جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@20:27:20 GMT

شرفة نرى منها كل شيء (3)

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

شرفة نرى منها كل شيء (3)

 

مُزنة المسافر

 

 

العيون والمجون.

والقيود الكثيرة الموضوعة في السيرك.

فصلٌ كبيرٌ من الإرشادات.

والإشارات.

وعلى الصغار الامتثال ليكونوا الشطار.

وليُمتعهم السيرك.

فينظرون للدَرك، من فوق.

حيث يقف أعظم بهلوان عاش في السيرك.

وماذا إن غرق في بركة الأسود.

وصرخ أسد كبير.

بوجود البهلوان في حوض ضحل.

هل سيصيبه الخوف والوجل؟

والحزن والخجل.

تفاعل معه بضع غرباء.

جاءوا من البلدات المجاورة.

إنهم هنا، يصنعون وهج السيرك ومجده.

يصفقون وينفعلون، يبكون ويضحكون.

قفز البهلوان، كما لم يقفز أي إنسان من قبل.

إنه ينط، "هولا هوب".

ويفعل المستحيل ليصنع الضحكات.

والقهقات، إنه مضحك.

ووجوده مجدي، والضحك هنا بالطبع معدي.

ولا يمكن إيقاف أي قهقهةٍ.

يصدرها بهلوان أو صغير.

أراد أن يأكل الفوشار في فرح كبير.

هل سيصبغ المهرجون وجوههم بألوان الأحزان؟

أم سيصيبهم الذهول، ويكونون في مثول كبير لشريعة المهرجين الجديدة.

التي فيها دهشة، وربكة وأعظم حبكة سمعناها في تاريخ سيرك ما.

لا بُد من الضحك، لتزهق حيوات البالونات المعلقة.

التي لا ترغب أن تُطعن أبداً بدبوس ما.

إنها تود أن تطير.

ويكون لها غير مصير.

وتشارك ناس السيرك الفرح.

والسرح في تلك السماء البهيجة.

سماء مدينتنا المزينة بالأنوار.

والألوان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فلنغير العيون التي ترى الواقع

كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية. 

في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها. 

ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار! 

نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد. 

يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك». 

السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد. 

أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟ 

النقطة الأخيرة 

يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع». 

عُمر العبري كاتب عُماني 

مقالات مشابهة

  • انخفاض كبير في صادرات العراق النفطية الى أميركا خلال أسبوع
  • وفاء مكي تكشف لـ صدى البلد سر رشاقتها | فيديو
  • عاجل| المواصفات تمنع 3 مصانع محلية من بيع المدافئ وتحجز كميات منها
  • فلنغير العيون التي ترى الواقع
  • عبدي يؤكد على اتفاق 10 آذار لبناء سوريا الجديدة: مسد سيكون له دور كبير
  • ارتفاع كبير بأسعار الذهب في بغداد وأربيل
  • حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته
  • رقم كبير.. النجف تكشف كمية الأمطار التي تم تصريفها من شوارع المحافظة
  • العلاقات أقوى مما مضى.. ممثلة كوردستان توضح طبيعة تفاهم كبير مع واشنطن
  • مصرع شخص سقطت به شرفة المنزل وإصابة 4 آخرين