التصعيد الكبير..تحت سقف الحرب؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بعيداً عن العمل الأمني الذي قامت به إسرائيل يومي الثلاثاء والاربعاء والذي ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، من عناصر "حزب الله" ومن المدنيين، وبعيدا ايضا عن الاغتيال الكبير الذي نفذته ضد قادة "وحدة الرضوان"، الا أن المعركة بين "حزب الله" واسرائيل كانت في كل الاحوال ستأخذ في الايام الماضية، وبالتوازي مع التصريحات الرسمية الإسرائيلية منحى مختلف ومسارا تصعيديا كبيرا، اذ بات من الممكن الحديث عن مرحلة جديدة بدأت ليس من الممكن توقع كيف ستكون نهايتها، وما اذا كانت ستؤدي الى تدحرج سريع وكبير في الاحداث ام ان التطورات السياسية ستفرض العودة الى المستوى السابق من الاشتباك.
بدأت اسرائيل قبل ايام التمهيد لإعتبار جبهة لبنان جبهة اساسية وجبهة غزة جبهة ثانوية، وهذا ما حصل بشكل تدريجي، اذ من المرجح ان العملية الامنية التي قامت بها اسرائيل كان يجب ان تكون بداية التصعيد لو انها اصابت "حزب الله" في مقتل، او اقله ادت الى تضرر بنيته العسكرية على الخطّ الامامي وهذا ما لم يحصل، الا ان تل ابيب أصرت على التصعيد لتبدأ تكثيف عملياتها الجوية الى مستوى واسع جداً وهذا ما دفع الحزب الى الردّ بطريقة مماثلة حيث كثف ضرباته بشكل متناسب، على قاعدة التصعيد بالتصعيد من دون احتساب الرد على الاعمال الامنية التي تحصل.
ساعدت الاستهدافات الامنية التي حصلت في ايصال عملية الضغط على "حزب الله" الى ذروتها، اذ ان التصعيد كان سيحصل بهذه العمليات او بدونها، لكن حصولها يساعد في دفع الامور نحو الضغط الاقصى، وهذا يعني ان المسار التصعيدي مرتبط بشكل كبير بالظروف السياسية، فنتنياهو يريد تحقيق هدف استراتيجي كبير متمثل بإعادة نحو ٢٠٠ الف مستوطن اسرائيل الى مناطق شمال فلسطين المحتلة لتخفيف ضغط هؤلاء عليه واستفادة معارضيه من هذه الورقة للتصويب عليه، من هنا يصبح المسار الفعلي هو فرض ايقاف النار على "حزب الله" بالقوة او عبر الوسائل الديبلوماسية.
واذا كان الحرب الكبرى غير محبذة اسرائيليا لان الواقع البنيوي للجيش الاسرائيلي وتحديدا للقوات البرية سيء بعد نحو سنة من المعارك في غزة والشمال، وامكانية ان تؤدي الحرب الشاملة الى رفع مستوى المخاطر المرتبطة بتهجير عدد اضافي من المستوطنين وهذا سيزيد من ازمة نتنياهو الداخلية، لذلك فقد لجأ الى التصعيد الكبير من دون الذهاب الى الحرب.
وتعتبر المصادر ان اسرائيل مقتنعة بأن "حزب الله" والمحور كله لا يريد الحرب قبل معرفة نتيجة الانتخابات الاميركية، لذلك فهو يرفع مستوى جرأته في الاستهدافات، ومن المتوقع الا يبقى المحور صامتاً مما سيدفع التصعيد خطوات اضافية الى الامام في الايام المقبلة ليبقى مضبوطا تحت سقف الحرب الشاملة والواسعة وليبقى استهداف المدنيين امرا محدودا مقارنة بالحروب السابقة، علما ان هذا المستوى من الاشتباك قد يؤدي الى اشتعال الحرب بشكل واسعة من دون ارادة المتحاربين... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل حرب الاقليم الحالية ذات منطلقات دينية..أم وضعية سياسية ؟..قراءة تفكرية..
هل #حرب_الاقليم الحالية ذات #منطلقات_دينية..أم #وضعية_سياسية ؟..قراءة تفكرية..
ا.د حسين طه محادين*
(1)
في إقليم شرق اوسطي ملتهب يُمثل تاريخيا ووجدانيا مستودعا تغذويا للمشاعر الدينية المتصارعة من منظور الاديان السماوية الثلاثة على فلسطين وسنامها مدينة القدس كمفتاح للسلم والحروب العالمية عبر قرون ، وبهذا يمكن القول ان الشرط الفكري لاستمرار الصراع والحروب كان ومازال حاضرا كما الحال في الحرب الراهنة التي يُشكل قتل قيمة وحياة الانسان جوهر الحكم ايجابا ام سلبا على مبررات هذه الحرب التي بلغت ذروتها هذا اليوم، رغم ان جذورها سبقت هذا التاريخ بالتاكيد .
(3)
بالترابط مع ماسبق ، يظهر التساؤل الاساس لهذه الرؤية التحليلية والتفكُرية؛ وهي هل السياسي او العسكري /صانع القرارات الاستراتجية فكريا وميدانيا في دول العالم ومنها من في الشرق الاوسط بالضرورة ان يكون متدينا فعلا..؟ وأن استثمرو وما زالوا في اطروحات دين ما -مع الاحترام للاديان بدلالة ما يلي :-
أ- ايران وتصدير الثورة “الاسلامية” من منظور فارسي وشيعي يستهدف تذويب الفكر المرجعي السني العفيف للاسلام من داخله؛ اي استهداف شرعية ظهور الرسول الكريم محمد عليه الصلاه والسلام ومكانته العليا دينا ودنيا في المحصلة ،وهنا يكمن التشخيص الاخطر لتوظيف الدين “المقدس” بفكرهم وممارساتهم ووحدة مرجعيتهم عبر ولاية الفقيه في الشان السياسي “المُدنس” .
ب- رئيس وزراء الكيان المحتل؛ اليميني نتنياهو وحكومته الائتلافية ، وهو المتبني ولو صوريا الى منطلقات توراتية وحق اليهود في فلسطين كما يسوق.
ج- حركة حماس وكل من – حزب الله في طبعاته اللبنانية ؛ السورية اليمنية، الحشد العراقي- في غزة ذات العلاقة الايدلوجية مع ايران ايضا.
(3)
المعطيات الفكرية خصوصا بعد حرب 7 اكتوبر والميدانية تشي بالإجابة على التساؤل السابق..ليس بالضرورة ان يكون اي سياسي متدينا ، لان تحقيق الاهداف السياسية لاي طرف من الاطراف يحتاج الى وقود بشري كتلي/ايدلوجي يؤمن دينيا؛ بأن ما يقاتل يقاتلون من اجله عبر التاريخ هو ذا مضمون ديني/عقدي او فكري حتى وان افنى حياته في سبيل ذلك.
(4)
ٱخيرا..
اليس إستمرار التجاذب الفكري القائم والمقصود كمخطط غير بريء بين ما هو ديني مقدس وما هو دنيوي في كل الحروب الشرق اوسطية بعيد الحرب العالمية الثانية وصولا الى سيادة القطب الامريكي الغربي الواحد للآن الداعم للمحتل الاسرائيلي وهذا اساس استمرار وتوالد الحروب المتنوعة في هذا الاقليم المُستهدف استعماريا للآن، كيف لا؟ وهو المترع بتفرده ايضا بالاديان والمعتقدات الدينية وفي الراسمال الاجتماعي النوعي”الانسان” والنفط والمعادن النادرة وشريانات المواصلات المختلفة من خلال موقعه الجيوسياسي مثل، البحر المتوسط، الاحمر، قناة السويس، لذا كان وسيبقى مستهدفا هو ودوله معا من قِبل السياسين العالمين والاقليمين عموما كصناع قرارات في اوقات السلم والحرب بذات الوقت بغض النظر عن الخطابات التبريرية لاستمرار الحروب البينية بين دول وقوميات الاقليم؛ سواء غطيت باستمرار دعم الغربي والاممي للاحتلال الاسرائيلي كأساس لهذه الحروب، وهو الرافظ لاي قرارات دولية التي اتخذتها منظمات الشرعية الدولية بعيدا عن الاغطية “النووية” التي تسوّقها معظم الدول والفضائيات والخطابات بتعدد لغاتها .
اذن، وباجتهادي كانت وستبقى فلسطين المعنى والمبنى كقضية حضارية انسانية جذور واغصان كل حروب وخسائر البشرية كقيمة عليا في الاقليم بعيدا عن اي مبرر أخر… هي دعوة للتفكر الناقد واستفتاء لحواسنا الواعية في هذه الحرب الدامية..وهي المفتوحة على كل الاحتمالات، وماذا لو بالغت في الاستنتاج….ماذا لو انُفقت جُل اموال العسكرة والانفاق على الحروب في هذا الاقليم على تنمية الانسان وتحسين مستوى الحياة للمواطنين الذين يتحدث الساسة باسمائهم سلما او اثناء الحروب ..أم ان جشع الارباح الهائل لأصحاب شركات تصنيع وبيع الاسلحة المعولمة والمتعددة الجنسيات معا في الدول الكبرى لن تسمح بما سبق من امنيات..؟.
حمى الله اردننا الحبيب واهلنا الطيبون فيه، بفضل الله اولا وشجاعة قواتنا واجهزتنا الامنية الغراء.