في كل عام وخصوصا في شهر ربيع الأول وبالذات مع بدء موعد مناسبة ذكرى المولد النبوي، تتجدد الهجمة التكفيرية على دول وشعوب أمتنا العربية والإسلامية بشكل عام وعلى اليمنيين بشكل خاص الذين يُحيون ذكرى مولد النور، مولد سيد الخلق وأشرف المرسلين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تلك الهجمة التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لنزع نور المحبة من قلوب كل المحبين لهذه الذكرى العظيمة ونزع جذور الفرح بمولد رسول الله من تربة هذا الشعب الأصيل، لكن في كل مرة يتجدد حب اليمنيين لنبيهم ويتجذر في أعماق نفوسهم، معلنين بذلك تمسكهم بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووفاءهم للعهد وصمودهم أمام كل محاولات التفرقة والتكفير.


هذه الهجمة المتكررة تظهر للعيان الوجه القبيح للتكفيريين هذا الوجه الذي لا يعرف سوى تكفير المسلمين وتبديع مناسباتهم الدينية ولا يفقه في المحبة لرسول الله شيئاً، ففي كل عام يأتون بسيوفهم ويسلونها لضرب هذه المناسبة يريدون قتل ذكرى نور النبوة في قلوب المحبين لها ولصاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، إلا أنهم في كل مرة يعودون بخفي حنين، إذ يجدون أن قلوب اليمنيين باتت أكثر تعلقاً وحباً لرسول الله وأكثر تمسكاً بروح الإسلام تلك الروح التي حملها النبي محمد وجاء بها رحمة للعالمين.
لم يدرك التكفيريون بعد أن حب اليمنيين للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس مجرد شعور فقط، بل هو عقيدة وعمق إيمان، حب يُنسج في تفاصيل حياتهم ويُروى بدمائهم ويعطر بصلواتهم، لم يعرفوا أن الاحتفال بمولد النبي ليس فقط ذكرى عابرة، بل هو تجديد للعهد وتجديد للبيعة ومناسبة يعلن فيها اليمنيون ارتباطهم الوثيق بسيرة النبي الكريم وجهاده وتعاليمه التي أضاءت لهم دروب حياتهم.
وفي كل عام يحاول التكفيريون التشويه لهذه المناسبة العظيمة وهذا الاحتفال العظيم، لكنهم في كل مرة يُهزمون أمام محبة شعبنا اليمني لهذه المناسبة يُهزمون أمام إيمان شعبنا الراسخ الذي لا يتزعزع
يتناسى هؤلاء التكفيريون أن اليمن بلد الإيمان والحكمة وأن شعبها حمل لواء الإسلام منذ فجر النبوة وأن هذا الشعب الأصيل قد عرف كيف يكون الإخلاص لرسول الله وكيف يكون الوفاء معه والمحبة له .
والعجيب في الأمر أنه كلما زادت الهجمات التكفيرية شراسة، كلما ازداد اليمنيون حباً وتعلقاً بهذه الذكرى وصاحبها، فكل هجوم تكفيري يُطلق عليهم يُحيي في نفوسهم ذكرى النبي وتتجدد محبتهم له وتزيدهم يقيناً بأنهم على الحق كيف لا وهم يرون في ذكرى مولد النبي النور الذي يهتدون به في ظلمات الحياة ويرون فيه البركة التي تتنزل عليهم في كل عام ويرون فيه النصر والأمل الذي يبعث الحياة في نفوسهم.
إنها معركة بين الظلام والنور، بين الحب والكراهية، بين التكفير والإيمان، وفي كل عام يخرج اليمنيون منتصرين، يخرجون حاملين مشاعل النور مشاعل الحب لرسول الله مشاعل الإيمان برسول الله، ليقولوا للعالم أجمع “نحن قوم أحببنا النبي محمد حباً صادقاً واحتفلنا بمولده حباً ووفاءً ولن تنال منّا سهام التكفير أبداً، وإن حبنا للنبي متجدد في قلوبنا ومتأصل في نفوسنا ومزروع في تربة أرضنا ولن يستطيع أحد في الدنيا أن ينتزع منّا هذا الحب مهما فعل”.
وسيظل شعبنا اليمني العظيم يحتفل بمولد النبي محمد وينشد بحبه ويهتف باسمه وسيظل نور النبوة مضيئاً في قلوبهم مهما اشتدت الهجمات، ومهما تكررت محاولات التكفير فنور محبتنا للرسول لا ينطفئ وإيمان شعبنا لا يُهزم وحبه للنبي لا يُضاهى.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلم عن تعليق الدعاء على المشيئة، مستشهدًا بحديثه الشريف: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له». 

هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن تعليق الدعاء على المشيئة أمر مرفوض وكَرِهَه العلماء، لأن يقين المؤمن الثابت أن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويغني ويعز ويذل بمشيئته المطلقة، فلا أحد يكره الله على شيء.

حكم تعليق الدعاء على المشيئة

وبيّن رئيس جامعة الأزهر أن المسلم إذا دعا الله فعليه أن يجزم في الدعاء، فلا يقول: "اللهم ارزقني إن شئت" أو "اللهم استرني إن شئت"، لأن هذا التعليق يُشعر ـ في ظاهره ـ كأن الداعي مستغنٍ عن مطلوبه أو مستغنٍ عمن يطلب منه، وهذا من العبث الذي لا وجه له، ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

وتوقف العلماء ـ كما أوضح الدكتور سلامة داود ـ أمام حديث نبوي شريف ورد في مسند الإمام أحمد، يظهر في ظاهره أنه يعارض هذا الأصل، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره خروج ثلاثة من أهل الجنة، قال في الثالث منهم: «اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا»، فكان الخارج هو سيدنا علي رضي الله عنه، وهذا التعليق على المشيئة استدعى بحث العلماء، لأنه يبدو مخالفًا لحديث عزم المسألة.

هل تجوز الزكاة لقريبتي إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟.. الإفتاء توضح الفئات المستحقةحكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدةما مقدار الزكاة على شهادة البنك بقيمة 300 ألف جنيه؟.. أمين الإفتاء يجيبحكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب

وفسّر العلماء ذلك بأن التعليق على المشيئة الذي نُهي عنه سببه أنه قد يُفهَم على أنه استغناء عن المطلوب أو عن فضل الله، وهذا الظن لا يرد مطلقًا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو في أعلى مراتب العبودية والخضوع لله، ولا يُتَصوَّر في حقه أدنى استغناء، ولذلك كان ذلك من خصوصياته النبوية التي لا تُقاس عليها الأمة.

وأكد رئيس جامعة الأزهر أن تعليق الدعاء على المشيئة جائز للنبي صلى الله عليه وسلم لارتفاع مقامه، لكنه غير جائز لغيره من المؤمنين، لأن غيره قد يقع في مظنة الاستغناء التي من أجلها نُهي الناس عن هذا الأسلوب.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن مقاصد الشريعة في هذا الباب تهدف إلى ترسيخ اليقين الكامل بالله والإلحاح في الدعاء دون تردد أو تعليق.

طباعة شارك تعليق الدعاء على المشيئة الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الأزهر جامعة الأزهر الدعاء حكم تعليق الدعاء على المشيئة دعاء تعليق الدعاء

مقالات مشابهة

  • الشيخ حسن عبد النبي لمتسابق: مفيش أي أخطاء عليه ولا ملاحظات
  • سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟
  • فى ذكرى وفاتها.. من هي بهيجة حافظ التي خطفت البطولة من أمينة رزق؟
  • آيات كان يرددها النبي قبل النوم.. حصّن نفسك طوال الليل وداوم على قراءتها
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
  • قد نقع فيه.. خالد الجندي يحذر من خطأ شائع في الصلاة على النبي
  • في ليلة الجمعة.. صيغ الصلاة على النبي ﷺ
  • موعد شهر رجب 2026.. أهم السنن والعبادات عن النبي
  • خطأ شائع في الصلاة على النبي .. اكتبها صح: «اللهم صلِّ» وليس «صلي»