من أفغانستان إلى أوكرانيا.. مصورة صحفية توثق قصصا مؤثرة عن ضحايا الحروب الصامتين
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعبر صف طويل من اللاجئين حقل أرز موحِل، بينما تثقل أكتافهم حمولة من الأمتعة. إنهم مجرد مجموعة من مئات الآلاف من لاجئي الروهينغا، الذين عبروا إلى بنغلاديش بعدما أجبرتهم موجة من العنف على الفرار من ميانمار.
Credit: Paula Bronstein
وتنظر فتاة يبدو عليها الجوع من خلال نافذة يغشاها الضباب إلى مطعم في العاصمة الأفغانية كابول، آملة في أنه إذا نظرت لفترة كافية، فسيمنحها أحدهم بقايا طعامه.
ويرفع ثلاثة شبان علم إندونيسيا، وهم يصرخون ويشيرون إلى السماء أثناء تجمّع للمحتجين.
وقد وثّقت المصورة الصحفية باولا برونشتاين جميع هذه المشاهد، التي تفصل بينها سنوات عديدة وآلاف الأميال.
جميع هذه الصور مدرجة في معرض ضمن فعاليات مهرجان التصوير الصحفي الدولي"Visa pour l’Image" لهذا العام في مدينة بربينيان بفرنسا، كجزء من معرض استعادي لمسيرتها المهنية التي امتدت لعقود من الزمان كشاهدة على الظلم. وقد نالت برونشتاين جائزة "Visa d'or Award" لعام 2024 للإنجاز مدى الحياة من مجلة "Figaro".
وتُعد صورها بمثابة رحلة قاتمة عبر نحو 30 عامًا من الأزمات الإنسانية على مر التاريخ، وتسلّط الضوء على من تلقبهم بـ"ضحايا الحروب الصامتين".
وقالت برونشتاين: "لم تكن أعمالي أبدًا حول الخطوط الأمامية فقط. كانت دائمًا تغوص في القصص العميقة، وتنظر حقًا إلى الناس، والحياة. ... كيف يعيش الناس على خلفية الحرب؟".
وقد ركّزت برونشتاين خلال جزء كبير من حياتها المهنية على أفغانستان، إذ زارت البلاد بشكل متكرر من عام 2001 إلى عام 2022، حيث سردت قصص الناس الذين يعيشون بين تمرد طالبان والحرب الأمريكية الدائمة.
وتأتي إحدى أكثر صورها إيلامًا من وقت مبكر من الحرب، في عام 2002. وفي الصورة، تقف طفلة صغيرة، تدعى محبوبة، بجوار جدار يملأه الثقوب من أثر طلقات الرصاص، بينما تنتظر دورها لدخول عيادة لعلاج داء الليشمانيات، وهو مرض جلدي تسببه الطفيليات الأولية.
وشرحت برونشتاين أن الأفغان الفقراء أصيبوا بهذا المرض بسبب النوم على الأرض.
وتظهر محبوبة بوجه مرقّط بالتقرّحات يغطيها مرهم أرجواني اللون، وهو علاج لداء الليشمانيات، في مشهد يوازي منظر الجدار خلفها، لتتحدث الصورة الصارخة عن نفسها، إذ ترك الفقر والعنف بصماتهما على وجه هذه الطفلة وعلى العالم الذي تعيش فيه.
وفي مقدمة معرضها، كتبت برونشتاين أنه من خلال سرد قصص مثل هذه "بدأت تفهم قوة عودتها" .
وقالت برونشتاين: "على مدار تلك السنوات، واصلت الكشف عن الكثير. كنت محظوظة لأنني تمكنت من القيام بمثل هذا التنوع الهائل من الأعمال".
وبعد سنوات من العمل في أفغانستان، كانت برونشتاين متواجدة على الأرض عندما بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب وبدأت حركة طالبان في الاستيلاء السريع على البلاد في عام 2021. وفي مهمة لصحيفة "وول ستريت جورنال" آنذاك، أشارت إلى أن الصحيفة قامت بإجلاءها في اليوم السابق لوصول طالبان إلى العاصمة كابول.
وبعد استيلائهم على السلطة، عادت برونشتاين لسرد قصص عن الحياة تحت حكم طالبان. وقد فرضت طالبان قيودًا شديدة على وسائل الإعلام وسيطرة قمعية على النساء.
وترى برونشتاين أن النساء الأفغانيات اللواتي قضت جزءا كبيرا من حياتها المهنية في سرد قصصهن، "يتم محوهن من المجتمع بشكل أساسي".
وقالت برونشتاين: "لقد توقعنا جميعًا ما سيحدث، لكن لم يتمكن أحد من إيقاف أو منع الظلم".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الروهينغا حركة طالبان كوارث طبيعية فی عام
إقرأ أيضاً:
علي وانغ ديغون: الطوابع جسر تاريخي بين الإمارات والصين (فيديو)
دبي: مها عادل
طبيعي أن يكون علي وانغ ديغون، رجل الأعمال الصيني المقيم بالدولة منذ أكثر من 22 عاماً، من أبرز أعضاء جمعية الإمارات لهواة جمع الطوابع، فهذه الهواية منتشرة بين كل الجنسيات، لكن ما يميزه أكثر إجادته الواضحة للغة العربية.
بهذه اللغة، عبّر علي وانغ ديغون عن سعادته بالمشاركة بمقتنياته في معرض «كنوز إماراتية مختومة بالتاريخ: من أرشيف الذاكرة إلى مقتنيات الأجيال» المقام في مكتبة محمد بن راشد بالتعاون مع الجمعية.
وقال ديغون لـ «الخليج»: أعتز بإقامتي الطويلة في الإمارات وعضويتي في جمعية الإمارات لهواة الطوابع التي تمتد لأكثر من 15 سنة، كما يشرفني المشاركة في هذه الفعالية التي تحتضنها مكتبة محمد بن راشد، وتتميز بأهمية كبيرة وتلعب دوراً في تطوير ثقافة جمع الطوابع، فهي ليست مجرد أوراق ولكنها توثق حضارة وتاريخاً، وهي تعد سفيراً يتنقل بين الدول والمجتمعات وموسوعة علمية وثقافية وجغرافية شاملة.
ويصف رسالة المعرض والجمعية بالرائعة؛ لأنها تبرز أهمية هذه الهواية وفائدتها بالنسبة للفرد والمجتمع، فهي، كما يوضح، تحقق متعة شخصية وثقافة عامة للفرد، لكنها أيضاً توثق لأحداث تاريخية بالمجتمعات وتعزز هوية الدول.
مستعرضاً عدداً من مقتنياته النادرة من أظرف وطوابع توثق تاريخ علاقة الإمارات مع الصين، قال علي وانغ ديغون: أحتفظ بالظرف الذي يحمل طوابع صدرت لتوثيق التعاون بين الجمعية والصين، ومرور 40 سنة على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ولديّ ظرف آخر يسجل المرة الأولى لاستخدام طابع آلي مصحوب بـ «كيو أر كود» ليتسنى للباحث معرفة كل ما يخصه من بيانات وموعده وخلفية إصداره، كما أمتلك ظرفاً صدر لتوثيق اجتماع وزراء خارجية عرب العام الماضي في بكين مع شعار جامعة الدول العربية.