الرضاعة الطبيعية المتزامنة.. فوائد متعددة للأم والأطفال
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
لا يوجد غذاء للرضيع يُضاهي حليب الأم، ومن الصعب كذلك تحديد نشاط يجمع بين الأم وطفلها ويوفر هذا القدر من الترابط الذي تسهله الرضاعة الطبيعية، ووفق منظمة اليونيسيف فإن الرضاعة الطبيعية خلال العامين الأولين من شأنها أن تنقذ حياة 820 ألف طفل دون سن الخامسة سنويا، وأشار تقرير صادر عن المعاهد الأميركية للصحة إلى أنها تقلل كذلك من خطر إصابة الطفل بالحساسية والربو والسمنة ومرض السكري وتزيد من معدل ذكائه.
ولكن، يعد اكتشاف حمل جديد بعد فترة وجيزة من الولادة من التحديات التي قد تواجهها الأم المرضع، فبعضهن لا يترددن في فطام الرضيع، وهناك نساء يواصلن الرضاعة، وفي هذا الشأن تصف الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة الرضاعة الطبيعية في أثناء الحمل بالأمر الطبيعي، لا سيما إذا كانت الأم بصحة جيدة، وأن استمرار الرضاعة قرار شخصي للمرأة.
وذكرت الأكاديمية بعض الجوانب السلبية للرضاعة في أثناء الحمل، مثل ألم حلمة الثدي والغثيان والتغيرات الهرمونية التي قد تعزز النفور من الرضاعة، وكذلك انخفاض إمداد الحليب. قد تدفع هذه التغيرات بعض الأطفال إلى تقليل الرضاعة أو الفطام الكامل.
وفي دراسة أجريت أواخر التسعينيات على 57 امرأة، كانت معظم حالات الفطام التي قادها الأطفال في النصف الثاني من حمل أمهاتهن بسبب نقص إمدادات حليب الثدي، في حين استمر 43% منهم في الرضاعة الطبيعية طوال فترة الحمل وبعد ولادة المولود الجديد في ما تعرف بـ"الرضاعة الطبيعية المتزامنة أو المزدوجة".
ما الرضاعة المتزامنة؟تستمر بعض الأمهات في إرضاع الطفل الأكبر سنا مع المولود الجديد، وتعرف هذه الممارسة بـ"الرضاعة الطبيعية المتزامنة" ويمكن إرضاع الطفلين في الوقت نفسه أو التناوب على إرضاع كل منهما بمفرده، وتختلف هذه الممارسة عن رضاعة التوائم، إذ إنها تتضمن إرضاع طفلين أو أكثر في أعمار مختلفة.
تنتشر الأساطير حول الرضاعة المتزامنة ومدى كفاية حليب الأم والتأثير على تغذية المولود الجديد، بينما خلصت دراسة نشرتها المكتبة الأميركية للطب عام 2021 بعنوان "الرضاعة المتزامنة.. تحليل وصفي للقيمة الغذائية لحليب الأم" إلى الدور التكيفي لحليب الأم وقدرته على تلبية الاحتياجات الغذائية للمواليد الجدد وأشقائهم الأكبر سنا، وفي الدراسة قام الباحثون بفحص حليب 13 مشاركة كن يرضعن أطفالهن رضاعة مزدوجة، وتم تحليل العناصر الغذائية مثل الدهون والبروتين والكربوهيدرات بالإضافة إلى محتوى الطاقة وتكوين اللبأ (سائل أصفر اللون مليء بالعناصر الغذائية ويفرزه الثدي خلال الأيام الأولى بعد الولادة).
وأشارت الدراسة إلى أن مستوى الدهون والطاقة والبروتينات كانت أعلى في عينات الرضاعة المزدوجة، كذلك توفرت مكونات تعزز المناعة وخصائص مضادة للأكسدة مقارنة بحليب الأمهات اللاتي فطمن الطفل الأكبر بعد حدوث حمل، وظلت مستويات الكربوهيدرات ثابتة مع عدم وجود اختلافات واضحة في تكوين اللبأ للمولود الجديد.
وفي كتابها "إجابات عن كل ما يخص الرضاعة الطبيعية" الذي نشر عام 2010، قالت الكاتبة نانسي موهرباخر إن الطفل الأكبر الذي يستمر في الرضاعة لن يحرم المولود الجديد من اللبأ، وبغض النظر عن عدد مرات الرضاعة الطبيعية وطول مدتها في أثناء الحمل سيظل اللبأ متاحا للمولود الجديد.
وأوضح موقع هيلث لاين: "إذا كنتِ قلقة بشأن حصول مولودكِ الجديد على ما يكفي من الحليب، يمكنكِ السماح له بالرضاعة أولا حتى يتمكن من الحصول على العناصر الغذائية والأجسام المضادة الموجودة في اللبأ، وعندما يصبح مخزون الحليب لديكِ مستقرا بعد أسبوع أو أكثر قد تبدئين في التفكير في الرضاعة الطبيعية لكليهما في وقت واحد أو حسب تفضيلاتك الشخصية، مع الأخذ في الاعتبار أن الطفل الأكبر سيرضع أقل كثيرا من المولود الجديد، لأنه يحصل على معظم غذائه من أطعمة أخرى".
التغذية الجيدة للأموينقل موقع "بيرنتس" عن طبيبة أمراض النساء والتوليد الدكتورة كريستين ستيرلينغ أن الرضاعة في أثناء الحمل والاستمرار في الرضاعة المتزامنة يتطلبان مجهودا بدنيا كبيرا، وبالتالي مزيدا من السعرات الحرارية والتغذية والترطيب، إذ إن الرضاعة الطبيعية تتطلب 500 سعر حراري إضافي يوميا بينما يتطلب الحمل 300 سعر حراري إضافي.
وتضيف كريستين: "سوف تحتاجين إلى تناول الفيتامينات قبل الولادة واتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والدهون الصحية والخضراوات ذات الألوان الزاهية والبروتين، وسوف تحتاجين أيضا إلى تناول ما لا يقل عن 2.5 لتر من السوائل يوميا لتلبية متطلبات الحمل والرضاعة".
فوائد الرضاعة المتزامنةنقلا عن موقع "ذا بامب"، توضح خبيرة الرضاعة الطبيعية جادا جابيرو بعض مميزات الرضاعة المتزامنة كالآتي:
تزيد من إدرار الحليب: تقول جابيرو، كلما زاد طلب أطفالك على الحليب، زاد إنتاجه، وبالتالي فإن النساء اللاتي يرضعن أكثر من طفل يمكنهن إنتاج كمية مضاعفة من الحليب لاستيعاب تغذية طفلين.
تقلل احتقان القنوات المسدودة: وفق جابيرو، يساعد الطفل الأكبر في تقليل احتقان الثدي الذي تعاني منه عديد من الأمهات بعد الولادة، لأنه يستطيع الرضاعة بكفاءة.
تعزز الترابط بين الإخوة: تساعد الرضاعة المتزامنة الطفل الأكبر على التكيف مع وجود طفل جديد في الأسرة وتقليل مشاعر الغيرة وتكوين رابطة قوية من خلال المشاركة في نشاط "الرضاعة".
رفاهية الأم هي التحدي الأكبرربما يكون التحدي الأكبر الذي تواجه الأم خلال الرضاعة المتزامنة هو مدى الشعور بالإرهاق البدني والعاطفي في كثير من الأحيان، إذ تشعر الأم أنها مطالبة بإطعام الطفلين معظم الوقت، وليس لديها الوقت الكافي لتلبية احتياجاتها الشخصية، ووفق ما تنقله رابطة "لا ليتشي الدولية" لدعم الرضاعة الطبيعية، ينبغي لكل أم أن تهتم باحتياجاتها الأساسية وإعطاء الأولوية للنوم والتغذية والترطيب، كذلك فإن تخصيص بعض الوقت للاسترخاء قد يساعد في إعادة التوازن وشحن الطاقة ويمنح القوة اللازمة لإدارة الأمور.
ووفق الرابطة: "إذا وجدتِ الأمور تخرج عن السيطرة يمكنكِ وضع بعض القواعد لرضاعة طفلك الأكبر وتحديد مرات محددة للرضاعة والحد من مقدار الوقت الذي يقضيه في كل رضعة، وإذا لم تنجح هذه الإرشادات لا تخجلي أو تشعري بالذنب من التفكير في فطام الطفل الأكبر، ولكن ينبغي أن يكون ذلك بلطف وتدريجيا حتى يتمكن من التكيف وحتى لا يمتلئ ثدياك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المولود الجدید فی أثناء الحمل الطفل الأکبر فی الرضاعة حلیب الأم
إقرأ أيضاً:
الصداع النصفي.. أسبابه وأعراضه وعوامل الخطر
الصداع النصفي هو صداع يمكن أن يسبب ألما شديدا أو شعورا بالنبض، عادة على جانب واحد من الرأس، غالبا ما يحدث ذلك مع الغثيان والقيء والحساسية الشديدة للضوء والصوت، يمكن أن تستمر نوبات الصداع النصفي لساعات إلى أيام، ويمكن أن يكون الألم سيئا لدرجة أنه يتداخل مع أنشطتك اليومية.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يحدث عرض تحذيري يعرف باسم الهالة قبل أو مع الصداع النصفي، يمكن أن تتضمن الهالة تغييرات بصرية، مثل ومضات الضوء أو البقع العمياء، يمكن أن تسبب الهالة أيضا وخزا على جانب واحد من الوجه أو في الذراع أو الساق وصعوبة في الكلام.
يمكن أن تساعد الأدوية في الوقاية من بعض الصداع النصفي وجعلها أقل إيلاما، قد يساعد أيضا الجمع بين الأدوية وعلاجات المساعدة الذاتية وتغييرات نمط الحياة.
يمكن أن يؤثر الصداع النصفي على الأطفال والمراهقين وكذلك البالغين، يمكن أن يتطور الصداع النصفي من خلال أربع مراحل لها أعراض مختلفة: مقدمة، هالة، هجوم، وما بعد، ليس كل من يعاني من الصداع النصفي يمر بجميع المراحل.
مقدمة
قبل يوم أو يومين من الصداع النصفي، قد تلاحظ تغييرات طفيفة تحذر من الصداع النصفي القادم، بما في ذلك:
الإمساك.
يتغير المزاج، من الاكتئاب إلى الغبطة.
الرغبة الشديدة في الطعام.
تصلب الرقبة.
زيادة التبول.
احتباس السوائل.
التثاؤب المتكرر.
هالة
قد تحدث هالة قبل أو أثناء الصداع النصفي لبعض الأشخاص، الهالات هي أعراض قابلة للعكس في الجهاز العصبي، عادة ما تكون مرئية ولكن يمكن أن تشمل أيضا اضطرابات أخرى. عادة ما يبدأ كل عرض تدريجيا ويتراكم على مدى عدة دقائق، حتى 60 دقيقة.
تتضمن أمثلة هالات الصداع النصفي ما يلي:
التغييرات البصرية، مثل رؤية الأشكال أو البقع الساطعة أو ومضات الضوء.
فقدان البصر.
الشعور بالدبابيس والإبر في الذراع أو الساق.
ضعف أو خدر في الوجه أو جانب واحد من الجسم.
مشكلة في الكلام.
هجوم
عادة ما يستمر الصداع النصفي من 4 إلى 72 ساعة إذا لم يتم علاجه، يختلف عدد المرات التي يحدث فيها الصداع النصفي من شخص لآخر. قد يحدث الصداع النصفي نادرا أو يصيب عدة مرات في الشهر.
أثناء الصداع النصفي، قد يكون لديك:
الألم الذي عادة ما يكون على جانب واحد من رأسك، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث على كلا الجانبين.
الألم الذي ينبض أو ينبض.
الحساسية للضوء والصوت وأحيانا الشم واللمس.
الغثيان والقيء.
ما بعد الدروم
بعد نوبة الصداع النصفي، قد تشعر بالإرهاق والارتباك والإرهاق لمدة تصل إلى يوم واحد، يبلغ بعض الأشخاص عن الشعور بالبهجة، قد تؤدي حركة الرأس المفاجئة إلى الألم مرة أخرى لفترة وجيزة.
على الرغم من أن أسباب الصداع النصفي غير مفهومة تماما، يبدو أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا.
قد تكون هناك تغييرات في جذع الدماغ وتفاعلاته مع العصب الثلاثي التوائم، وهو مسار ألم رئيسي، قد تكون هناك أيضا اختلالات في المواد الكيميائية في الدماغ - بما في ذلك السيروتونين، الذي يساعد على تنظيم الألم في الجهاز العصبي، يدرس الباحثون دور السيروتونين في الصداع النصفي.
مسببات الصداع النصفي
هناك عدد من الأشياء التي يمكن أن تسبب الصداع النصفي، بما في ذلك:
التغيرات الهرمونية: يبدو أن التذبذب في مستويات هرمون الاستروجين يسبب الصداع لدى الكثير من الناس. يمكن أن يحدث هذا قبل أو أثناء فترات الحيض أو أثناء الحمل وانقطاع الطمث، يمكن للأدوية الهرمونية، مثل وسائل منع الحمل عن طريق الفم، أن تؤدي أيضا إلى تفاقم الصداع النصفي. ومع ذلك، يجد بعض الأشخاص أن الصداع النصفي لديهم يحدث في كثير من الأحيان عند تناول وسائل منع الحمل الهرمونية.
الكحول والكافيين:الكحول، وخاصة النبيذ، والكثير من الكافيين، كما هو الحال في القهوة، يمكن أن يسبب الصداع النصفي.
إجهاد:الإجهاد في العمل أو المنزل يمكن أن يسبب الصداع النصفي.
المحفزات الحسية:يمكن للأضواء الساطعة أو الوامضة أن تسبب الصداع النصفي، وكذلك الأصوات العالية. يمكن أن تؤدي الروائح القوية إلى الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. يمكن أن تشمل هذه الروائح العطور ومخفف الطلاء والتدخين السلبي والمحفزات الأخرى.
يتغير النوم:يمكن أن يؤدي فقدان النوم أو الحصول على الكثير من النوم إلى الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص.
إجهاد جسدي:قد يؤدي المجهود البدني المكثف، بما في ذلك النشاط الجنسي، إلى الصداع النصفي.
تغيرات الطقس:يمكن أن يؤدي تغيير الطقس أو الضغط الجوي إلى الصداع النصفي.
أدوية:يمكن لوسائل منع الحمل عن طريق الفم وموسعات الأوعية، مثل النتروجليسرين (Nitrostat، Nitro-Dur، وغيرها)، أن تؤدي إلى تفاقم الصداع النصفي.
الأطعمة:قد تؤدي الأجبان القديمة والأطعمة المالحة والمصنعة إلى حدوث الصداع النصفي. يمكن أن يؤدي تخطي الوجبات أيضا إلى الصداع النصفي.
المضافات الغذائية:تشمل هذه الأسبارتام المحلي والغلوتامات أحادية الصوديوم الحافظة، وتسمى أيضا MSG. توجد هذه الإضافات في العديد من الأطعمة.
عوامل الخطر
العديد من عوامل الخطر تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، بما في ذلك:
تاريخ العائلة: وجود أحد أفراد العائلة يعاني من الصداع النصفي يعني أن لديك فرصة أكبر لتطويرها بنفسك.
العمر:يمكن أن يبدأ الصداع النصفي في أي عمر، على الرغم من أن الأول غالبا ما يحدث عندما تكون مراهقا.
يميل الصداع النصفي إلى الوصول إلى ذروته خلال الثلاثينيات من عمرك ثم يصبح تدريجيا أقل تواترا.
الجنس: النساء أكثر عرضة بثلاث مرات من الرجال للإصابة بالصداع النصفي.
التغيرات الهرمونية:قد يبدأ الصداع النصفي قبل أو بعد فترة وجيزة من الدورة الشهرية الأولى. قد تتغير أيضا أثناء الحمل أو انقطاع الطمث. يتحسن الصداع النصفي بشكل عام بعد انقطاع الطمث.
المصدر: mayoclinc