عين ليبيا:
2025-10-12@11:22:46 GMT

البعثة لا تُلام.. بل من يُطبل لها من أبناء الوطن!

تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT

في الوقت الذي يعيش فيه المواطن الليبي أزمات متلاحقة، ويتخبط في دوامة من الانقسام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أداءها الباهت والمجرد من الفاعلية، وكأنها تعمل خارج حدود البلاد، أو بمعزل تام عن معاناة الشعب الليبي. ومع ذلك، فإن اللوم لا يقع فقط على البعثة، بل – وبشكل أدق – على أولئك الليبيين الذين ارتضوا لأنفسهم دور المدافعين الصاخبين عن البعثة ومبعوثتها، وكأنهم وكلاء معتمدون لتسويق أجندة لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية.

لسنا في موضع الدفاع عن البعثة أو مهاجمتها، لكنها – في نهاية المطاف – تمثل إرادة المجتمع الدولي لا إرادة الليبيين. أما المأساة الحقيقية، فهي في أولئك السياسيين الليبيين الذين تحولوا إلى ناطقين رسميين باسم المبعوثة الأممية، يهللون لخطواتها، ويمجدون تحركاتها، ويبررون تدخلاتها، في الوقت الذي يغيب فيه صوت المواطن، وتتوارى فيه السيادة خلف ستار “الدعم الدولي”.

لقد بات من المعتاد أن تظهر بعض الشخصيات السياسية الليبية – التي فقدت رصيدها الشعبي ومشروعها الوطني – في وسائل الإعلام مدافعة باستماتة عن البعثة، معتبرة أن خلاص البلاد يكمن في الانصياع التام لما تطرحه المبعوثة ومكتبها، مهما كانت طبيعة هذا الطرح، ومهما كان حجم التجاوز فيه لإرادة الليبيين ومؤسساتهم.

وما يدعو إلى الاستغراب أن هذه الشخصيات لا تكتفي بالدفاع، بل تمارس الإقصاء المعنوي بحق كل من يختلف معها، وتتهم كل من ينتقد البعثة بأنه “ضد الاستقرار”، أو “يريد تقويض العملية السياسية”، وكأن الاستقرار لا يتحقق إلا بالخضوع، وكأن العملية السياسية لا تتنفس إلا في ظل مباركة المجتمع الدولي وحده.

المفارقة المؤلمة أن مواقف هذه الشخصيات لا تقوم على مبادئ، بل على تقلبات رياح البعثة نفسها. فعندما تصدر البعثة بيانًا لا يتماشى مع ما يجري في شرق ليبيا، ينبري المصفقون في الشرق لمهاجمتها، ويتهمونها بالانحياز. وحينما تصدر موقفًا يؤيد جهة شرقية، يعود نفس المصفقين ليمدحوها ويرفعوا من شأنها. والأمر ذاته يتكرر في الغرب: تأييد إذا وافقت البعثة التوجه المحلي، وهجوم عليها إذا خالفته. فهل باتت الوطنية تقاس بمن يصدر البيان؟ وهل اختُزلت السيادة في مزاج المبعوثة؟

لقد آن الأوان أن نقول لهؤلاء جميعًا، في الشرق والغرب والجنوب: استحوا! فكرامتكم، وتاريخكم، وانتماءكم الوطني، أكبر من تيتاه ومن بعثة الأمم المتحدة بأسرها. لماذا تصرون على أن تتحولوا – في يوم من الأيام – إلى مجرد غجر سياسيين في دولتكم؟ لماذا ترضون أن تكونوا أدوات بلا موقف، وأصوات بلا مشروع؟

المشكلة ليست فقط في البعثة التي تلتقي بمن تشاء، وتتجاهل من تشاء، بل في أولئك الذين يقبلون أن يُستدعى لهم دون غيرهم، ثم يخرجون علينا محملين بنصوص جاهزة وشعارات مكررة، ظنًا منهم أن التطبيل للبعثة سيمنحهم شرعية لا يملكونها، أو قوة لا يستحقونها.

إن ليبيا لن تستعيد عافيتها عبر تمجيد الخارج، بل عبر استعادة الإرادة الوطنية، وبناء مشروع سياسي ينبع من الشعب، لا من المقرات الأممية، ولا من تقارير تُكتب في غرف مغلقة.

ولتذهب البعثة والتيته والمجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الجحيم، دعونا نعود إلى الشعب. دعونا نعود إلى خارطة الطريق الحقيقية: أن نستفتي الشعب على شكل الدولة وهويتها، ثم نكلف نخبة من الليبيين المتخصصين بصياغة دستور وطني جامع، ثم نستفتي الشعب عليه، ثم نبني دولتنا بأيدينا لا بأيدي موظفي البعثات. كفاكم تطبيلاً وتزميراً، فإن بلادكم تضيع أمام أعينكم، وأنتم تتراقصون على أوهام الخارج. عودوا إلى الشعب، يا من لم تعودوا من الشعب!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

الإدارية العليا لمبعوثي الازهر بالخارج: المبعوثين لا يستحقون العلاوات أثناء مدة البعثة

كشفت المحكمة الإدارية العليا خلال حكمها في طعن مقدم من الأزهر الشريف، بانه لا يجوز منح مبعوثي الأزهر حق صرف العلاوات الاستثنائية عن فترة عملهم بالخارج، مؤكدة أن المبعوثين لا يستحقون تلك العلاوات أثناء مدة البعثة.


وجاء في حيثيات الحكم أن العلاوات المنصوص عليها في قانوني رقم 78 لسنة 2017 و96 لسنة 2018 تُصرف للعاملين داخل الدولة فقط، ولا تسري على من يعملون خارج البلاد، نظرًا لاختلاف طبيعة عمل المبعوثين بالخارج عن الموظفين المقيمين في الداخل، ولأنهم يتقاضون مخصصات مالية بالدولار الأمريكي أو ما يعادلها، وتُغطي تكاليف المعيشة والإقامة بالخارج.


وأضافت المحكمة أن الهدف من العلاوات هو مواجهة أعباء المعيشة داخل البلاد، وهو ما لا ينطبق على المبعوثين الذين يحصلون على مخصصات مالية إضافية، وبالتالي لا يجوز الجمع بين العلاوات المقررة في الداخل والمخصصات الممنوحة بالخارج.

 

 



مقالات مشابهة

  • كتلة الإصلاح النيابية تدعو رئاسة البرلمان لجلسة رسمية لمناقشة التطورات السياسية
  • «مفهوم الدولة أولًا»… الدوغة ينتقد تفاهمات تُطيل الفساد ومعاناة الليبيين
  • شاهد.. نجاة منتخب نيجيريا من كارثة محققة
  • النائب العام يأمر بحبس شخصين اعتديا على مقر البعثة الأممية باستخدام مقذوف صاروخي
  • أشباه مرشحين.. أكثر ولاءً وأعزُّ نفرًا!
  • تكالة يبحث مع نائبة المبعوثة الأممية مستجدات العملية السياسية في البلاد
  • المبعوثة الأممية ستيفاني خوري تبحث مع تكالة تنفيذ خارطة الطريق في ليبيا
  • الإدارية العليا لمبعوثي الازهر بالخارج: المبعوثين لا يستحقون العلاوات أثناء مدة البعثة
  • الفن المصرى... سلاح فى أكتوبر وأنغام تخلّد ذاكرة الوطن
  • خبير اقتصادي يتحدث لـ«عين ليبيا» عن تأثير فتح مكتب البنك الدولي على الاقتصاد الليبي