الجزيرة:
2025-05-27@23:55:43 GMT

ماذا قال الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي الأول؟

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

ماذا قال الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي الأول؟

طهران- عقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤتمره الصحفي الأول، اليوم الاثنين في العاصمة طهران، بعد فوزه بالانتخابات التي أُجريت في الخامس من يوليو/تموز الماضي، أي بعد 48 يوما من مراسم تحليف الرئيس، وهي تعتبر المدة الأطول زمنيا، مقارنة بمواعيد المؤتمرات المماثلة لسابقيه.

وردا على سؤال مراسل الجزيرة إن كانت إيران هي من منحت الصاروخ فرط صوتي لأنصار الله الحوثيين في اليمن أو منحتهم التقنية لصناعة الصاروخ؟ قال بزشكيان إن "الإنسان يحتاج إلى أسبوع للذهاب إلى اليمن بسبب التعقيدات، فكيف يمكن توصيل هذا الصاروخ إلى هناك؟".

وأكد أن إيران لا تملك الصاروخ الذي أطلقه اليمنيون على إسرائيل كي تمنحهم إياه، وبعد أن رد مراسل الجزيرة بأن إيران تمتلك صاروخا فرط صوتي، رد بزشكيان "لدينا أسلحة فرط صوتية، لكن ليس لدينا النوع الذي أطلقه اليمنيون"، متابعا أن اليمنيين يمتلكون تكنولوجيا الصواريخ وينتجونها بأنفسهم.

بزشكيان اعتبر أن إيران ضبطت نفسها حتى الآن ولم تنجر لحرب إقليمية بسبب إسرائيل (رويترز) الملفات الكبرى

صرح بزشكيان بأنه سيكتب رسالة إلى "مجمع تشخيص مصلحة النظام" في ما يتعلق بقضية رفع العقوبات، معتقدا بأنه سيتمكن من تحقيق أهداف رؤيته فقط من خلال حل قضية مجموعة العمل المالي (FATF)، وبتحقيق الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع العالم، مؤكدا أن حكومته ستعمل على تطوير الدبلوماسية الخارجية على أساس العزة والحكمة والمصلحة.

أما عن طبيعة التسلح الإيراني، فقال بزشكيان "لا نسعى إلى الأسلحة النووية، لكن أميركا وأوروبا تقومان بتهديدنا"، وأضاف "عندما يتم نزع سلاح العالم كله، حينها قولوا إن إيران ليس لديها الحق بامتلاك القوة الدفاعية"، معتبرا أن إيران لا تسعى لقتال أحد، "وإذا احترمت أميركا حقوقنا فلن يكون لدينا معها مشكل، نحن لن نسمح لأي دولة أن تهيننا".

وفي كلام مباشر وجّهه للولايات المتحدة قال "نحن لا نتطلع إلى تصدير الثورة"، كما قال إن المفاوضات النووية تعتمد على ما إذا كان الطرف الآخر يريد السلام أم لا، "أما نحن فنريد حل مشكلتنا، ونلتزم بنفس الأطر التي يريدونها، لكنهم لا يلتزمون بنفس الأطر التي كتبوها بأنفسهم".

وفي سياق الحديث عن التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي، صرح الرئيس الإيراني أن إسرائيل أرادت باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جر إيران إلى حرب إقليمية "لكننا ضبطنا أنفسنا حتى الآن" حسب وصفه، مؤكدا بأنهم محتفظون بالحق في الدفاع عن أنفسهم، ومضيفا "لو لم يكن عندنا صواريخ، لأسقطوا علينا القنابل وقتما يريدون، مثل ما يفعلون بغزة".

العلاقة مع دول المنطقة

وفي إطار العلاقات الإقليمية، صرح بزشكيان أنه دعا -في اتصال هاتفي- ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة طهران، وأنه يحاول تعزيز العلاقات مع كل من السعودية ومصر والأردن، معلقا بالقول "أتمنى أن تكون لدينا علاقة مع مصر، وسنتحدث مع مسؤوليهم في أقرب وقت ممكن".

كما أعلن أنه سيسافر إلى تركيا في المستقبل القريب، واصفا إياها بالدولة الصديقة، وقال "لقد رسموا خطا بيننا، وإلا لكان هذا الجانب والجانب الآخر من الحدود هو نفسه".

وفي ما يتعلق بزيارته للعراق، فقد وصفها بقوله "لقد كنا قريبين جدا، وشعرنا أننا لا نختلف عن بعضنا البعض"، وأضاف "أنا والبارزاني وُلدنا في مدينة مهاباد الواقعة في كردستان إيران، وكلانا مسعود".

وردا على سؤال صحفي صيني، قال بزشكيان إن الصين ستكون شريك إيران الإستراتيجي، وأنه يمكن تنفيذ اتفاقية لمدة 25 عاما بين البلدين، داعيا لبناء نفس الطرق السريعة التي كانت موجودة من قبل على طريق الحرير.

وحول التبادلات العسكرية والصاروخية مع روسيا، نفى الرئيس أن تكون إيران قد أعطت أي صواريخ لروسيا هذه الفترة، وقال "ربما حصلوا على شيء من قبل، لأنه لم يكن هناك أي حظر، لكن منذ مجيئنا لم نعطِ أي شيء لروسيا".

وفيما يتعلق باللاجئين الأفغان، كشف أن بلاده عقدت 3 اجتماعات في مجلس الأمن الأعلى، وقال "نحن إخوة، لكن لا بد من مراعاة الأطر بين الحكومات".

بزشكيان توعد برفع الحظر عن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والحد من عمل دوريات الإرشاد (رويترز) السياسة الداخلية

أما على الصعيد الداخلي، فقد أعرب بزشكيان عن اعتقاده بأن "كل من يعيش في هذا البلد يجب أن يكون في مكانه الصحيح، بناء على قدرته، ولا ينبغي أن يكون العرق والقومية وأي شيء آخر عائقا أمام هذا الأمر".

كما تناول طفرة الإنتاج، وتحرير وإنشاء منصة مناسبة للمستثمرين المحليين، والتعليم في المناطق المحرومة، والولوج للجامعات، واعدا بتوفير المدارس للجميع، وبرفع الحظر عن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وحول أزمة صرف الرواتب، ذكر بزشكيان أن الحكومة صرفت ما مقداره 5 مليارات دولار لاستيراد البنزين، وأن ذلك هو السبب وراء عدم قدرتها على صرف رواتب المتقاعدين والمدرسين والممرضين.

وقال إن "مشروعي الكبير هو خلق الأمل وإعادة الناس إلى الساحة"، مضيفا أنه "علينا أن نخرج من الوضع الذي يعتقد فيه البعض أن البلاد ملكا لهم، وأن على البقية مغادرة البلاد إذا لم يعجبهم ذلك، فالوطن للجميع وليس لأقلية خاصة".

وعن كرسي التفكير الحر الذي أوصى به المرشد، قال بزشكيان إنه "لا يعني إذا انتقدنا شخصا ما أننا سنطرده من وظيفته، وعلينا كمسلمين أن نستمع لكل كلمة ونتبع أحسنها، ولن يصلح البلد بالتجبر والترحيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قال بزشکیان أن إیران

إقرأ أيضاً:

قصة مدينة ومعركتين.. ماذا حدث بين إيران والعراق في “المحمّرة” قبل 43 عاما؟

تحتفل إيران في 25 أيار/مايو من كل عام بذكرى السيطرة على مدينة المحمّرة (إيرانيًّا تُسمّى خرمشهر) من القوات العراقية، وهي الواقعة في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، التي تضمّ مدينة الأحواز وغيرها من المدن الرئيسية، وذلك بعد معركة طويلة ودامية استمرت في الفترة ما بين 1980 حتى 1982.

ونشأت التوترات الحدودية بين إيران والعراق منذ العهد العثماني والصفوي، وتفاقمت حول مياه شط العرب؛ فقد اعتبرت بغداد أن خطّ الحدود يجب أن يمرّ على الشاطئ العراقي، بينما رأت طهران أن العبرة بالخطّ الأوسط وسط القناة.

وكانت العلاقات بين الحكومتين العراقية والإيرانية مستقرة إلى حدّ ما بسبب اتفاقية الجزائر عام 1975، وهي معاهدة صلح توسطت فيها الجزائر، قضت بتثبيت الحدود عند منتصف شطّ العرب وانسحاب القوات العراقية من الضفة الشرقية للمجرى المائي، وذلك مقابل اعتراف إيران بسيادة العراق على الضفة الغربية. كما تعهّد الطرفان بعدم التدخّل في شؤون بعضهما ووقف دعم أي حركات معارضة، وبذلك أنهت الاتفاقية النزاع الحدودي بين البلدين حتى قام العراق بغزو إيران عام 1980.

تحريض متبادل
بعد مجيء الحكومة الإيرانية الجديدة بقيادة روح الله الخميني، تمّت مساعدة الحراك الكردي في شمال العراق، وجُعلت الأراضي الإيرانية نقطة انطلاق لقوات هذا الحراك داخل الحدود العراقية.


وفي ذات الوقت، شعر العراق بتهديد استقرار حكم حزب البعث، ما دفع صدام حسين إلى توجيه ضربة استباقية لمنع “انتقال الثورة” إلى داخل العراق وإحكام السيطرة على حدوده الجنوبية واحتلال الشطر الإيراني من المجرى المائي، بحسب ما ورد في مقال حمل عنوان “الأصول الجيوسياسية للحرب العراقية–الإيرانية” للكاتب ويل د. سويرنجن.

وتصاعد الخلاف بين نظامي صدام حسين وإيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث أراد كلا الطرفين إثبات قوتهما الإقليمية. ورأت طهران في مقاومة العراق فرصةً لترسيخ شرعية النظام الإسلامي داخليًا، بحسب دراسة لكيفن وودز بعنوان “الحرب العراقية–الإيرانية: تاريخ عسكري واستراتيجي”.

وتضمّ خوزستان (المعروفة عربيًا بالأحواز أو عربستان) أهمّ حقول النفط الإيرانية وميناء خرمشهر الاستراتيجي. ورأى صدام أن ضمّ هذه المنطقة يؤمّن للعراق منفذًا مزدوجًا على شطّ العرب ويعزّز قدرته التصديرية، فكانت السيطرة عليها هدفًا رئيسيًّا للحملة العسكرية التي أصبحت لاحقًا تُعرف بالحرب العراقية–الإيرانية أو حرب الخليج الأولى.

ومثّلت خوزستان حينها 80% من صادرات نفط إيران عبر خطوط الأنابيب والموانئ الواقعَة على شطّ العرب، كما أن موانئ آبادان وخرمشهر تعدّان شريانًا اقتصاديًّا حيويًّا، ما جعل المنطقة هدفًا للعراقيين الذين سعوا إلى تقويض قدرات طهران الاقتصادية والعسكرية.

معركة المحمّرة
انطلقت أولى مراحل الحرب الجوية العراقية على نقاط دفاعية إيرانية في ضواحي المحمّرة في 22 أيلول/سبتمبر 1980، تلتها هجمات مدرعة في تشكيل هلالي يهدف إلى تطويق المدينة من جهاتها الثلاث.

ورغم تفوق العراق العددي بما يزيد على 20 ألف مقاتل ودبابات تشيفتن (دبابة القتال الرئيسية لبريطانيا خلال السبعينيات) ومدرعات ثقيلة، واجهت القوات العراقية مقاومة عنيفة من وحدات الحرس الثوري والجيش النظامي الإيرانيين، الذين استخدموا صواريخ مضادة للدبابات ورشّاشات ثقيلة ورمّانات يدوية لإبطاء التقدم، فضلًا عن غمر مستنقعات ضفاف نهر كارون، بحسب ما ذكرت قناة “هيستوري”.


وبعد تكبّد العراق خسائر فادحة في الدبابات والمدرعات، أعاد تنظيم صفوفه وأطلق دفعة ثانية من الهجمات الليلية في 11 تشرين الأول/أكتوبر، مدعومًا بقصف مدفعي مكثّف وضربات جوية لتقويض دفاعات المدينة. ونجحت القوات العراقية في اقتحام بعض الأحياء الجنوبية، لكنها اصطدمت بتصدي قوي من متطوعي الباسيج (قوات شعبية شبه عسكرية تتكوّن من متطوعين) وتكاوار البحرية (قوات خاصة)، ثم عادت بغداد لتوسيع خطوطها الدفاعية حول المحمّرة.

في 16 تشرين الأول/أكتوبر، شنّ هجومًا ثالثًا استخدمت فيه القوات المدرعة والمشاة المساندة بفعالية، وتمكّنت فرق كوماندوز عراقية من احتلال الميناء ومحطة شرطة المرور، ثم توغّلت ألوية المدرعات على طريق سوق تاجيكاني وصولًا إلى أطراف المدينة. ودارت معارك شوارع ضارية في المدينة حتى أُجلي نحو 300 من المتبقّين الإيرانيين عبر نهر كارون في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، وأُعلن يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر سيطرة العراق التامة على المحمّرة بعد 50 يومًا من القتال.

وأصبحت المدينة فعليًا “مدينة أشباح”، ونظرًا للخسائر البشرية العالية والظروف المناخية القاسية التي تلت المعركة، لم تستطع القوات العراقية شنّ أية هجمات أخرى ضد إيران.

المعركة الثانية
ظلت المدينة تحت سيطرة القوات العراقية حتى نيسان/أبريل 1982، عندما أطلق الإيرانيون عملية “بيت المقدس” لاستعادة محافظة خوزستان. ورأت القيادة الإيرانية أن تحرير المحمّرة مفتاح لكسر شوكة العراق، فأطلقت في 24 نيسان/أبريل 1982 عملية متزامنة عبر نهر كارون، بمشاركة نحو 70 ألف جندي من الجيش النظامي والحرس الثوري وقوات الباسيج، مدعومة بقصف جوي ومدفعي كثيف.

ونجحت الدروع الإيرانية في تأمين الجسور المؤقتة، ثم اجتاحت ألوية المشاة الأحياء الشمالية، مما أرغم العراقيين على الانسحاب السريع وأسر 19 ألف جندي عراقي خلال 48 ساعة فقط، وأُعلن التحرير رسميًّا في 24 أيار/مايو 1982.

وتصف المصادر العراقية الهجوم الإيراني بأنه استخدم “كتلًا بشرية كبيرة” من الحرس الثوري، مما أدّى إلى فوضى وانسحاب غير منظّم للقوات العراقية، وحُمل بعض القادة العسكريين مسؤولية الهزيمة، فتمّ إجراء محاكمات أُعدم على إثرها عدد منهم.


وأوقع القتال خلال معركتي السيطرة العراقية ثم الإيرانية عشرات الآلاف من القتلى والجرحى بين الطرفين، ودُمرت ما يقرب من 80% من مباني المدينة. شكّلت إعادة السيطرة الإيرانية على المحمّرة نقطة تحول أوصلت إيران إلى موقع المبادرة العسكرية، وأفضت إلى رفض طهران التهدئة التي عرضها العراق، فاستمرت الحرب حتى عام 1988 دون حسم قاطع.

ورغم السيطرة الإيرانية النهائية على المدينة، استمر القتال حتى 1988، ولم تُحسم الحرب بتوازن؛ فقد رفضت طهران إنهاء العمليات ما لم يُخلَع صدام حسين ويُدفع تعويضات.

وأُعيد بناء ميناء المحمّرة جزئيًّا في أوائل التسعينيات، إلا أن مصالحات سياسية حقيقيّة لم تُحقّق إلا بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عندما بات للإقليم دور اقتصادي حيوي في تصدير النفط وتجاوز تبعات الحرب.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني يصل مسقط في أول زيارة لدولة خليجية
  • فخامة الرئيس الإيراني يصل البلاد
  • الرئيس الإيراني يصل عمان في زيارة رسمية لتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات بين البلدين
  • جلالة السلطان في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيراني بقصر العلم العامر
  • بث مباشر.. جلالة السلطان في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيراني بقصر العلم العامر
  • في توقيت حساس.. الرئيس الإيراني يزور مسقط
  • بزشكيان: إيران ستجد طريقاً للنجاة حتى لو انتهت المحادثات النووية مع أمريكا دون توافق
  • خروج إيران من حرب غزة يفضي إلى اغتيال هنية وقادة حزب الله.. ماذا بعد؟
  • قصة مدينة ومعركتين.. ماذا حدث بين إيران والعراق في “المحمّرة” قبل 43 عاما؟
  • ليس الكباب ولا البقلاوة.. تعرف على الطبق التركي الذي نال إعجاب العالم!