افتتح اليوم الجمعة مهرجان سراييفو السينمائي الدولي في نسخته الـ29، وتم اختيار الفيلم الوثائقي "قبلة للمستقبل" (Kiss The Future) ليكون فيلم الافتتاح.

والفيلم من إخراج نيناد سيسين سين وإنتاج بن أفليك ومات ديمون، ويروي كيف جاءت فرقة الروك "يو 2" (U2) لتقديم حفل موسيقي في سراييفو في أعقاب حرب البوسنة، ويرصد جهود الفرقة للإعلان عن محنة المدنيين المحاصرين في المدينة خلال حرب البوسنة.

 

وكان يوفان ماغانوفيتش مدير المهرجان قد أكد في بيان على موقع المهرجان أن النسخة الـ29 من الحدث ستظل وفية لجذورها، وأضاف "أردنا إبقاء تركيز المهرجان على أهدافه الرئيسية: تقديم أفضل ما في السينما اليوم لجمهورنا في سراييفو، وتوفير منصة لصناعة السينما في المنطقة، لتكون نافذة على العالم".

واعترف ماغانوفيتش أن إدارة المهرجان اضطرت إلى إلغاء دعوة عدد من الضيوف بسبب إضراب هوليود المستمر منذ أسابيع للمطالبة بزيادة أجور العاملين في السينما الأميركية وضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية.

قلب سراييفو

ويشارك في منافسات المهرجان 49 فيلما سعيا للحصول على جوائز "قلب سراييفو"، منها 11 فيلما في فئة الفيلم الروائي، بينها 3 عروض لأول مرة.

وتشمل العروض الأولى فيلم "أوروبا" (Europa) للمخرجة النمساوية سودابيه مرتزاي التي فازت بجائزة مهرجان لندن السينمائي، وفيلم "زوجي المسلم" (My Muslim Husband) من رومانيا لكل من المخرج دانيال إيوان بيرنوشي والمخرجة ألكسندرا ليزيتا بيرنوشي.

وتدور أحداث "زوجي مسلم" حول ألكسندرا التي تتزوج دانيال، وهو شاب روماني اعتنق الإسلام وجاء اختيارها مدعوما بقناعة مؤداها أن الانفتاح على ثقافة مختلفة سيمكن عائلتها الجديدة من العثور على السعادة والانسجام، لكنها تفاجأ بالتحديات الهائلة فور الزواج، حيث تفرض عليها مواجهة التمييز الديني في المجتمع، وهو ما يجعل الزوجين في مواجهة مفتوحة مع الآخرين من أجل أسرتهما.

المسابقة الرسمية

وتجمع أفلام المسابقة الرسمية أغلب دول أوروبا، ومنها رومانيا والمجر واليونان وفرنسا وبلغاريا والنمسا وأوكرانيا. ومن بين الأفلام المشاركة "متوسط" (Medium) للمخرجة كريستينا يواكيم يدي من اليونان، و"الحرية" (Freedom) للمخرج تيودور جورجيو، وهو إنتاج مشترك روماني مجري، وفيلم "حيوان" (Animal) من إخراج صوفيا إكسارتشو وهو من إنتاج مشترك بين اليونان والنمسا ورومانيا وقبرص وبلغاريا.

ويشارك في المسابقة الرسمية أيضا فيلم "بلاك بيرد بلاك بيرد بلاك بيري" (Blackbird Blackbird Blackberry)، من إنتاج سويسري جورجي، وإخراج إلين نافيرياني، وفيلم "يوم النمر" (Day of The Tiger) وهو إنتاج مشترك بين رومانيا وفرنسا واليونان وإخراج أندريه توناس.

ومن أوكرانيا ينافس في المسابقة فيلم "القصر" (La paIsiada) من إخراج فيليب ستون شينكو، بالإضافة إلى فيلم "البلد المفقود" (Lost Country) والذي شاركت في إنتاجه فرنسا وصربيا ولوكسمبورغ وكرواتيا، ومن إخراج فلاديمير بيريسيتش.

وكان المهرجان قد شهد عودة قوية في العام الماضي بعد دورتين في ظل جائحة كورونا؛ وهو ما أثر على الإقبال الجماهيري عليه رغم أنه يكاد يكون شريان الحياة الثقافية لسراييفو، واستطاعت دورة 2022 أن تتجاوز أرقام دورة ما قبل الجائحة عام 2019.

يذكر أن مهرجان سراييفو السينمائي الدولي تأسس في ظروف شديدة الصعوبة عام 1995، وفي نهاية حصار وحشي دام 4 سنوات، لكنه خرج من رحم الموت حيا واستمر حتى بلغ 29 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من إخراج

إقرأ أيضاً:

حسين فهمي: بوستر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعبر عن السينما كنهضة تلامس الروح

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن البوستر الرسمي لدورته السادسة والأربعين، التي تُقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، تحت رئاسة الفنان الكبير حسين فهمي، وتحت رعاية وزارة الثقافة.


يعكس البوستر هذا العام رؤية بصرية عميقة تتجاوز حدود الإعلان التقليدي إلى فضاء رمزي وفكري يعبر عن جوهر السينما وروح المهرجان. إذ يتحوّل التصميم إلى لوحة تجمع بين الشعر والحداثة، وتقدّم قراءة جديدة لهوية المهرجان بوصفه مساحة للنهضة الجمالية والفكرية، ومختبرًا دائمًا للخيال والإبداع.


في مركز التكوين، تظهر فتاة تتحرك باندفاع نحو الضوء، في مشهد يرمز إلى لحظة ميلاد جديدة وانبعاثٍ من العتمة إلى الحياة. هذه الحركة تجسّد معنى التحوّل والتحرّر، وتستحضر روح تمثال "نهضة مصر" للفنان الراحل محمود مختار، الذي صوّر المرأة المصرية وهي ترفع النقاب عن وجهها في لحظة وعي وبداية انطلاق حضاري. كلا الرمزين – المرأة في النحت والفتاة في البوستر – يعكسان الفكرة نفسها: النهضة عبر النور والمعرفة، واستعادة الإنسان لوعيه في مواجهة العالم.


وفي تعليقه على البوستر، قال الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان: "أردنا أن يكون البوستر مرآة لجوهر السينما ولرحلة الإنسان مع الضوء. الشخصية التي تتصدر التصميم تعبّر عن سعي الإنسان الدائم نحو المعرفة والإبداع، وهي تستلهم من تمثال نهضة مصر رمزية الوعي والانبعاث. السينما، مثل الفنون الكبرى، طريق نحو النور، ومساحة لاكتشاف الذات وإعادة صياغة رؤيتنا للعالم. من الماضي إلى المستقبل، من الرؤية الفردية إلى الحلم الجماعي، تبقى السينما فعل نهضةٍ مستمرة تلامس الروح وتعيد إضاءة العالم."


وأضاف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: "لقد مزجنا في تصميم البوستر بين الأبيض والأسود والألوان، لنقول إن سينما الأبيض والأسود العظيمة، التي كانت أحد أهم أعمدة النهضة الفنية والثقافية في القرن الماضي، هي الأساس الذي نبني عليه. واليوم، نسعى بكل شغف وطموح إلى استعادة هذه النهضة، ولكن برؤية معاصرة، وبألوان تعكس حيوية حاضرنا وتطلعات أجيالنا الجديدة نحو المستقبل."


قام بتصميم البوستر الفنان زياد السماحي من وكالة "FP7 McCaan Cairo"، الذي قال تعبيرًا عن فكرته:


"يكرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تراث السينما المصرية بينما يتطلع إلى المستقبل بروح متجددة وألوان تنبض بالحياة. يجسد الملصق امرأة شابة - رمزًا للمهرجان نفسه - تمضي بخطى واثقة نحو المستقبل وهي تنظر إلى الماضي تقديرا لتراث السينما المصرية العريق. ومن خلال إزالتها لأثر الزمن عن إطار بالأبيض والأسود يجسد نيجاتيف الفيلم تعبر عن سحر الترميم وأمل السينما في إحياء الماضي وصناعة المستقبل - لتضفي لونا وسحرًا على الواقع."


الوجه المضيء في البوستر يحمل نظرة دهشة ويقظة، وكأنه يشاهد الحقيقة للمرة الأولى، فيما يتحوّل الطيف اللوني المنبعث من خلف الرأس إلى شريط سينمائي رمزي يصل بين الذاكرة والمستقبل، ليعبّر عن رسالة المهرجان الدائمة: السينما ضوء إنساني يبدّد العتمة، ويمنح الإنسان فرصة جديدة لرؤية ذاته والعالم من منظور مختلف.


ويأتي اختيار الخلفية الرمادية المتدرجة ليعبّر عن منطقة العبور بين القديم والجديد، بين السكون والحركة، بينما يبرز رقم الدورة (46) بخطه الهندسي الأبيض كعلامة على مرحلة متجددة من تاريخ المهرجان، تستند إلى إرثها الفني العريق وتتطلع بثقة نحو المستقبل.


يقدّم البوستر بهذا المعنى تجسيدًا معاصرًا لفكرة النهضة المصرية من منظور سينمائي؛ نهضة الوعي بالصورة والقدرة على التعبير عن الذات من خلال الفن. وإذا كان مختار قد عبّر في مطلع القرن العشرين عن حلم مصر باليقظة والهوية، فإن مهرجان القاهرة في القرن الحادي والعشرين يعبّر عن الحلم نفسه عبر السينما كقوة ضوء جديدة، تُنير الوعي وتعيد تشكيل الخيال الجمعي.


يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة الذي يحمل تصنيف الفئة "A" من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) بباريس. تأسس المهرجان عام 1976، ويُقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.

مقالات مشابهة

  • العرض العالمي الأول لفيلم «ثريا حبّي» ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الـ46
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكشف تفاصيل دورته الـ46 وسط حضور فني وإعلامي واسع
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكشف عن تفاصيل دورته الـ46 في مؤتمر صحفي
  • «ثريا حبّي» في عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 46
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن أفلام المسابقة الدولية في دورته الـ46
  • انطلاق الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكشف عن بوستر الدورة 46
  • حسين فهمي: بوستر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعبر عن السينما كنهضة تلامس الروح
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكشف عن بوستر دورته السادسة والأربعين
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن "كريد" شريكًا رئيسيًا وحيدًا للدورة الـ 46