ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "انفجار مئات من أجهزة "البيجر" التابعة لعناصر من حزب الله، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا وإصابة 4500 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة. ووقعت الانفجارات في وقت واحد تقريبًا يوم الثلاثاء في مناطق لبنانية عدة. وتبع ذلك موجة جديدة من الانفجارات يوم الأربعاء. وبعد فترة وجيزة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء "مرحلة جديدة" في حرب إسرائيل على غزة، حيث "يتحول مركز الثقل إلى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات".

إن هذه الهجمات القاتلة التي شنتها إسرائيل تشكل جرس إنذار مؤلم لحزب الله ولبنان كدولة، ولها عدة تداعيات". وبحسب الموقع، "إسرائيل تهدف إلى تغيير توازن الردع القائم، وزرع الشك والإحباط في صفوف حزب الله، ودق إسفين بين الحزب والمواطنين اللبنانيين من خلال سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. إن الهجوم المخطط على الأجهزة يذكرنا بعملية تخريب استهدفت أجهزة الطرد المركزي في مفاعلات تخصيب اليورانيوم الإيرانية. فقد تمكنت إسرائيل من الوصول إلى مصنع للرقائق خارج البلاد وزرع متفجرات في الأجهزة التي فجرتها في ما بعد بمجرد تركيبها في المفاعل الإيراني".
ورأى الموقع أن "إسرائيل تستعد للحرب على "الجبهة الشمالية" منذ سنوات، وخاصة منذ نهاية حربها على لبنان في عام 2006. وتفترض إسرائيل أن الحرب مع حزب الله أمر لا مفر منه وضروري لتغيير الواقع الأمني والديمغرافي في الشمال. وقد تندلع هذه الحرب خلال أسابيع أو أشهر، وربما يتم التعجيل بها لتجنب الصعوبات التي قد تصاحب شن غزو بري خلال موسم الشتاء الممطر في حملة عسكرية من المرجح أن تستمر لفترة طويلة". نموذج حرب جديد وبحسب الموقع، "وصف هجوم إسرائيل على شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله بأنه "انتصار تكتيكي" و"انتصار" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بتوسيع الحرب لتأمين الحدود الشمالية. وبتفجير العبوات الناسفة في محلات السوبر ماركت في بيروت، وفي السيارات والمنازل، وفي مناطق مدنية مكتظة بالسكان، قررت إسرائيل اعتماد الإرهاب السيبراني وسياسة العقاب الجماعي في غزة كجزء من استراتيجيتها العسكرية ضد حزب الله، وأشارت إلى أن حربها الوشيكة ستشن ضد لبنان بأكمله وشعبه، وأنها لن تميز بين مقاتلي حزب الله والمدنيين اللبنانيين، وستستهدف الجميع من دون تمييز". وتابع الموقع، "علاوة على ذلك، وبما أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي صوت لصالح توسيع حربه إلى الجبهة الشمالية، فلن يكون مفاجئاً إذا شنت إسرائيل ضربة ضخمة على حزب الله ولبنان لردع أي رد انتقامي وتغيير قواعد الاشتباك وتوازن الردع بشكل جذري. فبعد أسابيع من التقارير التي زعمت أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين كانوا يعملون على تخفيف التوترات مع لبنان لمنع اندلاع حرب شاملة، فإن الخطوة الإسرائيلية الأخيرة كذبت أي ادعاءات بخفض التصعيد. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون مزاعم إسرائيل بالهدوء في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية مضللة في سياق وضع أكثر توتراً وتصعيداً". وأضاف الموقع، "على الصعيد المحلي والسياسي في إسرائيل، خلقت الانفجارات نوعاً من الإجماع الوطني حول حكومة نتنياهو، مما أدى إلى تهميش الصراعات الداخلية داخل الحكومة مؤقتاً، وخاصة بين وزير الدفاع ورئيس الوزراء. وفي الوقت الحاضر، لا توجد أي مؤشرات على أن الواقع الاستراتيجي قد تغير، إذ لا يزال التوازن بين الردع وحملة الإرهاب قائما من خلال وسائل أخرى وعلى نطاق متصاعد. ويبدو أن إسرائيل أدركت أن قدرتها على تحقيق النصر الاستراتيجي والهيمنة الإقليمية بالوسائل التقليدية آخذة في التضاؤل، فلجأت بدلاً من ذلك إلى شكل مصغر من أسلحة الدمار الشامل واستهداف لبنان على نطاق واسع، وقد تكون هذه العملية بمثابة بديل مؤقت لحرب تدمير شاملة لا تستطيع إسرائيل ضمان نتائجها". وختم الموقع، "باختصار، نحن نشهد نموذجاً جديداً ومتطوراً في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، وقد يؤدي التصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان إلى تهميش حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة، وبالتالي تهميش القضية الفلسطينية".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء

لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك، إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً. اعلان

لم تكن إيران تملك ترف انتقاء شكل الردّ أو حجمه بعد الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع شديدة الحساسية في عمق أراضيها، من منشآت نووية إلى مقار عسكرية واغتيالات طالت كوادر علمية وأمنية من الصف الأول. فالهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل تحدٍ مباشر لهيبة النظام الإيراني في لحظة إقليمية ودولية فارقة، وضعت طهران أمام مفترق وجودي: إما أن ترد، وإما أن تخسر موقعها كقوة إقليمية صاعدة.

الردّ خيار استراتيجي لا رفاهية سياسية

الرد لم يكن خياراً سيادياً فقط، بل ضرورة استراتيجية. نظريا، لا يمكن لأي نظام أن يصمت أمام استهداف مباشر بهذا الحجم دون أن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً. الشارع الإيراني، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة العقوبات، والتدهور الاقتصادي، وفقدان الثقة بمخرجات السياسات الخارجية، كان سينفجر لو لم تأتِ طهران برد يوازي حجم الضربة. فالمعادلة هذه المرة لم تكن مع إسرائيل وحدها، بل مع الرأي العام الداخلي أيضاً، وهو ما دفع النظام إلى التعامل مع التصعيد على أنه معركة بقاء، لا مجرد أزمة عابرة.

نظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز إس-300 محمول على شاحنة خلال عرض عسكري لإحياء ذكرى يوم الجيش الوطني الإيراني، إيران، الجمعة 18 أبريل 2025. AP Photoتثبيت الموقع لا مجرد إنتقام

في المقابل، يعلم صانع القرار الإيراني أن أيّ تهاون في الرد سيُفسَّر على أنه تراجع استراتيجي، وسيقوّض عقوداً من استثمار النفوذ في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولعل الأهم، أن الصمت كان سيُعطي انطباعاً بأن تل أبيب نجحت في تحجيم طهران دون أن تدفع الثمن، ما كان ليشكّل للنظام سابقة خطيرة في ميزان الردع الإقليمي.

Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟غياب الدور العربي: فراغ تملؤه طهران

الرد الإيراني، وإن بدا منضبطاً ضمن حسابات عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أنه حمل رسالة مزدوجة: نحن حاضرون للمواجهة إذا فُرضت، ولسنا بصدد استيعاب الإهانة. لقد اختارت طهران أن تردّ عبر عشرات الصواريخ والمسيّرات على العمق الإسرائيلي، ليس فقط لإثبات قدرتها، بل لتقول لكل من يراهن على إضعافها في لحظة ارتباك، إنها لا تزال لاعباً حاضراً في معادلة الردع.

لكن المشهد أعقد من مجرد تبادل ضربات. فإيران تخوض، بحسب مقاربتها، صراعاً من أجل تثبيت شرعيتها الداخلية والإقليمية، في ظل تراجع واضح للدور العربي الرسمي، وانكفاء كثير من العواصم عن مواجهة إسرائيل أو حتى مجاراتها دبلوماسياً. وهذا ما يجعل طهران ترى في هذه المعركة فرصة لإعادة تصدير نفسها كقوة طليعية في مواجهة تل أبيب، خاصة بعد ما جرى في غزة، وما أثاره من رد فعل شعبي في العالم العربي لأي طرف يرفع راية المواجهة مع إسرائيل.

هكذا، فإن إيران اليوم لا تحارب فقط من أجل رد الاعتبار بعد الهجمات، بل من أجل استمرار مشروعها. هي تدافع عن منظومة سياسية وأمنية واقتصادية تعاني داخلياً وتخسر تدريجياً عمقها الشعبي. وتقاتل لتحمي موقعها من الانهيار تحت ضغط العزلة الدولية، وتقاتل ليثبت بأنها ما زالت قادرة على فرض المعادلات، لا مجرد التفاعل معها.

معركة بقاء لا مواجهة عابرة

ختاماً، لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك. إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً، يخوضها النظام في طهران تحت عنوان: لا عودة إلى الوراء، ولا خيار سوى المواجهة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • عون: الدولة بدأت في تحقيق بعض الإنجازات بخطوات صغيرة ولكن بعزم كبير
  • ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟
  • إعلام عبري. 2.25 مليار دولار تكلفة الحرب على إيران خلال ثلاثة أيام
  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • من داخل الطائرة التي تقلّ اللبنانيين من شرم الشيخ إلى بيروت... شاهدوا هذا الفيديو
  • أوريان 21: كما فعل بوش الابن.. إسرائيل تغرق الشرق الأوسط بالفوضى
  • خلال ساعات.. نظر محاكمة 15 بخلية مدينة نصر
  • ماذا تعرف عن شركة رافائيل التي أعلنت إيران تدميرها في إسرائيل؟
  • التوترات بين إيران وإسرائيل.. ما هي المخاطر التي تهدّد الاقتصاد العالمي؟
  • خبير: الأذرع الإيرانية بالمنطقة أرهقت إسرائيل أكثر من طهران