الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية تستمد قوتها من روابط تاريخية وتعاون اقتصادي متنام
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
تجسد الزيارة الرسمية التي يقوم بها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، غدا الأحد، إلى جمهورية الهند الصديقة، عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين.
تمثل الزيارة، خطوة جديدة وهامة في مسار تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين التي باتت نموذجا دوليا يحتذى في التعاون البناء في المجالات لاسيما التعاون الاقتصادي، وتحفيز الاستثمارات، والتجارة البينية، وتعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة تحديات التغير المناخي، ودعم الاستقرار والسلام العالمي.
تستمد العلاقات الإماراتية - الهندية قوتها وزخمها من تاريخ طويل من اللقاءات الثنائية بين قادة الدولتين يعود إلى يناير 1975 حين قام المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، بزيارة تاريخية إلى الهند، التقى خلالها مع الراحل فخر الدين علي أحمد، رئيس جمهورية الهند آنذاك، والراحلة أنديرا غاندي، رئيسة وزراء الهند آنذاك. وشهدت الزيارة التوقيع على الاتفاقية الثقافية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، التي تعد الإطار الأساسي لتعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين الصديقين.
كما زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، جمهورية الهند في أبريل 1992 وشهدت الزيارة توقيع الاتفاقية الثنائية لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال بين البلدين.
شكلت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية الهند في يناير 2017، نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ شهدت التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم أخرى بين البلدين في مجالات مختلفة.
في المقابل، قام دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، بأول زيارة إلى دولة الإمارات في أغسطس 2015 تلتها بعد ذلك 6 زيارات أخرى في فبراير 2018، وأغسطس 2019، ويونيو 2022، ويوليو 2023، وديسمبر 2023، وفبراير 2024.
وبلغت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند آفاقا جديدة في 18 فبراير 2022، وذلك من خلال بيان الرؤية المشتركة بين البلدين، الذي تم إطلاقه افتراضيا بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند حيث اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وبالتحديد في مجالات الاقتصاد، والثقافة، والطاقة، والعمل المناخي، والطاقة المتجددة، والتقنيات والمهارات، والأمن الغذائي والصحة، والتعليم، والمشاركات الدولية والدفاع والأمن.
وعلاوة على ذلك، تم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) التي تهدف إلى زيادة الاستثمار والتدفقات التجارية على أساس التعريفات المنخفضة وزيادة الكفاءة التنظيمية، ما يمهد الطريق لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي غير النفطي إلى 100 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030.
وحتى عام 2024، أحرزت جهود كل من دولة الإمارات وجمهورية الهند، تقدما كبيرا في الحفاظ على روابطهما المستمرة من خلال عقد 14 جولة للجنة المشتركة، آخرها بتاريخ 1 سبتمبر 2022 في أبوظبي إلى جانب عقد 3 جلسات للحوار الاستراتيجي بين البلدين، كان آخرها الجلسة التي عقدت في 2 سبتمبر 2022 في أبوظبي، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومعالي د/ إس جايشانكار وزير شؤون خارجية جمهورية الهند.
ويحظى تعزيز وتطوير العلاقات السياسية باهتمام كبير من البلدين اللذين يرجع تاريخ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى عام 1972. ومنذ ذلك التاريخ، بذل الجانبان جهودا مخلصة وملموسة في تعزيز علاقاتهما الثنائية، وهو ما تجلى في توقيع أكثر من 96 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات.
وتدعم الإمارات والهند بعضهما البعض في المحافل الدولية، وتعملان على تعزيز التعاون في الكثير من القضايا الدولية مثل التغير المناخي، التنمية المستدامة، والسلام العالمي.
يشهد التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند زخما متواصلا، في مجالات وأنشطة الاقتصاد الدائري والسياحة والطيران وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والتحول الرقمي، والنقل.
تعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند، التي تم توقيعها في 18 فبراير 2022، أول اتفاقية ثنائية تبرمها الإمارات ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية.
وارتفع إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين بنسبة 3.94% من 51.4 مليار دولار أميركي في عام 2022 إلى 53.4 مليار دولار أميركي في عام 2023.
وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الهند نحو 16.2 مليار دولار أميركي للفترة من 2019 إلى 2023، في حين بلغت استثمارات الهند في الإمارات 7.76 مليار دولار أميركي خلال الفترة ذاتها.
وتتضمن الاستثمارات الإماراتية في الهند قطاعات متعددة أبرزها الطاقة المتجددة، والمعادن، والبرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمواد الكيميائية، وتصنيع المعدات الأصلية للسيارات. وتعتبر الجالية الهندية أكبر جالية أجنبية في الإمارات وتسهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي.
وتشترك دولة الإمارات وجمهورية الهند، بروابط ثقافية متجذرة في التاريخ، أسهم في تعزيزها الاتفاقية الثقافية الثنائية الموقعة بينهما في عام 1975، إذ منذ ذلك الحين تم تنظيم مجموعة ضخمة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المشتركة، فيما شهد مارس من العام 2019 تدشين متحف "زايد ـ غاندي" الرقمي في منارة السعديات بأبوظبي والذي أقيم تكريما لذكرى القائدين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، ومهاتما غاندي الزعيم الهندي الراحل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهند الإمارات شراكة استراتيجية ملیار دولار أمیرکی بن زاید آل نهیان جمهوریة الهند بین البلدین
إقرأ أيضاً:
احتيال رقمي بوجه ترفيهي.. كيف تحوّل تيك توك إلى ساحة لنشر البرمجيات الخبيثة؟
كشفت شركة الأمن السيبراني "تريند مايكرو" (Trend Micro) عن حملة خداع رقمية معقّدة، استغل فيها مجرمو الإنترنت تطبيق "تيك توك" لاستدراج المستخدمين إلى تحميل برمجيات ضارة تحت غطاء أدوات تقنية مجانية أو ميزات حصرية. اعلان
ووفقًا للتقرير، تنتشر مقاطع فيديو – يُرجّح أنها مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي – على المنصة، تعرض مزاعم حول إمكانية تحميل نسخ مجانية من برامج شهيرة مثل "ويندوز" و"مايكروسوفت أوفيس"، أو الاستفادة من ميزات مدفوعة في تطبيقات مثل "سبوتيفاي" و"كاب كات". وتُرفق هذه الفيديوهات بتعليمات تنفيذ أوامر برمجية عبر "PowerShell"، وهي أداة موجه الأوامر في أنظمة "ويندوز".
إلا أن هذه الأوامر، بحسب الخبراء، لا تؤدي إلى تفعيل أي برنامج، بل تعمل على تثبيت برمجيات خبيثة مثل "Vidar" و"StealC" المعروفة بسرقة البيانات والمعلومات الحساسة من أجهزة الضحايا. وقد أشار موقع Bleeping Computer إلى أن بعض هذه المقاطع حققت مشاهدات تجاوزت مئات الآلاف، ما يعكس مدى انتشار الحملة وخطورتها.
Relatedالأمن السيبراني: من هي الدول الأكثر عرضة للخطر في أوروبا؟صوت جبال باكستان أسكته العنف... احتجاجات في إسلام أباد بعد مقتل نجمة التيك توك سناء يوسفهجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل؟أدوات مزيفة لإزالة الفلاتر: محتوى مفبرك بمظهر تقنيإحدى أبرز أدوات الخداع المنتشرة تتعلق بتطبيقات يدّعى أنها قادرة على إزالة الفلاتر أو التمويه من الصور والفيديوهات. ويظهر في هذه المقاطع مثال لصورة ضبابية، يليها عرض لنسخة "محسنة"، في محاولة لإقناع المشاهدين بفعالية الأداة.
لكن تحليل المحتوى يُظهر أن هذه المقاطع مفبركة، وأن ما يتم الترويج له ليس سوى واجهة لتطبيقات خبيثة، يجري تثبيتها بمجرد تحميل الأداة المزعومة.
إصدارات "تيك توك" المزيفة: استغلال أسماء رسميةرغم أن "تيك توك" يقدّم إصدارات رسمية مثل "TikTok Lite" و"TikTok Studio"، إلا أن غياب المعرفة التقنية لدى بعض المستخدمين أفسح المجال أمام موجة من التطبيقات المزيفة التي تُروَّج على أنها "نسخ مطوّرة" أو "احترافية".
ويجري في هذه الحالات استغلال مفاهيم مثل "TikTok Business" – وهي ميزة داخلية لا تتطلب تحميل تطبيق منفصل – للترويج لتطبيقات خارجية تحتوي في كثير من الأحيان على أدوات اختراق أو فيروسات تجسس.
انتحال هوية المشاهير: خداع موجه عبر الرسائل المباشرةضمن سياق الحملة الرقمية، لجأ المحتالون إلى انتحال هوية مشاهير ومؤثرين عبر إنشاء حسابات مزيفة تحمل أسماءهم وصورهم الرسمية، ما يمنحها مصداقية زائفة. وبعد جمع عدد كافٍ من المتابعين، تبدأ هذه الحسابات في إرسال رسائل مباشرة تتضمن روابط تؤدي إلى مواقع تصيّد أو منصات احتيالية.
ويشير مراقبون إلى أن هذا النوع من الخداع غالبًا ما يترافق مع مزاعم تتعلق بالاستثمار في العملات الرقمية أو حملات تبرع خيرية، ما يزيد من قابلية الجمهور للاستجابة.
منتجات مزيّفة ضمن "ماركيت بليس": عمليات شراء وهميةمع إطلاق منصة "TikTok Marketplace"، ظهر نوع جديد من الاحتيال يتعلق بعرض منتجات بأسعار منخفضة وجودة مغرية، ليتبيّن لاحقًا أن هذه العروض وهمية، أو أن البائعين يختفون بعد إتمام عمليات الدفع.
وتشير التحقيقات إلى أن بعض هؤلاء المحتالين يقدمون أنفسهم كممثلين لعلامات تجارية معروفة، مستغلين شعاراتها وأسمائها التجارية لجذب الضحايا.
جوائز ومسابقات مزيفة: ترويج روابط مشبوهةشهدت المنصة انتشار مقاطع فيديو تروّج لمسابقات تقدم جوائز كبرى مثل هواتف آيفون أو بطاقات هدايا مالية، مع دعوة المشاهدين إلى التسجيل عبر روابط خارجية. وفي معظم الحالات، تقود هذه الروابط إلى نماذج وهمية تطلب من المستخدمين إدخال معلوماتهم الشخصية، أو إلى تطبيقات تحتوي على برمجيات ضارة.
ورغم أن بعض الحملات الدعائية على "تيك توك" قد تكون حقيقية، فإن الكم الهائل من المسابقات المزيفة جعل التمييز بينها مهمة معقدة بالنسبة للمستخدمين.
بلاغات مزيفة بانتهاك حقوق النشر: تكتيك لاستدراج منشئي المحتوىاستهدفت الحملة أيضًا منشئي المحتوى عبر رسائل تزعم انتهاكهم لحقوق الملكية الفكرية، وتطلب منهم الدخول إلى روابط "لمراجعة القضية" أو "تأكيد الحساب". وتبيّن لاحقًا أن هذه الروابط تؤدي إلى مواقع خبيثة تهدف إلى سرقة بيانات الدخول أو التحكم بالحساب.
ويلاحظ خبراء الأمن السيبراني أن هذا النوع من الخداع يعتمد على خلق حالة من القلق تدفع الضحية إلى الاستجابة دون التحقق من مصدر الرسالة.
رموز "QR" المضللة: واجهة حديثة للاختراقفي أسلوب آخر متطور، يعمد المحتالون إلى نشر فيديوهات تتضمن رموز استجابة سريعة (QR codes) على أنها وسيلة للوصول إلى محتوى خاص أو مزايا خفية. لكن هذه الرموز غالبًا ما تكون مزيفة، وتعيد توجيه المستخدم إلى مواقع مليئة بالبرمجيات الضارة أو الصفحات الاحتيالية.
وتشكل هذه الطريقة جزءًا من تحول عام في أساليب التصيّد الرقمي، حيث يجري استغلال التطور البصري والتفاعلي للمنصة لتنفيذ عمليات احتيال مقنّعة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة