صحيفة البلاد:
2025-12-12@18:54:17 GMT

الفلسفة في حياتي

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

الفلسفة في حياتي

على أعتاب التخرج الجامعي، وبداية مشواري المهني، كانت لدي ميول لقراءة كتب الفلسفة: قصة الايمان بين الفلسفة والعلم والقران (الشيخ نديم الجسر)، المجتمع المثالي في الفكر الفلسفي (الدكتور محمد المسير)، أصل الانسان وسر الوجود (باسمة كيال)، فلسفة العلوم (الدكتور ماهر علي)، الروح لأبن القيم، نقض المنطق وكتاب فن المنطق (بن تيمية)، الى جانب العديد من الكتب التي تتعلق بدراسة الأديان وفن الكلام.

الى جانب هذا، كنت منشغلا بمجالسة أصدقاء وزملاء عمل. من المواقف التي لا تنسى في حياتي، لعب الورق (البلوت) مع أصدقائي، أقوم بلعبة ورقة، يقوم زميلي غاضبا لأني (تفلسفت) في اللعب! أتحدث عن أحد الفرق الرياضية المحلية، وأنه من المفروض أن يكون اللعب بهذه الطريقة، يقول صديقي (خذ الفلسفة)!

أستمع لبعض البرامج الحوارية في بعض القنوات الفضائية، ضيف البرنامج يتم تقديمه بأنه مفكر وفيلسوف، يستشهد في حديثه: أنه كان في القرن الميلادي الماضي من كان يقول: المفروض أن يكون الوضع عكس ما هو عليه في ذلك الوقت الحرج جداً الذي مرّ على الامة كلها! كان توجهه في هذا الأمر موافقاً لرأي الفيلسوف الاغريقي بطليموس وارسطو طاليس وقسطنطين الثالث عشر الذي قال نفس القول والرأي! لكن، يقول من كان يخالفه الرأي: إن الأمر يفهم عكس ذلك تماماً وهذا يخالف ما قاله كثير من المفكرين الفلاسفة في القرون الوسطى! (أبتسم وأنا أكتب هذه العبارات لأني لا أدرى كيف كتبتها). في نهاية اللقاء، مقدم البرنامج (عليه أعراض الصداع والدوخة) يبشر ما بقي من جمهور (الذي انتقل الى قنوات أخرى) بانتهاء اللقاء!

أدرك تماماً أن الفلسفة علم كبير وله أصوله وفروعه، هناك آلاف الكتب الفلسفية التي يطلق عليها أيضاً علم المنطق، كتب باللغة العربية واللغات الأخرى، لكن من وجهة نظري المتواضعة جداً في هذا العلم الكبير الذي يبني على علم الكلام الذي لا جمرك عليه (أرخص ما يتم تقديمه في العالم الحر) لا يقارن بالعلوم الأخرى مثل الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، الفلك أو علوم الطب التي تبنى نتائجها على أرقام ومشاهدات مثبتة من خلال التجارب العلمية!

باختصار، هناك من يمتلك عذب الكلام (الشعراء اللذين يتبعهم الغاوون)، هناك من يمتلك أسلوب الحوار الكاذب (أهل السياسة)، وهناك بعض من يكتب مقالاً يهدف في الحصول على (كيس من الدراهم)! المهم، كم بقي على نهاية موسم الصيف؟ حديث أهل الطقس (في القارة الإفريقية) في شأن انتهاء فصل الصيف، أعتبره من أنواع الفلسفة (الشمقمقيه)، يتكلمون بأن فصل الصيف انتهي بمقياس ومعايير (علم الفلك والنجوم)، أما بالنسبة لمعايير الكرة الأرضية، سيكون هناك اعتدال في حرارة الجو، وذلك بعد رشّ الماء على أرضية سطح المنزل، ونزول الماء من المرزاب إلى الشارع.
أحلى تحية إلى أحلى كلمنجية (راعي كلام)!
في نهاية مقالي، أتمنى انني نجحت في رسم الابتسامة!

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات

صراحة نيوز- الاستاذ الدكتور فواز محمد العبد الحق الزبون _ رئيس الجامعة الهاشمية سابقاً.

يقدّم الدكتور صبري ربيحات في كتابه «وكأنني لازلت هناك» عملاً سرديًا يتجاوز حدود السيرة الذاتية إلى فضاء أرحب يدمج بين الذاكرة الفردية والتاريخ الاجتماعي. فالكتاب يشكّل شهادة حيّة على مسار إنساني حافل بالتجارب، يبدأ من الطفيلة وينفتح على فضاءات العمل الأكاديمي والإداري والثقافي والسياسي في الأردن. ومنذ الصفحات الأولى، يلمس القارئ صدق الكاتب، وحرصه على تسجيل التفاصيل بعمق إنساني يذكّر بأن السيرة ليست مجرد أحداث، بل هي رؤية إلى الحياة وإلى أثر المكان في تشكيل الإنسان.

يعود ربيحات إلى الطفيلة باعتبارها نقطة بدء تكوّنت فيها شخصيته وتبلورت قيمه الأولى. فهو ابن البيئة التي صاغت أبناءها على الصلابة والاعتداد بالنفس واحترام العمل. ولا يظهر المكان في الكتاب مجرد مساحة جغرافية، بل كذاكرة راسخة ومصدر للمعنى. إذ يُبرز المؤلف تأثير الطفولة المبكرة، والمدرسة، والعلاقات الاجتماعية، في بناء الإنسان، مستعيدًا مشاهد الحياة اليومية التي شكّلت خلفيته الثقافية والأخلاقية. ويتعامل مع تلك التفاصيل بحنان معرفي يجعل القارئ يشعر أنه أمام وثيقة صادقة تُدوّن تحولات المجتمع الأردني عبر صورة الفرد.

وإلى جانب البعد الاجتماعي، يكشف الكتاب عن مسيرة مهنية متشعبة تجمع بين الأكاديمية والعمل العام. فقد تنقّل الدكتور ربيحات بين مواقع متعددة، بدءًا من خدمته في الأمن العام، وصولًا إلى تولّيه حقائب وزارية مثل وزارة الثقافة ووزارة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية. ويعرض هذه التجربة بروح المسؤول الذي يرى في العمل العام التزامًا تجاه المجتمع، وليس موقعًا بروتوكوليًا. ومن خلال سرد هذه المحطات، تُقدَّم للقارئ صورة لرجل يؤمن بأن خدمة الدولة مهمة تتطلب المعرفة والانتماء معًا.

ويتميّز الكتاب بلغته الرشيقة التي توازن بين بساطة التعبير وعمق الفكرة. فهو يكتب بلا مبالغة، وبلا مسافة بين الذاكرة والقارئ، مما يمنح السرد صدقه ودفئه. كما تتضح في أسلوبه خبرة الأكاديمي وقدرته على قراءة الأحداث وربطها بسياقاتها الثقافية والاجتماعية، وهو ما يضفي على السيرة قيمة معرفية مضاعفة. وفي الوقت نفسه، تحضر الإنسانية بوضوح في طريقته في استحضار العلاقات والتجارب، وفي قربه من الناس وتجاربهم اليومية.

وبالنظر إلى موضوعه وأسلوبه وأبعاده الفكرية والتربوية، يُعدّ الكتاب مادة ذات قيمة للتدريس في المدارس والجامعات، خصوصًا في مساقات التربية الوطنية، والدراسات الاجتماعية، وأدب السيرة الذاتية. فهو نموذج لكتابة تجمع بين التجربة الشخصية والتاريخ الوطني، وتساعد القارئ ،وخاصة الطالب ،على فهم كيفية تداخل السيرة الفردية مع تحولات المجتمع والدولة.

ملامح شخصية الدكتور صبري ربيحات كما تعكسها السيرة

تكشف صفحات الكتاب عن مجموعة من السمات التي تكوّن صورة واضحة لشخصية المؤلف، من أبرزها:
1. الانتماء للبيئة الأصلية
يظهر ربيحات ابنًا وفيًا للطفيلة، ممتنًا لتجربته الأولى، ومحمّلًا بقيم الجهد والنزاهة والاقتراب من الناس.
2. الصدق والشفافية
يكتب تجربته كما عاشها، دون تجميل أو مواربة، الأمر الذي يمنح السرد واقعيته ومصداقيته.
3. الرؤية الوطنية
لا ينظر إلى الأحداث من زاوية فردية فحسب، بل يربطها بالسياق الأردني العام، ويقدّم شهادة ناضجة على تاريخ اجتماعي وسياسي متحوّل.
4. العقل الأكاديمي
تظهر خبرته البحثية في قدرته على التحليل، وفي سلاسة الجمع بين التجربة الذاتية والمعطيات الموضوعية.
5. خبرة العمل العام
تمتزج في شخصيته ثقافة المثقف مع مسؤولية رجل الدولة، مما يجعل سيرته نموذجًا لفهم دور النخب في خدمة المجتمع.
6. البعد الإنساني
في كل التفاصيل، يحضر الإنسان القريب من الناس، والحريص على قراءة التجربة من منظور إنساني قبل أي شيء آخر.

خلاصة القول، يمثّل كتاب «وكأنني لازلت هناك» إضافة نوعية إلى أدب السيرة الذاتية في الأردن، لما يحمله من قيمة توثيقية وإنسانية، ولقدرته على الجمع بين سرد التجربة الفردية ورصد تحولات المجتمع. وهو عمل يستحق القراءة والتأمل، ويناسب أن يكون مرجعًا تربويًا يوظَّف في العملية التعليمية، لما يقدّمه من مضامين ثقافية ووطنية وأخلاقية راسخة. ويظلّ الكتاب شهادة صادقة لرجل حمل قيم بيئته معه أينما ذهب، وظلّ قريبًا من الناس ومن الحقيقة ومن فكرة الخدمة العامة.

 

مقالات مشابهة

  • “كتاب جدة” يستهل ندواته الحوارية بـ”الفلسفة للجميع”
  • فوائد واسعة لـالبابونج.. هل هناك أضرار في حال تناوله يوميا؟
  • قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
  • تعداد سكاني بأرقام تخالف المنطق
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • نواف شكر الله: التحكيم بدأ كهواية وأصبح جزءًا من حياتي
  • سلوى عثمان: 2025 عام التحوّل الكبير.. نجاحات فنية وتكريم رئاسي يغيّر مسار حياتي
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • هل هناك فرق بين العراف والكاهن
  • الإمارات تحظر السفر إلى مالي وتدعو مواطنيها هناك إلى العودة