جلال السعيد: تشكيل وعي المواطنين مسئولية رجال الدين والثقافة والفكر
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المهندس جلال السعيد وزير النقل ومحافظ القاهرة الأسبق، إن النجاح فى تنمية الوعى المجتمعى يُقاس بمدى فاعليته فى ترسيخ الولاء الوطنى عند أبناء الوطن الواحد.
وأضاف السعيد خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود ببرنامج «صالة التحرير» المذاع على قناة صدى البلد، أن تشكيل الوعي المجتمعي لدى المواطنين يعتبر مسئولية رجال الدين والثقافة والفكر.
وأشار المهندس جلال السعيد، إلى أهمية تحقيق الحلقة الوسيطة المتمثلة فى ترجمة الوعى المجتمعى إلى الولاء الوطنى، والذي يعتبر أسس الأمن القومى المصري.
وتابع السعيد: الوعى المجتمعى يتمثل فى الفهم الصحيح والتفاعل الشامل للأفراد مع قضايا المجتمع وتحدياته، والوعى بالأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التى تؤثر على المجتمع بشكل عام، بما في ذلك الحقوق والواجبات والقيم الاجتماعية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنمية الوعي المجتمعي
إقرأ أيضاً:
لغة الانزياح وتعدد الأشكال الشعرية في مجموعة “الغسق المسافر”
يونيو 11, 2025آخر تحديث: يونيو 11, 2025
عبدالكريم إبراهيم
تُعد اللغة الشعرية أداة فاعلة في التعبير عن أفكار الإنسان وتجربته الوجدانية، إذ تُحوّل التجربة الذاتية إلى صور فنية مشبعة بالحياة والدلالة. فهي المرآة التي تعكس ذاتية الشاعر وقدرته على إعادة تشكيل الواقع ضمن فضاء تخييلي يحكمه الإحساس والعاطفة، ويُصبّ في قوالب أدبية خاصة.
في هذا السياق، تُقدّم مجموعة الشاعر العراقي جلال الشرع الموسومة بـ”الغسق المسافر”، والصادرة عن دار الورشة الثقافية للطباعة والنشر ببغداد عام 2025، نموذجًا حيًّا لتمكن الشاعر من توظيف اللغة الشعرية بما يعكس عمق التجربة وصدق التعبير، بغض النظر عن الشكل الفني الذي يتخذه النص
.لقد عُرف جلال الشرع بتعلّقه الشديد بـ”قصيدة البيت” (القصيدة العمودية)، التي يراها امتدادًا لتراث شعري عريق ينبغي الحفاظ عليه. وقد سخر في سبيل ذلك كل إمكاناته اللغوية، مؤمنًا بأن التجديد لا يكمن في كسر البناء التقليدي، بل في تطوير مضمونه وجمالياته من الداخل.غير أننا نلاحظ في “الغسق المسافر” تراجعًا نسبيًا عن هذا الالتزام الصارم، إذ ينفتح الشاعر على أشكال شعرية متعددة: القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، في محاولة لتقديم صورة فسيفسائية للشعر، تعكس تعدد الرؤى وتنوع الأساليب.
وربما كان هذا التنوع “مجازفة” فنية محسوبة من شاعر لطالما عُرف بانحيازه لشكل شعري محدد، إلا أنه عوّض هذا التشتت النسبي بقدرة لغوية عالية وهيمنة بيانية على النص.ورغم هذا الانفتاح، ما زال تأثير مدرسة الجواهري واضحًا في قصائد جلال الشرع، خاصة في نصوصه العمودية، حيث تميل اللغة إلى المباشرة والتصريح، كما في قصيدة “الغسق المسافر” (ص21):
أكبرتُ مجدكَ فجرًا ساطعًا لهبًا
يعانقُ الشمسَ، الأفلاكَ والسُّحُبا
أو في قصيدة “الصمت المقدّس” (ص26):
الفجرُ يبزغُ، والضحى يترقرقُ
والليلُ ولّى، والصباحُ يُحلّقُ
وكذلك في “الفرح الآتي” (ص33):
جرحانِ في خَلَدي، والقلبُ يرتجفُ
جرحٌ عتيقٌ، تندى نبضَه نَزفُ
إن هذه النماذج تُبيّن أن الشاعر لم يغادر تمامًا بنية القصيدة التقليدية، بل ظلّ يرى فيها وسيلة للتجديد من داخل اللغة والصورة، لا من خلال الشكل فحسب.
أما عنوان المجموعة “الغسق المسافر”، فله دلالة رمزية تُحيل إلى تأملات وجودية حول مسار الحياة. فـ”الغسق” يشير إلى بداية حلول الظلام، بينما يوحي “المسافر” بحركة لا تتوقف، أو رحلة إلى مصير مجهول. من هنا يتشكل بعد سوداوي أو فلسفي يتأمل فيه الشاعر النهاية المحتومة للأشياء، دون أن يغفل عن التمسك بالأمل.ولعل أبرز ما يميز هذه المجموعة هو حضور الوطن في وجدان الشاعر، كقضية مركزية تتخلل النصوص وتمنحها عمقًا وجدانيًا، كما في قصائد: “نخلة الصبر” (ص94)، “هواجر الرمل” (ص98)، و”يا سيد المجد” (ص102):
آليتُ أن أرسمَ فوقَ الماءِ من صغري
حبَّ العراقِ، وعشقي لي كنفُ
أنت العراقُ بأنفاسي، وفي لغتي
وبينَ عينيَّ طيفٌ عانقَ الورقا
عراقُ يا رئةَ التاريخِ، يا قلقي
يا برءَ جرحي الذي أغوارُه السّقمُ
إنّ الشاعر في هذه النصوص لا يكتفي بوصف الوطن، بل يتماهى معه، ويجعل منه معادلًا موضوعيًا لحالاته النفسية من يأسٍ، وألم، وأملٍ دائم بالتجدد. ويتجلّى هذا في قوله:
أنا احتراقُ صراعٍ فيك يا وطني
أنت التحدي، وفي أثوابك السبعُ
أمطرْ سماءكَ صبحًا خيرُهُ بَلَلٌ
من كبرياءِ على هاماتهِ شُرعُ
يمثل جلال الشرع في “الغسق المسافر” صوتًا شعريًا يتحرك بين الأصالة والتجريب، متسلحًا بلغة شعرية متينة، وصور غنية، وانحياز وجداني حادّ نحو الوطن والإنسان. هو شاعر لا ينسى جذوره، لكنه لا يمانع في مغامرة تحليق حرّ في فضاء الشعر، بكل أشكاله وألوانه.