شاهد: تحلية مياه البحر الأحمر والصرف الصحي.. إسرائيل تصبح نموذجا عالميا لندرة المياه
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
لا تملك إيلات مياها عذبة طبيعية. ومياه الشرب فيها مزيج من مياه البحر المحلّاة والمياه الجوفية.
تحت أشعة شمس حارقة، يضبط مزارع إسرائيلي خرطوم ري التفّ حول شجرة نخيل إلى شمال مدينة إيلات الساحلية بين البحر الأحمر والصحراء، ويخرج منه مزيج من مياه جوفية ومياه صرف صحي معاد تدويرها في محطة معالجة مياه صرف صحي محلية.
ويؤكد أريك اشكنازي، المهندس المسؤول في عين نطفيم، مرفق المياه والصرف الصحي في إيلات، خلال جولة في المنشأة التي تقوم بتنظيف مياه الصرف الصحي ومعالجتها من المواد الصلبة والمخاطر البيولوجية، "تتم معالجة كلّ مياه الصرف الصحي" في المدينة.
ويضيف "تُنقل المياه العادمة المعالَجة حتى آخر قطرة إلى المزارعين" الذين يقومون بخلطها بالمياه الجوفية ثم استخدامها لريّ الأشجار.
ولا تملك إيلات مياها عذبة طبيعية. ومياه الشرب فيها مزيج من مياه البحر المحلّاة والمياه الجوفية.
بعد أن يحولّها الاستخدام المنزلي إلى مياه صرف صحي، تُعالج المياه قبل تخصيصها للمزارعين ما يعزّز الزراعة في منطقة جافة.
وكانت إيلات سابقا تعدّ الاستثناء في إدارة المياه في الدولة العبرية، ولكنها باتت نموذجا لكيفية الاستفادة من المياه في إسرائيل.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ملياري شخص في العالم لا يستطيعون الوصول إلى مياه صالحة للشرب، بينما أدت الفيضانات والجفاف الناجم عن تغير المناخ إلى مفاقمة الوضع.
وأشار تقرير صادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة أن "80% من مياه الصرف الصحي تُضخّ دون معالجة في النظام البيئي".
أساس "للسلام"لجأت إسرائيل إلى إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بعدما تبيّن أن المصادر المائية - المياه الجوفية والمياه من شمال بحيرة طبريا - غير كافية لتلبية احتياجات العدد المتزايد من السكان.
ويقول يوسي يعقوبي، نائب رئيس الهندسة في شركة المياه الوطنية الإسرائيلية "ميكوروت"، "بدأنا ندرك أن مياه الصرف الصحي تشكّل مصدرا للمياه، وتصل الى نسبة 100% من إعادة الاستخدام في إسرائيل"، مشيرا أن 90% من مياه الصرف الصحي المعالجة ذهبت إلى قطاع الزراعة.
من الزراعة إلى السياحة إلى الطاقات المتجددة.. استراتيجية طموحة لأنغولا لتطوير اقتصاد البلادقطاع السياحة في إسبانيا المتضرر من الجفاف يسعى إلى توفير المياهشاهد: كيف يسعى مزارعو فوكوشيما لإنعاش قطاع الزراعة واستعادة ثقة المستهلكين في منتجاتهمويتابع "لم يكن هذا كافيا أيضا ولهذا بدأنا بتحلية مياه البحر"، مشيرا أن ذلك بدأ في إيلات عام 1997 ثم في البحر المتوسط. وتشكّل مياه البحر المحلاة اليوم نحو 60-80 بالمائة من مياه الشرب في إسرائيل.
ومنذ احتلالها لهضبة الجولان عام 1967، تفرّدت إسرائيل بمنفذ على بحيرة طبريا. في الستينات، تسبّبت إقامة إسرائيل لما وصفته بالناقل الوطني - وهو أنبوب ينقل المياه من بحيرة طبريا إلى المناطق الأكثر جفافا وكثافة سكانية فيها - بتوتر وصولا الى تبادل إطلاق النار مع سوريا.
ويقول يعقوبي إن المياه "شكّلت مصدرا للنزاع"، مضيفا أن إسرائيل "تفهم اليوم أن المياه تشكّل أساسا للسلام"، مشيرا الى أن الدولة العبرية تقوم ببيع المياه إلى بعض جيرانها.
ويتابع "نقوم بتزويد الأردنيين ب100 مليون متر مكعب من بحيرة طبريا وكمية مماثلة للفلسطينيين - خصوصا في الضفة الغربية - ونورّد كمية صغيرة إلى غزة وسنقوم بزيادتها".
"ليست مجانية"ومع تزايد عدم الاستقرار المناخي وارتفاع عدد السكان وتضاؤل الموارد، تسعى إسرائيل لتقديم خدماتها في مناطق خارج الشرق الاوسط.
ويقول يعقوبي "العالم يمر بأزمة كبيرة"، مشيرا الى أن هناك "دولا لم يكن في الإمكان تخيّلها" كفرنسا وألمانيا وإيطاليا، تسعى الى إيجاد حلول للمشكلة.
وبحسب يعقوبي، "أدركت إسرائيل منذ قيامها أن المياه مورد نادر"، مشيرا الى أن الدولة العبرية لديها الآن "مخزون كبير من المعرفة التراكمية على مدار السنين في ما يتعلّق بالمسائل التنظيمية وإدارة مصادر المياه".
ويتابع أنه، بالإضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل "باستمرار على تطوير التقنيات" في مجال المياه.
ويرى كلايف ليبشين، الخبير في إدارة المياه في معهد وادي عربة للدراسات البيئية، أن مخاطر التغيّر المناخي التي تحمل عواقب لا يمكن التكهّن بها يجب أن تدفع "الجميع في أنحاء العالم" الى التفكير في تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي.
وحتى مع التكلفة العالية لهذه التقنيات وارتفاع استهلاكها للطاقة، فإن الحل الشامل يتطّلب تغيير مواقف الناس حول استخدام المياه.
ويضيف "إنها حقّ أساسي ولكن لا يمكن أن تكون سلعة مجانية. على الناس أن يدفعوا ثمنها".
ويرى أن "غالبية الناس في أنحاء العالم لا يدفعون. وهذا يمثّل عائقا كبيرا" ويعد تحديا أمام للحكومات التي لم يدفع مواطنوها شيئا منذ عقود.
أما يعقوبي، فيرى أن التحدي الأكبر في المستقبل لاستخدام المياه ليس في مجال الهندسة بل في عقلية الناس الذين ليسوا مستعجلين للحفاظ على مياه حصلوا عليها بشكل مجاني.
ويتابع أن تغييرا مثل هذا يتطلّب "قرارات سياسية شجاعة".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: كيف بدا الوضع في مدينة بوسان عند وصول إعصار خانون إلى كوريا الجنوبية "المصباح الرطب"... مؤشر علمي لقدرة جسم الإنسان على تحمل الحرارة يورونيوز تعقبت فيديو منتشر بكثرة ويدعو إلى مقاطعة أولمبياد باريس فوصلت أذربيجان شح المياه إسرائيل مياه إيلات زراعةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: شح المياه إسرائيل مياه إيلات زراعة روسيا قتل الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط موسكو إسرائيل حرائق غابات حريق كوريا الجنوبية ضحايا روسيا قتل الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط موسكو إسرائيل میاه الصرف الصحی المیاه الجوفیة میاه البحر من میاه
إقرأ أيضاً:
الزراعة: معالجة مياه الصرف الزراعي تحولت لركيزة لري الدلتا الجديدة
كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الدولة المصرية نجحت في تحويل معالجة مياه الصرف الزراعي إلى أحد أهم محاور التنمية الزراعية المستدامة، مشيرًا إلى أن هذه المياه أصبحت مصدرًا أساسيًا لري مشروعات الدلتا الجديدة، بما يعزز الأمن الغذائي ويوفر حلولًا مبتكرة للتحديات المائية.
وأوضح الدكتور علاء فاروق، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الدولة، بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية، نفذت عدداً من محطات المعالجة العملاقة التي ساهمت في إعادة تدوير المياه المستخدمة بدلًا من فقدها في البحر، وتحويلها إلى مياه صالحة لري مساحات ضخمة من الأراضي المستصلحة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة جاءت في إطار رؤية وطنية متكاملة لاستغلال كل نقطة مياه، خاصة مع التوسع الكبير في الرقعة الزراعية من خلال مشروعات مثل "مستقبل مصر" و"الدلتا الجديدة"، مؤكدًا أن هذه المشروعات تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المياه المعالجة في ري الأراضي الجديدة.
وأضاف أن وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري وجهاز "مستقبل مصر"، تعمل على توفير الدعم الفني والعلمي لتطبيق أفضل الممارسات الزراعية، وضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المائية المتاحة، بما يحقق التنمية الزراعية المستدامة ويعزز من القدرة الإنتاجية للقطاع الزراعي المصري.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة معالجة مياه الصرف الزراعي علاء فاروق ببرنامج خط أحمرتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: بحضور وزراء ونواب.. 25 صورة من حفل بنك الطعام المصري بالمتحف المصري الكبير الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
الزراعة: معالجة مياه الصرف الزراعي تحولت لركيزة لري الدلتا الجديدة
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك