الصحة السودانية ترتب لإنشاء مركزين جديدين للعلاج الإشعاعي
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
وزارة الصحة السودانية بحثت الترتيب لفتح منافذ خدمة جديدة بعد خروج ولايتي الخرطوم والجزيرة من تقديم خدمات القلب والسرطان.
بورتسودان: التغيير
كشفت وزارة الصحة السودانية، عن اتجاه لإنشاء مركزين جديدين للعلاج الإشعاعي، وقالت إنها بدأت الترتيبات والتصاديق المالية لهما.
وفاقمت حرب 15 ابريل 2023م بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من معاناة المرضى عموماً ومرضى القلب والسرطان خصوصاً، جراء خروج المراكز الرئيسية بالعاصمة الخرطوم والجزيرة من الخدمة وتكدس المرضى في مراكز محدودة شمال وشرق البلاد، فضلاً عن أزمة الأدوية العلاجية.
وبحسب إعلام وزارة الصحة، انعقد أمس الاثنين، اجتماع خاص بالأمراض المزمنة الخاص بشريحتي أمراض القلب والسرطان (الأورام) التي تتلقى العلاج المجاني على نفقة الدولة، بمكتب الوزير د. هيثم محمد إبراهيم ببورتسودان.
وناقش الاجتماع أهمية الترتيب لمنافذ تقديم الخدمة وفتح منافذ خدمة جديدة بعد خروج ولايتي الخرطوم والجزيرة من تقديم خدمات القلب والسرطان.
وأوضح أنه تم التأمين على الإمداد الدوائي لمرضى السرطان واستجلاب أدوية تحسباً للفترة القادمة.
وقال الوزير هيثم في تصريحات صحفية، إن الاجتماع أمن الجانب العلاجي بعد خروج المراكز المتخصصة التي تقدم الخدمة بولايات الخرطوم والجزيرة لمرضى السرطان والقلب، وأضاف أن المنفذ الحالي الوحيد هو مركز مستشفى الضمان بمروي.
وأشار إلى أن الاجتماع أكد ضرورة تخفيض التكلفة العلاجية والاشعاعية مع مدينة مروي الطبية التي ظلت تقدم الخدمة للمريض باعتباره المركز الوحيد الذي يقدم الخدمة بالبلاد.
وكشف هيثم عن اتجاه لإنشاء مركزين جديدين للعلاج الإشعاعي، بدأت الترتيبات لهما والتصاديق المالية وسترى النور قريباً.
القسطرة وعمليات القلبوفيما يختص بالقسطرة العلاجية وعمليات القلب المفتوح للكبار والأطفال، قال الوزير إن الوضع أفضل من الأورام، حيث وصلت اثنين قسطرة علاجية لولايتي البحر الأحمر والشمالية بالإضافة إلى مراكز عطبرة شندي ومروي الطبية.
ولفت إلى أن برنامج القسطرة القلبية مدعوم من الدولة، وأن المراكز ظلت تعمل بصورة طيبة، وأن الإتجاه الحالي التوسع في جراحة القلب المفتوح.
وأضاف هيثم أن العمليات الجراحية لمرضى القلب من الأطفال بدأت بمستشفى الضمان بمروي.
وتابع: “نسعى إلى تقليل التكلفة حتى نتمكن من تقديم الخدمات بصورة أكبر وذلك بالتعاون مع شركاء السودان وخارجه لعمل مزيد من مشاريع جراحة القلب الأطفال، وتوفير المستهلكات الطبية عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية”.
الوسومالجزيرة الخرطوم السرطان السودان العلاج الإشعاعي بورتسودان شندي عطبرة مرضى القلب مروي مستشفى الضمان هيثم محمد إبراهيم وزارة الصحةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجزيرة الخرطوم السرطان السودان العلاج الإشعاعي بورتسودان شندي عطبرة مرضى القلب مروي مستشفى الضمان هيثم محمد إبراهيم وزارة الصحة الخرطوم والجزیرة القلب والسرطان وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
الإكمو ECMO المصري مشروع وطني لإنقاذ الأرواح وتوطين التكنولوجيا الطبية المتقدمة... حصري
تبرز الصناعات الطبية المتقدمة كأحد أهم ركائز الأمن القومي الصحي،في إطار توجه الدولة المصرية نحو توطين الصناعات الاستراتيجية، وعلى رأسها أجهزة دعم الحياة المستخدمة في أخطر وأعقد الحالات الحرجة.
ويُعد جهاز الإكمو (ECMO) أو الأكسجة الغشائية خارج الجسم من أكثر هذه الأجهزة تطورًا وتعقيدًا، نظرًا لدوره الحاسم في إنقاذ المرضى الذين يعانون من فشل حاد في القلب أو الرئتين، أو في أثناء الجراحات والتدخلات عالية الخطورة.
وفي هذا السياق، جاءت دعوة الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية الطب بقصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، لتوطين صناعة جهاز الإكمو في مصر، كخطوة استراتيجية تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية امتلاك التكنولوجيا الطبية بدل الاعتماد الكامل على الاستيراد، خاصة في ظل ارتفاع التكلفة العالمية وتكرار الأزمات الصحية.
هذا التوجه يأتي تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة،الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفياة الجامعية، وبالتكامل مع الدور الأكاديمي والعلمي الذي تقوم به كلية الطب قصر العيني، باعتبارها إحدى أقدم وأكبر المؤسسات الطبية في المنطقة.
في هذا الحوار الخاص علي موقع الفجر، يفتح الدكتور أكرم عبدالباري، أستاذ الحالات الحرجة ومدير وحدة ECMO بقصر العيني، ملف توطين صناعة الإكمو، متناولًا أبعاده الطبية والعلمية والصناعية، وفرص تحويله إلى مشروع وطني قابل للتطبيق.
س: بداية، كيف تقيّمون دعوة الدكتور حسام صلاح مراد لتوطين صناعة جهاز الإكمو في مصر؟دعوة الدكتور حسام صلاح مراد لتوطين صناعة جهاز الإكمو تُعد خطوة شديدة الأهمية، وتأتي في توقيت بالغ الدقة. نحن نتحدث عن جهاز يمثل قمة التعقيد في طب الحالات الحرجة، ويُستخدم كحل أخير لإنقاذ المرضى الذين تفشل لديهم كل وسائل الدعم التقليدية. طرح فكرة التصنيع المحلي يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى امتلاك المعرفة والتكنولوجيا، وليس فقط شراء المنتج النهائي، وهو توجه يتماشى مع توجه الدولة نحو توطين الصناعات المعقدة في مختلف المجالات.
س: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه قسم الحالات الحرجة في تحويل هذه الدعوة إلى مشروع تطبيقي؟
قسم الحالات الحرجة هو القلب النابض لأي مشروع من هذا النوع، لأنه الجهة التي تتعامل يوميًا مع جهاز الإكمو في الواقع العملي. نحن نعرف احتياجات المريض، ونعرف تفاصيل التشغيل، والمشكلات المحتملة، ومتطلبات الأمان. هذه الخبرة السريرية المتراكمة يجب أن تكون الأساس الذي تُبنى عليه عملية التصميم والتطوير، من خلال المشاركة في وضع المواصفات الطبية، واختبار النماذج الأولية، وتقييم كفاءة الجهاز قبل الوصول إلى مرحلة الإنتاج.
جهاز الإكمو أو الأكسجة الغشائية خارج الجسم هو في الأساس رئة صناعية متصلة بمضخة، يمكنها أن تحل محل القلب أو الرئتين لأيام أو أسابيع، ونادرًا لشهور، داخل وحدات الرعاية المركزة. يُستخدم في الحالات الحرجة شديدة التعقيد، مثل الفشل التنفسي الحاد، أو الصدمات القلبية، أو بعد جراحات القلب والرئة. كما يُستخدم أحيانًا في الجراحات والتدخلات عالية الخطورة، مثل قسطرة القلب المعقدة وجراحات القلب المفتوح، وهو ما يجعله جهازًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح.
س: ما المتطلبات الطبية والفنية لإنتاج جهاز إكمو مصري مطابق للمعايير العالمية؟المتطلبات متعددة ومتشابكة. طبيًا، يجب إشراك تخصصات الحالات الحرجة، وجراحات القلب والصدر، والتخدير، لضمان أن الجهاز يلبي كل السيناريوهات الإكلينيكية. فنيًا، يتطلب الأمر تصميمًا هندسيًا عالي الدقة، يعتمد على أحدث نظم الأكسجة والمضخات، مع الالتزام الصارم بمعايير الجودة والسلامة العالمية. كما يجب إجراء دراسات جدوى دقيقة، وتحليل شامل للمخاطر التصنيعية، واختبارات فنية ومعملية، ثم اختبارات على نماذج حيوانية وفق الأصول العلمية المعروفة، قبل الانتقال إلى مراحل الاعتماد والإنتاج.
س: هل تمتلك مصر خبرات سابقة يمكن البناء عليها في هذا المجال؟بالتأكيد. مصر تمتلك خبرات حقيقية، خاصة داخل كلية طب قصر العيني. وجود وحدة متخصصة للإكمو في قصر العيني يُعد إنجازًا تاريخيًا، حيث إن عدد الوحدات المماثلة عالميًا لا يتجاوز العشرات. كما سبق أن تم تصنيع بعض مستلزمات الإكمو بناءً على تصميمات علمية مصرية، وتم تسويقها من خلال إحدى الشركات العالمية تحت اسم “Cairo University Kit”، قبل أن يتوقف الإنتاج لفترة خلال جائحة كورونا. هذه التجارب تؤكد أن لدينا الأساس العلمي والعملي القادر على الانطلاق مجددًا.
س: ما أهمية الشراكات بين الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الصناعي؟الشراكات هي العامل الحاسم في نجاح المشروع. الجامعات توفر البحث العلمي والخبرة الأكاديمية، والمراكز البحثية تسهم في التطوير والاختبار، بينما يمتلك القطاع الصناعي القدرة على التصنيع والإنتاج على نطاق واسع. هذا التكامل يقلل التكلفة، ويختصر الزمن، ويضمن استدامة المشروع. كما أنه يجذب استثمارات محلية ودولية، ويعزز ثقة السوق في المنتج المصري.
س: كيف يسهم التصنيع المحلي في مواجهة الأزمات الصحية؟جائحة كورونا كانت درسًا قاسيًا للجميع، حيث اتجه الإنتاج العالمي للأجهزة الطبية إلى الدول المصنعة أولًا. التصنيع المحلي يمنح الدولة استقلالية ومرونة في أوقات الأزمات، ويضمن استمرار تقديم العلاج للمرضى دون الارتباط بتقلبات السوق العالمية أو سلاسل الإمداد الخارجية.
س: ما الأثر المتوقع لتوطين صناعة الإكمو على القارة الإفريقية؟
الإكمو متوفر حاليًا في عدد محدود جدًا من الدول الإفريقية، بسبب ارتفاع تكلفة الاستيراد. مصر تُعد رائدة في هذا المجال داخل القارة، وتوطين الصناعة سيسمح بنقل هذه التكنولوجيا إلى دول إفريقيا بتكلفة أقل، ما يعزز الدور المصري الإقليمي في دعم المنظومات الصحية بالقارة.
في النهاية، يؤكد الدكتور أكرم عبدالباري أن توطين صناعة جهاز الإكمو في مصر يمثل مشروعًا وطنيًا متكامل الأبعاد، يجمع بين الطب، والبحث العلمي، والهندسة، والصناعة. هذا المشروع، الذي يأتي تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، يعكس إرادة حقيقية للانتقال من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج.
تصنيع الإكمو محليًا لا يعني فقط خفض التكلفة، بل يعني إنقاذ مزيد من الأرواح، وتوسيع نطاق العلاج، وبناء قدرات وطنية قادرة على مواجهة الأزمات الصحية. كما يفتح آفاقًا واسعة للتعاون الإفريقي والدولي، ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطب المتقدم.
الرسالة الأهم أن هذا الحلم قابل للتحقق، وأن امتلاك التكنولوجيا الطبية المتقدمة لم يعد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية، يمكن تحقيقها بالإرادة، والتكامل، والثقة في قدرات العقول المصرية.