مثقفون ينعون الشاعر مدحت حسن: صاحب البسمة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
عبر عدد من المثقفين عن حزنهم على رحيل الشاعر والمترجم الدكتور مدحت طه، الذي رحل صباح اليوم عن عمر ناهز 67 عاما، ودون المثقفون كلماتهم في رثاء الشاعر الراحل عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وقال الدكتور زين عبد الهادي: «رحل اليوم صديق من اطيب وأجمل من عرفت، طبيب العظام والكاتب والشاعر د. مدحت طه الرجل الجميل وصاحب الابتسامة الدائمة الخلوق، عاش جميلا ورحل جميلا، اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك»
غيابك يفتح بوابات ذكريات طويلةودوّن الشاعر إبراهيم عبد الفتاح: صديقي الغالي مدحت طه، غيابك بيفتح بوابات ذكريات طويلة من التعارف في سهرات الأدب والتمشية في القاهرة القديمة والسكن المشترك والأحلام المؤجلة والانتصارات الصغيرة والإحباطات والمقاومة والليل والشعر والثورة والسفر والغربة والعودة.
وأكمل« مفيش وداع يناسب حضورك ولا رثاء يليق بإنسانك الراقي وإخلاصك لقناعاتك، مع السلامة ياصاحبي ولروحك الجميل الرحمة والمحبة والسلام».
وكتب الشاعر أحمد سراج منشور بعنوان «في وداع مدحت حسن»: وهذا الصباح تلقيت نبأ رحيلك بعد نجاة مؤقتة من مرض لعين، استرجعت أيامنا المزدهرة عقب ثورة يناير المجيدة؛ حيث بدأ كل منا في أهم أعماله.
وأكمل «سراج»: وأعتبر أن ترجمتك لقلب الظلام كانت درة التاج بالنسبة لك، وأذكر كيف قرأتها أنا ثم قارنتها بترجمات سابقة، وكيف اتسع صدرك للحوار، ومعه اكتشفت أنك قرات كل الترجمات السابقة وعالجت عيوبها بتواضع شديد.
متابعا: «صديقي العزيز، ها أنت ترحل عقب عبد الحفيظ طايل ومحمود قرني وسامي الغباشي، وبعد رفعت سلام وشاكر عبد الحميد».
معلومات عن الشاعر مدحت حسن:يشار إلى مدحت طه شاعر ومترجم وروائي مواليد القاهرة عام 1956، حصل على الثانوية العامة من مدرسة إسماعيل القباني الثانوية عام 1974، وبكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب جامعة عين شمس عام 1981، وماجستير جراحة العظام من كلية الطب جامعة عين شمس عام 1996.
وأصدر ديواني شعر: السكون والصدى، عام 2007، أسئلة تراود الغفلة، عام 2018، ورواية: السير على الأطراف، عام 2015، كما ترجم أعمالا لكبار كُتّاب اللغة الإنجليزية، مثل: رواية الطفل الخامس، للكاتبة الإنجليزية دوريس ليسنج، ورواية قلب الظلام للكاتب جوزيف كونراد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مدحت حسن وفاة مدحت حسن مدحت طه
إقرأ أيضاً:
وداعاً أيها الشاعر الذي أزعج الظالمين والقتلة والفاسدين كثيراً ..!
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
غيب الموت نهار اليوم الخميس، الشاعر البابلي الجميل موفق محمد بعد أزمة صحية لم تمهله طويلاً للأسف ..
أكتب هذا المقال وطعم الفجيعة المر يملأ فمي، وسواد الحزن يغطي كل مسامات روحي، ليس لأن بيني وبين هذا الشاعر الجميل وداً فحسب، إنما لأن القصيدة العراقية فقدت شاعراً استثنائياً لا يتكرر، وحين أقول ( شاعراً لايتكرر)، فإنا أعني وأقصد تماماً ما أقول..
فهذا الشاعر الذي يكتب بشكل ولون مميز وخاص، سواء من الناحية اللغوية، أو الفنية، أو الأسلوبية، حتى لتحار في نوعية قصيدته: أهي قصيدة عاملة وشعبية أم قصيدة فصحى؟
وفي هذا اللون لا يتشابه معه سوى الشاعر الراحل گزار حنتوش..
أما عن جرأة موفق محمد
وشجاعة قصيدته، فحدث بلا حرج، ولا تسألني عن تفرده وتميزه في قول ما يريد قوله دون خوف من أحد، أو التفكير بالنتائج، وما يترتب على ما سيقوله من نقد قاس ولاذع بحق السلطة الحاكمة، وفساد الطبقة السياسية، أو بحق من يراه سبباً في دمار العراق وإفقار شعبه الأبي.
وفي هذه الجرأة أجزم أن موفق محمد كان يغرد وحده بعيداً عن الأسراب الشعرية والفنية الأخرى.
وهنا سأعترف لموفق محمد وأقول له، كثيراً ما كنت أتساءل مع نفسي متعجباً : ألا يخاف هذا الرجل على حياته وهو يعنف الحيتان بكل هذا التعنيف، ويرزل الأقوياء بكل هذه الرزالة..
ألا يخشى ( الكاتم) مثلاً، حين يتحدى عصابات الشر كل هذا التحدي، أو حين ينتصر للفقراء والمظلومين والمحرومين والمهمشين ضد جميع مستغليهم، وهو الذي لا يملك في بيته حتى (مسدس فالصو )، فمن أين تأتيه كل هذه القوة وهذا الجبروت الشعري والعناد الطبقي، من من يأتي العزم وتأتي الخسارة لهذا الفقير، اليتيم، الأعزل واليساري الذي ليس معه غير حب الفقراء وثقته بنفسه، وإيمانه بقضيته العادلة.. وأقصد قضيته الوطنية والتقدمية ..؟
كيف يخرج هذا الشاعر عن جادة زملائه الشعراء، فيكتب كل ما يريد بلا خوف ولا حرج حتى، لاسيما في قصائده ( الخاصة حداً) ، ولماذا لا يخاف هذا المجنون على حياته وحياة عائلته، وهو يمسح كل يوم الأرض – شعراً – بالأقوياء الظالمين والقتلة والمجرمين والمستبدين، ويجلدهم بقصائده ولسانه اللاذع .. كيف يجرؤ هذا الكائن الرقيق على الوقوف عارياً إلا من ورقة توت الشعر، فيتبول على رؤوس ووجوه الفاسدين بلا استثناء، بدءاً من أبطال صفقة القرن وليس انتهاء بمن وقف خلفهم من الزعماء والقتلة العتاة دون ان يرمش له جفن، كيف.. وهو الذي لا تقف خلفه سلطة ولاحزب مسلح أو ميليشيا أو قبيلة أو حتى أصدقاء متنفذون،
كيف بربكم كيف ؟
اليس لهذا الشاعر الباسل الحق في ان يبكيه الفقراء والشعراء والمظلومون.. ؟لقد اردت الحديث فقط عن هذه الجزئية المهمة في شعره وفي شخصيته، وهي حتماً جزئية متماسكة مع جزئيات أخرى في حياته ومزاجه وثقافته وتفكيره، وإلا ما مان سيمضي في هذا الطريق الخطير والصعب كل هذه السنين الطويلة.. نعم لقد أردت الحديث اليوم عن جرأته الفذة، وعن جسارته الشعرية الاستثنائية دون غيرها، لأنها الميزة التي تستحق الحديث أكثر من غيرها.. وأظن ان الناس الذين بكوا اليوم موفق محمد حزناً على رحيله وفراقه أولاً، بكوا عليه أيضاً لأنهم أدركوا بحساسيتهم المدربة والمجربة أن لا شاعر غيره سيفعل فعله، ولا أحد غيره سيشتم علناً القتلة، أو شاعر مثله ينال من الفاسدين ويفضحهم شعراً ونثراً ونكاتاً حتى !!
لذلك وجدت إن التعريف بتاريخ ومنجز هذا الشاعر غير ضروري اليوم بقدر الضرورة التي يوفرها التذكير بجرأته وبسالته وانحيازه الصارخ للفقراء، كما اعتقد أن الرجل ليس محتاجاً للتعريف بمنجزه الإبداعي ، فمن كان مثله لايحتاج قطعاً إلى تعريف.
أخيراً أقول ومعي جميع الشعراء والفقراء والمحرومين: وداعاً موفق محمد، وداعاً أيها الشاعر الشجاع الذي سيفتقده المظلومون كثيراً، ويفرح لرحيله الظالمون كثيراً ..