أستاذ علوم سياسية: حياة كريمة نموذج ناجح في تنمية المجتمع المصري
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن أهمية مبادرة حياة كريمة تتجلى في تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى القرى والمناطق الريفية، حيث تعتبر حياة كريمة واحدة من أهم المشروعات التنموية التي أطلقتها الدولة المصرية، وتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر الأكثر احتياجًا في مختلف محافظات مصر.
وأوضح «فهمي»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن حياة كريمة لا تقتصر على تقديم الدعم المالي فقط، بل تمتد لتوفير خدمات أساسية مثل الصحة، التعليم، البنية التحتية، وتوفير فرص عمل للشباب، كما تساهم بشكل كبير في رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة للمواطنين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، وذلك من خلال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل نواة النمو الاقتصادي المحلي.
تعزيز الاستقرار الاجتماعيوأكد أستاذ العلوم السياسية أن حياة كريمة تلعب دورًا استراتيجيًا في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي، عندما يشعر المواطن بالاهتمام الفعلي من الدولة بتحسين حياته، تتراجع مشاعر التهميش ويزداد ولاؤه للوطن، وبالتالي، فإن المبادرة تسهم في خلق مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا، مع تقليل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك تعتبر حياة كريمة نموذجًا ناجحًا في تنمية المجتمع المصري، حيث تجمع بين تقديم الدعم الفوري وتطوير البنية التحتية وتحفيز النمو الاقتصادي المحلي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مبادرة حياة كريمة حياة كريمة تعزيز الاستقرار الاجتماعي تحقيق التنمية المستدامة التنمية المستدامة حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
الأمل الواضح في غزة.. الخدمات الإنسانية في قلب المجتمع المحلي
في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تبرز جهود العديد من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين. تُعد هذه الخدمات شريان حياة للمجتمع المحلي، حيث تسعى لتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز صمود السكان في مواجهة التحديات اليومية.
أولًا: الواقع الإنساني في غزة
منذ تصاعد النزاع في أكتوبر 2023، يواجه سكان غزة أوضاعًا إنسانية صعبة. تشير التقارير إلى أن أكثر من 54،000 فلسطيني فقدوا حياتهم، وأصيب أكثر من 123،000 آخرين، مع تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومرافق المياه.
تُعاني غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، حيث يعيش السكان تحت حصار مستمر يعيق دخول المساعدات الإنسانية. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 93% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر وشيك للمجاعة.
ثانيًا: المبادرات الإنسانية في غزة
1. مؤسسة غزة للصحة النفسية (GCMHP)
2. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
3. مؤسسة الأمل (Project HOPE)
4. الإغاثة الإسلامية (Islamic Relief USA)
5. مؤسسة أبو شباب للمساعدات: دور فاعل لعائلة في زمن الحرب
ظهرت مؤسسة أبو شباب للمساعدات كمبادرة محلية متنامية أطلقتها عائلة أبو شباب العشائرية، والتي تعد من أبرز العائلات ذات الحضور الاجتماعي في جنوب القطاع، خصوصًا في مدينة رفح. منذ الأيام الأولى للحرب، بادرت العائلة إلى استخدام مواردها المحلية وشبكاتها المجتمعية لتأمين خطوط إمداد إنسانية للسكان الأكثر تضررًا.
لم يقتصر دور العائلة على المساعدات الغذائية والطبية فقط، بل شمل أيضًا جهودًا لإيواء العائلات النازحة، وإقامة نقاط طوارئ لإسعاف المصابين قبل نقلهم إلى مستشفيات ميدانية. أدار المتطوعون من العائلة العمليات اللوجستية في ظل غياب التنسيق الرسمي، مما عزز من ثقة السكان في نزاهة وجودة ما يُقدّم.
يرى كثير من سكان رفح أن ما قامت به العائلة خلال هذه الأشهر العصيبة لم يكن مجرد مبادرة خيرية، بل كان محاولة لملء فراغ الخدمات الأساسية الذي عانت منه المنطقة. وهو ما جعل البعض يصف هذا التحرك بأنه نواة لنموذج "حكم مجتمعي إنساني" ينشأ من الأرض، وليس من مكاتب الفصائل.
ومن اللافت أن المؤسسة – كما يصفها بعض الأهالي – تعكس بداية صوت جديد في القطاع، يُشير إلى إمكانية وجود بدائل مستقلة وفعالة، لا تعتمد على الولاءات السياسية، بل على القرب من الناس والقدرة على تلبية احتياجاتهم الفعلية في الميدان.
ويذهب بعض السكان إلى اعتبار عائلة أبو شباب بديلًا نزيهًا ومحتملًا لحركة حماس، في ظل ما يرونه من أداء فعّال وشفاف في إدارة المساعدات وتلبية احتياجات الناس بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
ثالثًا: التحديات والانتقادات
رغم الجهود الكبيرة، لا تزال المنظمات الإنسانية تواجه عقبات مثل القيود على إدخال الإمدادات، ونقص الوقود والتمويل، واستهداف بعض المراكز الطبية. كما أن بعض المبادرات مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، واجهت انتقادات بشأن الشفافية والحيادية.
رابعًا: الأمل في المستقبل
رغم التحديات، لا تزال الجهود الإغاثية تمثل بارقة أمل حقيقية في حياة الناس. تُظهر مبادرات مثل مؤسسة أبو شباب أن هناك إمكانيات حقيقية للعمل المجتمعي الفاعل، متى ما توفرت النية والإرادة، وأن الإنسان في غزة قادر على تنظيم نفسه حتى في أكثر الظروف قسوةً.
الرسالة الأهم هنا أن غزة لا تحتاج فقط إلى الغذاء والدواء، بل تحتاج أيضًا إلى قيادة قريبة من الناس، وإلى نماذج جديدة تعتمد على الثقة، والعمل الميداني، والمبادرة المحلية.