جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@11:15:55 GMT

فئة المنتصرين

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

فئة المنتصرين

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي **

من هم المنتصرون؟؟؟ ، المنتصرون هم تلك الفئة من النَّاس التي لا تقبل ألرأي الآخر ولا ترضى بالتنازل عن رأيها مهما كانت النتائج فهذه الفئة تعتقد بأنها دائماً على صواب ، وبسؤالي لإحدى محركات البحث في الذكاء الاصطناعي عن منهم هؤلاء الأشخاص وماهي صفاتهم؟ أجاب : بأن هؤلا الأشخاص يُمكن معرفتهم بعدة صفات هي:

:الجمود الفكري: فهم يميلون إلى التشبث بآرائهم ومعتقداتهم، ويرفضون التفكير أو التفاعل مع وجهات نظر مختلفة.

العصبية: فقد يظهرون غضبًا أو استياءً عندما يُعرض عليهم رأي مُخالف. التقليل من الآخر: غالبًا ما يسخرون أو يقللون من شأن الأشخاص الذين لديهم آراء مختلفة.  الانغلاق: يميلون إلى الابتعاد عن النقاشات أو الحوارات المفتوحة، حيث يفضلون بيئة تتفق معهم بالكامل. التحيُّز: يظهرون تحيزًا قويًا ضد أفكار مُعينة، مما يجعلهم يرفضون حتى النظر في أدلة أو حجج قد تخالف معتقداتهم. بالتالي ضياع أي فرص للتفاهم مع هؤلاء الأشخاص .

ومع الأسف تجد مثل هؤلا في كل مكان، في البيت الواحد،العائلة وفي المجتمع.

ولكن لماذا هم منتصرون ؟؟ لأنهم يعتقدون أنهم دائماً على صواب في كل رأي أو كل أمر أو سلوك أو تصرف، وبالتالي يجب أن ينتصروا في كل ماسبق في حواراتهم سلوكهم تصرفاتهم قراراتهم دون اكتراث للرأي الآخر، وحتى في حالة ظهور النائج عكس ذلك فدائما ما يسوقون الأعذار والمبررات لآرائهم أو تصرفاتهم أو سلوكهم وقرارتهم حتى وإن كانت تلك النتائج أظهرت حقائق دامغة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.

فهم لا يقبلون الهزيمة بأي شكل من أشكالها، بالتالي يؤدي هذا الأمر إلى نتائج عكسية على الأفراد أو المجتمع على حدٍ سواء، وإذا كانت انعكاسات هذا الأمر فيما يتعلق بالأفراد أو ربما الأسرة أقل تاثيراً ويمكن استيعابها بعض الأحيان ففي الأخير يتلعق الأمر بعلاقات أسرية أو شخصية وفي أسوء النتائج يتعلق الأمر بشخوص وعدد من أفراد المجتمع.

لكن ماذا لو كان هذا الأمر يتعلق بالمجتمع؟ ماذا لو كانت هذه الآراء أو التصرفات أو القرارات تخص مجتمعاً بأكمله؟ ، فإن النتائج بلاشك ستكون وخيمة في حالة أن هؤلاء الأشخاص كانوا مسؤولين عن قرارات تتلعق بالمجتمع لأن تمسكهم بتلك الآراء أو بعض الأحيان المعتقدات قد يؤدي على سبيل المثال إلى أهدار الموارد أو ضياع الفرص على المجتمع أو تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على رفاهية الشعوب أو مستقبلها، وقد يكون المتسبب هو من أصر على بعض الآراء أو أصر على تنفيذ بعض الأعمال أو التصرفات.

وقد تكون الحوكمة هي السبيل الأوفر حظا في كبح جماح مثل هذه التصرفات، وتطبيق سلطة القانون وهيمنة دولة المؤسسات ولكن يظل العنصر البشري بتصرفاته وسلوكه وهو أحد المحاور الرئيسة في الحوكمة هو الحلقة الأضعف في أي تنظيم إداري أو مؤسسي.

 

في الختام ، لا يُمكن، أن تكون منتصرا في كل أمرٍ من الأمور، ويجب عليك قبول الرأي الآخر مهما كان مخالفاً لرأيك طالما أنه فيه مصلحة أكبر أو منفعة، في البيت في الأسرة في علاقاتك الشخصية مع الآخرين، وكذلك الحال في حالة تحملك المسؤولية في أمور تخص المجتمع. وفي حالة تحملك لأمر ما وإصرارك على تحمل قرارك في أي أمر من الأمور، وقد ظهرت النتائج عكس ما كنت تتوقع وليست بالقدر المأمول مما خطط له من أهداف في هذا الأمر، فعليك بالقبول بالأمر وتحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار وتحمل النتائج في هذه الحالة وترضى على الأقل بشرف الاجتهاد في هذا الأمر وكما يقولون لكل مجتهد نصيب وليس كل مجتهد مُصيب.

** خبير في الشؤون المالية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة

آخر تحديث: 13 دجنبر 2025 - 9:29 ص

بقلم:علي الكاش

أقول: في الانتخابات البرلمانية غالبا ما ينتصر حزب الثعالب على حزب الأسود في حصد اصوات الناخبين. من المؤسف حقا ان كثير من الناخبين يشبهون الحمير، حيث يمتطيهم المرشحون لغاية الوصول الى البرلمان وبعدها يتركونهم لشأنهم.
لكن هل انتهت مرحلة النهيق الانتخابي، وبدأت مرحلة الزئير الانتخابي؟ الحقيقة هي انه بهمة الجهلة والفاسدين والطائفيين والمال السياسي، فاز الفاسدون، وخسر المواطنون، فازت القوى الفاسدة، وخسر الشعب اللامبالي. ولات ساعة مندم.
هل تذكرون فتوى المرجع الشيعي محمد اليعقوبي في الانتخابات الأخيرة” من لا ينتخب السيد نوري المالكي فهو آثم شرعا، وتحرم عليه زوجته”، بفتوى سبق ان افتى بها كبار مراجع الشيعة عام 1922 ، كأن الزمن لم يتغير، تغيرت الوجوه والعقدة ثابتة. خلال الاحتلال البريطاني للعراق اوعز وزير الداخلية عبد المحسن السعدون في 20/10/1922 للمحافظين المباشرة بالتحضير لانتخابات الجمعية الدستورية. ووصفها المجتهدون بأنها ” حكم بالإعدام على الأمة الاسلامية” وفي 5/10 منه افتى أبو الحسن الاصفهاني ومهدي الخالصي وحسين النائيني بعدم شرعية الانتخابات وتكفير من يشارك فيها. جاء في فتوى الخالصي” قد حكمنا بحرمة الانتخابات. والمشارك فيها يعتبر معادي لله ورسوله وأئمة المسلمين، ولا يدفن في مقابر المسلمين”. كما تضمنت فتوى الاصفهاني أمور غريبة ” أي مسلم يشارك فيها تحرم عليه زوجته ويمنع من دخول الحمامات العامة وينبذه سائر المسلمين”. نفس المأساة تكررت مع انتخابات العراق عام 2005 للمزيد راجع ( M.M AL Adhami/ The election for the Constituent Assembly in Iraq 1922 /1924 ).
لا شك ان السكوت على الفساد يا مراجع الدين ليس من الفضائل، فهو يعني اما مشاركة الفاسدين، او الرضا عنهم، وكلاهما أمر من الآخر، كأنما اصبح الفساد مقدسا في عرفكم، فتلتزموا الصمت اتجاهه، في مخالفة صريحة لشرع الله. قال تعالى في سورة آل عمران/104(( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )).هؤلاء المراجع الدينية ـ السياسية ينطبق عليهم قول ابْن لنكك الْبَصْرِيّ:
لَا تخدعنك اللحى وَلَا الصُّور تِسْعَة اعشار من ترى بقر
تراهـــــــم كالسحاب منتشرا وَلَيْسَ فِيهِ لطَالب مطر
(يتيمة الدهر).

بلائنا من مفوضية انتخابات غير مستقلة
قال علي بن أبي طالب” لا يصلح لكم يا أهل العراق إلّا من أخزاكم، وأخزاه الله”. (ربيع الأبرار). أليس هذا هو حال العراق اليوم؟
لا بد ان يسأل العراقي نفسه:
اولا: هل المفوضية العليا للانتخابات مستقلة فعلا؟ وهل مجلس ادارتها وبقية موظفيها مستقلون عن الأحزاب الحاكمة؟هل أثبتوا نزاهتهم ومصداقيتهم في الانتخابات السابقة؟ وهل تخلصوا من نفوذ الكتل الحاكمة؟هل توجد ضمانات حقيقية بأنهم سيكونون نزيهين هذه المرة، والمرات القادمة؟
لتوضيح الأمر أكثر، هل العامل سيعمل بالضد من ربٌ العمل، ولا يستمع لأوامره وتوجيهاته؟ هل سيعمل ضد مصلحة ربٌ عمله ويجرؤ على ذلك؟ وكيف ستكون النتيجة لو افترضنا جدلا، انه سيعمل لصالح نفسه، وليس ربٌ العمل؟ ذكر أَعْرَابِي رجلا بقلة الْحيَاء فَقَالَ: لَو دقَّتْ بِوَجْهِهِ الْحِجَارَة لرضها وَلَو خلا بِالْكَعْبَةِ لسرقها”. (نثر الدر في المحاضر/ا6). هذه هي حقيقة المفوضية العليا للانتخابات المسيسة، فهي الناطق بلسان الباطل، وهي من مخلفات نظام المحاصصة المدمر.

ثانيا: هل القوى السياسية تحترم صوت الناخب، بل هل تحترم نصوص الدستور المتعلقة بالانتخابات، علما انها هي من وضعت تلك النصوص؟ التجارب السابقة أثبت العكس، عندما فاز أياد علاوي في انتخابات عام 2010، رفضت ايران توليه رئاسة الوزراء، وفي لعبة هزيلة من قبل قاضي القضاة مدحت المحمود (المذموم) تحولت الرئاسة الى نوري المالكي، وفي الانتخابات التي تلتها عام 2014 فاز المالكي بأكثرية الاصوات في عملية تزوير لا مثيل لها في التأريخ القريب، ومع هذا تم إيقاظ حيدر العبادي من نومه، وقيل له “مبروك! أصبحت رئيسا لوزراء العراق”، والرجل بقي لوهلة يفرك عينية ليتأكد بأن الأمر ليس حلما، بل حقيقة. في الانتخابات الأخيرة فاز محمد شياع السوداني في عدد الأصوات، لكن شبح القاضي الولائي مدحت المحمود ما زال جاثما على صدر البرلمان من خلال تفسيره الكتلة الفائزة، فتحول النصر الى هزيمة، وتقلد السيف الاطار التنسيقي الشيعي عبر التحايل المتناغم والتخادم ما بين المفوضة العليا للانتخابات والقضاء المسيس، تحت ظلال الميليشيات المسلحة والمال السياسي الذي يفترض فيه ان تخضع الأحزاب السياسية الى قانون الأحزاب حول مصدر أموالها. ناهيك عن ان الدستور لا يسمح بامتلاك الأحزاب اذرع سياسية عند دخولها الانتخابات، لكن بذكاء الثعلب، ادعت تلك الأحزاب انها انفصلت عن الفصائل المسلحة، مع ان تلك الفصائل تأتمر بأمرة رؤساء الأحزاب وليس القائد العام للقوات المسلحة.
افرزت الانتخابات الأخيرة ما يقارب (100) برلماني جديد يقلدون الولي الفقيه في ايران، ولا نفهم كيف بارك ممثل الرئيس الأمريكي سافايا نتائج الانتخابات، وهو الذي صرح مرارا بأنه سيعمل على تقليص او انهاء النفوذ الإيراني في العراق!وصل الأمر من البشاعة بأن لجنة ثلاثية تتألف من الولائيين وهم عمار الحكيم (تيار الحكمة)، وهمام حمودي (المجلس الإسلامي)، وعبد الستار الفريجي (حزب الفضيلة) يقررون من يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء، اما أصوات الناخبين فقد رميت في مكب النفايات، ولا حيلة لمن صوت الا الصمت والحيرة، على ماذا اذن جرت الانتخابات طالما ان اللجنة الولائية هي من تختار رئيس مجلس الوزراء؟ بمعنى ان الأمر لا يخرج عن ايدي الولي الفقيه في ايران.

ثالثا: الغرض من الانتخابات في الأنظمة البرلمانية في كل دول العالم ـ ما عدا الأنظمة الدكتاتورية ـ هو اختيار مجلس النواب القادم، الذي سيتولى بدوره اختيار الحكومة، وبالتالي رئيس الجمهورية، بمعنى ان الرئاسات الثلاث ستعتمد على أصوات الناخبين فقط! لذا قيل بأن الشعب مصدر السلطات. لكن في العراق تحت مقصلة الديمقراطية حددت رئاسة البرلمان لأهل السنة، ورئيس مجلس الوزراء حصة الشيعة، ورئاسة الجمهورية حصة الأكراد، وهذا عرف ساد، وليس هناك نصا في الدستور يتضمنه، بمعنى انه لا يوجد أي دور لصوت الناخب في عملية الاختيار، فإن شارك أو رفض المشاركة فالأمر سيان. المحاصصة هي التي تفرض الأمر الواقع، وليس أصوات الناخبين التي لا قيمة لها.

رابعا: لا يمكن تناسي الدور الإيراني الذي مارس ضغوطا على المفوضية من اجل زيادة مقاعد الميليشيات المسلحة، فالأحزاب الولائية تصاعدت مقاعدها بشكل لا يعقله حتى المجانين، من مقعدين الى ما يقارب (20) مقعدا دون ان تجد أي سبب معقول يبرر هذا الأمر، فهل كان مثلا أداء عصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وبقية الميليشيات عند حسن ظن العراقيين؟ كان يفترض على مبعوث الرئيس الأمريكي سافايا ان يهنئ الخامنئي على فوز مقلديه النواب الولائيين في البرلمان العراق، وليس الحكومة العراقية.
هناك قول مأثور في النرويج (.( Søppel inn, søppel ut.
ترجمته” القمامة تدخل والقمامة تخرج” وهذا ينطبق على البرلمان العراقي، كلهم قمامة من رئيس البرلمان ونوابه الى الأعضاء، كأن البرلمان مكب نفايات.
هل نشحن ذاكرة الشعب العراقي ونذكره بتصريح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في 26/3/2108، حيث ذكر” إن الإمام علي خامئني ابلغني هاتفيا مساء أمس بأن رئاسة الوزراء ستكون من حصتي في الانتخابات القادمة، وان خامئني قد أخبره من خلال الاتصال بأحد وكلاء الإمام المهدي الغائب، بأن نوري المالكي هو من سيشكل الحكومة القادمة وسيحصد اعلى الأصوات، وانه سيعمل بكل ما بوسعه لجعل العراق من افضل دول العالم في الخدمات واحترام حقوق الإنسان وصيانة كرامته”. بدلا من جعل العراق من افضل دول العالم جعله في المؤخرة وسلم ثلث أراضي العراق الى تنظيم داعش الإرهابي.

الخلاصة
كانت الانتخابات الحالية بمثابة الفرصة الأخيرة التي يمكن أن نثبت فيها للعالم وقبله نثبت لأنفسنا بأننا شعب واعي ومثقف يحب وطنه ويستفيد من الدروس والتجارب السابقة.شعب عصامي يستحق الحياة الكريمة لا يراهن على نفسه ولا على مستقبل الأجيال القادمة.شعب يستلهم الحكمة معززة بالعزيمة ليقرر ويختار مصيره بيده وليس بأوامر خارجية.شعب لا يضع الحبل حول رقبته ويستأذن الجلاد بخشوع ليتفضل بإعدامه!شعب لا ينسى من. أساء له وبدد أحلامه بنوايا شريرة، وحول مع سبق الإصرار والترصد الفردوس الأرضي إلى جهنمالعاقبة لنا وعلينا، وسنجني ثمارها هذه المرة، والمُرة قريبا، ولات ساعة مندم حري بالعراقيين ان يتذكروا قول السيوطي” لا تكن ممن يلعن إبليس في العلانية، ويواليه في السر”. (الكنز المدفون).

مقالات مشابهة

  • تم تحييد أحد المهاجمَين واعتقال الآخر.. هجوم على احتفالية يهودية بأحد شواطئ سيدني يخلف 10 قتلى وعددًا من الإصابات
  • 1145 حالة ضبط لممنوعات بالمنافذ
  • بينها 133 صنفًا مخدرًا.. 1145 حالة تهريب جمركي خلال أسبوع
  • «المنافذ الجمركية» تسجّل 1145 حالة ضبط خلال أسبوع
  • «لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»
  • رحمة بالعراق… يا مفوضية الانتخابات غير المستقلة
  • الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة
  • أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية
  • الوجه الآخر لسيول العراق.. بحيرة حمرين تنتعش والطيور المهاجرة تعود إليها
  • رسالة إلى العالم الآخر