النفط الروسي يخسر مركزًا تجاريًا مهمًا.. والبحث عن بدائل
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تواجه مبيعات النفط الروسي عدّة عقبات جراء العقوبات الغربية والأميركية، على الرغم من صمود موسكو مدّة طويلة أمام محاولات تضييق الخناق على صادراتها.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو أن تجار النفط الروسي اقتربوا من خسارة الإمارات، التي تحوّلت منذ غزو أوكرانيا إلى أحد المراكز المهمة.
وجعلت الضغوط الغربية على مصارف دبي من الصعب بصورة متزايدة سداد مدفوعات مبيعات النفط، بحسب مصادر متورطة في تجارة النفط الموازية.
كما يواجه التجار مشكلات مماثلة في كلٍ من الصين وتركيا، مع بدء العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة في إحداث خسائرها.
أزمة النفط الروسي في الإماراتووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، بدأت الضغوط على مصارف دبي في أبريل/نيسان من العام الماضي (2023)، عندما أغلقت مصارف محلية -مثل بنك الإمارات الوطني- حسابات شركات بها مساهمون روس، بناءً على تعليمات من حكومة الإمارات.
وأصبح من الشائع إعادة تسمية هذه الشركات وإخضاعها لملكية غير روسية، لكن هذا أصبح أكثر صعوبة، بحسب ما نقلته منصة “إنرجي إنتليغنس” (Energy Intelligence).
وعلى الرغم من أزمة المدفوعات، تواصل شركات تجارية جديدة إقامة أعمالها في دبي بهدف وحيد هو شراء النفط الروسي وبيعه، وفقًا لمصادر تجارية متعددة.
وقال تاجر مقيم في دبي، يشارك في تداول النفط الروسي: “هناك العديد من الأسماء لدرجة أنني لا أستطيع تذكر عددها.. في كل مرة تُغلق فيها شركة، تظهر أخرى”.
وأوضح تاجر نفط روسي آخر انتقل إلى دبي بعد مدّة وجيزة من غزو أوكرانيا، أن “الوضع في دبي يزداد سوءًا.. بدأت جميع المصارف في رفض المدفوعات، ومن الصعب جدًا الآن تسوية المعاملات بأي عملة”.
وأشار التاجر إلى أن البدائل المختلفة قيد النظر، مثل مقايضات العملات بين المصارف الروسية والإماراتية، وحتى تلقي المدفوعات بالذهب.
ضغوط مماثلة في دولتينيبدو أن هناك تضييقًا مماثلًا من جانب المصارف في الصين، التي يُنظر إليها في الغرب بوصفها الحليف الأكثر ولاءً لروسيا، ولكنها تبدو مترددة في تجاهل العقوبات المالية.
وقال أحد التجار: “الصين لا تريد تلقي أموال من روسيا بالرنمينبي (اليوان الصيني) أو الروبل.. لقد أصبح الأمر صعبًا للغاية.. إن المصارف في تركيا تنهار أيضًا تحت الضغط الأميركي.. أينما ذهبت، هناك مشكلات”.
وعبّر تاجر آخر مقيم في دبي لديه معرفة بتجارة النفط الموازية، عن هذه المخاوف، مشيرًا إلى أن التركيز تحول الآن إلى دول أخرى، مثل ماليزيا ومنغوليا، التي يُنظر إليها على أنها أكثر مرونة بشأن العقوبات المالية المفروضة على النفط الروسي.
وقال: “أصبح من الصعب حقًا معالجة المدفوعات.. في أسبوع يمكنك فعل ذلك، وفي الأسبوع التالي لا يمكنك ذلك”.
وأوضح أن “مفتاح إيجاد طريقة لسداد المدفوعات هو الإبداع.. لتحقيق ذلك، تحتاج إلى رجل أموال ذكي في فريقك.. ولكن ستكون هناك دائمًا طريقة لفعل ذلك، حتى لو كلفك ذلك أكثر”.
عقوبات جديدة على النفط الروسيفي سياقٍ متصل، فرضت بريطانيا عقوبات على 10 سفن تزعم أنها تعمل جزءًا من “أسطول الظل” الروسي، في أحدث محاولة للحدّ من عائدات موسكو، مع استمرار الصراع العسكري مع أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في 11 سبتمبر/أيلول 2024، إن “آلة حرب بوتين ممولة من نظام اقتصادي مظلم وغير مشروع، تلتزم هذه الحكومة بزعزعة استقراره”.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ستُمنع -الآن- هذه السفن من دخول المواني البريطانية، مع حرمانها من الوصول إلى سجل السفن في البلاد.
وأضاف لامي أن العقوبات الجديدة “تقوّض بصورة أكبر قدرة روسيا على تداول النفط عبر أسطول الظل الخاص بها”، بحسب ما نقلته منصة “أوفشور تكنولوجي” (Offshore Technology).
وقال: “إلى جانب شركائنا، سنواصل إرسال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب أوكرانيا، ولن نتسامح مع هذا الأسطول غير المشروع”.
وأضاف: “اضطرت روسيا إلى إنفاق أكثر من 8 مليارات دولار لتجميع أسطول الظل الخاص بها.. ولكن مع وجود ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات وعدم قدرتها على تحميل النفط، فإننا مصممون على جعل استثمار بوتين خطوة خاطئة باهظة الثمن للكرملين”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: النفط الروسی فی دبی
إقرأ أيضاً:
انهيار محتمل للاتفاق النووي.. طهران وواشنطن يتمسكان بشروط متضادة
دبي/باريس-رويترز
قالت ثلاثة مصادر إيرانية اليوم إن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل النزاع النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم.
وقالت المصادر إن إيران قد تلجأ إلى الصين وروسيا "كخطة بديلة" في حال استمرار التعثر. لكن في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، تبدو خطة طهران البديلة هشة.
وقال مسؤول إيراني كبير "الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات. ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها...تشمل الاستراتيجية أيضا تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل روسيا والصين".
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبرا عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.
وبعد أربع جولات من المحادثات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات.
وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي إن طهران ترفض شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في مناقشات حول برنامجها للصواريخ الباليستية.
كما أن انعدام الثقة من كلا الجانبين وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية قد زاد من أهمية حصول إيران على ضمانات بأن واشنطن لن تتراجع عن اتفاق مستقبلي.
ومما يضاعف من التحديات التي تواجهها طهران، معاناة المؤسسة الدينية في إيران من أزمات متصاعدة - ومنها نقص الطاقة والمياه، وتراجع العملة، والخسائر العسكرية بين حلفائها الإقليميين، والمخاوف المتزايدة من هجوم إسرائيلي على مواقعها النووية - وكلها تفاقمت بسبب سياسات ترامب المتشددة.
وقالت المصادر إنه مع إحياء ترامب السريع لحملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير شباط، بما في ذلك تشديد العقوبات والتهديدات العسكرية، فإن القيادة الإيرانية "ليس لديها خيار أفضل" من اتفاق جديد لتجنب الفوضى الاقتصادية في الداخل التي قد تهدد حكمها.
وقد كشفت الاحتجاجات التي اندلعت بالبلاد بسبب مظاهر قمع اجتماعي ومصاعب اقتصادية في السنوات الأخيرة، والتي قوبلت بحملات قمع قاسية، عن ضعف الجمهورية الإسلامية أمام الغضب الشعبي وأدت إلى فرض مجموعات من العقوبات الغربية في مجال حقوق الإنسان.
وقال المسؤول الثاني الذي طلب أيضا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية "من دون رفع العقوبات لتمكين مبيعات النفط الحرة والوصول إلى الأموال، لا يمكن للاقتصاد الإيراني أن يتعافى".
ولم يتسن الحصول بعد الحصول على تعليق من وزارة الخارجية الإيرانية.