اليمين الفرنسي المتطرف يطالب بحل البرلمان.. نخبرك القصة كاملة
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
طالبت مارين لوبن، وهي زعيمة اليمين المتطرّف الفرنسي، اليوم السبت، بإجراء انتخابات برلمانية جديدة خلال العام المقبل، فيما حذّرت من أن "الوضع السياسي في البلاد لا يمكن أن يستمر".
كذلك، طالبت لوبن، بـ"حل الجمعية الوطنية مجددا، العام المقبل"، وذلك بمناسبة استئناف ممثلي حزبها لعملهم البرلماني.
"نجد أنفسنا في نظام، المكلّف فيه تشكيل الحكومة هو الحاصل على أقل عدد من الأصوات" تابعت لوبن، في إشارة إلى وصول ميشال بارنييه، المنتمي لحزب الجمهوريين إلى رئاسة الحكومة.
وأردفت بالقول: "لا يمكن أن يستمر هذا الوضع؛ هناك عشرة أشهر متبقية وأنا مقتنعة أنه في نهاية هذه الأشهر العشرة، أو في الربيع أو الخريف، ستكون هناك انتخابات تشريعية جديدة".
ما المهم في الأمر؟
الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، لا يمكن له حل الجمعية خلال "العام الذي يلي الانتخابات التشريعية التي دعي إليها"، وذلك عقب قراره، حلّ هذا المجلس في أعقاب الانتخابات الأوروبية التي تم إجراؤها بتاريخ في 9 حزيران/ يونيو الماضي.
وكان ماكرون، قد كلّف المفوّض الأوروبي السابق، ميشال بارنييه، بمهمة، عقب شهرين على الانتخابات التشريعية، التي لم تُفض إلى غالبية صريحة في الجمعية الوطنية، وهي الغرفة السفلى للبرلمان، المنقسم حاليا إلى ثلاثة كتل: اليسار- يمين الوسط- اليمين المتطرف؛ وهو الشيء الذي يقوم بتعقيد عملية تشكيل الحكومة الفرنسية.
وعقب تعيين بارنييه مُباشرة، دعا جزء من الائتلاف اليساري الذي تصدّر الانتخابات العامة بحصده 193 مقعدا، وهو اليسار الراديكالي، لتظاهرات من أجل ما وصفوه بـ"التنديد بانقلاب"؛ فيما قال اليمين المتطرف بنوابه الـ126 (142 مع حلفائه) إنه "يضعه تحت المراقبة".
بذلك، يقول عدد من المحللّين والمتابعين للشّأن الفرنسي، إن ماكرون قد خالف التوقعات، بتعيين بارنييه، خصوصا بعد لقاء شخصيتين تم التداول باسمهما كأبرز الخيارات لهذا المنصب وهما: رئيس الوزراء الاشتراكي السابق، برنار كازنوف؛ والقيادي في حزب الجمهوريين اليميني، كزافييه برتران.
ماذا قالوا؟
1. ميشال بارنييه، المفوّض الأوروبي السابق ووزير الخارجية السّابق، ذو 73 عاما، قال إنه: "سوف يعمل على إكمال تشكيل الحكومة الفرنسية، خلال الأسبوع المقبل".
2. جوردان بارديلا، وهو رئيس التجمع الوطني، أعرب عن أمله بأن يمارس نواب التجمع الوطني معارضة وصفها بـ"البناءة والمؤثرة".
إلى ذلك، تصدّر اليمين المتطرّف الفرنسي، المشهد السياسي في فرنسا، مجدّدا، إثر تكليف بارنييه تشكيل الحكومة، حيث يلوّح التجمع الوطني مع اليسار بـ"مذكرة مشتركة لحجب الثقة".
وفي هذا السياق، اعتبرت لوبن، أن "فرنسا بلد كبير ولا يمكن أن تسير فيه الأمور على هذا النحو"، وذلك في وقت يشكّل فيه نواب التجمع الوطني الـ 126، ما بات يوصف بأنه "بيضة القبان" في حال التصويت على مذكرة حجب الثقة.
هذا ما أدّى لكون موقف لوبن، بات يتناقض مع موقف الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، الذي كان قد أعلن أنه "لا يعتزم حلّ الجمعية الوطنية مجددا، بنهاية ولايته الرئاسية".
دستوريا.. هل يمكن حل البرلمان؟
نعم يمكن للرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، حل البرلمان، لكن ليس قبل عام كامل على الانتخابات التشريعية الأخيرة.
كذلك، يرى العديد من الخبراء الدستوريين أن "دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة، الذي أقرّ خلال عام 1958 وكتب على افتراض أن النظام الانتخابي سينتج أغلبية واضحة، غامض بشأن المسار الذي يجب اتخاذه في حال تعطل العمل البرلماني".
بناء عليه، فإن أي محاولة لعزل ماكرون، من خلال المادة 68 من الدستور الفرنسي، تُواجه عقبات كبيرة، حيث أنها تتطلب موافقة ثلثَي أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ مجتمعين.
يُشار إلى أنه من المُرتقب، أن تترشّح مارين لوبن، للرئاسة، مرّة أخرى، خلال انتخابات عام 2027، عندما سوف تنتهي الولاية الثانية والأخيرة، لإيمانويل ماكرون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الحكومة الفرنسية فرنسا فرنسا باريس الحكومة الفرنسية اليمين الفرنسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجمعیة الوطنیة تشکیل الحکومة التجمع الوطنی لا یمکن
إقرأ أيضاً:
ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
أثار التحول المفاجئ في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنكار وجود مجاعة في قطاع غزة إلى اعتبارها فظيعة، جدلا واسعا حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التغيير الجذري في الخطاب الأميركي.
وعبر ترامب عن صدمته من الأوضاع التي يعيشها الأطفال وأمهاتهم في غزة، مؤكدا أن رؤيتهم وهم يتضورون جوعا أمر فظيع، في تصريح لافت ومناقض لتصريحاته السابقة عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وقال ترامب في تصريحات على الطائرة خلال رحلة عودته من إسكتلندا، إن الجميع يعتقد أن الوضع في غزة فظيع، إلا من كان قاسي القلب أو مجنونا.
وطرح هذا التبدل الذي حدث خلال يومين فقط، تساؤلات عميقة حول طبيعة السياسة الأميركية تجاه الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ أشهر.
وفي محاولة لتفسير هذا التحول، قدم المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو تفسيرا يركز على الجانب الإنساني لشخصية ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي رغم صورته القاسية، يملك قلبا لينا عندما يتعلق الأمر بمعاناة الناس.
وأكد أن ترامب تلقى مجموعة من التقارير والبيانات التي تشهد على الوضع الصعب في المنطقة، مما دفعه لتغيير موقفه.
وتابع المحلل الأميركي تفسيره بالتركيز على البعد الإستراتيجي للموقف، حيث يرى أن التعاطف العالمي تحول تدريجيا من قضية الأسرى إلى مسألة توزيع المساعدات والمجاعة.
وحذر فرانكو من أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعمل على استغلال الوضع الإنساني لصالحها في المنطقة، وأن هناك عاطفة كبيرة في أوروبا وأميركا تجاه هذه القضية، مؤكدا أن الطريق الوحيد لحل هذه المعضلة هو إدخال المساعدات إلى غزة تحت مراقبة دولية صارمة.
هروب من فضيحة
وفي المقابل، رفض الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي هذا التفسير، مشددا على أن المسألة لا علاقة لها برقة القلب بل كانت هروبا من الفضيحة التي تعصف بإسرائيل والولايات المتحدة.
إعلانوأكد البرغوثي أن أميركا لا تستطيع الآن التهرب من الاتهام بالمشاركة في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية، بما في ذلك تجويع الشعب الفلسطيني.
ولدعم موقفه، قدم البرغوثي تحليلا مفصلا لآليات القتل المتعددة في غزة، موضحا أن القتل يجري بوسائل عديدة تبدأ بالقصف المتواصل الذي يسفر يوميا عن 130 إلى 150 شهيدا جديدا و300 إلى 400 جريح، مشيرا إلى أن معظم الأسلحة المستخدمة تأتي من الولايات المتحدة.
وأضاف أن القتل يتم أيضا بالتجويع والأمراض عندما تمنع إسرائيل عن غزة المياه والكهرباء ومصادر الطاقة، وبالأوبئة من خلال منع إيصال مطاعيم الأطفال منذ 150 يوما.
وتؤكد البيانات الرسمية حجم الكارثة الإنسانية التي يصفها البرغوثي، حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن الأرقام تؤكد أن غزة تواجه خطرا بسبب أزمة الجوع، وأن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة.
وأضاف البرنامج في بيان له، أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي أياما دون طعام، و75% يواجهون مستويات طارئة من الجوع، مشيرا إلى أن نحو 25% من سكان القطاع يعانون ظروفا شبيهة بالمجاعة.
وانطلاقا من هذا الواقع، اتفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى مع التقييم القائل بأن إسرائيل تواجه أزمة في إدارة الموقف، لكنه ركز على الجانب الإستراتيجي للفشل الإسرائيلي.
وأوضح مصطفى أن إسرائيل اعتقدت أنها تستطيع أن تجوع السكان في قطاع غزة كأداة سياسية للضغط على حماس وتركيع الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ما يحدث هو أكبر عملية تجويع ممنهجة ومنظمة في التاريخ الحديث.
تورط إسرائيل
ولفت مصطفى إلى كيف تورطت إسرائيل في هذه السياسة معتقدة أن العالم سوف يصمت وأن الدعم الأميركي يجيز لها التجويع بهذه الطريقة المنهجية.
وأشار إلى أن إسرائيل تعيش الآن في وهم، معتبرة أن كل مشكلتها مع غزة هي مشكلة دعائية وليست جوهرية، مما يعكس انحدارا أخلاقيا عميقا في التفكير الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بملف المفاوضات المتعثرة، أكد البرغوثي أن المفاوضات متوقفة أصلا وأن الذي أوقفها هو الجانب الأميركي قبل إسرائيل.
وانتقد ما وصفه بالبيان المضلل وغير الصحيح الذي أصدره المسؤولون الأميركيون حول مسؤولية حماس عن تعطيل المفاوضات، مؤكدا أن الجانب الأميركي هو الذي أعلن انسحاب وفده وخرب عملية التفاوض.
ورفض البرغوثي الادعاءات حول استغلال حماس للمساعدات، مستشهدا بتصريحات رئيسة وكالة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة السيدة سيندي ماكين التي تدحض هذه الاتهامات.
وأوضح أن إلقاء المساعدات من الجو لا يحل أي مشكلة، بل يعقدها، مشيرا إلى أن آخر عملية إسقاط للمساعدات من الجو أدت إلى مقتل فلسطينيين عندما سقطت المساعدات على رؤوسهم.
من جهته، قدم البرغوثي اقتراحين عمليين لإنهاء الأزمة، وجههما للرئيس الأميركي مباشرة.
الاقتراح الأول هو إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بوقف جميع الأسلحة عن إسرائيل وعدم استخدام بطاريات الدفاع الأميركية لمساعدة إسرائيل في الدفاع الجوي.
إعلانوالاقتراح الثاني هو دعوة مجلس الأمن للاجتماع ودعم قرار بوقف الحرب على غزة دون استخدام الفيتو الأميركي، مؤكدا أن تنفيذ هذين الإجراءين سيدفع نتنياهو لوقف الحرب فورا.