شبكة اخبار العراق:
2025-06-25@11:48:38 GMT

مقالة إخوان الصَّفا: القائل والعاقل

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

مقالة إخوان الصَّفا: القائل والعاقل

آخر تحديث: 19 شتنبر 2024 - 9:39 صبقلم: رشيد الخيّون تضاعفت الأقوال المسموعة على مدار الساعة، والقلة ممَن يخضعها لعقله، كي يميز الغث مِن السَّمين، وبقدر ما نفعت التكنولوجيا، الفكر النير، خدمت الجهل، لأنها تُدار بيد الإنسان، إذا كانت يد عاقل أو يد جاهلٍ، وبهذا تُعد منارة عقلٍ، أو مفرخة جهلٍ، حسب إدارتها.

تجد أطباء العلاج بطرد «الجن» لهم جمهورهم الغفير، وهؤلاء خدمتهم التكنولوجيا بمواقع وفضائيات، بينما قبل ألف عام قيل: «مِن بركة المعتزلة أنَّ صبيانهم لا يخافون الجن»(التَّنوخي، نشوار المحاضرة)، لأنهم أخضعوا القول للعقل، واليوم تتهافت الملايين على الهذيان، يُقدمه الوعاظ بعبارة «ورد في رواياتنا»، وآلاف الأقوال تنسب لأئمة وعلماء كذباً. وقف إخوان الصَّفا(الرّابع الهجريّ) إزاء الظَّاهرة، وكأنهم عاشوا عصر وسائط التواصل اليوم، وما يغرف لها مِن أقاويل ليست على أساس، فأكدوا حكم العاقل لا القائل: «الإنسان قادر على أنْ يقولَ خلافَ ما يعلم، ولكنْ لا يقدر أنْ يعلمَ خلافَ ما يعقل، وذلك أنه يمكنه أنْ يقول: زيدٌ قائمٌ قاعدٌ، في حال واحد، ولكنْ لا يمكنه أنْ يعلم ذلك، لأنَّ عَقله يُنكرُه عليه. فما كان هذا هكذا. فلا ينبغي أنْ ينزلَ بالحكمِ على قولِ القائلين، ولكنْ على حكمِ العقولِ»(الرّسالة 13 من القسم الرّياضي). لاحظ إخوان الصَّفا ما يمارسه القصاصون، وهو يجوبون الطُّرقات لبيع الهذيان، فدخلت أطنان منه إلى الأديان والمذاهب. لذا قالوا في رؤوس الجهل: «إنَّ قوماً من القصَّاصين وأهل الجدل، يتصدرون المجالسّ، ويتكلّمون في الآراء والمذاهب، ويناقضون بعضهم بعضاً، وهم غير عالمين بماهيتها، فضلاً عن معرفتهم بحقائقها، وأحكامها، وحدودها، فيسمع قولهم العوام، ويحكمون بأحكامهم»(الرسالة الأولى في الآراء والديانات). شاهدتُ أحد الوعاظ، يتهم «الفيسبوك» بالكذاب، لأنَّه أحرجه بنشر جهالاته في الأقوال، وهو نفسه لا يتحرج مِن نشر غير المعقول فيه. إنها منصةٌ هائلهٌ في نقل القول، بلا خضوع لغربلة، فمن يقول زيدٌ قائمٌ وقاعدٌ في الوقت نفسه، يفسره للعوام بالكرامة، لأنّ العقول مرهونة عند مَن يقلدونه، في الدُّنيا والدِّين، وقد أشير إلى قصاصٍ صاحب منبر: «وكان مِن مشاهير الوعاظ، الذين يحسنون الهيمنة على شعور العوام»(الخاقانيّ، شعراء الغري). فالعوام هم ضالة القصاصين، جمهور غفير لا يعرف اليمين مِن اليسار إلا بتقليد، ليس صعباً على القصاص إقناعهم بتأخير غروب الشَّمس أو شروقها بكرامة مِن الكرامات، فما هو حجم مصلحة هؤلاء إبقاء الجمهور جاهلاً؟ فالإنسان «لا يحتاج في الجهل إلى أكثر من ترك التعلم»(الجاحظ، البيان والتبيين)، والتَّعليم عندما توجهه منابر القصاصين، يُحقق ما نرى ونسمع مِن فضائع. ما حذر منه إخوان الصّفا، قبل ألف عام، يمارس مِن على أرقى اختراع اليوم، حتَّى صار الجهلُ صناعةً، والهذيان يحل محل العلم، ولا يهم التّحقيق، مع أنّ «كلَّ كلام على غير أصل، هذيان لا تحقيق له»(الرَّسالة الأولى في الآراء والدِّيانات). نأتي بمثالٍ تطبيقي، على ما نبه إليه إخوان الصَّفا، في القائل والعاقل، وهو ما تُحارب ضد تنفيذه الأمهات اليوم، يقول فقهاء: «لا يجوز وطء الزَّوجة قبل إكمال تسع سنين»، فيجوز العقد للرضيعة، فهل يُحكم بهذا القول، مع أنه ليس مِن بنات العقل؟! محال يقبله عاقل، وبالتالي يكون هذياناً، الهذيان القاصد هتك الطّفولة، باسم الدِّين. فطوبى لإخوان الصّفا تركوا حِجَّةً فلسفيَّة، نجادل بها غرائب زماننا. مثّلَ إخوان الصّفا في تمييزهم بين القائل والعاقل نهضةً في قياس زمانهم، سرعان ما خفتت، وظلت رسائلهم جذوةً يُستضاء بها، عند المميز بين النُّور والظّلمة، أمّا الآخرون، «ممَن يسمع قولهم العوام ويحكمون بأحكامهم» فأبو الطَّيب(قُتل: 354 هجريَّة) يقول: «وما انتفاع أخي الدُّنيا بناظره/ إذا استوت عنده الأنوارُ والظُّلمُ»(العُرف الطَّيب).

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

ترامب يقول إنه قد يغير رأيه بشأن إقالة رئيس الفيدرالي

طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة الماضية مرة أخرى فكرة إقالة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي طالما هاجمه بسبب أسعار الفائدة التي يريد خفضها.

وكتب ترامب في منشور مطول على موقع "تروث سوشيال" منتقدا سياسة الاحتياطي الفيدرالي "لا أعرف لماذا لا يتجاوز المجلس (باول). ربما، ربما فقط، سأضطر إلى تغيير رأيي بشأن إقالته، ولكن بغض النظر، ستنتهي فترة ولايته قريبا".

وأضاف "أتفهم تماما أن انتقادي الشديد له يجعل من الصعب عليه القيام بما ينبغي عليه القيام به، وهو خفض أسعار الفائدة، لكنني جربت كل الطرق المختلفة"

ولطالما اعتُبر رؤساء مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مأمن من الإقالة الرئاسية لأسباب أخرى غير سوء التصرف أو سوء السلوك، لكن ترامب هدد باختبار هذه الفرضية القانونية بتهديداته المتكررة بإقالة باول.

وكثيرا ما يتراجع ترامب عن تلك التهديدات. وقال في البيت الأبيض في 12 يونيو "لن أقوم بإقالته".

أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة الأربعاء الماضي، في نطاق 4.25-4.50 بالمئة، وتوقع تباطؤ النمو وكذلك ارتفاع معدلات البطالة والتضخم بحلول نهاية العام.

تنتهي ولاية باول في مايو 2026، ومن المتوقع أن يرشح ترامب خلفا له في الأشهر المقبلة.

وخفف حكم المحكمة العليا في مايو من المخاوف من أن ترامب قد يعزل باول، إذ وصف القضاة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأنه "كيان فريد من نوعه وشبه خاص".

مقالات مشابهة

  • ما قصة المثل القائل: بعت داري ولم أبع جاري؟
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر والرد على من يقول ببدعيته؟
  • ماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟ اعرف التسابيح النبوية
  • عرض "تاتانيا" لفرقة أحمد بهاء الدين بالمهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية
  • ترامب يقول إنه قد يغير رأيه بشأن إقالة رئيس الفيدرالي
  • عندما يقول النجوم “كفى”.. لماذا ترك 11 من كبار مشاهير السوشال ميديا؟
  • محمد شاهين لزوجته: حسبنا الله في أي شخص يقول كلام مش حقيقي
  • جوائز بالجملة لنجوم إنتاجات الصّباح إخوان