“بلومبرغ”: الضغط الأمريكي باتجاه تطبيع سعودي إسرائيلي يتمحور حول الصين
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
الجديد برس:
ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، في مقالٍ نشرته، أن الضغوطات التي يمارسها المسؤولون الأمريكيون من أجل “إنجاز صفقة إسرائيلية – سعودية” هدفها تقييد اقتراب السعودية من الصين.
وقالت الوكالة إن على واشنطن تقديم العديد من التنازلات “لشراء تعاون الرياض”، بما في ذلك التوصل إلى اتفاقية أمنية قوية، مُشيرةً إلى احتمال ألا يبقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهتماً بالصفقة.
ولفتت الوكالة إلى أن الجهود التي تبذلها واشنطن تُظهر التكلفة التي تبدو مستعدة لدفعها لمنع “سقوط السعوديين في مدار الصين”، مؤكدةً أنه على الرغم من حديث الولايات المتحدة عن التحول بعيداً من آسيا، فإن ذلك يوضح أيضاً مركزية الشرق الأوسط بالنسبة إلى الجغرافيا السياسية.
ووفقاً للوكالة، من أجل كسب الرياض، ستقدم الولايات المتحدة للدولة الخليجية ما يمكنها تقديمه وأكثر، من ضماناتٍ ومساعدات تتعلق بالبرنامج النووي المدني الذي تريده السعودية، وضماناتٍ أمنية أيضاً.
وستطلب من “إسرائيل” أيضاً تقديم تنازلاتٍ على طريق “إقامة دولةٍ فلسطينية”، وستمنحها ضماناتٍ أمنية معززة وأسلحة متقدمة.
وسيهدف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابل ضمان الأمن السعودي إلى تقييد علاقة الرياض بالصين، وهو الهدف الذي تسعى إليه واشنطن بإصرار، ما يحد من العلاقات التقنية بين البلدين. وعلى الأرجح، تأمين التزامات بأن الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان لن يستضيف قواعد صينية في الخليج.
وبالنسبة إلى بايدن، توضح الصحيفة أن العامين الماضيين كانا “فترةً صعبة ليتعلم منها”، إذ اكتشف كيف توفر الصراعات العالمية مساحةً وتأثيراً للدول الأصغر بين القوى الكبرى.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد أفادت أواخر يوليو الماضي بأن الرئيس الأمريكي أوفد كبير مستشاريه جيك سوليفان إلى السعودية لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي بشأن تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة الماضية، بأن السعودية وضعت “معوقاتٍ واشترطت حصولها على برنامج نووي” في مقابل تطبيع العلاقات.
وتداول إعلامٌ إسرائيلي أن السعودية ترغب في المضيّ في “خطوات مُهمّة في التطبيع”، موضحاً أنهم في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية يراقبون المناقشات بين الإدارة الأمريكية وكبار المسؤولين في السعودية، التي تتحدث عن صفقة سلاح ضخمة تتضمن منظومات متطورة، وتمهّد بدورها للمضيّ في طريق التطبيع.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
“شعب لن ينكسر”.. قتلى و”نسف” بهجوم إسرائيلي لا يتوقف على غزة والأهالي يؤكدون: لا وقف للنار في القطاع
غزة – تواصل آلة القتل حصد الأرواح في قطاع غزة، إذ أفادت مصادر طبية بوصول 8 ضحايا إلى مستشفيات القطاع منذ صباح امس السبت وحتى ساعات العصر.
وتقول المصادر إنه “جرى انتشال شهداء من تحت الركام وآخرون استشهدوا متأثرين بجراحهم”، في بلدات بيت لاهيا، حي الزيتون وجباليا، في مشهد يؤكد أن النزف الفلسطيني ما زال مستمرا دون توقف.
فرغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار، تعيش غزة واحدة من أكثر فصولها دموية وقسوة، حيث يثبت الواقع الميداني أن ما يسمى بـ”وقف النار” لا يتجاوز البيانات، بينما النار ما زالت تتساقط على رؤوس المدنيين، والبحر محاصر، والسماء مشبعة بالطائرات المسيرة، والحصار يخنق تفاصيل الحياة اليومية لأكثر من مليوني إنسان.
ومنذ ساعات الفجر الأولى، دوت انفجارات عنيفة في شرق مدينة غزة نتيجة تفجير روبوتات مفخخة، أعقبها قصف متواصل استهدف أحياء الشجاعية، التفاح، الزيتون، والشعف، في وقت واصل فيه الطيران الحربي غاراته على رفح وخانيونس والمغازي، بينما أطلقت الزوارق الحربية نيرانها بكثافة على قوارب الصيادين في بحر خانيونس، في مشهد يعكس استباحة إسرائيلية كاملة للبر والبحر معا.
وعاش الأهالي في أحياء غزة الشرقية ليلة قاسية، تخللتها أحزمة نارية، قنابل إنارة، نسف لمنازل سكنية، وإطلاق نار من طائرات “كواد كابتر” باتجاه البيوت، حتى في المناطق المصنفة “آمنة”. أصوات الانفجارات سمعت من شمال القطاع إلى وسطه، بينما كان القلق سيد المشهد، والأطفال يلتصقون بأمهاتهم، ينتظرون صباحا قد لا يأتي.
وخلال الساعات الماضية، سقط قتلى وجرحى في بيت لاهيا، جباليا، الزيتون، والبريج، بينهم مسنون وشباب، كما جرى انتشال جثامين من تحت أنقاض منازل دمرت منذ أيام، في وقت ما يزال فيه عشرات القتلى عالقين تحت الركام، عاجزة طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المتكرر وخطورة المناطق المستهدفة.
أرقام دامية
وزارة الصحة في غزة أعلنت وصول قتلى وجرحى جدد إلى المستشفيات خلال الـ48 ساعة الماضية، مؤكدة أن عدد القتلى منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025 ارتفع إلى مئات ونحو ألف إصابة، ما ينسف عمليا أي ادعاء بوجود تهدئة حقيقية على الأرض.
أما الحصيلة الإجمالية للعدوان، فقد تجاوزت سبعين ألف قتيل وأكثر من مئة وسبعين ألف جريح منذ السابع من أكتوبر 2023، في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، ترتكب أمام أعين العالم.
التجويع كسلاح
المأساة لا تتوقف عند القصف. فالحصار ما زال يخنق غزة، حيث كشف المكتب الإعلامي الحكومي أن الجيش الإسرائيلي سمح بإدخال 104 شاحنات غاز طهي فقط من أصل 660 شاحنة مقررة، أي ما يعادل 16% فقط من الاحتياج الفعلي.
هذا النقص الحاد حرم أكثر من 2.4 مليون إنسان من أبسط متطلبات الحياة اليومية، وأجبر مئات آلاف الأسر على الانتظار لأشهر للحصول على حصة لا تتجاوز 8 كيلوغرامات من الغاز، في ظل شلل شبه كامل للمطابخ، المخابز، والمرافق الصحية.
عائلات تبحث عن أبنائها
الدفاع المدني في غزة وجه رسالة مؤلمة إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية، محذرا من تفاقم أزمة المفقودين، حيث تعيش آلاف العائلات في قلق دائم، لا تعرف مصير أبنائها الذين خرجوا ولم يعودوا. معرفة المصير، كما يقول الدفاع المدني، باتت حلما بسيطا لعائلات أنهكها الانتظار والخوف.
رغم كل شيء… غزة تصمد
في مقابل الموت اليومي والحصار الخانق، يواصل أهل غزة “صمودهم الاستثنائي”، بحسب مراقبين. “يشيعون شهداءهم، ينتشلون جثامين أحبتهم بأيديهم، يرممون ما يمكن ترميمه من بيوت مدمرة، ويصرون على البقاء فوق أرضهم مهما اشتد القصف والجوع”.
غزة اليوم لا تطلب شفقة، بقدر ما تصرخ في وجه العالم: هذا ليس وقف نار، بل حرب متواصلة بأدوات مختلفة… وهذا شعب، مهما اشتد النزف، لا ينكسر.
المصدر: RT