بعد رحيله بعدة أيام، لازالت التساؤلات معلقة، هل كان المصور حاتم مامون إعلامياً ثورياً أم كادراً أمنياً؟، لكن لا إجابة قاطعة، فكل ينظر إليه من زاوية معرفته كما جاء في إفادات العديدين لـ(التغيير).

كمبالا: التغيير

أثارت وفاة المصور والإعلامي السوداني حاتم مأمون مؤخراً، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية في السودان، فالرجل الذي عمل لسنوات في قناة (سودانية 24)، كان من أوائل المصورين الذين وثقوا أحداث ثورة ديسمبر 2019م، ومع ذلك، أصبحت حادثة وفاته مثار نقاش حاد بسبب الجدل حول ارتباطه بالخلية الأمنية في بورتسودان وكونه أحد عناصر الحرس الرئاسي التابع لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

الخلفية المهنية

عمل حاتم مأمون كمصور محترف منذ العام 2015م، ويُنظر إليه من قبل الكثيرين كأحد رموز ثورة ديسمبر. تميز بشغفه واحترافه في تغطية الأحداث، حيث استخدم الطائرات بدون طيار للرصد.

حادثة الوفاة

توفي مأمون متأثراً بإصابته خلال تغطيته لحفل تخريج لطلاب الكلية الحربية في منطقة جبيت بشرق السودان، الذي حضره القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان في 31 يوليو الماضي. نُقل بعد إصابته إلى القاهرة لتلقي العلاج، لكنه فارق الحياة قبل اسبوع متأثراً بجراحه.

ردود فعل

نعت نقابة الصحفيين السودانيين مأمون استناداً إلى معلومات غير دقيقة، وتزامن نعيها مع نعي مجلس السيادة والخلية الأمنية، مما أثار موجة انتقادات ضد النقابة التي وصفته بأحد شهداء الثورة.

وتباينت وجهات النظر حول شخصية مأمون، حيث أكدت عدة مصادر أن الرجل لم يكن جزءاً من الأجهزة الأمنية خلال الثورة، لكنه انضم إليها بعد اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ويرى البعض أن حاتم يمثل رمزًا للثورة، ولا ينبغي التشكيك في نواياه بسبب انضمامه اللاحق للأجهزة الأمنية، معتبرين أن هذا القرار كان خيارًا شخصيًا في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودان.

في المقابل، اعتبر آخرون أن انضمامه للأجهزة الأمنية يتناقض مع مبادئ الثورة ويضعه في موقف يتنافى مع نضال الشعب السوداني ضد السلطة العسكرية.

عناصر أمنية

عضو لجان مقاومة الخرطوم بحري طارق أحمد خضر، في حديثه مع (التغيير) أكد أن وجود عناصر أمنية داخل الحراك الثوري ليس بالأمر الغريب، وأشار إلى أن هذه العناصر قد ساهمت في إجهاض الثورة.

وأشار إلى أن العديد من الأجسام الثورية نعت المصور بناءً على معرفتهم السابقة به كـ”مصور الثورة الأول”، إلا أن تلك الأجسام تفاجأت لاحقًا بانتمائه للخلية الأمنية في بورتسودان أو كونه عسكريًا في الحرس الرئاسي.

وأوضح خضر أن بيان النعي الصادر من الخلية يثبت بوضوح انتماءه لتلك القوى، وأن انضمام أي عنصر إليها يتطلب خبرةً طويلةً وثقةً كبيرةً، وهاتان الصفتان كانتا متوافرتين في الراحل الذي أصيب في حادثة جبيت.

من جانبه، اكتفى نقيب الصحفيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس بالقول في مقابلة مع (التغيير): “عندما نعت النقابة مأمون، كانت المعلومات المتوفرة لديها تفيد بأنه كان يعمل مصورًا في قناة سودانية 24 منذ عام 2015، وأنه كان يقوم بالتصوير عندما أصيب. هذه هي المعلومات التي كانت متوفرة للنقابة عند نعيه”.

معلومات غير دقيقة

الصحفي محمد عبد الباقي، الذي تربطه بمأمون علاقة صداقة أسرية، أكد أن الفقيد لم يظهر خلال السنوات الماضية أي انتماء للمؤسسة العسكرية، وكان يركز جل اهتمامه بالعمل المدني في مجال التصوير.

وأضاف أن نقابة الصحفيين السودانيين اعتمدت في نعيها على معلومات غير دقيقة، جمعها بحسن نية من وسائل التواصل الاجتماعي دون استقصاء، واصفًا ذلك بالخطأ الفادح.

وبرر للنقابة نعيها للمصور، الذي واجه انتقادات شديدة من القاعدة الصحفية، بأنها لم تكن على علم بانتمائه العسكري، مما وضعها في موقف محرج.

وأضاف عبد الباقي أن صمت النقابة وعدم اعتذارها عن نشر النعي أدى إلى بلبلة في الوسط الصحفي، وأثار حرجًا إضافيًا بسبب تناقضه مع موقفها السياسي الذي ينادي بوقف الحرب، بينما نعت أحد طرفي الحرب الذي توفي باستخدام سلاح الطرف الآخر.

ورأى عبد الباقي أن موقع عمل مأمون العسكري يدل على أنه حديث عهد بالعمل العسكري.

ليس سراً

أما المخرج والمصور الطيب الصديق، أحد المقربين من المصور حاتم مأمون، أشار إلى أن الأخير كان مصورًا معروفًا وعمل مع عدة مخرجين سودانيين، بما في ذلك شخصه.

وقال الطيب لـ(التغيير)، إنه لم يكن على علم بانتماء حاتم لأي جهة عسكرية أو أمنية قبل الحرب، لكنه أشار إلى أن انضمامه بعد الحرب لم يكن سراً، تمامًا مثل العديد من الشباب الذين انضموا للجيش من بين شباب ثورة ديسمبر.

وأضاف: الصور المتداولة لحاتم بملابس عسكرية كانت تُشاهد من قبل أصدقائه في أماكن عامة، مثل اتحاد الفنانين في بورتسودان عندما كان يزور الزملاء هناك.

وأكد أن انتماء حاتم للقوات النظامية هو حقه الشخصي وخياره، بغض النظر عن صحة أو خطأ هذا الانتماء حسب الآراء المختلفة حوله.

افتراءات

من جهته، نفى راشد مصطفى بخيت، زميل مأمون لمدة خمس سنوات في تصوير أعمال كورال كلية الموسيقى والدراما، ادعاءات انتماء حاتم مأمون للخلية الأمنية، وكتب على صفحته في (فيسبوك) قائلاً: “حاتم كان من ثوار ديسمبر ولم ينتمِ إلى أي جهة سياسية بشكل مباشر، وكان أول مصور درون في السودان، تخرج في جامعة المشرق”.

وأكد أن كل الأحاديث حول انضمام زميله لقوات العمل الخاص هي افتراءات تهدف إلى تشويه صورته.

وأشار بخيت، إلى أن مامون كان نازحًا في مركز إيواء في بورتسودان وطُلب منه تصوير احتفال تخريج الضباط في جبيت حيث أصيب.

وأضاف: القوات المسلحة وجهاز الأمن لم يتكفلا بإجراءات سفره إلى القاهرة أو علاجه، بل أصدقاؤه هم من قاموا بذلك.

ولفت بخيت إلى أن الصورة التي يظهر فيها حاتم بالزي العسكري كانت في تخريج شقيقه الطيار الحربي، وأن نشرها على صفحته الشخصية يدل على أنه لم يكن عنصرًا أمنيًا، لو كان الأمر كذلك لما نشر الصورة.

وأكد بخيت، أنه زامل حاتم في عدة محطات عمل إعلامي، منها شركة نوس وقناة (سودانية 24).

وغض النظر عن عينة الآراء التي أوردتها (التغيير) أو تلك التي تحفل بها منصات التواصل الاجتماعي حول هذه القضية، فإن الجدل الذي أثارته حادثة وفاة حاتم مأمون توضح جانباً من حالة الاستقطاب التي خلفتها حرب 15 ابريل 2023م بين الجيش والدعم السريع، ودخول خيارات بعض الأفراد اختبارات صعبة في مواجهة قناعات قطاع كبير من السودانيين الرافضين للحرب، وربما لن يغلق هذا الباب ما لم تضع الحرب أوزارها ليختار كثير من الشباب طريقاً غير الانضمام لأحد طرفي النزاع مجبرين.

الوسومالإعلامي حاتم مأمون الجيش الدعم السريع السودان المخرج الطيب الصديق انقلاب عبد الفتاح البرهان جبيت عبد الفتاح البرهان عبد المنعم أبو إدريس نقابة الصحفيين السودانيين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان جبيت عبد الفتاح البرهان نقابة الصحفيين السودانيين الصحفیین السودانیین عبد الفتاح البرهان فی بورتسودان مصور ا إلى أن لم یکن

إقرأ أيضاً:

أشرف حاتم رئيسًا لمجلس أمناء جامعة الجلالة الأهلية

انعقدت الجلسة الأولى لمجلس أمناء جامعة الجلالة الأهلية، بدعوة من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الدكتور ماهر مصباح، أمين مجلس الجامعات الأهلية، وتم اختيار أشرف حاتم، أستاذ الأمراض الصدرية بالكلية، ووزير الصحة والسكان الأسبق، رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب، رئيسا لمجلس أمناء جامعة الجلالة.

ويضم تشكيل المجلس كلا من: اللواء طارق الشاذلي محافظ السويس، الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب ووزير الصحة والسكان الأسبق، الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني السابق، الدكتور أحمد عيسى وزير السياحة والآثار السابق ونائب الرئيس التنفيذي ببنك مصر، الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان السابقة، الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المركزي لحماية الملكية الفكرية، اللواء أشرف ضياء الدين مدير الكلية الفنية العسكرية، اللواء طارق النجدي رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية، الدكتور السيد يوسف القاضي رئيس جامعة بنها الأسبق، والدكتور محمد الشناوي رئيس جامعة الجلالة، كما يضم المجلس في عضويته السيد سامح حسن شكري وزير الخارجية السابق.

في مستهل الاجتماع، أكد الوزير، أن تجربة الجامعات الأهلية حققت نجاحًا لافتًا منذ نشأتها، وأصبحت إضافة قوية لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، موضحًا أن أهدافها تتمثل في توفير تعليم عالٍ يواكب التغيرات العالمية، ويلبي متطلبات التنمية المستدامة للدولة، مع الحرص على تقديم برامج دراسية حديثة، والاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، ودعم الابتكار وريادة الأعمال.

وأوضح الوزير، أن تأسيس الجامعات الأربع الأولى (الجلالة، العلمين الدولية، الملك سلمان الدولية، والمنصورة الجديدة) جاء لإدخال مفهوم الجامعات الذكية من الجيل الرابع، وهو ما حرصت الوزارة على تعزيزه، تلاه إنشاء الجامعات الأهلية المنبثقة عن الجامعات الحكومية.

وأشار الوزير، إلى أن الجامعات الأهلية مطالبة بالالتزام بالمستوى المتميز والحفاظ على الثقة المجتمعية، عبر توفير برامج تعليمية متكاملة، وتعزيز الشراكات الدولية، وربط التعليم بالصناعة، مع تطوير الهياكل الإدارية واللوائح الدراسية باستمرار.

كما ثمّن الوزير، دور هذه الجامعات في الربط بين التعليم الحكومي والخاص، وارتكازها على بنية تحتية وبشرية قوية من الجامعات الحكومية، لافتًا إلى دورها المهم في مبادرة "تحالف وتنمية" التي تجمع المجتمع الأكاديمي والصناعة والحكومة لتحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية.

وأضاف الوزير، أن الجامعات المصرية تشارك بفاعلية في هذه التحالفات، وتدعم تنفيذ مشروعات التنمية، كاشفًا عن الاستعداد لإطلاق أول خريطة بحثية شاملة تحدد أولويات البحث العلمي في المرحلة المقبلة، ومؤكدًا أهمية رفع جاهزية الطلاب لسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، حيث أصبحت نسب توظيف الخريجين مؤشرًا رئيسيًا في التصنيفات الدولية.

من جانبه، قدم الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، عرضًا حول إنجازات الجامعة منذ تأسيسها عام 2020، موضحًا أنها تقدم 47 برنامجًا أكاديميًا، وتستعد لإطلاق 4 برامج جديدة هذا العام، كما تمنح درجات علمية مزدوجة عبر شراكات مع جامعات أجنبية مرموقة.

ولفت إلى أن عدد الطلاب بلغ 11، 675 طالبًا، وأن نسبة توظيف الخريجين وصلت إلى 75%، مع تحسن ترتيب الجامعة في التصنيفات الدولية، واستعدادها للحصول على الاعتماد الأكاديمي وشهادة الآيزو هذا العام، بالإضافة إلى تعزيز رضا الطلاب وتقديم خدمات مجتمعية متميزة.

وفي ختام الجلسة، تم الإعلان عن تشكيل مجلس الأمناء الجديد، حيث تم اختيار الدكتور أشرف حاتم رئيسًا للمجلس، والدكتور أحمد عيسى نائبًا للرئيس، والدكتورة مها الرباط أمينًا للمجلس.

اقرأ أيضاًتنسيق جامعة الجلالة الأهلية 2024.. المصروفات والكليات المتاحة

بروتوكول تعاون بين معهد «تيودور بلهارس» وجامعة الجلالة الأهلية في المجالات العلمية والطبية والبحثية

بروتوكول تعاون بين البنك الأهلي الكويتي وجامعة الجلالة الأهلية لتمويل 30 منحة دراسية

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني: ضبط عدد من أجهزة ومعدات “ستارلينك” التي تستخدم لأغراض تجسسية
  • أبعاد التغيير
  • أشرف حاتم رئيسا| انعقاد اجتماع مجلس أمناء جامعة الجلالة الأهلية
  • أشرف حاتم رئيسًا لمجلس أمناء جامعة الجلالة الأهلية
  • غارناتشو يثير غضب جمهور مانشستر يونايتد بالسيجارة الإلكترونية
  • آخرهم الشريف وقريقع.. إسرائيل تغتال 11 من كادر الجزيرة في غزة خلال الحرب
  • محافظ حضرموت ردًا على دعوات رحيله: التغيير لا يحتاج إلى تظاهرات بل لقرار جمهوري
  • مشاهد مثيرة للجدل وحاجة تكسف.. لحظات صادمة ومواقف مُحرجة لنجوم مع معجبيهم |فيديوجراف
  • مأمون القباني بطل الجولة الثالثة لبطولة السعودية تويوتا صعود الهضبة 2025
  • قيادي بالجبهة الوطنية: قرار احتلال غزة جريمة مكتملة الأركان وخطر على أمن المنطقة