في المخبز".

ويقول الاقتصاديون إن جذور المشكلة نابعة من محاولات الحكومة تغطية المواد المدعومة والتي اعتمد التونسيون عليها ولوقت طويل.

وقال طارق بوعصيدة، الاقتصادي التونسي "طالما ما منحت الدولة التونسية توفير المواد الأساسية وبخاصة المواد الغذائية مثل الخبز والباستا والكسكس" و "لكن مع الأزمة الإقتصادية أصبح الأمر صعبا".

وفي ظل العجز بمليارات الدولارات بالميزانية والدين الدولي المتزايد فقد توقفت الحكومة عن بيع الطحين المدعمة لمئات المخابز الخاصة في الأسبوع الماضي، مما أدى إلى اضرابات يوم الإثنين.

وتنتج الدولة في شمال أفريقيا ما معدله 1.1 مليون طن متري من القمح في العام، لكن الاستهلاك يقدر بحوالي ثلاثة ملايين طن متري. 

ومن أجل مواجهة احتياجاتها المحلية،  تعتمد تونس وبشكل كبير على القمح الروسي والأوكراني واليوناني والروماني للحصول على إمدادات القمح.

ولكن موسم إنتاج القمح المحلي هذا العام تراجع بنسبة 60% مما زاد من الأمور سوءا وفاقم أزمة الخبز. 


ويعاني اقتصاد تونس من الإضطرابات منذ عام 2011، واضطرابات سياسية ووباء كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا مما أضر بخزائن الدولة.

وأدت الحرب في أوكرانيا لاختفاء المنتجات التي تقوم على الحبوب مما أدى لندرة المنتجات في المحلات والمتاجر.

وبغياب التحسينات  في اقتصاد الدولة منذ استحواذ قيس سعيد  على السلطة في 2021، أدى لزيادة نقص القمح لأدنى مستوياته.

وبحسب الجمعية غير الحكومية "قاتل ضد اقتصاد الرعاية"، وتأخرت تونس عاما عن دفع المال لجهاز دعم الحبوب، مما أجبرها على تخفيض الاستيراد بنسبة  30 بالمئة هذا العام.

ويقول فاضل كبوب، الاقتصادي والأستاذ في جامعة دينسون ورئيس المعهد الدولي للازدهار المستدام أن نقض الخبز والمواد وتحديات دعم المواد الغذائية هو نتاج عقود من السياسات الفاشلة و "في قلب المشكلة هي أننا خسرنا سيادتنا على الطعام" و"دائما ما نستورد أكثر مما نصدر ونقترض أكثر مما نستثمر، ونحن نقترض للإستهلاك". 

وللحد من استيراد القمح، حاولت الحكومات التونسية المتعاقبة معالجة الموضوع، مما بزيادة تدريجية للأسعار أو تخفيض حجم رغيف الخبز.

إلا أن بعض هذه الجهود أدت لحالة من الغضب بل وتظاهرات عامة. وفي عام  1984 وبضغط من صندوق النقد الدولي،  أوقفت حكومة الحبيب بورقيبة الدعم عن القمح والسميد، مما  أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز بنسبة 100 بالمئة.

 وأظهر سعيد ترددا في قطع الدعم كما يطالبه صندوق النقد الدولي مقابل 1.9 مليار دولار كحزمة مساعدات.

وكان حله للمشكلة هي أنه يجب إنتاج "نوع واحد من الخبز" وأمر بعدم تزويد المخابز الخاصة بالدقيق المدعم واستخدامه في منتجات أخرى كلفتها أعلى.

ومنذ آب/أغسطس  منعت وزارة التجارة 1500 مخبزا خاصا من شراء الدقيق المدعم، مما عرض تجارتها للخطر وأدى لتظاهرات.

وقال كبوب "يمكن للحكومة أن تأتي  بطرق إبداعية لقطع الدعم  يمكن أن يعطي صندوق النقد الدولي ما يريد بدون أن يشعر الرأي العام"، و "الصعب معرفة كيف سيحدث هذا".

إلا أن الحل الأكثر ديمومة لمشكلة الأمن الغذائي التونسية هي "استراتيجية متماسكة وشاملة للإستثمار في سيادة الطعام وعلم بيئة الزراعة".

وبالنسبة للطبقة العامة في تونس ففكرة إنهاء الدعم لا يمكن التفكير بها. ويقول نور الدين، المستهلك المنتظم في مخبز باب جديد "يجب أن يكون مؤقتا" و"وقف الدعم سيقود للفوضى".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تونس المخابز قيس سعيد تونس المخابز قيس سعيد صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی المواد الغذائیة

إقرأ أيضاً:

ضبط 8 أطنان قمح قبل تهريبها للسوق السوداء بمطروح

علنت المهندسة هند مساعد، وكيل وزارة التموين بمطروح، عن قيام الأجهزة الرقابية اليوم الأربعاء، بضبط 8 طن من القمح المحلي المهرب قبل بيعه في السوق السوداء بمدينة النجيلة.

جاءت هذه العملية في إطار التنسيق المستمر بين وزارة التموين والجهات الرقابية العليا، حيث تم تنفيذ حملة تفتيشية شاملة على مخازن المواد الغذائية ومحلات بيع التموين في المدينة. وقد أسفرت الحملة عن كشف الكمية المهربة التي كانت تهدف إلى التلاعب بأسعار القمح المحلي وتهديد استقرار السوق.

وأكدت المهندسة هند أن هذه الحملات ستستمر بشكل دوري، مشددة على أهمية التعاون بين جميع الجهات المعنية لضمان تحقيق الأمن الغذائي ومكافحة جميع أشكال التهريب. كما دعت المواطنين إلى الإبلاغ عن أي ممارسات غير قانونية تضر بمصالحهم.

وأضافت وكيل وزارة التموين بمطروح، أن الوزارة تعمل على تعزيز استراتيجياتها لضمان وصول القمح المدعوم إلى المستهلكين بأسعار مناسبة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.

مقالات مشابهة

  • شريف عامر: مؤتمر حل الدولتين خطوة استراتيجية لتعزيز الدعم الدولي لفلسطين
  • ارتفاع مستمر في أسعار المواد الغذائية والتجار يرفضون التخفيض رغم تراجع الصرف
  • 6000 طن من المواد الغذائية والإغاثية بقافلة المساعدات الإنسانية الخامسة من مصر إلى غزة
  • رئيس الوزراء: لا يوجد نقص أو ندرة لأي سلعة أساسية.. ونسعى لخفض الأسعار
  • رئيس الوزراء: توفير العملات الصعبة لمستلزمات الإنتاج والمواد الخام
  • وزيرة التضامن: المواطن اقتسم المواد الغذائية لتقديمها للأشقاء في غزة
  • ضبط 8 أطنان قمح قبل تهريبها للسوق السوداء بمطروح
  • البلديات والإسكان تُحدّث اشتراطات منافذ بيع المواد غير الغذائية لتنظيم القطاع التجاري
  • تضمّن متطلبات مكانية ومساحية.. “البلديات والإسكان” تُحدّث اشتراطات منافذ بيع المواد غير الغذائية
  • باحث سياسي: اللقاء مع بريطانيا يعكس تحركًا مصريًا مدروسًا لتعزيز الدعم الدولي لفلسطين