انفجار الجواسيس الصغار في لبنان
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شبكة اتصالات حزب الله هي المرفق الأهم في بنيانه التنظيمي، من أجلها خاض صراعات مريرة منذ 2006 حتى الآن، الحزب لم يتجه في بناء شبكة الاتصالات نحو الأحدث تكنولوجيا، ولكنه قاوم الحداثة التكنولوجية التي تمتلكها إسرائيل بالعودة إلى الأجهزة التي لا تعتمد على الإنترنت في تشغيلها، لذلك كانت شبكة التليفون الأرضي التي يمتلكها حزب الله عصية على الإختراق من العدو الاسرائيلي.
وسمعنا خلال الأسابيع الماضية في كلمة حسن نصرالله الأمين العام للحزب تحذيرا واضحا لأعضاء الحزب من استخدام التليفون المحمول واعتبر المحمول جاسوسا عليهم، بل زاد الحزب من تشدده في هذا الإتجاه بأن أعلن أن أي مقاتل من أعضاء الحزب يتم ضبط تليفون محمول معه يفصل فورا من الحزب، وعالج حزب الله مشكلة تحرك المقاتل وثبات التليفون الأرضي بجهاز معروف قبل اختراع الموبايل اسمه "البيجر" وكان منتشرا في دول الخليج مطلع التسعينات، وهو جهاز صغير له شاشة صغيرة يظهر عليها رقم المتصل مع جرس للتنبيه في حال كنت بعيدا عن التليفون الأرضي، ومن ثم تتحرك نحو التليفون الثابت للتواصل مع من يطلبك.
البيجر ليس ستايل موحد ولكنه أجيال متعددة، ومن باب الحرص الزائد، قرر الحزب قبل شهرين إبرام صفقة جديدة من الآلاف قطع البيحر وتوزيعها على منتسبيه، وذلك في إطار الإستعداد لأي مفاجآت تصنعها إسرائيل لحزب الله، تحديث أجهزة البيحر بالحزب لا يتم اعتباطا ولكن وفق إجراءات سرية مشددة، وكذلك التعامل مع موردين محل ثقة مطلقة والطبيعي هو أن تقود إيران مثل تلك الصفقات في العلن.
أجهزة البيجر القديمة الخاصة بحزب الله كانت من ماركة "سوني" وسوف نعرف في الساعات القادمة ماركة بيجر الصفقة القاتلة، تلك الصفقة التي تفجرت بشكل متزامن في أيادي المقاتلين لدرجة إصابة حوالي 2800 بينهم عشرات في حالات حرجة، التفجير الذي هز لبنان لا يقل في أهميته وخطورته عن تفجيرات الميناء في لبنان أو خطورة 7 أكتوبر وما فعلته حماس في مستوطنات غلاف غزة.
لذلك جاءت الصدمة والتفسيرات المتنوعة لهذا الحدث الجلل، باعتباره التفجير السيبراني الأقوى في تاريخ الحروب السيبرانية.
طبعا أصابع الاتهام أشارت بوضوح إلى ضلوع إسرائيل في هذا العملية خاصة أنها تمت في ذات التوقيت الذي كان فيه نتنياهو يجتمع مع كبار القادة العسكريين في إسرائيل، ربما كان ينتظر خبر مصرع حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وذلك لاستخدامه نفس البيجر الجديد، وهو الأمر الذي لم يحدث حيث أكد أحد قادة حزب الله أن الأمين العام بخير.
هنا نقول أنه برغم تحذير نصرالله من استخدام الموبايل باعتباره جاسوس إلا أنه لسوء الحظ قد استبدله ب الآلاف من الجواسيس الصغار في صورة البيجر بطل الحدث الصادم، وكأن الحزب قد عالج جراحه التي تنزف منذ السابع من أكتوبر والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 600 عنصر من منتسبي الحزب على رأسهم القائد العسكري الكبير فؤاد شكر، وكأن الحزب قد عالج جراحه حتى تأتي غزوة البيجر لتزيد الجرح عمقا.
لن نسبق الأحداث ونخمن عن الثغرة التي دخلت فيها إسرائيل على خط صفقة شراء البيجر، لأن السيناريوهات متنوعة، ولكن المتفق عليه هو أن اختراقا رفيع المستوى قد تم في خط سير الصفقة في رحلة التصنيع أو التوريد والمتفق عليه أيضا أن هذه العملية هي ثمرة تحالف العمل الاستخباراتي مع التقدم التكنولوجي لمشهد نوعية جديدة من الحروب يتم إدارتها من على اللاب توب في الغرف المكيفة بينما يدفع الضحايا الثمن غاليا من دمائهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب الله اتصالات حزب الله انفجار لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الخارجية اللبنانية ترفض تصريحات مستشار خامنئي.. تدخل سافر
اعترضت وزارة الخارجية اللبنانية على التصريحات الصادرة عن علي ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني ، مؤكدة أنها تشكّل تدخلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وقالت الخارجية اللبنانية في بيان لها: "ليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين الإيرانيين الرفيعين على التمادي في إطلاق مواقف مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية لا تعني الجمهورية الإسلامية بشيء"، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وأضافت الوزارة: "هذه الممارسات المرفوضة لن تقبل بها الدولة اللبنانية تحت أي ظرف ولن تسمح لأي طرف خارجي صديقًا كان أم عدوًا، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية.
وذكرت الخارجية اللبنانية في بيانها، أنه "من الأجدر للقيادة في بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركّز على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخل في أمور لا تخصها , مشددة على أن مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي هي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم عبر مؤسساتهم الدستورية الديموقراطية، بعيدًا عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول.
تشجب وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية التصريحات الأخيرة الصادرة عن السيد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تشكّل تدخّلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين… — Youssef Raggi (@YoussefRaggi) August 9, 2025
في وقت سابق ، أكد علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني، أن طهران تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء .
ورأى ولايتي، وهو وزير خارجية سابق لإيران، أنها "ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان، لكنها كما فشلت سابقا ستفشل هذه المرة أيضا، والمقاومة ستصمد في مواجهة هذه المؤامرات , مشددا على أن بنية حزب الله لا تزال "قوية جدا"، رغم الضربات التي تلقاها خلال المواجهة مع إسرائيل وأبرزها اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله
هذا وسبق أن أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان بيانًا يوم الـ8 من آب / أغسطس أدانت فيه التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، متهمة إياه بتناول مسائل لبنانية داخلية لا تعني الجمهورية الإسلامية بأي شكل من الأشكال، مؤكدة رفضها لما تشكله من مساس بسيادة لبنان ووحدته واستقراره، وتعدّ تدخلاً في شؤونه الداخلية وقراراته.
وكان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أكد أن إيران تدعم حزب الله في قراراته وتعتبر أن محاولات نزع سلاح الحزب في لبنان "ستفشل" , مضيفا أن الحزب أعاد بناء قدراته بعد الانكسارات التي تعرض لها في الحرب مع إسرائيل العام الماضي، ويملك القوة الكافية للدفاع عن نفسه , وأن القرار النهائي بشأن سلاح حزب الله يعود له , واصفا خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب بأنها "خطيئة كبرى"، وأن الحزب سيتجاهلها.
والخميس الماضي ، أعلنت الحكومة اللبنانية عن موافقتها على أهداف ورقة أميركية تتضمن جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله، وتهدف إلى تمديد وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أنهى الحرب في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
فيما أعلن حزب الله رفضه قرار الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش وضعَ خطة لحصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً أنه سيتعامل مع هذا القرار وكأنه غير موجود , متهما حكومة نواف سلام بارتكاب خطيئة كبرى تصب في مصلحة إسرائيل، من خلال تجريد لبنان من قوته.