“إسناد”.. مبادرة لمساعدة اللاجئين السودانيين في ليبيا
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أجبرت الحرب التي يشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع الملايين على ترك منازلهم والنزوح سواء داخلياً أو إلى الدول المجاورة ومن بينها ليبيا. ويدخل اللاجئون السودانيون الفارون من ويلات الحرب إلى ليبيا عن طريق المثلث الحدودي بين البلدين ومنه إلى مدينة الكفرة الواقعة على الشريط الحدودي التي أصبحت تعاني من تكدس اللاجئين السودانيين.
من بين هؤلاء مريم مهدى سليمان عمر “43 عاما” وهي متزوجة وأم لخمسة أطفال وكانت تعيش في أم درمان. وقالت
مريم “خرجنا من السودان يوم 15 فبراير بعد وقوع قذيفة بمنزلنا وكان الوضع سيئ جدا من الناحية الاقتصادية وكنا نسمع صوت الاشتباكات بوضوح، خرجنا بالملابس التي علينا وأوراقنا الشخصية وزوجي خسر دكانه في السوق”. وبعد رحلة شاقة استمرت خمسة أيام، تمكنوا من الوصول إلى الكفرة الليبية وأكملوا الإجراءات قاصدين بنغازي. وقالت “الفلوس معايا نفذت وقمت ببيع خاتمي، الحمد لله ربي رزقنا بفريق مبادرة إسناد… قاموا بتوظيفي في معمل حلويات لمدة شهرين ولكن لم استمر فيه بسبب مرض السكر”. وتمكنت المبادرة بعد ذلك من توفير وظيفة لها كعاملة نظافة في أحد المستشفيات. وقالت مريم “صحيح المبلغ غير كاف للاحتياجات ولكن أفضل من الحياة في السودان الوقت الحالي”. وقال رئيس مبادرة “إسناد” محمد المهدي محمد (64 عاما) وهو سوداني يقيم في ليبيا منذ 36 عاما “جاءت فكرة المبادرة بعد ارتفاع عدد النازحين من الحرب في السودان إلي ليبيا… واقترح هذة الفكرة عدد من المقيمين بمدينة بنغازي”. وأضاف “هي مبادرة شعبية ليس لنا دعم من أي جهة عامة”.
وأوضح أن لدى المبادرة حاليا بيانات 700 أسرة سودانية بهدف مساعدتهم في “فرص عمل أي نوع وظيفة.. سائق.. حرس أي شيء، ومن خلال غرفة دردشة على تطبيق واتساب نقوم بتنزيل الإعلان ويتم التواصل مع الجهة التي تحتاج للعمال… وفرنا فرص عمل لسبعين نازح حتى الآن”. ويروي سوداني آخر اسمه حافظ عبدالباقي عبدالله “45 عاما” رحلة النزوح إلى ليبيا. ويقول إنه كان يعمل سائقا في الخرطوم وهو متزوج ولديه ثمانية أبناء. وفر من السودان في نوفمبر من العام الماضي بعدما “أصبحت الحرب شرسة جدا ولم نستطع البقاء وخسرنا كل شيء، أصبحت المعيشة صعبة لا أكل ولا أمن، قُتل في هذه الحرب أعز الناس من عائلتي وقررنا الخروج والقدوم إلى ليبيا”. وأوضح أنه بعد المجئ إلى بنغازي ظل لفترة بدون عمل قبل أن يجد إعلانا من مبادرة إسناد لتوظيف سائق جرافة. وقال “توجهت إليهم وبالفعل ساعدوني في الحصول على العمل. أتقاضى 2500 دينار ليبي”. واندلعت الحرب في السودان أبريل 2023 وسط خلافات على كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار الانتقال إلى الحكم الديمقراطي. وبحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة في أغسطس، فقد نزح شخص واحد تقريبا من كل خمسة أشخاص داخل السودان بواقع 10.7 مليون نازح داخليا. وفر 2.3 مليون شخص من البلاد عبر الحدود.
وقال مفتاح الشروي رئيس وحدة العلاقات بجهاز الهجرة غير الشرعية في طبرق عند الحدود مع مصر إن حركة دخول اللاجئين السودانيين عبر الأراضي المصرية كانت شبه معدومة في السابق قبل أن تزيد هذه الفترة. وأرجع ذلك لأسباب منها “حالة مصر الاقتصادية والحالة المادية للسودانيين التي تردت من طول مدة الحرب في بلادهم، فأغلبهم قاموا بالهجرة للأراضي الليبية لأنهم لم يعودوا يستطيعون تكبد مصاريف العيش في مصر”. وقدر الشروي أعداد اللاجئين الوافدين إلى ليبيا بين مارس وأواخر أغسطس بنحو ألفين أغلبهم عائلات ولديهم بطاقات لجوء. وعلى الرغم من أن ليبيا تعد نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أوضح الشروي أن نسبة السودانيين الراغبين في خوض هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر تكاد لا تذكر. وأضاف “ليس لديهم طموح في الهجرة إلى أوروبا، بالنسبة لهم ليبيا وكأنها أوروبا فهم فارون من حروب ويرون ليبيا بيئة حاضنة لهم ويستطيعون العيش فيها والعمل بدون عائق اللغة”. وتابع أن جهاز مكافحة الهجرة ينسق مع الجهات المعنية في مدينة امساعد لتجميع اللاجئين السودانيين وإرسالهم إلى مراكز الإيواء التابعة له وتوفير الطعام والعلاج لهم لقطع الطريق على مهربي البشر. وقال إن الجهاز ينسق الجهود أيضا مع الجالية السودانية لتوفير مساكن للعائلات حتى لا يتم استغلالهم من قبل مهربي البشر. وتسببت الحرب في السودان في أسوأ أزمة إنسانية في العالم والتي يعاني فيها نصف سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة من نقص الغذاء. كما أطلق الصراع موجات من العنف العرقي وخلق ظروفا شبيهة بالمجاعة في أنحاء البلاد.
رويترز – جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: اللاجئین السودانیین فی السودان إلى لیبیا الحرب فی
إقرأ أيضاً:
“بدونكم ما كنا حققنا هذا”.. تصريحات ويتكوف أمام السيسي ورئيس المخابرات المصرية
مصر – التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس الخميس في القاهرة، بمبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى مفاوضات شرم الشيخ حول السلام في قطاع غزة، والتي أثارت تصريحاتهما تفاعلا واسعا.
قال السيسي، في اللقاء بحسب فيديو بثته الرئاسة المصرية، إنه كان متأكدا من الوصول إلى اتفاق يوقف الحرب الدائرة منذ سنتين في ظل وجود المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، معربا عن أمله في البدء الفوري في وقف إطلاق النار.
وأضاف السيسي أن “التقدير الكبير هو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي لولا جهده لما تحقق هذا الاتفاق”، موضحا أن إعلانه ضرورة وقف الحرب كان تلك الإشارة التي تلقفها الجميع لتحقيقها في أقرب وقت ممكن.
وشدد على دعم مصر للاتفاق، واستعدادها للتحرك سريعا لتنفيذه في أقرب وقت ممكن، داعيا المبعوثين الأمريكيين إلى إقناع الإسرائيليين بوقف إطلاق النار حتى توقيع الاتفاق الذي تم التوصل إليه وبما يتماشى مع “روح وقف الحرب”.
من جهته، قال المبعوث الخاص الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، إن “الأيام القليلة الماضية كانت من أكثر اللحظات قيمة في حياتي، أن نحظى بفرصة العمل معا للقيام بأشياء عظيمة للعالم”، آملا أن “تسهم في إنقاذ أرواح كثيرة وأن تقود إلى سلام دائم”.
وأشاد ويتكوف بفريق العمل المصري خلال المفاوضات، وقال: “أود الإشارة إلى أن لديكم فريقا مذهلا”، مضيفا: “لولا قيادتكم ومهارات فريقكم الفريدة، لما كنا استطعنا تحقيق الكثير. لقد أثبتوا كفاءة استثنائية في اللحظات الحاسمة”.
وأضاف مشيرا إلى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد: “ربما لن تسجل كتب التاريخ تفاصيل ما جرى، ولكن بدونكم سيدي لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة”.
وأكد أن “ما تحقق سيمهد لمرحلة جديدة في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة”، لافتا إلى “ضرورة الإقرار بالشراكة التي تمت على أرض الواقع، والتي أتاحت لهذه المفاوضات أن تصل إلى خاتمة ناجحة”.
وأوضح أن “الجميع كانوا على طاولة واحدة” وأن “هذا كان مثالا رائعا على قدرة العالم على الاتحاد عندما تتوافر الإرادة”، مشيرا إلى أن “إسرائيل كانت أيضًا على الطاولة، وقدّمت تنازلات. وكان من دواعي الشرف بالنسبة لي أن أشهد كل ذلك”.
وأكد أنه وجاريد كوشنر، سيدفعان إسرائيل إلى البدء فورًا في مرحلة تنفيذ الاتفاق، متابعا: “أمضينا كامل الرحلة الجوية ونحن نناقشها مع اللواء حسن، ووجهنا له دعوة للانضمام إلينا، لكنه مرتبط بمهام أخرى حاليا”.
ونوه إلى تطلعهما لضمان تنفيذ خطة السلام التي قدمها ترامب بنجاح، وضمان أنها ستعمل من أجل شعب غزة.
وأكد أن “الرئيس ترامب متحمّس جدا لزيارة مصر”، وأن من المخطط أن يزورها الأسبوع المقبل، مضيفا أنه (ترامب) “رجل مميز ويسعى لتحقيق السلام وتقليل الصراعات وضمان أن يعيش الناس حياة أفضل”.
من جهته، قال جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، إن ما حدث “اختراق كبير”، وإن هذا الاتفاق كان بالغ الأهمية لترامب، مشيرا إلى إنهاء فصل مظلم من تاريخ المنطقة، متمثل في الحرب على غزة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أبديا مرونة كبيرة في المحادثات، وقدما تنازلات ومخاطرات حقيقية من أجل الوصول إلى هذه النتيجة.
وفي هذا السياق، أجرى السيسي، اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، امس الخميس، ودعاه للمشاركة في الاحتفالية التي ستعقد في مصر بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، “باعتباره اتفاقا تاريخيا يتوج الجهود المشتركة لمصر والولايات المتحدة والوسطاء في الفترة الماضية”.
وبحسب الرئاسة المصرية، رحب ترامب بالدعوة، مشيرا إلى سعادته بزيارة مصر خاصة مع كونها دولة يكن لها كل الاعتزاز والتقدير.
المصدر: RT