تصعيد إسرائيلي متجدّد في لبنان.. ضغط على حزب الله؟!
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
منذ التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل نهاية العام الماضي، لم تهدأ "جبهة لبنان" يومًا، بفعل الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية، التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية، وليس الواقعة جنوب الليطاني فحسب، في حين انتقل "حزب الله" إلى ممارسة سياسة "النأي بالنفس" ربما، تحت عنوان "الصبر الاستراتيجي" الذي يبدو أنّه شكّل بديلاً عن معادلات الردع التي كانت قائمة قبل الحرب الأخيرة.
مع ذلك، يمكن القول إنّ فترة الحرب الإسرائيلية المباشرة على إيران، شكّلت ما يصحّ وصفه بـ"استراحة المحارب" على الجبهة اللبنانية، التي يقول خصوم "حزب الله" إنّها لطالما خاضت الحروب بالوكالة والنيابة عن إيران، إلا أنّه بمجرد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، أو بالحد الأدنى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، عاد التصعيد الإسرائيلي في لبنان إلى ذروته، مع غارات متسلسلة، وأحزمة نارية، وعمليات استهداف متتالية.
يطرح ذلك الكثير من علامات الاستفهام عن الأسباب والخلفيات، خصوصًا أنّه يتزامن مع عودة الحديث بجدّية عن ملف سلاح "حزب الله"، وضرورة تسليمه إلى الدولة اللبنانية، بما ينسجم مع الشعار الذي رفعه "العهد"، وهو حصر السلاح بيد الدولة، وفي ضوء ترقّب زيارة ثانية خلال أيام للموفد الأميركي توماس برّاك، يُعتقَد أنها يجب أن تقدّم إجابات حول آلية تطبيق الاتفاقات، فكيف يُفهَم هذا "التقاطع" بين كلّ أركان هذه الصورة؟
ضغط على "حزب الله"
في المبدأ، يمكن القول إن التصعيد الإسرائيلي المتجدّد في لبنان، والذي شهد على سبيل المثال خلال عطلة نهاية الأسبوع، العديد من الضربات والأحزمة النارية في مناطق عدّة، ليس بأمر جديد، إذ اعتاد اللبنانيون على تكرار مثل هذه الضربات، بمناسبة ومن دونها، حتى إنّ إسرائيل لم تعد تتكبّد عناء "تبرير" قصفها للعديد من المنشآت والمناطق كما كانت تفعل في السابق، وهو ما يتناغم مع مبدأ "حرية الحركة" الذي سعت لتكريسه منذ اليوم الأول.
مع ذلك، ثمّة بُعدٌ آخر في التصعيد الإسرائيلي المتجدّد، لا يمكن القفز فوقه، قوامه أنّ هذه الغارات والضربات تشكّل في مكانٍ ما "محاولة للضغط" من جانب إسرائيل ومعها الولايات المتحدة، على "حزب الله" الذي يبدو "مُحرَجًا" أمام بيئته في ظلّ صمته المستمرّ إزاء الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، حتى لو كانت قيادة الحزب تكرّر أنّ كلّ الخيارات تبقى مفتوحة وواردة، بما في ذلك العودة إلى العمل المقاوم.
وليس سرًا أن هذا الضغط مرتبط عمليًا بملف تسليم السلاح، فإسرائيل توجّه للحزب مرّة أخرى رسالة واضحة تُفيد أنّ تسليم السلاح ليس مجرّد خيار مطروح أمامه، يمكنه أن يماطل في تنفيذه، أو يعرقله، بل هو جزء من مسار كامل ومن خارطة طريق واضحة، بدأت تسلك طريقها منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان رسميًا، وإن استمرّت فصولاً حتى يومنا هذا، وقد يُفرَض كأمر واقع، يصعب التراجع عنه لاحقًا.
الضغط السياسي يتمّم العسكري
بالتوازي مع التصعيد الإسرائيلي المتصاعد ميدانيًا، ثمّة من يرى أنّ الضغوط على "حزب الله" لا تقتصر على الضربات العسكرية، بل تتجاوزها إلى مسارٍ سياسيٍّ متكامل، يتولّاه الأميركيون في العلن كما في الكواليس. ولعلّ عودة الموفد الأميركي توماس برّاك إلى بيروت في الأيام المقبلة، تمثّل مؤشّرًا إضافيًا على ذلك، لا سيّما أن الرجل لم يُخفِ، في زيارته السابقة، تمسّكه بالعنوان الأساسي نفسه: مستقبل سلاح "حزب الله"، باعتباره مفتاحًا لأيّ تسوية ممكنة في لبنان، وربما شرطًا إلزاميًا لتثبيت الهدنة على الجبهة الجنوبية.
ويُفترض أن يطرح الموفد الأميركي خلال زيارته المنتظرة، التي سيلتقي خلالها رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان، سلسلة ضمانات، أمنية وسياسية، تُطلَب من الدولة اللبنانية، لضبط الجبهة ومنع أيّ تصعيد جديد، في مقابل التزامٍ مبدئي من إسرائيل بوقف استهداف الداخل اللبناني. غير أنّ تلك "الضمانات" سرعان ما تنكشف عن مطلب واضح: تفعيل النقاش الجدّي حول سلاح "حزب الله"، تحت عنوان توسيع صلاحيات الدولة وبسط سيادتها.
وفي وقتٍ يصرّ "حزب الله" على أنّ موضوع سلاحه غير مطروح للنقاش في الوقت الحاضر، ويشير إلى "أولوية" انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلّها، ووقف اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، قبل البحث بأيّ خطوات من أيّ نوع كانت، يرى البعض أنّ ما يزيد من حساسيّة هذه الضغوط، توقيتُها المتقاطع مع حالة الإنهاك التي تعيشها البلاد سياسيًا واقتصاديًا، وهو ما يجعل أيّ حوار حول "سلاح المقاومة" اليوم محاطًا بمخاطر جدّية، أبرزها إمكان تفجّر الساحة الداخلية سياسيًا وشعبيًا من جديد، تبدأ بإعادة إنتاج انقسامٍ داخلي حاد، ولا تنتهي باحتمال التمهيد لتسويات "قسرية" لا تُرضي أيًّا من الأطراف.
يبدو واضحًا أنّ ما يجري على الساحة اللبنانية ليس مجرّد تصعيد أمني أو تطوّر عابر في سياق المواجهة الإسرائيلية مع "حزب الله"، بل هو أقرب إلى ممارسة منهجية للضغط المركّب، أمنيًا وسياسيًا، في إطار مسار طويل، قد يكون الهدف منه إعادة رسم المعادلات التي قامت منذ ما بعد 2006، وربما قبل ذلك. لكن، هل يمكن لمثل هذا الضغط المركّب أن يفرض تسوية جديدة، أم أنّه سينفجر على الجميع، في لحظة قد تفلت فيها الأمور من الأيدي، قبل أن تنضج أيّ تسوية على نار هادئة؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة طهران تجمّد دور "حزب الله": لا تصعيد في لبنان Lebanon 24 طهران تجمّد دور "حزب الله": لا تصعيد في لبنان
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التصعید الإسرائیلی د فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة: الرسائل التي سبقت زيارة لاريجاني إيجابية
اعتبر وزير الزراعة نزار هاني، اليوم الأربعاء، أن "الرسائل التي سبقت زيارة الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني إلى بيروت لجهة دعم وحدة لبنان وسيادته، ايجابية وجيدة وهذا الامر المطلوب من ايران وباقي الدول".
وفي حديث إلى "صوت كل لبنان"، اشار هاني الى ان "القرار اتخذ بشأن حصرية السلاح بيد الدولة وتم تنفيذ الجيش بوضع الخطة، وحين تصبح جاهزة تتم مناقشتها في مجلس الوزراء، فحصر السلاح مفصل أساسي في المرحلة المقبلة والشروط كلها ستسير بالتوازي وخصوصا الانسحاب الاسرائيلي وإعادة الاسرى".
ولفت الى أن "كلّ الدعم مرتبط بعملية حصر السلاح بيد الدولة، وان هناك نقاشا مفتوحا مع حزب الله ولم تَعُد هناك خيارات أخرى، الخيار الوحيد العمل على الشروط التي ذُكرت في ورقة توم برّاك للانتقال إلى مرحلة جديدة".
وقال هاني :"الخطّ الوحيد إلى السويداء يمرّ عبر الشام وسوريا ، أمّا باقي الخطوط فمشبوهة ولا تخدم وحدة سوريا ولا مصلحة الطائفة في السويداء".
مواضيع ذات صلة زيارة لاريجاني: تدخُّل فجٌّ Lebanon 24 زيارة لاريجاني: تدخُّل فجٌّ 13/08/2025 10:23:36 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24 إنقسام لبناني عشية زيارة لاريجاني و"حزب الله" بصدد تنظيم استقبال شعبي له Lebanon 24 إنقسام لبناني عشية زيارة لاريجاني و"حزب الله" بصدد تنظيم استقبال شعبي له
13/08/2025 10:23:36 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: نصر من خلال قانون زراعة القنب على تقديم خطوة تنموية إيجابية Lebanon 24 سلام: نصر من خلال قانون زراعة القنب على تقديم خطوة تنموية إيجابية
13/08/2025 10:23:36 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24 اي رسائل وعناوين يحملها لاريجاني الى لبنان اليوم؟ Lebanon 24 اي رسائل وعناوين يحملها لاريجاني الى لبنان اليوم؟
13/08/2025 10:23:36 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
من أجل لاريجاني.. ماذا شهد "واتسآب"؟
Lebanon 24 من أجل لاريجاني.. ماذا شهد "واتسآب"؟
10:15 | 2025-08-13 13/08/2025 10:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد انقطاع الكهرباء والتكييف في المطار... بيان من "الطيران المدني"
Lebanon 24 بعد انقطاع الكهرباء والتكييف في المطار... بيان من "الطيران المدني"
10:12 | 2025-08-13 13/08/2025 10:12:26 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال الـ24 ساعة الماضية… كم بلغ عدد مهمّات الدفاع المدني؟
Lebanon 24 خلال الـ24 ساعة الماضية… كم بلغ عدد مهمّات الدفاع المدني؟
10:10 | 2025-08-13 13/08/2025 10:10:26 Lebanon 24 Lebanon 24 عون: خدمة الإنسان لاخيه الإنسان أسمى العطاءات وانبلها
Lebanon 24 عون: خدمة الإنسان لاخيه الإنسان أسمى العطاءات وانبلها
10:08 | 2025-08-13 13/08/2025 10:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد "التطاول" على عمل لجنة الإدارة والعدل… عبدالله يعلّق
Lebanon 24 بعد "التطاول" على عمل لجنة الإدارة والعدل… عبدالله يعلّق
10:06 | 2025-08-13 13/08/2025 10:06:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
فضيحة غذائيّة... إقفال محل لبيع الدجاج بالشمع الأحمر
Lebanon 24 فضيحة غذائيّة... إقفال محل لبيع الدجاج بالشمع الأحمر
15:27 | 2025-08-12 12/08/2025 03:27:25 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتباراً من مساء اليوم.. تغييرات ملحوظة في الطقس وهذه التفاصيل
Lebanon 24 اعتباراً من مساء اليوم.. تغييرات ملحوظة في الطقس وهذه التفاصيل
10:44 | 2025-08-12 12/08/2025 10:44:27 Lebanon 24 Lebanon 24 إطلاق نار في مطار بيروت.. إليكم ما حصل
Lebanon 24 إطلاق نار في مطار بيروت.. إليكم ما حصل
23:33 | 2025-08-12 12/08/2025 11:33:11 Lebanon 24 Lebanon 24 "كسرتلنا روحنا".. الموت يؤلم إعلامية الـ MTV جويس عقيقي (صورة)
Lebanon 24 "كسرتلنا روحنا".. الموت يؤلم إعلامية الـ MTV جويس عقيقي (صورة)
09:16 | 2025-08-13 13/08/2025 09:16:36 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات توافرت لقوى الأمن عن شخص داخل "فان"... بعد توقيفه هذا ما تبيّن
Lebanon 24 معلومات توافرت لقوى الأمن عن شخص داخل "فان"... بعد توقيفه هذا ما تبيّن
14:37 | 2025-08-12 12/08/2025 02:37:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
10:15 | 2025-08-13 من أجل لاريجاني.. ماذا شهد "واتسآب"؟ 10:12 | 2025-08-13 بعد انقطاع الكهرباء والتكييف في المطار... بيان من "الطيران المدني" 10:10 | 2025-08-13 خلال الـ24 ساعة الماضية… كم بلغ عدد مهمّات الدفاع المدني؟ 10:08 | 2025-08-13 عون: خدمة الإنسان لاخيه الإنسان أسمى العطاءات وانبلها 10:06 | 2025-08-13 بعد "التطاول" على عمل لجنة الإدارة والعدل… عبدالله يعلّق 10:02 | 2025-08-13 عن توسعة مطمر الجديدة... هذا ما قاله كنعان فيديو بالفيديو.. الحرارة تحرم اللبنانيين من الكهرباء
Lebanon 24 بالفيديو.. الحرارة تحرم اللبنانيين من الكهرباء
23:51 | 2025-08-12 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: من بائعة إلى زوجة أشهر رياضي.. من هي جورجينا رودريغز؟
Lebanon 24 بالفيديو: من بائعة إلى زوجة أشهر رياضي.. من هي جورجينا رودريغز؟
21:28 | 2025-08-12 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24 لا يحمل جواز السفر السوري.. عبد المنعم عمايري يكشف سراً عنه لا يعرفه كثيرون (فيديو)
Lebanon 24 لا يحمل جواز السفر السوري.. عبد المنعم عمايري يكشف سراً عنه لا يعرفه كثيرون (فيديو)
09:22 | 2025-08-12 13/08/2025 10:23:36 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24