تواجه شركات السياحة عددا من الإجراءات والقرارات الجديدة الحالية وذلك بعد اعتماد وزير السياحة الضوابط الجديدة المنظمة لـ موسم العمرة القادم، كانت أرسلتها أعضاء عمومية الغرفة لوزارة السياحة لاعتمادها ومن ثم تطبيقها والالتزام بها من شركات السياحة تجاه عملائها.

ونتجت تلك القرارات الجديدة جراء أحداث الأزمة الأخيرة في موسم حجاج 2024 التي أسفرت عن حدوث وفيات لكم هائل غير مسبوق من الحجاج نتيجة تورط عدد من شركات السياحة المرخصة في تقاعسهم عن توضيح ماهية البرنامج الحقيقي للعملاء من راغبي أداء فريضة الحج بشكل مقصود وفي المقابل الحصول على مستحقات مالية لتلك البرامج من الشركات بما يتنافي مع تحقيق خدمة شاملة للحجاج داخل المملكة العربية السعودية خلال موسم حج 2024.

وتسبب ذلك في أزمة نجم عنها وفيات أعداد كثيرة لمواجهة ظروف طقس قاسية وعدم وجود سكن يحتمل الليالي المتفق عليها في برنامج الحج، وقد لجأ وزير السياحة والآثار بعد تحقيق ثبوت التورط من سحب تراخيص تلك الشركات وفرض عقوبات مالية كبيرة.

وأقرت شركات السياحة بأن عددا من تلك الإجراءات والقرارات والضوابط منها ما تم تصنيفه بأنها إجراءات فعالة وتسير في صالح منظومة الشركات وأصحابها ويعود بالنفع على عملاء تلك الشركات من راغبي الحصول على خدمات سياحية تخص برامج الحج والعمرة على وجه التحديد، ومنها ما تم تصنيفه بأنه مخالف لقانون تنظيم شركات السياحة ويمثل جورا وظلما بل واحتكارا لصالح شركات بعينها عن شركات أخرى، وهو ما دفع بعض أعضاء غرفة السياحة إلى اللجوء لتحكيم قضائي خلال الفترة المقبلة.

«خطاب الضمان» يحدث توترا بين شركات السياحة وبعضها

الضوابط محل الخلاف

أزمة خطاب الضمان

شهدت الجلسة بين أعضاء غرفة السياحة وأصحاب شركات سياحة متخصصة في إصدار برامج العمرة توترا بعد اعتماد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، الضوابط المنظمة لـ عمرة 2024، دون التطرق لتوضيح كاف يحدد قيمة الضمان المالي المفروض على شركات السياحة الراغبة في إصدار برامج العمرة لـ الموسم الحالي أو ذكره كضابط قائم من الأساس.

وبحسب الأعضاء الذين تواصلت معهم «الأسبوع» داخل الغرفة والذين صرحوا بأنه من المفترض أن تكون قيمة خطاب الضمان تصل إلى 5 ملايين جنيه مقسمين إلى 1.5 حجم خطاب الضمان، وشيك مسبق الدفع بـ قيمة 3.5 ملايين جنيه، وبعد حالة من الرفض والاستنكار توصل أعضاء عمومية الغرفة إلى تطبيق ما تصل قيمته إلى مليون و900 ألف فقط حجم خطاب الضمان، وذلك بعد أن كان الحجم المالي لخطاب الضمان خلال العام الماضي لا يتعدى الـ 100 ألف جنيه.

وقال مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة، إن ما تم ذكره في مسألة خطاب الضمان مخالف للقانون المنظم لشركات السياحة، ولذلك لم يتطرق إليه الوزير خلال اعتماده الضوابط الجديدة، لافتا إلى أن المسالة متروكة برمتها إلى الغرفة التي ستكون هي المسئولة أمام الوزير عن إعلام الشركات به وإلزامهم بتحصيله وإلا فلن تتمكن الشركات الممتنعة عن تنفيذ برامج لـ العمرة من بابه.

كما استنكر عضو الغرفة في تصريحات لـ «الأسبوع» قيمة الرسوم البنكية التي تتحملها شركة السياحة أثناء دفع خطاب الضمان داخل البنوك والتي تصل في بعض البنوك إلى 40 ألف جنيه، لافتا إلى أنه في نهاية الأمر لن تقبل شركة السياحة أن تتكبد خسائر أو أموالا وسيتم تطبيق تلك الزيادة على برنامج العمرة على العملاء، وبهذا يتحمل المواطن تلك التكاليف.

وفي ذات السياق، أشار الدكتور إبراهيم عليوة، عضو غرفة شركات السياحة، في تصريحات لـ «الأسبوع» إلى أن الاعتراضات على قيمة خطاب الضمان حتى بعد تراجع القيمة المالية المفروضة، مرجعا السبب وراء ذلك إلى عدم توفر سيولة مالية كافية من الشركات نتيجة المرور بأزمات متلاحقة بدءا من وباء كورونا الذي تعاني بعض الشركات من تبعاته حتى الآن، مرورا بتكبد الشركات فرق السعر بين عملة الريال والجنيه المصري قبل تحرير سعر صرف الجنيه، منوها إلى أن سريان ذلك سيخلق حالة من الاحتمار لا محالة.

الربط ما بين العمرة والحج في ضابط واحد

واستنكر مجدي صادق، عضو غرفة السياحة، الربط ما بين العمرة والحج في ضابط واحد، وقال:« المفروض الحج له بوابة اسمها بوابة الحج، وبوابة تانية اسمها بوابة العمرة، ودا معناه إن اللي مش هيدفع خطاب الضمان مش هيعمل برامج الحج، يبقى ده اسمه تدعيم للمارسات الاحتكارية المخالفة للقانون».

وأبدى عليوة، اعتراضه من ذلك الربط، قائلا: « اللي عمل أزمة حج الموسم الماضي اللي بسببه طبقت زيلدة مالية في خطاب الضمان هو حج الزيارة، وهو ما تورطت فيه بعض شركات السياحة وتم سحب التراخيص وهذا مخالف قانونا، ولكن شركات السياحة تصدر الحج السياحي، إذن خطاب الضمان في حالة وجوده لسبب تأميني ليس صحيحا، لأن الأخطاء حدثت بسبب حج الزيارة، فما علاقة موسم العمرة بذلك؟».

عمرة 2024 إلغاء محدودية استقبال العملاء من شركات السياحة

وذكر صادق، أن عدم وجود محدودية في عدد العملاء لاستقبال الشركات لهم هو أمر إيجابي في حالة عدم اشتراط خطاب ضمان ومبلغ تأميني بقيمة عالية، ولكن في ظل وججود خطاب الضمان فسوف تمثل هذه النقطة احتكارا كبيرا مقتصرا على الشركات التي ستستطيع دفع خطاب الضمان فقط.

فيما طالب عليوة، بضرورة وجود خطة تشغيل واضحة للشركات فيما يتعلق بشركات الطيران، حتى تتوفر طاقة استيعابية لعدد تذاكر الطيران وأماكن لهذا الحجم من العملاء، وإلا لن تتحقق الفائدة المرجوة من ذلك.

الوكيل الملاحي

وقال صادق، إن أعضاء الغرفة بحاجة إلى فهم بعض الضوابط التي سوف تستدعى اللجوء إلى تحكيم قضائي عاجل، ومنها ما تم ذكره في البند رقم 1 من القواعد المنظمة لعمل غرفة شركات السياحة، والذي ينص على أنه يجوز لأي شركة سياحية التعاقد مع أي وكيل ملاحي، ويجب على الوكيل الملاحي تقديم خطاب ضمان لصالح وزارة السياحة طوال مدة الموسم بقيمة 5 ملايين جنيه، أو ما يعادله من العملة الأجنبية وفقا لسعر الصرف في حينه.

اقرأ أيضاًتورط شركات سياحية في وفيات الحجاج المصريين.. وتحرك عاجل من الحكومة بأمر الرئيس

قبل انطلاق موسم العمرة.. وزارة السياحة تشدد على الشركات ضرورة الالتزام بالضوابط المقررة

«الأسبوع» تكشف الدور الخفي لكيانات وهمية وشركات سياحية في أزمة الحجاج

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السياحة المصرية السياحة الدينية غرفة شركات السياحة الاقتصاد اليوم الاقتصاد الآن قطاع السياحة في مصر ضوابط العمرة القطاع السياحي في مصر خطاب الضمان ضوابط العمرة الجديدة أزمة غرفة شركات السياحة شرکات السیاحة غرفة السیاحة خطاب الضمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس غرفة التجارة الفرنسية: السوق المصري الأكبر في المنطقة.. ونسعى لتيسير دخول المستثمرين

قال عماد السنباطي، رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، إن العلاقات المصرية الفرنسية قائمة على روابط تاريخية وثقافية واقتصادية قوية، مُشيرًا إلى أن الغرفة التي تأسست عام 1992 تضم اليوم أكثر من 700 شركة، وتمثل حلقة وصل بين الشركات المصرية ذات العلاقات التجارية مع فرنسا، والشركات الفرنسية العاملة داخل السوق المصري.

واستعرض  السنباطي، أوجه التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا، والدور الحيوي الذي تلعبه الغرفة في دعم مناخ الاستثمار.

أكد السنباطي، أن دور الغرفة لا يقتصر على تمثيل مجتمع الأعمال الفرنسي، بل يمتد لتقديم دعم فني واستشارات للمستثمرين، والتواصل مع المؤسسات الحكومية الفرنسية، وتنظيم مؤتمرات أعمال ومعارض داخل وخارج مصر.
وأشار إلى أن الغرفة تعد فرعًا من أصل 120 غرفة تجارة فرنسية موزعة حول العالم، وأنها بصدد الانضمام إلى شبكة تضم 125 فرعًا بـ95 دولة خلال الفترة المقبلة.


لفت السنباطي، إلى أن الغرفة تسعى لتيسير دخول الشركات الأجنبية إلى السوق المصري، عبر تقديم المساعدة الفنية والاستشارات، وتوفير منصة للتواصل بين المستثمرين الجدد والجهات المصرية، كما كشف عن نية الغرفة إنشاء لجنة لفض المنازعات لدعم المستثمرين في حل التحديات القانونية.
وأوضح أن الغرفة تدعم جهود الدولة المصرية في الترويج للاستثمار، من خلال بعثات طرق الأبواب، التي تُنظم بالتعاون مع عدة جهات، ومؤسسات حكومية مصرية.
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، إن بعثة طرق الأبواب الأخيرة في فرنسا بشهر سبتمبر الماضي، جاءت عقب تشكيل الحكومة الجديدة، وشاركت فيها شخصيات بارزة مثل وزير الاستثمار ونائب رئيس الوزراء، وأكد أن البعثة لم تكن مجرد ترويج بل تضمنت خطوات فعلية لتوصيل المستثمرين بالرؤية الاقتصادية المصرية.
وأكد أن نتائج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر في أبريل الماضي، لم تكن وليدة يومين، بل جاءت بعد تحضير استمر لأكثر من عام كامل بالتنسيق بين الغرفة ووزارة الاستثمار والسفارة الفرنسية.

أوضح السنباطي، أن السوق المصري يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يجعله جاذبًا بطبيعته، إلى جانب ارتباطه الزمني مع أوروبا، وتوافر بنية تحتية جيدة، وتسهيلات في الإجراءات، وقوى عاملة شابة.
وأشار رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، إلى أن العلاقات السياسية الجيدة بين القاهرة وباريس تشجع على ضخ استثمارات فرنسية جديدة، مُوضحًا أن المستثمر الفرنسي يهتم برؤية واضحة حول السوق والمردود المتوقع.
وقال السنباطي، إن من أبرز التحديات التي تواجه المستثمرين الفرنسيين في مصر هو غياب إصلاح إداري شامل، وافتقار الدولة لخريطة استثمارية واضحة تبين أولوياتها من المستثمر الأجنبي.
كما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، أهمية دعم المستثمر المصري للخروج للأسواق الخارجية، حتى تعم الفائدة على الاقتصاد الوطني، ويتم تحقيق تبادل حقيقي لرؤوس الأموال والخبرات، مُشيرًا إلى أن الاستثمار ليس علمًا جامدًا بل "فن وتزاوج مصالح".


لفت السنباطي، إلى أن الغرفة تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال التعاون مع السفارة الفرنسية، وهيئات عديدة، تقدم منحًا واستشارات وتدريب للشباب.
وكشف أن الغرفة نظمت مُؤخرًا مشاركة 650 شركة مصرية صغيرة في أكبر معرض غذائي عالمي في فرنسا، وقدمت تسهيلات شاملة من تأشيرات سفر إلى مساحات عرض داخل المعرض، في إطار جهود دعم التصدير.

طباعة شارك الغرفة الفرنسية الاقتصاد المصرى التعاون المصرى الفرنسي التجارة المصرية الفرنسية

مقالات مشابهة

  • وكيل «الحج»: «نسك» يتصدر تطبيقات السفر ويقدم موسوعة خدمية متكاملة لضيوف الرحمن
  • استمرار استهداف الشركات المخالفة.. البنك المركزي يوقف 6 منشآت وشركات صرافة جديدة
  • 109 دولة.. أكثر من 1.2 مليون معتمر يؤدون المناسك خلال 45 يومًا
  • بروتوكول تعاون بين غرفة القاهرة ومصلحة الجمارك.. وتشكيل لجنة مشتركة لسرعة التواصل
  • توقيع بروتوكول تعاون بين غرفة القاهرة ومصلحة الجمارك
  • السلع السياحية: بدء طباعة الكارنيهات الأمنية لـ عام 2026
  • وزير السياحة والآثار: نستعد مبكرًا لموسم الحج ولا تهاون مع المخالفين
  • غرفة الجيزة تناقش استعدادات الأوكازيون الصيفي
  • رئيس غرفة التجارة الفرنسية: السوق المصري الأكبر في المنطقة.. ونسعى لتيسير دخول المستثمرين
  • غرفة مشتركة