د. خالد بن علي الخوالدي
يبدو أنَّ الحرب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني قد وضعت أوزارها، إذا ما صمد اتفاق وقف إطلاق النَّار، وكما هو معلوم، هناك لكل شيء في هذه الحياة وجهان: إيجابي وسلبي، وعلينا التركيز على الجانبين لمُعالجة الجانب السلبي والاستفادة من الجانب الإيجابي.
وما يهمنا من هذه الحرب الجوانب الإيجابية وأخذ الدروس والفوائد من هذه الحرب، ولو ركزنا ستبرز أمامنا مجموعة من الدروس والفوائد التي يمكن أن نستفيد منها كمسلمين وعرب على الرغم من أن الحروب غالباً ما تحمل في طياتها ويلات وآلاما كثيرة، إلا أن هناك دائمًا دروس يمكن استخلاصها.
لقد أظهرت الحرب أهمية التحالفات التي يكون أثرها عميقاً وبالغاً ولها نتائج على أرض الواقع؛ حيث أظهرت هذه الحرب أنَّ التحالفات التقليدية قد لا تكون فعّالة كما كانت في السابق، ومن المهم أن تتجه الدول نحو تشكيل تحالفات جديدة مبنية على المصالح المشتركة؛ بعيدًا عن الأيديولوجيات والتوجهات السياسية الضيقة. ومن ضمن الإيجابيات التي يجب التركيز عليها والتي لها أثر بالغ هي تعزيز الوحدة العربية والإسلامية؛ فهذه الحرب كانت بمثابة جرس إنذار للدول العربية والإسلامية بضرورة الوحدة، فقد أثبتت الأحداث التاريخية أن الانقسام بين الدول العربية والإسلامية يعزز من قوة العدو، لذا ينبغي على الدول أن تسعى إلى بناء جبهة موحدة لمُواجهة التحديات المشتركة.
ولا شك أن انتهاء الحرب بين إيران والكيان الصهيوني قد يفتح المجال لدعم أكبر للقضية الفلسطينية؛ إذ أظهرت الحرب أن الصراع لا يزال قائمًا وأن حقوق الفلسطينيين يجب أن تكون في مقدمة الأولويات، ويمكن للدول العربية والإسلامية أن تستغل هذه الفرصة لدعم حقوق الفلسطينيين سواء عبر المساعدات المالية أو السياسية، إلى جانب تعزيز القدرات الدفاعية للدول العربية والإسلامية؛ إذ يمكن للدول أن تستفيد من هذه التجارب لتطوير استراتيجياتها العسكرية وتحديث ترسانتها، كما يمكن أن تكون هذه الحرب دافعًا لتعاون عسكري أكبر بين الدول العربية والإسلامية.
وإن كانت الحروب غالبًا ما تُسبِّب أزمات اقتصادية، لكن يمكن أن تكون هناك دروس قيمة نستفيد منها، من خلال تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الموارد الخارجية، والاستفادة من هذا الدرس لبناء اقتصادات أكثر استدامة وقوة، مما يجعلها أقل عرضة للصدمات الاقتصادية الناتجة عن النزاعات. وفي جانب آخر، وفي خضم الحروب، قد تنشأ فرصة لتعزيز الثقافة والحضارة العربية والإسلامية؛ حيث يمكن للدول أن تستغل هذه اللحظة لتسليط الضوء على تاريخها وثقافتها، وتعزيز الهوية المشتركة التي تجمع العرب والمسلمين؛ فالثقافة والفنون يمكن أن تكون أدوات قوية في تعزيز الوحدة ونشر السلام، ناهيك عن التركيز على التنمية المستدامة حيث يمكن أن تكون التنمية أداة فعالة لبناء مجتمعات قوية ومستقرة من خلال توجيه الموارد نحو التعليم والصحة والبنية التحتية.
ونهاية الحرب تعكس أهمية الدبلوماسية كوسيلة لحل النزاعات، وعليه ينبغي على الدول العربية والإسلامية أن تتبنى نهجًا دبلوماسيًا في التعامل مع القضايا السياسية والأمنية؛ حيث يمكن أن تكون المفاوضات والحوار سبلًا فعّالة لتحقيق السلام والاستقرار.
وأخيرًا.. وعلى الرغم من أنَّ الحرب تحمل في طياتها الكثير من المعاناة والدمار، إلّا أنَّ انتهاء الصراع بين إيران والكيان الصهيوني يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتغيير إيجابي في العالم العربي والإسلامي، من خلال الوحدة وتعزيز التحالفات ودعم القضية الفلسطينية وتطوير القدرات الدفاعية، كما يمكن الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية لبناء مستقبل أفضل، لأنَّ الدروس المستفادة من هذه الحرب يجب أن تكون دافعًا لنا كمسلمين وعرب للعمل المشترك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
منال عوض: الدول العربية تواجه تحديات بيئية مشتركة
تشارك مصر العالم العربي احتفالاته باليوم العربي للبيئة، الذي يصادف يوم الثلاثاء 14 أكتوبر، والذى يعتبر حدثاً عربياً تشارك به جميع الدول العربية، بهدف مناقشة القضايا والمستجدات التي تطرأ على النُظم والقضايا البيئية، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وذلك تحت شعار "استدامة المراعي وتعزيز القدرة على الصمود" .
وأكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، على مشاركة وزارة البيئة الاحتفال بهذا اليوم، إيمانا منها بأهمية البيئة وضرورة المحافظة عليها، وانطلاقا من دور مصر المحوري بين الدول العربية والعالم، والتي تؤمن بأن العمل البيئي مسؤولية تقع على عاتق الجميع، لافتة إلى أن الدول العربية تواجه مجموعة من التحديات البيئية المشتركة التي تؤثر على تنميتها واستدامتها، ومن أبرز هذه التحديات تغير المناخ، التصحر، نقص الموارد المائية، والتلوث
وأضافت عوض، أن اليوم العربي للبيئة، يهدف إلى التوعية بالتحديات والمشاكل البيئية التي تواجهها منطقتنا العربية، كما يهدف إلى تكثيف جهود التعاون العربي المشترك من أجل مواجهة الأزمات والمخاطر التي تهدد النظام البيئي في البلاد العربية وذلك لإيجاد حلول حقيقية لتلك المشاكل البيئية التي تأخذ بالازدياد المستمر على المستويين العربي والعالمي يوماً بعد يوم.
جدير بالذكر، أن اليوم العربي للبيئة تحتفل به الدول العربية فى الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، ويُحتفل به في العالم العربي لتعزيز الوعي البيئي وتشجيع العمل الجماعي لحماية الموارد الطبيعية ومواجهة التحديات البيئية مثل التصحر وتغير المناخ، وقد قامت وزارة البيئة المصرية هذا العام بتصميم شعار يوم البيئة العربى ، وقد تم اعتماد هذا اليوم رسميًا في 14 أكتوبر 1986، لإحياء ذكرى انعقاد أول مؤتمر وزاري عربي لشؤون البيئة فى تونس.