تباين ردود أفعال حول تمديد مهمة لجنة الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
تفاوتت ردود أفعال طرفي النزاع في السودان حول تمديد مهمة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن الانتهاكات التي حصلت خلال الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
فبينما أبدت قوات الدعم السريع ترحيبها بتمديد المهمة، طالبت الحكومة السودانية بإنهاء تفويضها.
التغيير: وكالات
في الأسبوع الماضي، ألقت اللجنة التي أنشأتها هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة باللوم على طرفي النزاع في الانتهاكات المترتبة، وقدمت توصية بتأسيس “قوة مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين في السودان، مما أثار الكثير من التكهنات حول إمكانية تدخل دولي لإيقاف الحرب.
يعتقد المراقبون أن التوصية التي ستُبحث في اجتماعات مجلس الأمن خلال الأسبوع الثاني من أكتوبر تمثل حدثًا حاسمًا في جهود إنهاء الحرب التي أدت إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، بعدما طالت أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد.
هل يتكرر سيناريو 2006؟قال النائب العام للسودان الفاتح محمد طيفور في كلمته خلال الدورة 57 لمجلس حقوق الإنسان بشأن تقرير اللجنة: “نقترح على مجلس حقوق الإنسان أن يعزز مبدأ التكاملية ويدعم اللجنة الوطنية بدلاً من فرض آليات خارجية”.
هاجم وزارة الخارجية السودانية توصيات اللجنة واتهمتها بأنها جهة سياسية وليست قانونية، وأعلنت رفضها التام لما ورد في تقريرها.
على الجانب الآخر، أعربت قوات الدعم السريع في بيانها يوم الخميس عن استعدادها للتعاون مع اللجنة، ودعتها لزيارة المناطق التي تسيطر عليها.
وفقاً للصحفي زهير السراج، فإن وزارة الخارجية السودانية تعيد تنفيذ نفس السيناريو الذي حدث في عام 2006 بعد صدور مجموعة من التوصيات من لجنة الخبراء التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور، والتي استند عليها مجلس الأمن لإصدار القرار 1706 في أغسطس 2006. هذا القرار نص على وضع السودان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وإرسال قوات أممية لحماية المدنيين في منطقة دارفور.
أوضح السراج في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “حكومة الرئيس المعزول عمر البشير كانت قد اعترَضت على القرار في ذلك الحين، وادّعت أنها لن تسمح نهائياً بدخول قوات دولية إلى دارفور، إلا أنها تراجعت تحت الضغط الأمريكي ووافقت على تنفيذ القرار”.
الخطوة المتوقعةيعتقد نزار عبد القادر، مدير معهد حقوق الإنسان في جنيف، أن مجلس حقوق الإنسان سيقوم في ختام أعماله في الحادي عشر من أكتوبر بإقرار مسودة مشروع القرار التي يتم إعدادها استنادًا إلى التوصية التي قدمتها لجنة تقصي الحقائق.
وأضاف في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “سيركز الخطوة المقبلة في الأيام القادمة على إعداد مشروع قرار يتضمن توصيات اللجنة والمطالبة بتمديد ولايتها لسنة إضافية حتى أكتوبر 2025، ليتم بعد ذلك تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي”.
يعتقد عبد القادر أن مجلس الأمن سيناقش مشروع القرار وسيصدر قراراً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
من المتوقع أن يتضمن مشروع القرار نشر قوات دولية لحماية المدنيين، وتوسيع صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمة الأفراد المتهمين ببدء الحرب والمشتركين في الانتهاكات من جميع الأطراف.
واستبعد أن تلجأ الصين أو روسيا إلى استخدام حق النقض ضد القرار، مشيرًا إلى أنه “إذا نظرنا إلى العشرين عامًا الماضية، نجد أن الصين وروسيا لم تستخدمَا حق النقض بشأن أي قرار يتعلق بالسودان”.
تقرير اللجنة الأمميةأكد تقرير اللجنة الأممية المكونة من ثلاثة أعضاء أن الأطراف المتحاربة قامت بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
دعت اللجنة إلى توسيع حظر الأسلحة الذي تم فرضه على منطقة دارفور المضطربة منذ عام 2003 ليشمل جميع أنحاء البلاد.
حمّلت اللجنة الطرفين المتحاربين مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق المدنيين، بما في ذلك القتل والتشويه والتعذيب.
تزامنت توصيات اللجنة مع تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث تشير التقارير إلى ارتفاع عدد القتلى من المدنيين جراء الحرب إلى أكثر من 100 ألف، ودخول أكثر من 25 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة في حالة من الجوع.
الوسومآثار الحرب في السودان الجرائم والانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع لجنة تقصي الحقائقالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الجرائم والانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع لجنة تقصي الحقائق مجلس حقوق الإنسان مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مجلس حكماء تاورغاء يرفض قرار ضم مدينتهم كفرع لبلدية مصراتة ويحذر من تداعياته
تاورغاء تعلن رفضها لقرار إنشاء فروع لبلدية مصراتة وتُحذّر من المساس بكيانها الإداري
ليبيا – أعرب المجلس الاجتماعي لحكماء وأعيان تاورغاء عن رفضه لقرار مجلس وزراء حكومة الوحدة رقم (863/2025) بشأن إنشاء فروع لبلدية مصراتة، مؤكّدًا أن القرار يمس بصورة مباشرة الوضع الإداري لمدينة تاورغاء وحقوق أهلها.
قلق من تأثير القرار على مسار العودة والاستقرار
أوضح المجلس أن صدور القرار جاء في مرحلة حساسة تعمل خلالها تاورغاء على استكمال العودة والاستقرار وإعادة الإعمار، مؤكّدًا أن اللحظة الراهنة تتطلب وضوحًا إداريًا ودعمًا مؤسسيًا لا تغييرات جوهرية تربك المشهد وتعرّض الجهود المبذولة للخطر.
رفض المساس بالكيان الإداري لتاورغاء
وأكد المجلس رفضه لأي إجراء يمس الكيان الإداري للمدينة أو يحد من صلاحياتها أو يغيّر تبعيتها، سواء بصورة مباشرة أو ضمنية، مشيرًا إلى أن تاورغاء مدينة لها تاريخها وخصوصيتها، وأن كيانها الإداري عنصر أساسي في حماية حقوق أهلها وإنجاح عملية العودة.
ضرورة اعتماد الحوار قبل أي تعديل إداري
وشدّد المجلس على أن أي تعديل يمس الوضع الإداري للمدينة يجب أن يكون مبنيًا على الحوار والتشاور واحترام إرادة الأهالي، وليس عبر قرارات مباغتة تتجاهل خصوصية تاورغاء والظروف الاستثنائية التي تمر بها.
تحذيرات من نتائج القرار رقم 863
ورأى المجلس أن تطبيق القرار قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، من بينها:
تعطيل الجهود الإنسانية والإدارية المتعلقة بعودة الأهالي وإعادة الإعمار.
التأثير على الملفات الحساسة المرتبطة بالتعويضات وجبر الضرر.
إدخال المدينة في حالة ارتباك إداري في وقت تحتاج فيه إلى أعلى درجات الاستقرار.
خلق توتر اجتماعي لا مبرر له في ظل الحاجة لتعزيز السلم والتماسك.
المجلس يستعد للطعن القانوني في القرار
وأشار المجلس إلى أنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للطعن في القرار أمام القضاء الإداري المختص، إلى جانب التواصل مع الجهات الحكومية والتشريعية والرقابية لعرض موقف تاورغاء وتوضيح حجم الأضرار المتوقعة من تنفيذ القرار.
تأكيد على الالتزام بحماية حقوق أهالي تاورغاء
وجدد المجلس دعمه لكل جهد يضمن حماية الكيان الإداري للمدينة ويضمن سير عملية العودة والإعمار دون عراقيل، مؤكدًا متابعته المستمرة للتطورات وإحاطة الأهالي بكل المستجدات بما يعزز الثقة ويحافظ على وحدة الصف.
رسالة تطمين لأهالي تاورغاء
ووجّه المجلس رسالة إلى أهالي المدينة أكد فيها أنه يقف بثبات إلى جانبهم ويدرك حجم معاناتهم خلال سنوات التهجير، مشددًا على الاستمرار في الدفاع عن حقوق تاورغاء وكرامتها عبر المسارات القانونية والوطنية وبحكمة تضمن قوة الموقف وتحقيق النتائج.
دعوة للجهات الرسمية لاحترام خصوصية المدينة
كما دعا المجلس جميع الجهات الرسمية إلى التعامل مع تاورغاء بروح المسؤولية والإنصاف، واحترام وضعها القانوني وخصوصيتها الإنسانية، بما يعزز الاستقرار ويحفظ حقوق أهلها ويضمن عودة آمنة وكريمة لأبنائها.