مسؤول عُماني يؤكد أن بلاده لن تطبع مع إسرائيل ويقول إن الأخيرة استغلت تطبيعها مع العرب ضد فلسطين
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
علق وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية، خليفة بن علي بن عيسى الحارثي، على المساعي الأمريكية لتطبيع العلاقات بين سلطنة عمان وإسرائيل.
وقال الحارثي في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية إن المساعي الأمريكية لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل “فشلت في تحقيق أهدافها، بل وتسببت في تأزيم القضية الفلسطينية.
وأكد أن سلطنة عمان لا تنوي التطبيع مع إسرائيل قطعيا، مشددا “على أن القضية الأهم في هذه اللحظة ليست التطبيع من عدمه، وإنما التوصل لحل للقضية الفلسطينية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وهذا هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وبتحقيق هذا الهدف يتحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
وأشار إلى “أن إسرائيل استغلت التطبيع الذي وقع مع عدد من الدول العربية مؤخرا للتنكيل بالفلسطينيين والمماطلة والتسويف، دون إعطائهم حقوقهم لقيام دولة فلسطينية مستقلة، حسبما نصت عليه القرارات الدولية”، مشددا على أن فكرة التطبيع لضمان الاستقرار في الشرق الوسط أثبتت فشلها.
وأضاف: “لا ننكر أن هناك تباينات نسبية في بعض المقاربات في قضايا المنطقة، لأن لكل دولة عربية خصوصية في المصالح والأولويات، لكن نعتقد أنه بالنسبة للقضية الفلسطينية، المواقف العربية والمطالب العربية موحدة بشأن حق نيل الفلسطينيين حقوقهم”.
وأكد “تضامن السلطنة مع الشعب الفلسطيني”، ودعا المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته لتمكين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”
وتابع: “عُمان تدعو باستمرار لتوحيد الصف العربي، وقد يكون ذلك من خلال تعزيز دور جامعة الدول العربية، والمنظمات الإقليمية المرتبطة بالعمل العربي المشترك”.
وكشف الحارثي أن “مسقط تحافظ على حوار مستمر مع المجتمع الدولي لنزع فتيل التوترات الإقليمية”، لكنه نفى وجود اتصالات مباشرة مع إسرائيل أو وساطة بين إسرائيل وإيران.
وتوقع تقرير أجرته Arab Center Washington DC في وقت سابق أن ينجو التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل من تداعيات حرب غزة، وستعمل هذه الدول على حماية اتفاقات أبراهام، مع مواصلة دعم القضية الفلسطينية.
وأشار التقرير الذي صدر تحت عنوان “التطبيع مستمر رغم حرب غزة”، أن “نجاح التطبيع بين إسرائيل والأردن ومصر مر من خلال العديد من الاختبارات السيئة، وكذلك اتفاقيات التطبيع الجديدة مع الدول العربية الأخرى في الوقت الحالي، فاختبار الحرب في غزة قوي”، مرجحا أن “تتغلب اتفاقيات التطبيع لسنة 2020 على هذا الاختبار”.
هذا وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع إلى 41182 شخصا، والمصابين إلى 95280 منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
وتواصل إسرائيل الحرب على قطاع غزة على الرغم من تبني مجلس الأمن الدولي قرارين بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيين.
المصدر: سبوتنيك
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الدول العربیة مع إسرائیل مع الدول
إقرأ أيضاً:
خبراء: إدانة العرب للعدوان على إيران يحمي الاستقرار الإقليمي وسيادة الدول
في خطوة تعكس القلق العربي المتزايد إزاء تداعيات التصعيد العسكري في المنطقة، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا طارئًا في مدينة إسطنبول، لبحث العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، وما يمثله من تهديد مباشر لاستقرار الإقليم وأمنه الجماعي.
ويأتي هذا التحرك العربي في لحظة فارقة، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى موجة جديدة من العنف غير المحسوب، وتفاقم التوتر بين القوى الإقليمية والدولية، حيث تم التأكيد على ضرورة ضبط النفس وأهمية منع تحول المنطقة إلى ساحة مفتوحة للصراعات.
واعتبر خبراء سياسيون عرب في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الاجتماع شكل رسالة سياسية قوية مفادها أن العالم العربي يرفض أي خرق لسيادة الدول، حيث جاء الاجتماع تعبيرًا عن إدراك عربي مشترك لخطورة التدهور الأمني الناتج عن مثل هذه العمليات، التي قد تتسبب في إشعال صراعات أوسع نطاقًا تتجاوز حدود الدول المستهدفة.
ونوه الخبراء إلى أن الاجتماع أظهر التزامًا عربيًا متجدّدًا بضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، والتمسك بمبادئ عدم التدخل، ورفض سياسات فرض الأمر الواقع بالقوة، إلى جانب الدعوة إلى تحرك دولي عاجل للجم التصعيد ومنع الانزلاق نحو مواجهات مفتوحة تهدد مصالح الشعوب والدول على حد سواء.
وفي هذا الإطار.. يقول الدكتور محمد الطماوي الخبير في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية إن البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية بشأن تداعيات العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعد خطوة عربية متقدمة تعكس يقظة سياسية جماعية إزاء مخاطر التصعيد في الإقليم، وحرصا مسؤولًا على صون أمن المنطقة واستقرارها في لحظة فارقة، حيث عبر البيان عن إجماع عربي واضح في رفض انتهاك سيادة الدول، وضرورة احترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أكد على أهمية تغليب الحلول السلمية والدبلوماسية كمسار أوحد لمعالجة الأزمات، في ظل ما تشهده المنطقة من توتر متصاعد وتحديات أمنية غير مسبوقة.
وقال الطماوي إن البيان العربي الصادر من اسطنبول يعكس عودة فاعلة للدور العربي المشترك، وقدرته على التعبير بصوت واحد عن رفض التصعيد، والدعوة إلى ضبط النفس، والحث على العودة للمفاوضات بما يضمن مصالح جميع الأطراف ويمنع انزلاق المنطقة نحو مواجهات أوسع، كما يعد ترحيب البيان بالمبادرات الدولية لعقد مؤتمرات دعم لغزة وإحياء مسار التسوية، ومنها المبادرة المصرية، تأكيدا على أهمية المقاربة الشاملة التي تتبناها القاهرة، والتي ترى أن معالجة جذور الأزمات هو الطريق الأمثل نحو أمن دائم وتنمية مستدامة.
وأشار إلى أن هذا البيان، بما حمله من رسائل سياسية واضحة، يؤسس لتحرك عربي منظم يعزز من مكانة الجامعة العربية كفاعل إقليمي مسؤول، ويمنح الدبلوماسية العربية مساحة أوسع لتفعيل أدواتها على الساحة الدولية، من أجل الحفاظ على وحدة الإقليم وسلامة شعوبه، وتحصين المنطقة من الانزلاق نحو المجهول.
وذكر الدكتور محمد الطماوي إلى أنه لم يعد مقبولا أن يواصل المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، الوقوف موقف المتفرج أمام سياسات التصعيد والانتهاك المتكرر للقانون الدولي من قبل إسرائيل، سواء على الأراضي الفلسطينية أو في سلوكها تجاه دول الجوار ومنها سواء لبنان وسوريا وإيران، لافتا إلى أن البيان العربي يضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، ويحمل المؤسسات الدولية واجب التحرك الفوري والفاعل لوقف الاعتداءات، ومنع تكرارها، ومساءلة الجناة وفقا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وخلص الطماوي إلى أن الصمت الدولي لم يعد له تفسير إلا باعتباره تشجيعا ضمنيا على الفوضى وتغول القوة، وهو ما يهدد الأمن الجماعي، ويقوض كل أسس النظام الدولي القائم على احترام السيادة وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية.
من جهتها.. أكدت الدكتورة تمارا حداد أستاذ العلوم السياسية الفلسطينية أن البيان الذي صدر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في إسطنبول يعكس رؤية عربية في إنهاء حالة التوتر القائمة في منطقة الشرق الأوسط ليقينهم إن استمرار التصعيد سينعكس سلبا على جميع دول منطقة الشرق الأوسط بسبب التصعيد العسكري المستمر في غزة والإدانة القاطعة لإسرائيل بسبب المواجهة المستمرة بين إيران وإسرائيل.
وذكرت حداد أن البيان شمل إدانة شاملة وتصعيدا دبلوماسيا، حيث وصف القصف الإسرائيلي للمدنيين على أنه انتهاك للقانون الدولي ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العدوان وتعزيز المفاوضات ووضع جداول زمنية لإنهاء الحرب على غزة وتطبيق حل الدولتين لإنهاء أزمة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتجديد التأكيد على حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام عودة لتصور السلام على أساس حل الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق حدود 1967، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن التوافق الإقليمي الواسع بإيقاف العملية الأمنية والعسكرية في إيران ووقف استمرارها لأنها ستؤرق الأمن الإقليمي في المنطقة أن استمرار الحرب الإسرائيلية يعكس درجة عالية من الاستنكار من قبل وزراء الخارجية العرب وتصميما على تصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي، وهو ما يعكس حالة تحوّل نحو خطاب أكثر وضوحًا وأكثر علنية لمواجهة الواقع على الأرض.
ونوهت إلى أن البيان أظهر وحدة الخطاب من أجل إعادة الهدوء في المنطقة ليبدأ بحل القضية الفلسطينية وأهمية التحرك الدولي والتحضير للمستقبل، حيث يتضمن البيان خطوات عملية مثل طلب عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن وتعزيز الجهد السياسي والدبلوماسي وبحاجة الامر إلى استراتيجيات تنفيذية ملموسة لإيقاف العمليات العسكرية في إيران وعزة وجنوب لبنان.
واعتبرت البيان خطوة إيجابية للضغط السياسي والدبلوماسي، ويعكس الجدية في حل قضايا الصراع في المنطقة، ويعيد تأكيد الرؤية الموحدة تجاه الحلول السياسية، وأن التحدي يكمن في تحويل هذه اللغة القوية إلى خطوات ملموسة بحاجة إلى إرادة سياسية من قبل المجتمع الدولي.
بدورها، وصفت الدكتورة نيفين وهدان أستاذ العلوم السياسية أن بيان مجلس جامعة الدول العربية الصادر بتاريخ 20 يونيو 2025، خلال الدورة غير العادية التي عُقدت في إسطنبول، بأنه "استجابة عربية جماعية" للتصعيد الخطير المتمثل في العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث لم يكن البيان مجرد تنديد، بل حمل رؤى واضحة تعبّر عن وعي عربي متنامٍ بطبيعة التحولات الجارية في موازين القوة، وتداخل الملفات من غزة إلى طهران.
وقالت وهدان إن الإدانة العربية جاءت صريحة ومباشرة، مع تأكيدات على خطورة استخدام القوة خارج نطاق القانون الدولي، خصوصًا ما يتصل باستهداف المدنيين، وتدمير البنى التحتية، والمرافق الحيوية، دون مراعاة لأي من قواعد القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تمثل تصعيدًا خطيرًا ليس فقط في حجم العنف، وإنما في طبيعة الرسالة التي توجهها إسرائيل للمنطقة والعالم .
وأشارت إلى أن البيان تطرق إلى نقطة استراتيجية شديدة الأهمية تتعلق بتحوّل الطاقة من أداة للتنمية إلى أداة للصراع، في ضوء استهداف منشآت الطاقة النووية والبنية التحتية المرتبطة بها، وهو ما يشكل سابقة خطيرة تنذر بتدويل الصراع وتحويله إلى ساحة مفتوحة أمام قوى دولية متنافسة.
وذكرت وهدان أن البيان لم يغفل الكارثة المستمرة في غزة، حيث جدد دعوته إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وفتح المعابر أمام المساعدات دون قيد أو شرط، ووقف الإجراءات الأحادية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، باعتبارها انتهاكًا للشرعية الدولية ونسفًا لحل الدولتين.
وتابعت أن من أبرز ما جاء في البيان، هو الترحيب العربي بعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة، وهي دلالة سياسية عميقة تؤكد دور مصر التاريخي كمحور توازن ووساطة، خصوصًا في ظل ما يشهده الإقليم من استقطاب متصاعد.