غرق مدافن البقيع وإعلان الطوارئ
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
شهدت المملكة العربية السعودية موجة هطول أمطار رعدية شديدة تحولت إلى سيول غير مسبوقة اجتاحت عددًا من المناطق بالسعودية، وتسببت تلك السيول القوية فى انهيار أحد المنازل، غمرت الطرقات وجرفت السيارات بعدة شوارع.
وضربت السيول المدينة المنورة والبرق والأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه فى الشوارع، وغرقت مدافن البقيع هى المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول وتضم 10 آلاف صحابى ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى المسجد النبوى حاليًا، ما دفع الهيئة العامة للعناية بشئون المسجد النبوى برفع السجاد من المواقع المكشوفة وتوزيع المظلات على الزوار والمصلين لضمان سلامتهم.
ووجهت أمانة منطقة المدينة المنورة المواطنين بعض الإرشادات جراء هطول السيول تتمثل فى الآتى، استمع إلى التحذيرات والإرشادات الصادرة من الجهات الرسمية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، عدم الاقتراب من التمديدات أو الأجهزة الكهربائية المبللة أو أعمدة الإنارة، غادر السيارة عند تعطلها والجأ لأقرب مكان آمن، استخدام أكياس الرمل لوضعها أمام الأبواب ومداخل المنزل لمنع دخول مياه السيول، التزم بالمسارات والطرق الآمنة الموصى بها من قبل الجهات الرسمية وعدم المجازفة، استخدام الكشافات التى تعمل بالبطارية.
وكان المركز الوطنى للأرصاد فى السعودية، قد أصدر، الجمعة، تنبيهاً بشأن الأمطار على المدينة المنورة وجريان السيول، بحالة أمطار متوسطة، يصاحبها رياح شديدة السرعة، شبه انعدام لمدى الرؤية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية، وتجمع للمياه.
وقال المركز الوطنى للأرصاد السعودى، إنه « لا تزال الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تؤدى إلى جريان السيول مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة على أجزاء من مناطق جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، المدينة المنورة وتكون خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من مناطق نجران، حائل، القصيم وجنوب الرياض، وأضاف: «لا يستبعد تكون الضباب خلال الليل وساعات الصباح الباكر على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية».
وقال المركز الوطنى للأرصاد السعودى، إن الأمطار تحولت من خفيفة إلى متوسطة على مركز القليبة التابع لمنطقة تبوك شملت المركز والمعظم وعش والغمار وخدعه وخبة التماثيل وضواحيها.
وأوضح أن هناك أمطاراً غزيرة على العاصمة المقدسة ومحافظة الجموم مصحوبة برياح شديدة السرعة، وانعدام فى مدى الرؤية الأفقية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية.
وأصدر مركز الأرصاد الوطنى الإنذار الأحمر على عدة مناطق بالمملكة، نتيجة استمرار الحالة المطرية، والصواعق الرعدية، مع الرياح الشديدة المؤدية إلى انخفاض فى مجال الرؤية الأفقية، مع جريان السيول على منطقة مكة المكرمة فى كامل محافظات الخرمة، المويه، تربة، رنية، ومنطقة الباحة فى كامل محافظات الحجرة، المخواة، فرعة غامد الزناد، قلوة، ومنطقة عسير فى كامل محافظات المجاردة، بارق، رجال المع، محايل، ومنطقة الباحة فى كامل محافظات أبها، أحد رفيدة، الحرجة، الربوعة، خميس مشيط، سراة عبيد، ظهران الجنوب، ومنطقة جازان فى كامل محافظات أبو عريش، أحد المسارحة، الطوال، الفطيحة، صامطة، صبيا، ضمد.
كما أعلن الدفاع المدنى بالمملكة العربية السعودية، استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة حتى الثلاثاء المقبل، وشدد على المواطنين ضرورة البقاء فى أماكن آمنة، وعدم الوجود فى أماكن تجمع السيول.
وأكد إخراجه لشخصين تعرضا للغرق فى تجمع لمياه الأمطار فى وادى ذهب، كما ناشد الدفاع المدنى المواطنين إلى توخى الحذر والحيطة، وضرورة اتباع الإرشادات الوقائية إثر الحالة المناخية التى تشهدها منطقة جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، مع ضرورة الابتعاد عن أماكن تجمع السيول والمستنقعات المائية، وعدم السباحة فى الأودية، كما ناشد بضرورة الالتزام بالتعليمات المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وكانت قد لقيت أسرة سعودية مكونة من 5 أفراد مصرعها فى منطقة عسير، غرب المملكة، الأحد الماضى بسبب السيول الشديدة، حيث تسببت الأمطار الغزيرة فى جريان وادى لهمان وجرف عدة سيارات، ما أدى إلى وفاة مدير مدرسة وزوجته وثلاثة من أبنائهم قرب مركز السعيدة بمحافظة محايل عسير.
غمرت مياه السيول، أبريل الماضى عدداً كبيراً من الطرق فى السعودية، ضمن موجة من الأمطار الغزيرة التى ضربت منطقة الخليج الصحراوية. وضربت عواصف استثنائية منطقة الخليج فى منتصف أبريل، وأسفرت عن مقتل 21 شخصاً فى عمان و4 فى الإمارات، التى سجلت أكبر كمية هطول أمطار منذ 75 عاماً.
وتوقع المركز الوطنى للأرصاد والإنذار المبكر، فى اليمن استمرار هطول الأمطار الرعدية متفاوتة الغزارة على عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة
ومن المحتمل هطول أمطار متفاوتة الشدة بعضها غزيرة مصحوبة بالعواصف الرعدية على مرتفعات محافظات تعز، الضالع، إب، ذمار، ريمة، حجة، المحويت، صعدة، شبوة وحضرموت، ويتوقع هطول أمطار متفرقة على أجزاء من محافظات صنعاء، عمران، مأرب، الجوف، البيضاء والمهرة.
كما ضربت أمطار غزيرة مناطق عدة فى شمال غربى ليبيا، وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ رفع درجة الاستعدادات، وإنقاذ عائلات علقت جراء السيول التى غمرت وادى وشتاتة، الواقع ما بين بنى وليد وترهونة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمطار غزيرة هطول الأمطار الرعدية المملكة العربية السعودية المدینة المنورة هطول أمطار
إقرأ أيضاً:
رغم انتعاش السدود بأمطار 2025.. تونس تواجه شحاً مائياً مستمراً
رغم التحسن الملحوظ في نسب امتلاء السدود بعد الأمطار الأخيرة، إلا أن تونس لم تتجاوز بعد أزمتها المائية التي استمرت لسنوات، وفق ما أكده خبراء في المناخ والموارد المائية، مشددين على ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية عميقة لضمان الأمن المائي في البلاد.
وعانت تونس في السنوات الأخيرة من أزمة مائية غير مسبوقة، تفاقمت بسبب توالي سنوات الجفاف وندرة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد في مستويات مخزون السدود، خاصة في المناطق الشمالية الغربية التي تضم معظم المنشآت المائية الكبرى.
بدوره، الخبير في علم المناخ عامر بحبة أوضح في تصريح لـ”سبوتنيك” أن الأعوام 2020 إلى 2023 سجلت أدنى نسب لمخزون السدود، الأمر الذي دفع الحكومة لاعتماد إجراءات استثنائية العام الماضي، من بينها نظام الحصص في توزيع مياه الشرب، حظر ري المساحات الخضراء وغسل السيارات، وقطع المياه ليلاً في بعض المناطق الكبرى.
من جهته، أكد الخبير في التنمية والموارد المائية حسين الرحيلي أن الأمطار التي شهدتها تونس هذا العام ساهمت في رفع نسبة امتلاء السدود إلى نحو 43%، مقارنة بـ19.6% في نوفمبر 2024. واعتبر الرحيلي أن هذه النسبة وإن لم تكن عالية، فإنها “تبعث على قدر من الطمأنينة” قبل دخول موسم الصيف.
لكنه في المقابل حذر من الإفراط في التفاؤل، مشيرًا إلى أن البلاد لا تزال ضمن مرحلة “الشح المائي”، داعيًا إلى تجاوز الحلول الظرفية والتوجه نحو إصلاحات طويلة الأمد.
كما شدد الرحيلي على ضرورة تبني سياسة وطنية لترشيد استغلال الموارد المائية، مع تعزيز ثقافة التكيف مع الندرة، والعودة إلى أساليب التخزين التقليدية مثل الفسقيات والمواجل. كما دعا إلى فتح حوار مجتمعي شامل حول الملف المائي وإعادة النظر في سياسات تعبئة الموارد السطحية وتوزيع الإنتاج الفلاحي.
ودعا الخبراء أيضًا إلى مراجعة خارطة الإنتاج الفلاحي ومنع زراعة الأصناف الهجينة المستهلكة للمياه، والعمل على تأهيل المناطق السقوية التي تستحوذ على 77% من الموارد المائية في تونس.
بدوره، أكد عامر بحبة أن الأزمة المائية لا ترتبط فقط بالعوامل المناخية، بل تشمل أيضًا سوء إدارة الموارد، داعيًا إلى صياغة استراتيجية وطنية متكاملة، تشمل تشريك كل الهياكل المختصة، وإعادة تأهيل شبكة توزيع مياه الشرب، التي تعاني من تسربات كبيرة تؤدي إلى فقدان نحو 40% من المياه قبل وصولها إلى المستهلك.
ورغم التحسن النسبي في المؤشرات المائية بعد أمطار 2025، لا يزال الطريق طويلاً أمام تونس للخروج من أزمتها المائية، في ظل الحاجة إلى إصلاحات جذرية تشمل التخطيط الفلاحي، ترشيد الاستهلاك، وتحسين البنية التحتية المائية، من أجل ضمان أمن مائي مستدام في مواجهة التغيرات المناخية والضغوط الديموغرافية.