أوموغاندا.. هكذا تفاجئك رواندا في كل مرة
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
كيغالي- كانت شمس اليوم السبت آخر أيام شهر أغسطس/آب بالكاد قد طلعت على كيغالي عاصمة رواندا، حين اتصل بي زميلي الصحفي ستيفن سيباسوري يسألني إن كنت جاهزا للخروج معه في رحلة صباحية مفاجئة.
وافقته للخروج حين وجدته متحمسا، يريد أن يطلعني على سر جديد من أسرار هذه المدينة التي يأسرك جمالها ونظافتها، وحين سألته، أجابني أن اليوم موعد "أوموغاندا"، وحرك سيارته، وانطلق تاركا مجموعة من الأسئلة تدور في خيالي.
شوارع المدينة بدت شبه خالية من السيارات، بينما ينتشر رجال الشرطة بكثافة فيها يرافقهم بعض عناصر الجيش، إذ استوقفتنا نقطة للشرطة، وتحدث الشرطي لزميلي باللغة المحلية، ثم سمح لنا بإكمال رحلتنا، والغريب أن الأمر تكرر عدة مرات.
وصلنا إلى قرية صغيرة على مشارف المدينة، فوجدت سكانها يتوافدون إلى شارع ترابي قد تضرر كثيرا بفعل الأمطار الغزيرة، يحمل كل منهم ما يستطيع استخدامه من أجل المهمة التي جاء لإنجازها، ما بين فأس أو مجرفة أو مكنسة وغيرها.
انتظمت معهم، منتظرا -كما أخبرت- مجيء رئيس المجلس المحلي للقرية السيد سيلستين، الذي كان قدومه إيذانا ببدء العمل على إصلاح الشارع وتنظيفه.
حينها كشف لي ستيفن أن البلاد شبه مغلقة وأن حركة السير تتوقف من الساعة 8 وحتى 11 في جميع أنحائها، لتنفيذ البرنامج الشهري "أوموغاندا".
وحين قرأ في عيني حيرة لا تقل عن حيرتي حين وافقته على الخروج، أحالني إلى السيد سيلستين، الذي بدأ حديثه يتدفق بحماسة شديدة، يتحدث عن هذا اليوم.
بدأ يشرح لي معنى كلمة أوموغاندا (Umuganda) قال إنها تعني بلغة "كينارواندا" المحلية "الاجتماع معا لتحقيق هدف مشترك"، وأخبرني أن البلاد تكون في عطلة شاملة في صباح يوم السبت الأخير من كل شهر لأداء الخدمة المجتمعية الإلزامية.
وقال إن المشاركة في يوم أوموغاندا مطلوبة بموجب القانون، مشيرا إلى أن فكرة هذا العمل التطوعي قديمة جدا، لكنها تطورت إلى هذا الشكل في عهد الرئيس بول كاغامي في عام 2009.
قادني إعجابي بالفكرة للمشاركة، وحينها أخبرني أحد المشاركين -وهو معلم في إحدى المدارس الثانوية- أن السلطات تشجع غير الروانديين المقيمين في البلاد على المشاركة في هذا اليوم.
علمت من المشاركين، أن أفراد المجتمع يتنادون في هذا اليوم -وفق اتفاق مسبق- للقيام بعمل تطوعي عام، يتضمن أنشطة تعزز تطوير البنية التحتية وحماية البيئة، أو إصلاح وتنظيف المدارس والمراكز الطبية والمباني العامة والمنشآت الحكومية والشوارع وغيرها.
وفي حالات أخرى، يخصص أهل المنطقة اليوم لمساعدة أحد سكان الحي في عمل ما، كإكمال بناء بيته أو إصلاح أرضه، وغير ذلك من الأعمال.
بعد الانتهاء من الأعمال الميدانية، تتحول الفعالية إلى منتدى يجتمع فيه الأهالي لمناقشة الأمور المهمة في الحي أو القرية، وتقييم الأعمال والاتفاق على الفعالية المقبلة.
كما يوفر هذا الاجتماع منبرا للقادة على كل مستوى من مستويات الحكومة، لإطلاع المواطنين على الأخبار والإعلانات المهمة، وأسرّ لي ستيفن أن هذا الاجتماع يمثل فرصة لظهور شخصيات مجتمعية قيادية على مستوى المنطقة المحلية والبلاد بشكل عام.
في ختام هذه الفعالية، تذكرت ما قاله لي الناشط المجتمعي فريدي موتانغوها -نائب رئيس الرابطة الوطنية الشاملة للناجين من الإبادة الجماعية في رواندا- حين قابلته في أول زيارتي للبلاد، قال حينها "النظافة التي تراها في شوارع كيغالي هي انعكاس لما في صدور الروانديين، وهي محاولة من السلطات لمسح أحقاد الماضي من قلوبهم".
فالحاجة إلى أوموغاندا نبعت من الحاجة إلى ثقافة تصالحية وحدوية تنسي السكان آثار الإبادة الجماعية عام 1994، كما أنها ثقافة تهدف إلى إشراك الناس في "عملية صنع القرار" وتعزيز المشاركة في المجتمع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
نادي الجزيرة: فرع أكتوبر يخسر 20-25 مليون جنيه سنويا
قال المهندس إبراهيم زاهر، المرشح على رئاسة نادي الجزيرة والمقرر عقدها في التاسع عشر من الشهر الجاري، عبر قائمة تحمل شعار «جيل جديد… رؤية متطورة»، إن سبب ترشحه هو أن النادي بالنسبة له بيته الأساسي، حيث تربّى داخله ومارس الرياضة به، حتى استطاع خوض منافسات كأس العالم وأولمبياد أثينا 2004 في كرة المياه.
وأوضح أنه تولّى منصب مدير عام نادي الجزيرة وهو في سن الثامنة والعشرين، ما يجعله مطّلعًا على مشكلات النادي وأهدافه، مؤكدًا أن النادي كان أساسيًا في تكوينه وبناء شخصيته التي انعكست على كل ما قام به في حياته ومناصبه المهنية.
ياسر الفرنواني يعلن قائمته النهائية لانتخابات نادي الجزيرة
عمر عز العرب: لدي رؤية واضحة لنادي الجزيرة
وواصل خلال لقاء ببرنامج الصورة الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار، قائلًا: ترشحت وأخذت قراري ليس لأن النادي متراجع أو يعاني من مشكلة بعينها، لكنه واقف في مكانه، خاصة أنه يُدار منذ سنوات بنفس الطريقة وبفكر القطاع العام، وحان الوقت لأن يُدار بفكر القطاع الخاص.
وبيّن أن سبيل إدارة نادي الجزيرة بفكر القطاع الخاص يعتمد على عدة محاور دون المساس برفع الاشتراكات أو زيادة تكلفة بيع المأكولات والأغذية والمشروبات، قائلًا: أهم شيء في تشكيل القائمة هو أنها الطريق للإدارة بفكر القطاع الخاص، وعندما اتخذت قرار تشكيل القائمة قررت أن أكون مرشحًا على منصب الرئيس حتى أكون في مواجهة الرياح، وبالعامية أحاسب على المشاريب بنفسي، علشان نبعد عن فكرة تعليق الشماعات.
وأردف قائلًا: النهارده عايزين نركز على تشكيل القائمة، وتم ذلك بشكل ممنهج وعلمي، حيث بُنيت القائمة على فكر واضح، وليس على كوتة الأصوات التي يمتلكها كل عضو من المرشحين، بل اعتمدنا على نقاط الضعف الموجودة في النادي واحتياجاته، لأن الطريقة التقليدية تقود في النهاية إلى طريق مسدود.
ولفت إلى أن من أهم نقاط الضعف الموجودة في النادي مسألة التشخيص الصحيح، عبر تنمية موارد النادي وإدارتها، والأهم من المورد نفسه هو كيفية إدارة هذه الموارد، قائلًا: ممكن يبقى فيه فلوس، لكن كيف تُدار؟ هذا سؤال مهم، ويحتاج إلى أساليب متطورة ومبتكرة لزيادة العائد على رأس المال.
وعن أهم ثلاثة أهداف يسعى لتحقيقها، قال: افتتاح نادي الجزيرة فرع السادس من أكتوبر بالكامل، وإعادة المركز الرئيسي بالزمالك إلى رونقه ووضعه الطبيعي. وأضاف: بعض الناس ممكن تقول أنا مالي بفرع أكتوبر، وعايز أقولهم لا ليكم علاقة أكيد، لأن معظم الموارد المُدِرّة على فرع الزمالك بتروح في شكل نزيف مالي في أكتوبر، حيث يخسر فرع أكتوبر سنويًا ما بين 20 إلى 25 مليون جنيه في شكل تشغيل سنوي، في حين تم إنفاق ما بين 80 إلى 100 مليون جنيه خلال السنوات الماضية في صورة مرتبات وأجور.
وأكد أن المستهدف في حال فوزه هو أن يقف فرع النادي بأكتوبر على قدميه خلال عام ونصف، مشددًا على أن قائمته لا تنوي الترشح لأكثر من فترة واحدة، قائلًا: إحنا نازلين أربع سنوات بس، نحط النادي في موقعه الطبيعي فقط.
وذكر أن لديه خبرة موسعة في إدارة الأندية الخاصة، قائلًا: بقالي عشر سنوات مش شغال غير في بناء وإدارة الأندية الخاصة، زي إس كلوب وماونتن فيو.