يمانيون../
في خطوة وُصفت بأنها تحول استراتيجي في مسار الصراع، أكد تقرير نشرته صحيفة “Il Faro sul Mondo” الإيطالية، أن اليمن دخل مرحلة تصعيد نوعي ضد الكيان الصهيوني بإغلاقه ميناء حيفا، بوابة الكيان الرئيسية إلى العالم، في إطار الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية دعماً لغزة، ورفضاً للعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.

وأوضح التقرير أن صنعاء، وبعد نجاحها في شل حركة الملاحة في ميناء “إيلات” عبر البحر الأحمر، نقلت المواجهة إلى جبهة جديدة في البحر الأبيض المتوسط، حيث يمثل ميناء حيفا، الواقع شمال غرب فلسطين المحتلة، مركز الثقل الاقتصادي والاستراتيجي للصهاينة، ومعبراً رئيسياً للتجارة القادمة من آسيا وأوروبا.

وأشار التقرير إلى أن هذا الميناء، الذي يخدم مئات الشركات ويعالج أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنوياً، يُعد من أهم مفاصل التجارة “الإسرائيلية”، خصوصاً بعد توسيعه مؤخرًا وتشغيل محطة الحاويات التابعة لشركة SIPG الصينية، ضمن مشروع “الحزام والطريق”، مما عزّز موقعه كمحور بحري إقليمي في سلاسل الإمداد العالمية.

ومع إعلان صنعاء عن فرض الحصار على الميناء، ارتفعت المخاوف في الأوساط الاقتصادية الصهيونية من شلل متزايد في سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف النقل والتأمين البحري، وتباطؤ في العمليات التجارية، لا سيما أن معظم الواردات الصهيونية، من مواد خام ومعدات صناعية وسلع استهلاكية، تأتي عبر هذا المسار البحري الحيوي من آسيا، عبر قناة السويس وصولاً إلى حيفا.

وأكد التقرير أن أي تعطيل للميناء من شأنه أن يكبّد الاقتصاد الصهيوني خسائر بمئات الملايين من الدولارات شهرياً، بحسب تقديرات معهد دراسات الأمن القومي، نظراً لاعتماد الكيان شبه الكامل على هذا المنفذ في تأمين احتياجاته التجارية والصناعية.

وأضافت الصحيفة أن ما يميز التحرك اليمني ليس امتلاك ترسانة بحرية تقليدية، بل استخدام فعال للطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة، إلى جانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب، ما يمنح القوات اليمنية قدرة نوعية على التأثير المباشر في الملاحة الإقليمية والدولية، دون الحاجة إلى أساطيل ضخمة.

ورأى التقرير أن الحصار المفروض على ميناء حيفا لا يندرج ضمن أعمال الضغط التكتيكي فحسب، بل هو مؤشر على تغيّر قواعد الاشتباك، وانتقال المواجهة من الميدان العسكري إلى الجبهة الاقتصادية والبحرية، وهو ما يجعل من صنعاء لاعباً مؤثراً في معادلات الأمن الإقليمي، خصوصاً بعد فرضها معادلة “لا سفن نحو الاحتلال حتى وقف العدوان على غزة”.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن هذا التحول يمثل إنذاراً حقيقياً للكيان الصهيوني وحلفائه، بأن زمن السيطرة المطلقة على الممرات البحرية في المنطقة قد ولى، وأن التوازنات بدأت تميل لصالح قوى المقاومة، التي باتت تدير الصراع بأدوات متجددة تتجاوز حدود الجغرافيا التقليدية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: میناء حیفا

إقرأ أيضاً:

في منتدى مراكش.. دعوات برلمانية دولية للضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان على غزة (فيديو)

في غياب « الكيان الصهيوني »، العضو في برلمان البحر الأبيض المتوسط، دعا مسؤولون برلمانيون الجمعة، في افتتاح منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي الأورومتوسطي والخليج، إلى الضغط على « إسرائيل » لوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.

وقال أحمد جبوري، نائب رئيس البرلمان العربي، في كلمة في جلسة افتتاح المنتدى، الذي ينظمه مجلس المستشارين وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، « لابد أن نقول في هذا المنتدى، طالما نتحدث عن الاقتصاد والسياسة وعن البحر المتوسطـ، إن هناك شعب يقتل من قبل العدوان الإسرائيلي، ألا وهو الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض إلى إبادة جماعية وقتل وتشريد وتهجير ».

وأضاف المسؤول البرلماني العربي، « اليوم يستخدم مع الشعب الفلسطيني أسلوب التجويع المميت، وتمنع عنه المساعدات الغذائية، والمساعدات الانسانية، في ظل صمت دولي معيب ».

وقال جبوري أيضا، « لذلك نطالب من الجميع في هذا المنتدى، بأن يكون هناك موقف لدول البحر الأبيض المتوسط، ولكل الدول التي تسمع نداءنا، للضغط على الكيان الصهيوني من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وإيقاف عمليات الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ».

من جهته، قال رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، جوليو شينتيميرو، « نلاحظ الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط ونطالب بإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين الأبرياء، في إطار احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي ».

وأضاف المسؤول البرلماني المتوسطي، « نحن أمام منصة فريدة من نوعها لاستعمال الدبلوماسية البرلمانية في سبيل التعايش السلمي والتكامل بين شعوبنا وبلداننا ».

بدوره، شدد أحمد بنسلمان المسلم، رئيس مجلس النواب البحريني، على أن المطلوب، « أن تكون القضية الفلسطينية، النقطة المركزية للجهود العالمية، لضمان أن ينال الشعب الفلسطيني، حقوقه كاملة، عبر إقامة دولته المستقلة »، مضيفا، « نحن في حاجة لموقف عالمي جاد، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة فورا، وضمان دخول المساعدات الإنسانية وإنهاء التداعيات الكارثية على المدنيين ».

مقالات مشابهة

  • السيد القائد صوت الحق في زمن الانهيار… ودور محوري في معركة الأمة مع الكيان الصهيوني
  • سياسي أردني: الحصار اليمني لميناء حيفا يقلب المعادلة ويُدخل “الاحتلال” في دوامة الانهيار الاستراتيجي
  • سياسي أردني: الحظر البحري على ميناء حيفا تحول إستراتيجية في التكتيك اليمني
  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • في منتدى مراكش.. دعوات برلمانية دولية للضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان على غزة (فيديو)
  • مجلة أمريكية: التهديدات اليمنية قد تُغرق الكيان الصهيوني في شلل اقتصادي شامل
  • خبير اقتصادي: اليمن يضغط على “عنق الاقتصاد الصهيوني”.. وميناء حيفا يترنح على شفا الإغلاق
  • مقتل موظفين اثنين بسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
  • ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون