وزير الثقافة يلتقي سفير كازاخستان في مصر لبحث أثر التعاون المستقبلي
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
استقبل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، السفير خيرت لاما شريف، سفير كازاخستان لدى مصر، في لقاء تناول أُثر التعاون المستقبلي بين البلدين في المجالات الثقافية والفنية.
جاء هذا اللقاء في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، اللذين يتمتعان بتاريخ طويل من التعاون والتواصل الحضاري.
تبادل الخبرات وتنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة
ركز اللقاء على أهمية تبادل الخبرات في مجالات الفنون والمعرفة، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعزيز التعاون في هذا المجال من خلال تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة تتيح للفنانين والمثقفين من كلا البلدين تقديم أعمالهم والإسهام في إثراء الحياة الثقافية.
وتطرق الطرفان إلى تنظيم ورش عمل مشتركة للفنانين والمبدعين، إضافة إلى تنظيم معارض ثقافية وفنية تعكس التراث المتنوع لكلا البلدين.
دور الكتاب في تعزيز التواصل الثقافي
ضمن الجهود الرامية إلى تعميق التعاون الثقافي، تم اقتراح إقامة فعاليات مشتركة بين الكتاب المصريين والكازاخ، بحيث يتم تبادل الأفكار والنصوص الأدبية، الأمر الذي يساهم في تقريب المجتمعات وتبادل الثقافات.
كما ناقش الجانبان إمكانية مشاركة كازاخستان في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، مما سيساهم في إثراء هذا الحدث الثقافي البارز وتعريف الجمهور المصري بالأدب والفكر الكازاخستاني.
أفلام الأطفال وتبادل القيم الثقافيةنالت فئة الأطفال والشباب حيزًا من النقاش خلال اللقاء، حيث تم الاتفاق على تبادل عروض أفلام الأطفال بين مصر وكازاخستان، لما تحمله هذه الأفلام من قيم تعليمية وثقافية تسهم في بناء شخصية النشء.
وأكد الطرفان أن هذه الخطوة ستسهم في نقل وتبادل القيم الإيجابية التي تعزز التنوع الثقافي وتساعد على بناء جسور من الفهم والتواصل بين الأجيال الشابة في البلدين.
التبادل الثقافيأوضح الدكتور أحمد فؤاد هنو أن التبادل الثقافي بين مصر وكازاخستان يمثل جزءًا محوريًا من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأكد أن الثقافة والفنون هما أداتان قويتان في تعزيز التفاهم بين الشعوب، وأن التعاون الثقافي الدولي يتيح فرصًا لبناء جسور من التواصل الفعال بين الثقافات المختلفة.
وأضاف أن مصر وكازاخستان لديهما تراث ثقافي غني ومتنوع يجب أن يتم تسليط الضوء عليه من خلال برامج التعاون المشتركة.
رؤية كازاخستان لتعزيز التعاون الثقافيمن جانبه، أشار السفير الكازاخي، خيرت لاما شريف، إلى أن بلاده تولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز التعاون الثقافي مع مصر، مؤكدًا أن الروابط الثقافية العميقة والتاريخ المشترك بين البلدين يشكلان أساسًا قويًا لتطوير المزيد من المشاريع الثقافية المشتركة.
وأضاف: "نحن ملتزمون بتوسيع آفاق التعاون مع مصر في مجالات الفنون والآداب والتراث، ونتطلع إلى تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة تسلط الضوء على التنوع الثقافي وتبرز القيم المشتركة بين الشعبين".
توسيع آفاق التعاون المستقبليأكد الطرفان خلال اللقاء على أهمية استمرارية التواصل والتنسيق بين الجهات الثقافية في البلدين، لضمان تنفيذ المشاريع المشتركة التي تم الاتفاق عليها.
وأعرب الجانبان عن تفاؤلهما بشأن المستقبل، حيث يتوقعان أن يسهم هذا التعاون في تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وكازاخستان بشكل أكبر وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والفني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد فؤاد هنو التعاون الثقافي العلاقات الثنائية تبادل الخبرات تنظيم معارض سفير كازاخستان كازاخستان معرض القاهرة الدولي
إقرأ أيضاً:
المبادرات الثقافية.. ركيزة لنشر الوعي
صالح بن سعيد الحمداني
تُمثل المبادرات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب مُمثلة في دائرة المعرفة والتنمية الثقافية، عنصرًا محوريًا في بناء الفكر وتعزيز الهُوية العُمانية وهي تجسيد حي لدور الثقافة في صناعة الإنسان وتنمية الوعي المجتمعي، فهذه المبادرات إلى جانب المبادرات الشبابية الأخرى التي تُشرف عليها الوزارة تُشكّل منظومة متكاملة تستهدف نشر الفكر الثقافي والأدبي في جميع محافظات وولايات سلطنة عُمان انطلاقًا من رؤية استراتيجية شاملة.
لقد جاء القرار الوزاري رقم (212/ 2016) الصادر في الخامس من ديسمبر لعام 2016، ليُنظّم العمل بالمبادرات الثقافية الدائمة ويؤسس لمرحلة جديدة من الحراك الثقافي المدروس والفاعل، ويُمثل هذا القرار مرجعية تنظيمية لهذه المبادرات؛ حيث أرست الوزارة من خلاله القواعد والمبادئ التي تنطلق منها تلك البرامج كما وفرت لها الدعم اللوجستي والمعنوي اللازم لتحقيق الأهداف المنشودة. فالوزارة لا تتوقف عند إصدار التوجيهات فقط؛ بل تمضي قدمًا في المتابعة المستمرة والتنظيم الدقيق بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة وبمشاركة فعالة من المديريات العامة المنتشرة في كافة المحافظات والتي تواكب هذه المبادرات بالدعم والمساندة وتسهيل العقبات والذين لهم البصمة الواضحة في دعم هذه المبادرات.
وتأتي أشكال هذه المبادرات متنوعة فمنها الصالونات الثقافية والمجالس الثقافية ومجالس الشعراء، وغيرها من الأطر الثقافية التي تغطي كافة محافظات السلطنة. وتتحمل كل مبادرة من هذه المبادرات مسؤولية وطنية في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الوزارة بما يُسهم في خدمة الصالح العام وتكريس العمل التطوعي الثقافي كمنهج حياة وتبرز هنا الجهود الكبيرة التي تبذلها دوائر الثقافة في الوزارة لتنظيم وتنمية الفكر التطوعي من خلال إقامة ورش العمل والملتقيات والتي تُعد منصات حيوية لتأهيل الكوادر الثقافية الشابة وإثراء معارفهم ومهاراتهم.
ومن النماذج الرائدة التي تُجسد هذا التوجه كان ملتقى المبادرات "تمكين وريادة" الذي أُقيم في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية خلال الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر 2023م، والذي مثّل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وتنمية المهارات في مجال إدارة المبادرات الثقافية، وكذلك ملتقى "تواصل وتمكين" الذي نظمته الوزارة يومي 2 و3 أكتوبر 2024م، والذي تضمّن ورش عمل وتدريبات متخصصة تهدف إلى تعزيز قدرات القائمين على المبادرات بما يُحقق أهدافهم ويُسهم في استثمار طاقات الشباب في خدمة الثقافة والفكر الوطني.
وتنسجم هذه الجهود مع رؤية "عُمان 2040"، وتُعزز من حضور الهُوية العُمانية والمواطنة والوعي بالموروث الحضاري والتاريخي في إطار جماعي منظم وفاعل.
وفي ذات السياق، يبرز ملتقى التضامن الثقافي الأول بمحافظة ظفار والذي أُقيم خلال فترة الخريف من 20 إلى 23 أغسطس 2024، كنموذج على التعاون والتكامل بين المبادرات الثقافية من مختلف محافظات السلطنة، هذا الملتقى الذي نُظم بالتعاون مع المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار شهد مشاركة عدد من المبادرات الرائدة وهي مجلس صحار الثقافي من محافظة شمال الباطنة، وصالون فاطمة العلياني من محافظة البريمي، وصالون مجان الثقافي من ظفار، وصالون الصواري الثقافي من جنوب الشرقية، وقد عكس هذا الحدث مدى الترابط والتضامن بين هذه المبادرات، ودوره في تعميق التعاون تحت مظلة الوزارة وبما يُحقق الغايات الثقافية والوطنية المنشودة.
ومن المهم أن نُدرك أن هذه المبادرات الثقافية هي مبادرات غير ربحية وتركز أساسًا على العمل التطوعي وتسعى لخدمة المشهد الثقافي والفكري والفني في السلطنة، وهي كذلك تُشكل منصات للتلاقي والحوار وتبادل الرؤى، وتُسهم في تشكيل وعي جمعي متنور على الرغم من التحديات والصعوبات التي قد تواجهها، ومن أبرز هذه التحديات التي تعترض طريق هذه المبادرات الدعم المالي إذ يُعد من النقاط الجوهرية التي تؤثر على استمرارية الفعاليات وتنفيذ البرامج بالشكل الأمثل؛ ففي كثير من الأحيان يضطر القائمون على هذه المبادرات إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية لتجاوز هذه العقبة مما قد يؤدي إلى الإرهاق أو التوقف المؤقت لبعض المبادرات.
إلى جانب ذلك، قد تواجه المبادرات بعض الصعوبات الفكرية والتنظيمية خاصة عندما تتعلق بتباين الرؤى أو نقص الكوادر المدربة أو ضعف الوعي بأهمية العمل الجماعي، إلّا أن الفكر الثقافي المتجذر والشغف الكبير لدى القائمين على هذه المبادرات يُساعدهم في التغلب على كثير من التحديات وتحويل بعض العقبات إلى نقاط قوة وفرص للتطوير وإن لم يكن بالإمكان تجاوز جميع المعوقات.
والحديث عن المبادرات الثقافية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب يفتح أمامنا آفاقًا متعددة ويُبرز حجم الجهد المبذول في بناء مجتمع ثقافي واعٍ ومتماسك، فالهمّ الثقافي في عُمان هو همّ جماعي ومسؤولية وطنية لا تكتمل إلا بمشاركة الجميع، لذا فإن تطوير هذه المبادرات والارتقاء بها يتطلب منّا التوقف عند كل تجربة ناجحة وتبادل الخبرات وتقديم الدعم المعنوي والمادي وفتح باب النقاش أمام جميع المهتمين والفاعلين في هذا الحقل خاصة أولئك الذين عاشوا هذه التجربة عن قرب وشاركوا في تنميتها وبنائها، فالهم في هذا المجال واسع ومتشعب ولا يكفي مقال ان نتطرق له، ولكن يمكن ان نعرج في عدة مواضيع على نقاط، يمكن لنا ايجاد لها حلول ونتشارك في حلحلتها؛ لتكون نقاط انطلاق وتساهم في دفع تطوير هذه المبادرات وخاصة اذا كانت من أولئك الذين خاضوا هذه التجربة وعاشوا في خضمها وترعرع بين جوانبها بمختلف المستويات كما أشرنا آنفًا، ولنا عودة في مقالات لاحقة للحديث عن بعض العراقيل والتحديات التي تواجه هذه المبادرات من واقع التجربة وبالاقتراب ممن كانت لهم بصمة واضحة في مسيرتها.
إنَّ المبادرات الثقافية ليست مجرد فعاليات موسمية؛ بل هي روافد أصيلة تصب في نهر التنمية الشاملة وتسهم في تكوين الإنسان العُماني فكريًا وقيميًا، وهي بحاجة مستمرة إلى العناية والدعم لتظل حية ومتجددة وقادرة على مواكبة التطلعات الوطنية، وتحقيق رؤية عُمان المستقبلية في أن تكون الثقافة ركنًا أساسيًا في صناعة الغد.
رابط مختصر