طرح الاستقبال العسكري الرسمي والكبير الذي أقامته وزارة الدفاع المصرية لرئيس أركان القوات البرية في القيادة العامة الليبية، صدام حفتر خلال زيارته القاهرة بعض الأسئلة عن أهداف الزيارة الآن وعلاقتها بأزمة المثلث الحدودي الأخيرة ودلالة الاحتفاء بنجل حفتر.

وكان في مقدمة الاستقبال رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة والذي التقى حفتر الابن وعقد معه اجتماعات موسعة ناقشا خلالها عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز آفاق التعاون بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف المجالات العسكرية والأمنية.



"تأمين الحدود ومنع الهجرة"

ونشرت صفحة المتحدث العسكري المصري أن "الفريق أحمد خليفة أكد لنجل حفتر ضرورة تنسيق الرؤى وتضافر الجهود المشتركة نحو تأمين الحدود والحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية والبحث عن كافة الأطر والآليات التي تحقق السيطرة على الأوضاع الأمنية في كافة الأراضي الليبية.



ولوحظ تغطية واسعة من قبل الصفحات والمراكز الإعلامية والقنوات التابعة لحفتر للزيارة، واصفين الاستقبال الرسمي والحفاوة بأنه يشكل دعما مستمرا وإعادة هيبة الجيش الليبي وتأكيدا على الدور الكبير الذي يقوم به "صدام حفتر" مؤخرا خاصة في الزيارات الخارجية والدولية ممثلا لوالده المشير حفتر".

وشهد المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان مناوشات واشتباكات عسكرية منذ أيام انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع السودانية على الجانب السوداني من المثلث بمساعدة قوات صدام حفتر المتركزة هناك، ما دفع البعض بربط الزيارة للقاهرة بهذه الأحداث.

فما أهداف وتداعيات ورسائل زيارة حفتر الابن إلى القاهرة الآن ودلالة الاستقبال العسكري الكبير له؟

"المثلث الحدودي والتدريب"

من جهته، قال المحلل السياسي المقرب من القيادة العامة في شرق ليبيا، أحمد الفضلي إن "هذه الزيارة مهمة جداً في ظل التغيرات العسكرية والسياسية بالمنطقة وخاصة ضمن المثلث الحدودي الذي يجمع ليبيا ومصر والسودان حيث أثبتت القوات المسلحة علي الشريط الحدودي خلال الفترة الماضية قدرتها علي تأمين هذه النقطة وهذا يحدث لأول مرة منذ عام 2011 بعد سقوط القذافي".



وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذه الخطوة مهمة جداً بالنسبة للجانب المصري الذي كان يعاني خلال السنوات الماضية من مشكلة الشريط الحدودي الذي أصبح غير مأمن من الجانب الليبي، والجيش المصري شريك استراتيجي مهم، والفريق صدام هو رئيس أركان القوات البرية تحت قيادة المشيرة خليفة حفتر وهذه الزيارة جاءت لتنسيق وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتدريب"، حسب كلامه.

وأضاف: "الاستقبال الرسمي من قبل رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية هو دلاله واضحة على مستوى العلاقة والاحترام والتعاون بين الطرفين حيث تدرك مصر جيدا الاستقرار في ليبيا يعنى استقرار مصري وكلما كانت المنطقة في حالة من الأمن والنظام خفف ذلك من الضغط على القيادة المصرية"، كما قال.

"استدعاء وتسويق وريث حفتر"

في حين قال الأكاديمي الليبي، عاطف الأطرش إن "الزيارة تعكس رغبة مصر في التحكم بمسار النفوذ الإقليمي عبر ليبيا وضبط تداخل الأمور في السودان، لذا يبدو أن القاهرة أرادت إيصال رسالة واضحة لحميدتي وحلفائه، مفادها بأن ليبيا ليست منصة لدعم الحركات المسلحة خارج نطاق الدولة".

وأكد خلال تصريحه لـ"عربي21" أن "استضافة صدام حفتر تشير أيضا إلى سعي مصري لتقييم أوراق النفوذ داخل شرق ليبيا، وربما إعادة صياغة الاستراتيجية مع جدل النفوذ الإماراتي والتركي، وزيارة صدام حفتر إلى القاهرة بهذا المستوى تمثل تقاطعا بين محاولة مصر حماية أمنها القومي وتثبيت نفوذها في شرق ليبيا وبين مساعي عائلة حفتر لتقديم صدام كوريث عسكري شرعي""، وفق رأيه.

وتابع: "لكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد أن تكون الزيارة استدعاء غير معلن لمساءلة صدام عن أفعال قواته في المثلث الحدودي ومحاولة احتواء أي تداعيات قد تهدد العلاقة التاريخية بين القاهرة والرجمة"، كما صرح.

"تأثير الاضطرابات الإقليمية"

المتحدث السابق باسم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، محمد السلاك رأى من جانبه أن "الخطوة تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون الاستراتيجي بين المؤسستين على وقع الاضطرابات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وسبل مواجهة التحديات الأمنية التي قد تترتب عليها، وكذلك بحث أطر التعاون الأمنية والعسكرية ولا سيما في مجالات التدريب وتطوير الكفاءات".



وقال إن "رئاسة الأركان البرية التي يقودها صدام حفتر هي واحدة من أقوى الأذرع العسكرية للقيادة العامة وهي تقوم بمهمات خاصة نوعية مستمرة في مناطق عدة أغلبها ذات حساسية عالية وبالغة الخطورة خاصة عند الأشرطة الحدودية في الجنوبين الغربي والشرقي، لذا ليس من المستغرب هذا الاستقبال الحافل لأن القاهرة تدرك الدور الحيوي الذي تقوم رئاسة الأركان وقيادتها"، كما رأى.

وبخصوص أزمة المثلث الحدودي رأى السلاك أن "القيادة العامة أكدت في بيان مفصل أنها ليست طرفا في هذا الصراع في حين عجزت القوات المسلحة السودانية عن تقديم دليل مادي واحد على انخراط القيادة العامة في الصراع لنصرة طرف على حساب آخر، وليبيا شأنها شأن مصر متضررة من هذا الصراع وليست في مصلحة الطرفين تأجيجه أو استمراره، بل يقفان على النقيض ويدفعان باتجاه وأد الصراع وانتهائه إلى تسوية شاملة ما يصب في مصلحة البلدين ويحد من المخاطر الأمنية المترتبة على هذا النوع من الصراعات"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المصرية حفتر صدام حفتر ليبيا ليبيا مصر السيسي حفتر صدام حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المثلث الحدودی القیادة العامة القوات المسلحة رئیس أرکان صدام حفتر

إقرأ أيضاً:

مدبولي: القوات المسلحة تقف شامخة لحماية حدود وأمن مصر القومي

أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن القوات المسلحة كانت تقف شامخة لحماية حدودها وأمنها القومي، ولم نفرط ولن نفرط في أي حقوق لهذا الوطن الحبيب.

وأوضح رئيس الوزراء ، أنه وسط كل مشاهد الحرب التي كنا نعاني منها ونراها عبر الشاشات، وقفت مصر بقيادتها وشعبها وقواتها المسلحة والدبلوماسية المصرية، بتأدية دورها بكل شفافية، وشرف تجاه هذه القضية، منذ أول يوم، ولم نتخلى عنهم يوم واحد.

وأوضاف أن مصر مدت يد العون للأشقاء في فلسطين على الرغم من حملات التشويه والإنكار.

 وشدد أن مؤتمر شرم الشيخ للسلام، يعتبر هو الحدث الأبرز في عام 2025، وأن هذا المؤتمر حدث برئاسة مشتركة بين مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، وبتواجد عدد كبير من زعماء العالم أكثر من 20 زعيم.

وأضاف رئيس مجلس الوزراء، أن اتفاق شرم الشيخ للسلام أسهم في وقف الحرب الشرسة على قطاع غزة، والتي استمرت لمدة عامين، أن ما حدث كان بمشاركة الولايات المتحدة، وقطر وتركيا.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، أن الجهود المصرية مستمرة بالتنسيق مع الأطراف المعنية لضمان تنفيذ آليات دخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، مشددًا على أن مصر لم ولن تتوانى عن أداء دورها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة منذ اندلاع الحرب.

ملف إعادة الإعمار يحظى بأولوية مصرية
 

ولفت مدبولي، إلى أن ملف إعادة إعمار قطاع غزة يحظى باهتمام بالغ من الدولة المصرية، التي بدأت فعليًا في التخطيط والتنسيق لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار بالتعاون مع شركاء دوليين ومنظمات إقليمية، بهدف إعادة الحياة للقطاع الذي أنهكته الحرب والحصار.

إشادة دولية بجهود مصر الاقتصادية والسياسية
 

في سياق آخر، أشاد رئيس الوزراء بتقرير مؤسسة "ستاندرد آند بورز"، الذي رفع التصنيف الائتماني لمصر إلى أعلى مستوى منذ 7 سنوات (B) مع نظرة مستقبلية مستقرة، معتبراً أن هذا التقييم الإيجابي يعكس ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المصري، وجهود الدولة في الموازنة بين الدور السياسي والدبلوماسي من جهة، والإصلاح الاقتصادي من جهة أخر.

طباعة شارك مصطفى مدبولي مجلس الوزراء القوات المسلحة

مقالات مشابهة

  • «لم ولن نفرط في حقوقنا».. رئيس الوزراء: القوات المسلحة وقفت بقوة لحماية حدودنا
  • مدبولي: القوات المسلحة تقف شامخة لحماية حدود وأمن مصر القومي
  • سرت تحتضن موقعًا رئيسيًا لـ«فلينتلوك 2026»… لقاء الفريق صدام حفتر ونائب قائد «أفريكوم» يبحث التعاون
  • ما وراء الخبر ـ إلى أين يتجه التصعيد الحدودي بين أفغانستان وباكستان؟
  • الفريق أول ركن “صدام حفتر” يزور منطقة رأس لانوف ويلتقي مشايخ وأعيان وشباب بلدية خليج السدرة
  • الجيش المصري يعلن تفاصيل الانفجار المدوي في الهايكستب شرق القاهرة
  • المشير “حفتر” يستقبل السفير البريطاني ويؤكد دعم العملية السياسية في ليبيا
  • الاتحاد الأوروبي يحافظ على قنوات اتصال مع حفتر بشأن الهجرة في ليبيا
  • مصر تحتفل بالعيد الـ٩٣ للقوات الجوية
  • ضبط كميات كبيرة من السجائر والممنوعات في منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية