تشهد الجبهة الشمالية تصعيدًا ملحوظًا بين حزب الله وإسرائيل، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة، إذ أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ متوسطة المدى باتجاه مناطق جنوب حيفا، مما يعكس توسيع نطاق هجماتها.

فعلى الرغم من تصدي المنظومة الإسرائيلية للصواريخ، فإن هذا التصعيد يعكس أزمة متزايدة قد تدفع الأطراف إلى البحث عن حلول دبلوماسية.

تفاصيل التصعيد

ففي صباح الأحد، استهدفت صواريخ متوسطة المدى أُطلقت من جنوب لبنان مناطق قريبة من حيفا، ما أدى إلى تصعيد القتال بين حزب الله وإسرائيل.

ورغم اعتراض معظم الصواريخ بواسطة نظام القبة الحديدية، فإن الهجوم يبرز تحولًا كبيرًا في استراتيجية حزب الله، الذي يبدو أنه يتبنى أسلوبًا أكثر عدوانية.

الدور الأمريكي

ووفقًا لموقع «أكسيوس»، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من خطر اندلاع حرب شاملة.

حيث تسعى إدارة الرئيس بايدن إلى استخدام الضغط العسكري الإسرائيلي كوسيلة للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود.

ورغم الجهود الدبلوماسية التي بُذلت، لم تُثمر عن أي تقدم في تحقيق وقف إطلاق النار مع حماس أو تخفيف حدة التوتر مع حزب الله.

تصاعد الأزمات

ويوم السبت، زعم الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يستعد للرد على هجمات إسرائيل الأخيرة، بما في ذلك غارة جوية أسفرت عن مقتل القائد العسكري إبراهيم عقيل وعدد من كبار المسؤولين في حزب الله. الهجمات الإسرائيلية أدت أيضًا إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، مما زاد من مشاعر الاستنفار لدى الجماعة اللبنانية.

آراء المسؤولين

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن هناك خطرًا حقيقيًا لاندلاع حرب شاملة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعمل على منع ذلك.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء اللبناني بالوكالة نجيب ميقاتي إلغاء زيارته إلى نيويورك بسبب الأوضاع المتوترة.

استراتيجية إسرائيل

يسعى المسؤولون الإسرائيليون إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله، مع الأمل في دفع الجماعة إلى الموافقة على صفقة دبلوماسية.

ومع ذلك، حذر مسؤولون أمريكيون من أن هذه الاستراتيجية تعتبر مقامرة محفوفة بالمخاطر، وقد تؤدي إلى تصعيد أكبر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استهدف استراتيجية اعتراض الاستنفار الهجمات التفاوض التصعيد الجبهة الشمالية الجهود الدبلوماسية الجبهة الدور الأمريكي الحديدية القبة الحديدية المنظومة تخفيف حدة التوتر جنوب لبنان تصعيد القتال تصاعد التوتر حزب الله واسرائيل حزب الله حرب شاملة صواريخ متوسطة المدى حزب الله

إقرأ أيضاً:

حلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهو

خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، كان نتنياهو يأمل بالحصول على دعم أميركي مباشر لأي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. لكنه فوجئ بإعلان ترامب نيته بدء محادثات مع طهران. اعلان

عندما عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدا وكأنه ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسيران على الخط ذاته في ما يخص أبرز القضايا الملتهبة في المنطقة: الحرب في غزة، ومواجهة إيران. أعاد ترامب إرسال شحنات الأسلحة الثقيلة التي علّقتها إدارة بايدن، وأعطى الضوء الأخضر لعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة ضد حركة حماس، وشدّد على ضرورة "إنهاء المهمة". كما تبنّى خطاب نتنياهو المتشدد تجاه طهران ووكلائها.

لكن هذا الانسجام لم يصمد طويلاً. فبحسب مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط ومطلعين آخرين تحدّثوا إلى شبكة "ABC News"، تشهد العلاقة بين ترامب ونتنياهو توترًا متزايدًا مع اختلاف وجهات نظرهما بشأن كيفية التعامل مع التحديات الجديدة، لا سيما بعد تراجع قوة حماس وتضرر إيران.

فبينما يرى نتنياهو أن اللحظة مواتية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، يفضّل ترامب اغتنام الفرصة لعقد صفقة تحد من قدرات إيران النووية دون اللجوء إلى المواجهة المباشرة. وفي حين تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في غزة، يدفع ترامب نحو وقف إطلاق النار، ويخطط لما بعد الحرب، حيث يسعى لتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".

وعندما أوقف ترامب الحملة الأميركية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بعد موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر، تفاجأ نتنياهو وغضب بشدة، خصوصًا أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا صاروخًا سقط بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب.

صفقة إيران: نقطة الخلاف الكبرى

لكن الخلاف الأبرز بين الزعيمين يتمحور حول إيران. فنتنياهو ممتعض منذ أسابيع من رفض ترامب توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، وتوجهه بدلًا من ذلك إلى فتح قنوات تفاوض مباشرة مع طهران. ويؤكد الإسرائيليون أن أي اتفاق يتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم — حتى لأغراض مدنية — مرفوض تمامًا، بينما عبّر ترامب عن انفتاحه على فكرة برنامج نووي مدني إيراني.

وقد نقل مستشار نتنياهو رون ديرمر هذا القلق بوضوح إلى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بحسب المصادر الأميركية.

Relatedترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تبلغ المفاوضات النووية خواتيم إيجابية؟إيران تكشف عن صاروخ جديد بعيد المدى وسط توترات مع الولايات المتحدة

وما زاد من تعقيد العلاقة، إعلان ترامب، علنًا، أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية ضمن الاتفاق المحتمل. تصريح اعتبره نتنياهو بمثابة صفعة، كما تقول المصادر.

وبينما تراهن إسرائيل على ضعف إيران الاقتصادي وتراجع وكلائها في المنطقة لشن ضربة مباغتة، ترى إدارة ترامب أن التسوية الدبلوماسية أكثر جدوى، وتحذّر من أن الخيار العسكري الآن قد يجهض جهود إعادة إعمار غزة ويزيد من التوتر الإقليمي.

تحالف قوي… ولكن بشروط

رغم هذه الخلافات، يواصل البيت الأبيض التأكيد على متانة العلاقة مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت للوكالة الأميركية: "لم تعرف إسرائيل صديقًا أفضل من الرئيس ترامب"، مضيفًا أن واشنطن "تعمل عن كثب مع حليفها لضمان تحرير جميع الرهائن في غزة، ومنع إيران من حيازة سلاح نووي، وتعزيز أمن الشرق الأوسط".

لكن وراء الكواليس، لا يبدو أن التنسيق على ما يرام. فقد فاجأ ترامب نتنياهو مجددًا عندما أعلن إنهاء العمليات الأميركية ضد الحوثيين دون تنسيق مسبق، على الرغم من التصعيد الحوثي ضد إسرائيل.

وخلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، كان نتنياهو يأمل بالحصول على دعم أميركي مباشر لأي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. لكنه فوجئ بإعلان ترامب نيته بدء محادثات مع طهران.

ويعتقد نتنياهو، بحسب مصادر مطلعة للوكالة، أن التفاوض مع إيران مجرد مضيعة للوقت، لأن طهران "لا تفي بوعودها أبدًا"، فيما يرى أن الفرصة المتاحة لتوجيه ضربة استراتيجية قد لا تتكرر، خصوصًا بعدما أضعفت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في أكتوبر الماضي. ومع بدء طهران إعادة بناء تلك القدرات، يزداد قلق تل أبيب من ضياع هذه النافذة.

موقف الجمهوريين وتحفّظ نتنياهو

وفي الكونغرس، أعلن السيناتوران الجمهوريان توم كوتون وليندسي غراهام أن الاتفاق المقبول الوحيد مع إيران هو ذلك الذي يمنعها تمامًا من تخصيب اليورانيوم. ودعوا ترامب إلى عرض أي اتفاق نووي محتمل على مجلس الشيوخ للتصديق عليه، وهو ما يتطلب غالبية الثلثين.

وعلى غرار الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما عام 2015 دون تصديق مجلس الشيوخ، يمكن لترامب توقيع اتفاق جديد دون المرور بالإجراءات التشريعية المعقدة، ما يمنحه هامش تحرك أوسع، لكنه يثير قلق إسرائيل.

Relatedمتحدثًا عن اغتيال نصر الله ومستقبل حماس في غزة.. نتنياهو: سندمر المفاعلات النووية الإيرانية"لا يحب الظهور كشخص يتم التلاعب به".. ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو

لكن، ورغم هذه التحفظات، لا يبدو أن نتنياهو يملك حاليًا القدرة السياسية أو الشعبية لمواجهة ترامب بشكل علني. فشعبية الرئيس الأميركي بين أنصار نتنياهو في إسرائيل لا تزال مرتفعة، ما يجبر الأخير على التعامل بحذر.

اعلان

يأتي هذا التوتر بينما يستعد ترامب لزيارة جديدة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، لكن اللافت أنه لن يزور إسرائيل هذه المرة، رغم أهميتها في السياسة الخارجية الأميركية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • صاروخ حوثي يستهدف مطار بن غوريون وصفارات الإنذار تدوي في إسرائيل
  • تصاعد التوتر بطرابلس ودعوات لوقف إطلاق النار
  • قناة عبرية: تصاعد التوتر بين تل أبيب وواشنطن وانتقادات لإدارة ترامب
  • الهند وباكستان على طاولة التفاوض مجددًا… محادثات عسكرية لتثبيت وقف إطلاق النار بعد تصعيد خطير
  • تصاعد التوتر في طرابلس.. شبح الحرب يعود إلى العاصمة الليبية
  • غزة بين نار الميدان وجمود التفاوض.. إسرائيل تحشد وتلوّح بحرب طويلة الأمد
  • تصعيد خطير: إسرائيل توجه إنذاراً بإخلاء موانئ يمنية
  • نتنياهو يدافع عن علاقته مع ترامب بعد أنباء عن تصاعد التوتر بينهما
  • حلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهو
  • مسؤولون أميركيون: تصاعد التوتر بين ترامب ونتنياهو بشأن غزة وإيران