"رواتبنا من نفطنا وغازنا"، تحت هذا العنوان دشنت جماعة الحوثي حملتها على مواقع التواصل الاجتماعي رداً على الحملة التي أطلقها سياسيون ونشطاء ومواطنون في مناطق سيطرتها تطالب بصرف الرواتب.

الحملة التي دشنت تحت عنوان "كرامتي في راتبي" طالبت جماعة الحوثي بصرف مرتبات الموظفين بمناطق سيطرتها من الإيرادات التي تحصلها بمئات المليارات، ولاقت تفاعلاً واسعاً أضاف إلى الزخم الذي أحدثه إضراب المعلمين في مناطق سيطرة الجماعة والذي يدخل أسبوعه الرابع.

الحملة الحوثية المضادة التي دشنتها قيادات الجماعة خلال اليومين الماضين أعادت من خلالها تكرار الأكاذيب المستهلكة من قبلها خلال السنوات الست الماضية لتبرير رفضها صرف الرواتب للموظفين بمناطق سيطرتها على الرغم من الإيرادات والجبايات التي تفرضها.

أبرز هذه الأكاذيب التي أعادت قيادات الجماعة تكرارها، كان الحديث عن أن سيطرة الحكومة الشرعية على إيرادات النفط والغاز خلال السنوات الماضية كان السبب الرئيسي في عجز الجماعة عن دفع المرتبات بمناطق سيطرتها، وزعمت بأنها تشكل 90% من إيرادات الموازنة.

هذه المزاعم والأكاذيب تفضحها أرقام لتقديرات موازنة عام 2014م التي قدمتها حكومة الوفاق الوطني وتعتبر آخر موازنة لليمن قبل الحرب، والتي توضح بأن إيرادات النفط والغاز تشكل 45.4% فقط من الإيرادات، بينما تشكل إيرادات الضرائب والجمارك 33.8 %، و20% إيرادات أخرى.

 وهي أرقام لا تختلف كثيرا عن أرقام السنة المالية 2013م والتي يمكن الاعتماد عليها كموازنة منفذة فعلياً، حيث تشير أرقام موازنة 2013م إلى أن إيرادات النفط والغاز شكلت 49% وبمبلغ 1036 مليار ريال، في حين شكلت إيرادات الضرائب والجمارك 30% من الإيرادات العامة للدولة بـ628 مليار ريال.

وبمقابل هذه الإيرادات، بلغ بند الرواتب في موازنة 2013م 905 مليارات ريال، وباستبعاد رواتب الجيش والأمن وهي نحو 400 مليار، فإن رواتب القطاع المدني لا تتجاوز 500 مليار، وإذا ما اخذنا ادعاءات جماعة الحوثي بان 70% منهم في مناطقها، فان فاتورة رواتبهم السنوية لا تتجاوز 350 مليار ريال.

وإذا ما اعتمدنا أرقام إيرادات الجمارك والضرائب بحسب موازنة 2013م دون تغيير، وأخذنا ايضاً ادعاءات جماعة الحوثي بأن 70% من النشاط التجاري في اليمن يقع في مناطق سيطرتها، فإن إيراداتها السنوية من الضرائب والجمارك وفق أرقام 2013م تصل إلى نحو 450 مليار ريال.

وهو ما ينسف كل مزاعم وتبريرات الجماعة الحوثية لنهبها رواتب الموظفين بمناطق سيطرتها، وقدرتها على دفعها من إيرادات الجمارك والضرائب فقط وبحسب أرقام 2013م مع تحقيق وفر بـ100مليار ريال، على الرغم من حقيقة أنها ضاعفت هذه الرسوم لمرات عدة، وجمعها لإيرادات أخرى مهمة كالاتصالات.

أما الأكذوبة الأشهر التي تحاول الجماعة التغطية بها على هذا الملف، هو التذرع بقرار الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بنقل إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن أواخر عام 2016م، وتبجح قيادات حوثية بأن البنك ظل يصرف المرتبات لمحافظات الجمهورية منذ بداية الحرب حتى قرار نقله إلى عدن.

هذه المغالطة التي تمررها الجماعة لأتباعها وتحاول بها استغفال اليمنيين بمناطق سيطرتها واستغلال جهلهم بالجوانب المالية، وحقيقة أن عملية صرف المرتبات في كل محافظة مرتبطة أصلا بالتزامها بعملية توريد إيراداتها إلى فرع البنك، وهو ما ظل قائماً حتى صدور قرار نقل البنك إلى عدن.

فعملية صرف المرتبات بالوضع الطبيعي تتم من قبل البنك المركزي أو فروعه بالمحافظات من السيولة المالية التي توفرها الإيرادات التي تورد له كإيرادات مركزية أو مشتركة، ويقتصر دور إدارة البنك على الإشراف على هذه العملية وفق الموازنة العامة المقرة من الحكومة والتدخل في حالة أي نقص في السيولة لدى أي فرع أو أن بند المرتبات يفوق حجم الإيرادات الموردة.

وبهذه العملية جرت عملية صرف المرتبات في عموم محافظات الجمهورية بشكل سلس خلال عامي 2015 – 2016م على الرغم من اندلاع الحرب واشتعالها بشكل عنيف وانقطاع الطرق الرابطة بين المحافظات، في حين تحاول قيادة الجماعة بشكل مثير للضحك تصوير الأمر وكأن إدارة بنكها في صنعاء كانت ترسل المرتبات عبر الإنزال الجوي ووسط المعارك والنيران إلى المحافظات المحررة.

محاولة تثير السخرية تحاول من خلالها الجماعة الحوثية التغطية على حقيقة أن مسألة الرواتب ترتبط أولاً وأخيراً بعملية تحصيل الموارد وإدارتها بشكل كامل ومن قبل جهة شرعية واحدة مخولة بذلك وتتحمل مسئوليتها، وما عدا ذلك فليس أكثر من هراء.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: جماعة الحوثی من الإیرادات صرف المرتبات ملیار ریال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الاحتلال يستخدم مستعربين لنهب المساعدات وخلق الفوضى بغزة

قال الخبير العسكري الإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم مستعربين لنهب المساعدات وتنفيذ اغتيالات واعتقالات في الفلسطينيين في قطاع غزة، إضافة إلى تكليفهم بمهام استخبارية خاصة.

وبثت كتائب القسام– الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- اليوم الجمعة مشاهد حصرية توثق استهداف مقاتليها مجموعة من المستعربين التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأظهرت المشاهد عناصر من المستعربين بلباس مدني يتحركون بتوجيه من الجنود الإسرائيليين، وينفذون عمليات تمشيط بحماية طائرات الاحتلال في منطقة حدودية شرقي رفح، ويقتحمون منازل الفلسطينيين.

وبحسب ما كشف مصدر أمني لقناة الجزيرة، فقد تبيّن أن المستعربين عملاء للاحتلال الإسرائيلي للتمشيط ورصد المقاومين ونهب المساعدات، وأشار المصدر إلى أن هؤلاء تابعون لعصابة المدعو ياسر أبو شباب وتعمل بإمرة جيش الاحتلال داخل رفح.

وأطلق الجيش الإسرائيلي -يتابع العقيد الفلاحي- على المستعربين عدة تسميات، مثل " البلماخ"، واستخدمهم في الأربعينيات، وهناك وحدة دوفدفان في الضفة الغربية، وهؤلاء يتكلمون اللغة العربية بطلاقة وملامحهم تشبه ملامح أصحاب المنطقة.

إعلان

ويُكلّف المستعربون بمهمة جمع المعلومات الاستخبارية ومراقبة قيادات المقاومة ومحاولة معرفة أماكن الأنفاق والأسرى، وقد يكلفون باعتقال واغتيال المقاومين في غزة، كما جرى في 19 مايو/أيار الماضي عندما دخلت قوة إلى خان يونس جنوبي القطاع في محاولة لاستهداف أحد عناصر ألوية صلاح الدين، لكنها فشلت.

عمل العصابات

وتقوم قوة "المستعربين" بعمل العصابات، فمثلا عندما تكون هناك مظاهرات يكلف عناصرها بأعمال شغب لإعطاء الاحتلال مبررات استهداف هذه المظاهرات.

ورجح العقيد الفلاحي، أن جيش الاحتلال بدأ يستخدم "المستعربين" في هذه المرحلة لكشف ترتيبات المقاومة في الداخل، لكنه أشار إلى أن بعض هؤلاء يتم تزويدهم بمعلومات مغلوطة تمرر إلى الجيش الإسرائيلي، ما يجعله يقع في كمائن المقاومة.

ويحاول "المستعربون" الاندماج وسط أهالي غزة في رفح لجمع المعلومات عن المقاومة ونهب المساعدات، إضافة إلى خلق الفوضى لإعطاء جيش الاحتلال مبرر استهداف الغزيين.

ويذكر أن فلسطينيين أُصيبوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع المساعدات التابع لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية في منطقة نتساريم وسط قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الاحتلال يستخدم مستعربين لنهب المساعدات وخلق الفوضى بغزة
  • النفط يواصل التدفق.. أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً وإنتاج غازي يتجاوز 2.5 مليار قدم مكعب
  • أزمة الرواتب.. المالية الاتحادية: الإقليم لم يلتزم بتسليم الإيرادات وتجاوز حصته المحددة
  • أرقام من موازنة مصر خلال 10 أشهر: عبء الدين يلتهم إيرادات الضرائب
  • استقرار إنتاج النفط والغاز.. أكثر من 1.3 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • استقرار إنتاج النفط والغاز.. أكثر من 1.3 مليون برميل نفط خلال 24 ساعة
  • أكثر من ملياري دولار إيرادات بيع النفط إلى إيطاليا العام الماضي
  • دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
  • الدول الأكبر باحتياطيات النفط والغاز في العام 2025 (إنفوغراف)
  • تفاقم العجز المالي مع غياب الدعم والمنح .. توجه حكومي لمضاعفة إيرادات الجمارك