أكد لارس ريكن، مدير الكرة بنادي بوروسيا دورتموند، على أهمية بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقًا لأول مرة في تاريخ البطولة، مشددًا على أن فريقه يتعامل مع البطولة بمنتهى الجدية والاحترافية.

وقال ريكن في تصريحات نقلها موقع "سكاي ألمانيا": "هذه ليست بطولة ودية، إنها كأس العالم، وكل من يشارك فيها يشعر بأهميتها.

فريقنا يتعامل معها باحترافية كبيرة رغم الظروف غير المألوفة مثل درجات الحرارة المرتفعة وفارق التوقيت والملاعب الجديدة".

وأضاف: "هذه البطولة تمثل مكافأة على مستوانا في دوري أبطال أوروبا خلال السنوات الأربع الماضية، وهي أيضًا منصة كبيرة للاعبين والنادي والجماهير ومدينة دورتموند ككل".

وبالحديث عن مستقبل اللاعب الشاب جيمي جيتنز، أوضح ريكن أن انتماء اللاعب واضح للنادي رغم الحديث عن صفقة انتقاله المحتملة إلى تشيلسي. وقال: "طالما هو معنا، فهو يقدم كل ما لديه من أجل دورتموند. إنه يتعامل مع دوره باحترافية تامة حتى في تدريبات البدلاء، ويظهر التزامًا حقيقيًا على الرغم من العمل إلى جانب مجموعة من اللاعبين الصغار".

وتابع: "نعم، وصل عرض من تشيلسي، لكنه جاء في وقت ضيق جدًا ولم يكن مناسبًا للرد عليه. في النهاية، أي صفقة انتقال يجب أن تكون ملائمة لجميع الأطراف: اللاعب، والنادي المشتري، ونحن أيضًا. نحن لا نبيع لاعبينا بأقل من قيمتهم السوقية، وهذا ينطبق تمامًا على جيتنز".

وبخصوص أداء الفريق في الموسم الماضي، أشار ريكن إلى أن "إهدار النقاط في النصف الأول من الموسم كان سببًا رئيسيًا في تعقيد الأمور"، مضيفًا أن "الفريق لم يستقر إلا بعد اتخاذ قرارات داخلية حاسمة في شهري يناير وفبراير، وهو ما منح الجهاز الفني واللاعبين الهدوء المطلوب للتركيز، وكانت النتيجة أننا أنهينا الموسم بأفضل صورة ممكنة".

لكنه حذر من تكرار هذا السيناريو، مؤكدًا أن دورتموند بحاجة إلى "البدء بشكل قوي ومتماسك من أول يوم في الموسم الجديد".

وعن خطط النادي في سوق الانتقالات، أوضح ريكن أن دورتموند ليس من الأندية التي تستطيع إنفاق مبالغ ضخمة، قائلاً: "لن نقوم بثورة في الفريق بمبالغ مالية من 3 أرقام كما تفعل بعض الأندية الكبرى، فنحن لا نملك خلفنا داعمًا مليارديرًا، ولذلك علينا أن نستثمر بحكمة".

وأشار إلى أن "الصفقات يجب أن تضيف قيمة حقيقية مباشرة، مثل صفقة جود بيلينجهام، حيث كان شابًا موهوبًا قادرًا على التطور وكان له تأثير فوري على أرضية الملعب".

واختتم مدير الكرة في دورتموند حديثه بالتأكيد على أن "استراتيجية النادي تركز على بناء وحدة متجانسة من اللاعبين الحاليين، مع تدعيم الفريق بصفقات انتقائية مدروسة بدلًا من إعادة هيكلته بالكامل كل عام".

طباعة شارك نادي بوروسيا دورتموند بوروسيا دورتموند كأس العالم للأندية الولايات المتحدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نادي بوروسيا دورتموند بوروسيا دورتموند كأس العالم للأندية الولايات المتحدة بوروسیا دورتموند کأس العالم

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. الانتخابات ليست حلا

أذكر أنني كتبت مقالة بهذا العنوان في ساسة بوست قبل الانتخابات التي كانوا يخططون لإجرائها في ليبيا، في أيلول/ سبتمبر 2023. الموقع أُغلق الآن، وأتمنى ألا يحدث ذلك مع أي منصة ننشر فيها اليوم. الفكرة نفسها ما زالت قائمة: الناس لا زالوا يرون أن الانتخابات هي العصا السحرية، لكن الحقيقة مغايرة، لذلك قررت كتابة المقالة مجددا ولكن بأسلوب آخر.

الانتخابات هي أداة بسيطة لاختيار أشخاص يمثلون الناس في إدارة شؤونهم. فكرة تبدو بديهية، لكنها في الواقع تحتاج بيئة ناضجة حتى تنجح. أول انتخابات عرفها البشر تعود تقريبا إلى أكثر من ألفي عام، في التجربة اليونانية التي وضعت بذرة المشاركة السياسية. ثم تطورت الفكرة في العصور اللاحقة، مع نشوء وتشكّل مفهوم الدولة. منذ ذلك الوقت أصبحت الانتخابات وسيلة لمنع احتكار السلطة، وهي الصورة النظرية التي يتغنى بها الكثيرون. أما التطبيق الواقعي فأصعب وأشد تعقيدا.

الانتخابات ستظل خاضعة لنفوذ أصحاب القوة والمال وسلطة الأمر الواقع، وسيبقى الناس العاديون مثلي ومثلك هم الحلقة الأضعف. من المحتمل أن نرى برلمانا نصفه مرتبط بمليشيات والنصف الآخر برجال أعمال فاسدين
لو رجعنا لليبيا، سنجد أن عمر الدولة الليبية يزيد عن ستين عاما، ومع ذلك لم نجرب الانتخابات التشريعية إلا مرتين فقط منذ الاستقلال: انتخابات المؤتمر الوطني في 2012، وانتخابات البرلمان في 2014. ورغم كل ما رافقها، تبقى هذه التجارب مكسبا بسيطا وأفضل من دول أخرى لم تعرف انتخابات حقيقية منذ تأسيسها.

آخر انتخابات برلمانية في ليبيا كانت في 2014، نعرف جميعا ما الذي نتج عنها؛ برلمان من أعضائه من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ولم يفكر أحد منهم في الاستقالة أو ترك المجال لمن بعده. قبل ذلك كان المؤتمر الوطني، الذي لم يغادر فعليا، بل غيّر اسمه إلى مجلس الدولة واستمر معنا من تبقى منهم على قيد الحياة منذ الثورة وحتى الآن. فكما تعرفون، المسؤولون عندنا لا يغادرون كراسيهم إلا إلى التوابيت.

بعيدا عن صراعات الشرعية ونزاهة وشفافية تلك الانتخابات، يظل المبدأ واضحا: الشعوب تتعلم بالتجربة، والديمقراطية لا تنضج إلا بالممارسة. لكن السؤال البسيط يبقى قائما: هل ستُحل مشاكل ليبيا إذا ذهبنا للانتخابات الآن؟ بالمعطيات التي نراها بالأمس واليوم، الإجابة بدون لف ودوران: لا.

لست أتحدث عن انتخابات المجالس البلديةن هذه بلا صلاحيات حقيقية ولا موارد تجعلها محور صراع. ومع ذلك، مؤخرا في هذه السنة ألغيت انتخابات أكثر من نصف البلديات في ليبيا بسبب تهديدات جهاز الأمن الداخلي، وهجمت مليشيات على مراكز اقتراع في الغرب وحرقتها، وصودرت بطاقات الانتخاب في بعض البلديات، وأُجبر بعض المرشحين على سحب ترشيحهم. كلنا نعرف كيف تُدار الأمور، وإذا كانت انتخابات البلديات تُعرقل بهذا الشكل، فكيف نتوقع انتخابات برلمانية أو رئاسية نزيهة؟

المعضلة الأكبر أن أحدا لا يعرف شكل نظام الحكم أصلا. تحت أي إطار دستوري سيتم إجراء تلك الانتخابات الموعودة؟ لا نعرف إن كنا ذاهبين لنظام رئاسي أو برلماني أو ملكي أو خليط مشوّه، هناك مشروع دستور منذ أكثر من عشر سنوات، وقد تم انتخاب هيئة صياغته هي الأخرى، حتى لا أنسى. وكذلك، وكما هو العرف عندنا، من لم يمت من الستين عضوا لا يزالون موجودين في مناصبهم ويتقاضون مرتباتهم مقابل اللا شيء. ربما سنحطم رقم غينيس كأطول عملية كتابة دستور في التاريخ! ولا أحد يعرف أين توقفت ومن يعطلها ولماذا. من يمسكون بالمقود الآن لا يريدون دستورا لأنه سيحد من وقت جلوسهم على الكراسي.

في هذه اللحظة تحديدا، سألني صديقي الوهمي إن كنت سأشارك في أي انتخابات مقبلة. قلت له: هذه مشكلة أخرى، فأنا أعيش في المنفى الإجباري ولا يحق لي المشاركة أو الترشح. ولست وحدي، هناك آلاف مثلي محرومون من هذا الحق وصوتهم مغيب بلا ذنب إلا أنهم اضطروا إلى مغادرة البلاد. ابتسم صديقي وهز رأسه وقال: "ملا فكه منكم". ضحكنا في ذات الوقت، لأنه هو الآخر منفي، زيادة عن أنه وهمي.

دعنا نفترض الآن، كتمرين ذهني، أن الانتخابات تُجرى غدا في كل ربوع ليبيا الحبيبة، لا السلاح في الشرق يتدخل لفرض حفتر أو أحد أبنائه، ولا المليشيات في الغرب تجر الناس إلى صناديق معدّة مسبقا، لنفترض أن العملية شفافة بالكامل؛ المجتمع المدني يراقب، والأحزاب تتنافس، والأمم المتحدة حاضرة، وصراع على أشده بين المترشحين، كل يقدم مشروعه، والناس تخلّت فجأة عن العصبية المناطقية والقبلية.. حتى في هذا السيناريو المثالي الذي يشبه أحلام اليقظة، من يضمن أن الطرف الخاسر سيسلّم السلطة؟ هذه الرسالة بالذات يجب أن تصل إلى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، التي همها منذ عشر سنوات أن تقيم انتخابات معتقدة أنها ستحل الأزمةومن يضمن أن المنافسة ستكون متكافئة في بيئة يقودها المال السياسي والانقسام والسلاح وإعلام يقتات على التحشيد والصراع؟ كل هذا المشهد السيريالي من دمى خشبية تحركها أيادٍ من وراء الحدود والبحار.

الانتخابات ستظل خاضعة لنفوذ أصحاب القوة والمال وسلطة الأمر الواقع، وسيبقى الناس العاديون مثلي ومثلك هم الحلقة الأضعف. من المحتمل أن نرى برلمانا نصفه مرتبط بمليشيات والنصف الآخر برجال أعمال فاسدين؛ ليس مبالغة، بل سيناريو واقعي جدا، ومن المحتمل أن يجلس متهم بجرائم حرب على كرسي الرئاسة؛ ليس خيالا، بل نتيجة طبيعية لبلد تسوده ثقافة الإفلات من العقاب.

غياب المحاسبة والعدالة قبل أي عملية انتخابية ليس مجرد خلل، بل هو عبث يعطي الشرعية لوجوه ملوثة بدماء الضحايا ويضع البلاد على طريق أسوأ، يحصل فيه المجرمون على شرعية الصناديق. بدون تفكيك مراكز القوة من أمراء الحروب ورؤوس الفساد ستصبح الانتخابات كعملية تجميل فاشلة تزيد القبح قبحا. هذه الرسالة بالذات يجب أن تصل إلى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، التي همها منذ عشر سنوات أن تقيم انتخابات معتقدة أنها ستحل الأزمة.

نحتاج أولا إلى دولة بالمفهوم الحقيقي، تستطيع حماية العملية الانتخابية.. نحتاج دستورا، وقضاء مستقلا، وبيئة آمنة، ومجتمعا مدنيا مستقلا يراقب، ونخبة سياسية تقبل الخسارة قبل أن تطلب الفوز. غير ذلك، ستكون انتخابات صورية، انتخابات معدة مسبقا، وسنعيد تدوير الأزمة وسنعيد إنتاج الفضلات البشرية، والمحصلة مثل تلك التي رأيناها في تونس ومصر وهما ليستا ببعيد عنا.

الانتخابات ليست حلا سحريا، على الأقل ليست في ليبيا التي نعيش ظروفها الآن. الحل يبدأ بتمهيد الأرض قبل البناء، والأرض اليوم مليئة بالألغام، حرفيا ومجازيا.

مقالات مشابهة

  • ليبيا.. الانتخابات ليست حلا
  • كوفاتش: «الأسلحة» لن تؤثر على مشاركة أديمي مع دورتموند!
  • كوفاتش: غرامة أديمي لن تؤثر على مشاركته مع الفريق
  • مصدر بالزمالك يوضح حقيقة استبعاد محمد السيد من تدريبات الفريق
  • ريبيرو: لم يعجبني رحيلي عن الأهلي قبل نهاية الموسم والنادي فقد صبره بعد 4 مباريات
  • «السجل المونديالي».. إيطاليا ليست الأسوأ بين أبطال العالم!
  • الأخضر يخسر ودية الجزائر بثنائية
  • المنتخب السعودي يخسر ودية الجزائر بهدفين دون رد
  • المنتخب الوطني يحسم ودية السعودية بثنائية محرز وبلغالي
  • الأحمر يخسر ودية ساحل العاج في "بروفة الملحق"