النائب أيمن محسب: التطرف خطوة أولى نحو انتشار العنف والإرهاب بالمجتمع ومواجهته "ضرورة"
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تتبني مشروع وطني للحفاظ علي الهوية الوطنية بكل ما تتضمنه من سمات تتعلق بالثقافة والدين والمجتمع المصري، والتي تميز الشعب المصري عن كل شعوب العالم، الأمر الذي يساهم في تعزيز روح الانتماء لهذا الوطن فضلا عن رفع معنويات الشعب المصري من أجل الحفاظ علي قوة المجتمع وازدهاره، في ظل ما تتعرض له شعوب العالم من مخططات تستهدف تدمير الشعوب من خلال نشر الأفكار الشاذة والغريبة والتي تؤدي إلى انهيار المجتمع دون حروب عسكرية.
وقال "محسب"، إن الدولة المصرية أدركت أن الحرب لم تعد قاصرة علي الحروب العسكرية وإنما هناك حروب الفكر التي تتعمد انتزاع الشعوب من هويتها الوطنية والثقافية والعمل علي نشر بذور الفتن من خلال تعزيز التطرف الذي هو خطوة أولي نحو انتشار العنف والإرهاب، بالإضافة إلى التشجيع على الإلحاد وانتزاع الناس من القيم الدينية التي تحكم تصرفاتها وأفعالها ومن ثم التخلص من الوازع الديني مما يؤدي بالنهاية إلى التدني الإخلاقي ، محذرا من محاولات اختراق الدول من خلال مثلث تدمير الشعوب وهو ما يتطلب الاحتراز وعدم ترك أبنائنا فريسة لهذه الأفكار من خلال ما يبث عليهم من محتوي اعلامي وفني وثقافي لا يتناسب مع مجتمعاتنا الشرقية.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن الدولة تنبهت في وقت مبكر إلى أهمية صناعة الوعي في مواجهة هذه الحروب الفكرية، من أجل الحفاظ علي تماسك المجتمع المصري وهويته الثقافية والحضارية والدينية ، فضلا عن العمل علي تحسين حياة المواطن المصري وهي الجهود التي تم تتويجها مؤخرا بإطلاق مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان والتي تستهدف تحسين مستوي الخدمات المقدمة للمواطنين في كافة الفئات العمرية، فضلا عن توفير برامج لتأهيل المواطنين بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة زيادة الوعي والحفاظ علي الهوية المصرية من خلال حملات التوعية الثقافية.
وشدد النائب أيمن محسب، علي إن مواجهة هذه المخططات مسئولية مجتمعية تتطلب تضافر جميع مكونات المجتمع بداية من الفرد والأسرة والمدرسة والجامعة وصولا إلى الدولة، فصناعة الوعي وتعزيز ثقافة المجتمع واحد من أهم التحديات التي تواجه الدولة في هذه الحروب الفكرية ، داعيا إلي الاهتمام بتكثيف حملات التوعية التي تستهدف جميع فئات المجتمع، فضلا عن تعزيز دور المؤسسات الدينية في هذه المعركة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور أيمن محسب مجلس النواب مشروع وطني من خلال فضلا عن
إقرأ أيضاً:
«السودان بين كماشة التقسيم والانهيار».. دارفور نموذجًا لتحلل الدولة المركزية
في أعماق الجغرافيا السودانية، حيث كان النيل يُغني للحضارات القديمة من كرمة إلى مروي، يقف السودان اليوم على شفير هاوية جديدة، ليست فقط هاوية الحرب الأهلية، بل هاوية تفكك الدولة الوطنية كما نعرفها، والحدث الأحدث في سلسلة الانحدار هو تشكيل حكومة في إقليم دارفور، في مشهد يراه البعض خطوة نحو «الاستقلال الناعم»، أو بالأدق، بداية تقسيم المُقسَّم.
منذ انفصال الجنوب عام 2011، وما تبعه من صراع في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، بدا واضحًا أن السودان، الذي خرج من الاستعمار البريطاني بخريطة واسعة لكنها هشة، بات أكثر عرضة للانشطار من الداخل، بفعل تركيبة إثنية ومناطقية لم تُعالَج بسياسات عادلة، بل زُرعت فيها الألغام منذ فجر الاستقلال.
دارفور: الدولة القادمة؟خطوة تشكيل كيان حكومي في دارفور، وإن جاءت في سياق اتفاق جوبا للسلام، فإنها في الواقع تكرّس سلطة أمراء الحرب، وتخلق نموذجًا لدولة داخل الدولة، في ظل تآكل دور الحكومة المركزية وانقسام المؤسسة العسكرية إلى جناحين: أحدهما يمثله الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والآخر تمثله قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، التي باتت تسيطر فعليًا على مناطق واسعة في الغرب والجنوب والخرطوم ذاتها.
حميدتي ليس مجرد قائد مليشياوي تقليدي، بل رأس حربة لمشروع إقليمي ودولي للسيطرة على الموارد، خصوصًا الذهب، الذي أصبح «النفط الجديد» في معادلات القوة. وبحسب تقارير دولية، فإن صادرات الذهب السوداني تصل إلى الأسواق العالمية عبر قنوات غير رسمية، يمر أغلبها عبر موانئ خاضعة لتأثير قوى تمتلك المال والنفوذ البحري، بينما تحظى قواته بدعم سياسي وعسكري غير مباشر من أطراف ترى في إضعاف المركز فرصة لتعزيز حضورها الاقتصادي والاستراتيجي.
البحر الأحمر: لعبة النفوذفي الشرق، تتحول جزيرة سواكن إلى مسرح تنافس حاد.تركيا، التي حصلت سابقًا على حق إدارة الجزيرة في عهد البشير، تحاول استعادة نفوذ عثماني قديم يعيدها إلى صدارة البحر الأحمر، ويؤسس لحزام نفوذ يمتد من الصومال إلى ليبيا مرورًا بقطر والسودان. وفي المقابل، تتحرك قوى إقليمية ذات تأثير اقتصادي ولوجستي واسع، تحرص على بقاء قبضتها على الموانئ والممرات البحرية، ضمن سباق محموم للسيطرة على طرق التجارة، وخطوط الربط الجديدة بين آسيا وأوروبا.
إسرائيل والسماء المفتوحةوفي تطور لافت، سمحت الحكومة السودانية بعبور طيران العال الإسرائيلي فوق أراضيها نحو أمريكا الجنوبية، في خطوة تمثل تطبيعًا واقعيًا رغم غياب الإعلان الرسمي الكامل. هذه الخطوة ليست رمزية فحسب، بل تعكس عمق التحولات في بنية الدولة السودانية المنهارة، حيث تُدار السياسة الخارجية بدافع الحاجة إلى الحماية والدعم، لا من منطلق السيادة الوطنية.
تل أبيب، التي تراقب الموقف عن كثب، لا ترى السودان فقط من منظور التطبيع، بل كجزء من صراع على ممرات استراتيجية. فهي تدرك أن الوصول إلى أعالي النيل والقرن الأفريقي، وامتلاك موطئ قدم قرب قناة السويس، يمنحها أوراق ضغط إضافية في موازين القوى الإقليمية، خاصة مع تقاربها مع إثيوبيا وتنسيقها مع قوى بحرية مؤثرة في المنطقة.
تفكيك الجغرافيا: التاريخ يعيد نفسه؟السودان لا ينزلق فقط نحو تفكك سياسي، بل إلى تفكك جغرافي ناعم، يمر عبر بوابة الفوضى، وصراعات الموارد، وتضارب الولاءات. هذا التفكك يجد جذوره في التاريخ، فالسودان الحديث وُلد بعملية جراحية استعمارية جمعت شمالًا عربيًا، وجنوبًا أفريقيًا، وغربًا صحراويًا، وشرقًا بحريًا، دون رابط قومي أو ديني أو لغوي موحد، بل بتوازن هش بين المركز والهامش.
وحين فشلت النخب السودانية بعد الاستقلال في بناء مشروع وطني جامع، استغلت القوى الخارجية ذلك التصدع. واليوم، يبدو المشهد تكرارًا مأساويًا لهذا المسار، لكن هذه المرة بوسائل أكثر تعقيدًا: شركات أمن خاصة، مليشيات قبلية، سماسرة ذهب، تطبيع معلن وخفي، وصراعات لوجستية في البحر والجو والبر.
ما المصير؟لا يزال السودان يمتلك، من حيث الإمكانات، كل مقومات الدولة القوية: موقع استراتيجي، موارد طبيعية، نهر عابر للقارات، وشعب ذو حضارة ضاربة في التاريخ. لكن استمرار غياب القيادة الوطنية، وتفتت المؤسسة العسكرية، وتضارب المشاريع الإقليمية، قد يجعل من السودان ساحة صراع دائم، بدلًا من أن يكون جسرًا حضاريًا بين أفريقيا والعالم العربي.
وفي الخلفية، تظل يد خفية تجمع بين الذهب والموانئ، وتربط بين موارد الأرض ومفاتيح البحر، لتعيد رسم الخرائط بما يخدم مصالحها، بينما يدفع السودان ثمن موقعه وثرواته قبل أن يجني منهما شيئًا.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية ونظيره التركي يؤكدان على ضرورة وقف إطلاق النار في السودان
سفير السودان بالقاهرة: مصر شريك استراتيجي موثوق في كافة المجالات
مصر والسودان يتفقان على تنشيط التعاون على المستوى الجامعي والدراسات العليا