يمانيون/ صنعاء أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن الشعب اليمن ماضِ في تحقيق أهدافه حتى الاستقلال الكامل والحرية والكرامة، وبناء جيش قوي ومنيع يحمي مكتسبات الثورة ويولي قضايا أمته الإسلامية الأولوية المطلقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة العيد الـ 62 لثورة 26 سبتمبر، أن الشعب اليمني قد بذل وسيستمر في البذل في سبيل نصرة أبناء الشعب الفلسطيني.

كما أكد أن الشعب اليمني اليوم يعي جيداً أن كل المرتبطين بالنظام السعودي، وكل الخاضعين للنظام الإماراتي، في قراراتهم وتوجهاتهم ليسوا في مقام أن يقدموا أنفسهم حماة للجمهورية، أو للـ26 من سبتمبر، وإنما هم امتداد للأدوات القذرة التي تآمرت على اليمن منذ البداية وحتى يومنا هذا؛ لحساب الممالك والإمارات المتخلفة على يمن الإيمان والحكمة.

ولفت إلى أن شعبنا مصمم أكثر على المضي في مسار التغيير والبناء والإصلاح الهيكلي لكافة مؤسسات الدولة لتقوم بواجبها في خدمة شعبنا اليمني العزيز حتى يلمس النتائج المنشودة.. معتبرا ما وصلت اليه المؤسسة العسكرية بما فيها القوة الصاروخية والوحدات الأخرى نموذجا لما يمكن الوصول إليه بتضافر الجهود وتعاون الجميع على المستوى الحكومي والشعبي.

وجدد فخامة الرئيس الإدانة للجرائم البشعة والشنيعة التي يقترفها الكيان الصهيوني المؤقت بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وكل شعوب المنطقة بدعم أمريكي وغربي غير مسبوق.. مؤكدا استمرار موقف اليمن المبدئي والديني والإنساني في نصرة شعوب أمتنا بكل ما يستطيع، في مواجهة قوى الإجرام والغطرسة.

وشدد على استمرار أنشطة التعبئة العامة والخروج الجماهيري المليوني نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر.

ونصح الرئيس المشاط النظام السعودي بتسريع خطوات إنهاء العدوان، وإنهاء حالة اللا سلم واللا حرب ورفع الحصار كلياً وجبر الضرر، ومعالجة القضايا الإنسانية لما فيه من مصلحة له ولليمن ولكل المنطقة، والخروج من عباءة الإملاءات الأمريكية وحالة التردد والمماطلة.

وتوجه بالتحية والتقدير إلى شعبنا الصابر الصامد، وأبطال القوات المسلحة والأمن في سهول اليمن وبحاره، وإلى كل رفاق السلاح من عموم قبائل اليمن الأبية، وجميع أبناء الوطن الشرفاء في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر.

وفيما يلي نص الخطاب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته الأخيار، وبعد:

بمناسبة حلول الذكرى 62 للسادس والعشرين من سبتمبر، أتوجّه باسمي، ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى، بتحية التقدير والإكرام إلى شعبنا الصابر الصامد، وإلى أبطالنا القوات المسلحة والأمن في سهول اليمن وبحاره، وإلى كل رفاق السلاح من عموم قبائل اليمن الأبية، وجميع أبناء الوطن الشرفاء في الداخل والخارج.

أيها الأخوة والأخوات/

تحل علينا هذه الذكرى واليمن يتعرّض على مدى عشر سنوات إلى عدوان أمريكي – سعودي لم يتوقف إلى اليوم، وليس من قبيل الصدفة أن ذات القوى والدول التي تصدرت مشهد مواجهة بلدنا في السادس والعشرين من سبتمبر هي نفسها اليوم من تواجه شعبنا اليمني العزيز، للحيلولة دون تحقيق ما يصبو إليه من استقلال وحرية ورفاه وحياة كريمة.

ولعلّ من أهم الأسباب التي جعلت من أعداء الـ26 من سبتمبر بالأمس هم أعداء الجمهورية اليمنية اليوم، هي تلك الأهداف التي نادت بها الـ26 من سبتمبر، وفي مقدمتها بناء جيشها الوطني القوي، المقتدر على حماية سيادة البلد، وحماية ثرواته، ورفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وكان لهذه الأهداف أن تحقق، لولا تلك المؤامرات التي استهدفت هذه الأهداف في بواكيرها الأولى، ورهنت القرار اليمني، وفتحت الباب على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية، فكانت الطعنة القاتلة التي انغرست في الظهر من الأيام الأولى.

أيها الإخوة والأخوات، يا جماهير شعبنا اليمني العزيز:

إن ما تعرضت له الأهداف من اختراقات ومؤامرات من قِبل الخارج أدت إلى تحنيط أهدافها، وتمكنت القوى الخارجية المعادية للبلد من السيطرة على القرار اليمني بتنصيب أدوات لهم في الداخل، فلم تسمح بتحرير القرار الوطني، واستقلال اليمن كما ينبغي، كما لم تسمح ببناء جيش وطني قوي، وحافظت على الوضع السيئ والبائس لهذا الشعب؛ لضمان السيطرة عليه، وعندما أصبح الخارج هو الذي يقرر من يتحكم على رقاب هذا الشعب أصبح للبلد مسؤولون بلا ضمير، والذين مضوا يقتلون اليمن باسم اليمن، ويعزلونها حتى تحولت أمجادنا إلى مجرد سمفونية يستدعونها كلما أطلت الذكرى السنوية، بينما يقضون بقية العام في عمالتهم وفسادهم وبناء أرصدتهم الشخصية والأسرية، واستثماراتهم المتنوعة داخل البلد وخارجه، التي سرقوها من ثروات الشعب، فيما تركوه يعاني الحرمان والفقر، وعكفوا على تنفيذ كل ما يريده الخارج، لا ما يريده الشعب، وهكذا استمر الحال على مدى 62 عاماً.

وخلال أكثر من نصف قرن، كان بالإمكان إحداث تحول استراتيجي في البلد، والانتقال به إلى مصافِ الدول المتقدمة والغنية لو أن هذه الأهداف ظلت في أيادي أبنائها المخلصين، ولكن الاختراق الجسيم الذي أحدثته القوى الخارجية قد أعاقت تحقيق هذا الحلم، وتسببت في مضي كل هذه السنوات دون تقدم يُذكر، وكلما حاول أحرار اليمن استعادة القرار اليمني، وبناء جيش يمني قوي، وبناء مؤسسات الدولة لتقوم بدورها في خدمة هذا الشعب العظيم سارع الخارج بالدفع بأدواته الداخلية إلى تصفيتهم، أو اغتيالهم، كما حدث للرئيس إبراهيم الحمدي، وانتهاء بالرئيس الشهيد صالح الصماد -رحمة الله تغشاه.

أيها الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج:

لقد استمر الشعب في نضالاته رغبة في الحرية والاستقلال، وتحقيق أهدافه على مدى عقود، وقدّم في سبيل ذلك أعظم التضحيات، وأزكى الدماء، حتى توج نضالاته في ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، والتي -بعون الله وتوفيقه- تمكنت من قطع يد الوصاية الخارجية، وبدأت خطوات جادة ومتقدمة في طريق تحقيق أهداف الـ26 من سبتمبر في الاستقلال والحياة الكريمة.

أيها الإخوة والأخوات:

إن من أعجب العجائب وأغرب الغرائب أن نجد مجموعة من المنبطحين، وقد تنكروا لأهداف الـ26 من سبتمبر والحرية والسيادة، وذهبوا إلى أحضان المملكة السعودية، بل وأن تزايد تلك الحفنة من ضعاف النفوس، وبائعي السيادة، على شرفاء البلد، وحماة الجمهورية الحقة، وهم يطمحون إلى العودة على ظهر دبابة أجنبية لإعادة اليمن إلى دائرة الارتهان والتبعية للخارج.

إن الجمهورية اليمنية الحقيقية وأبطالها هم أولئك الرجال الأباة الواقفون على الثغور اليوم في مواجهة أعتى عدوان عالمي تعرّض له بلدنا في تاريخه المعاصر بغية إعادته إلى مربع الوصاية والتبعية للخارج.

إن الشعب اليمني اليوم يعي جيداً أن كل المرتبطين بالنظام السعودي، وكل الخاضعين للنظام الإماراتي، في قراراتهم وتوجهاتهم ليسوا في مقام أن يقدموا أنفسهم حماة للجمهورية، أو للـ26 من سبتمبر، وإنما هم امتداد للأدوات القذرة التي تآمرت على اليمن منذ البداية وحتى يومنا هذا؛ لحساب الممالك والإمارات المتخلفة على يمن الإيمان والحكمة.

وأختم بالنقاط الآتية:

1- إن شعبنا اليمني اليوم ماضِ قُدماً في تحقيق أهدافه حتى الاستقلال الكامل والحرية والكرام، وبناء جيش قوي ومنيع يحمي مكتسبات الثورة في وجه أعدائها، ويولي قضايا أمته الإسلامية الأولوية المطلقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وقد بذل وسيستمر في البذل لكل غالٍ ورخيص في سبيل نصرة أبناء فلسطين، وفي قطاع غزة.

2- إن شعبنا اليوم مصمم -أكثر من أي وقت مضى- على المضي في مسار التغيير والبناء والإصلاح الهيكلي والمؤسسي لكافة مؤسسات الدولة؛ لتقوم بواجبها في خدمة شعبنا اليمني العزيز، حتى يلمس النتائج المنشودة، وما وصلت إليه مؤسستنا العسكرية بما فيها قوتنا الصاروخية، والوحدات الأخرى، هو نموذج لما يمكن أن نصل إليه بتضافر الجهود، وتعاون الجميع على المستوى الحكومي والشعبي.

3- نجدد إدانتنا للجرائم البشعة والشنيعة التي يقترفها الكيان الصهيوني المؤقت بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وكل شعوب المنطقة بدعم أمريكي وغربي غير مسبوق، ونؤكد استمرار موقفنا المبدئي والديني والإنساني في نصرة شعوب أمتنا بكل ما نستطيع، في مواجهة قوى الإجرام والغطرسة، ونشدد على استمرار أنشطة التعبئة العامة والخروج الجماهيري المليوني الكبير؛ نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر.

4- ننصح النظام السعودي بتسريع خطوات إنهاء العدوان، وإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب، ورفع الحصار كلياً، وجبر الضرر، ومعالجة القضايا الإنسانية لما فيه من مصلحة له ولليمن ولكل المنطقة، والخروج من عباءة الإملاءات الأمريكية، وحالة التردد والمماطلة.

المجد والخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
والنصر لشعبنا اليمني العزيز
تحيا الجمهورية اليمنية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: شعبنا الیمنی العزیز الـ26 من سبتمبر الشعب الیمنی الشعب الیمن فی الداخل

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع اليمني يكشف عن خطة استراتيجية بمشاوكة أربع دول لإقتلاع الحوثيين من اليمن لكنه أصيب بالصدمة .. عاجل

 

كشف وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن محمد الداعري عن خطة استراتيجية لاقتلاع المشروع الحوثي من اليمن ، كما كشف عن ابرز الشركاء المحليين والدوليين في الخطة التي وصفها بالاستراتيجية لمواجهة مليشيا الحوثي، حيث قال الداعري: لقد وضعنا خطة استراتيجية بالتعاون مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.. وكان من المفترض أن تشمل الخطة مشاركة منسقة من أمريكا وبريطانيا والإمارات والسعودية لإسقاط الحوثيين. حد قوله.

وحول موقف الإدارة الأميركية من الهجمات ضد مليشيا الحوثي قال « أن واشنطن لم تبلغ الحكومة اليمنية ببدء الهجمات على المليشيات الحوثية ولم تنسق معنا». 

 

وتحدث وزير الدفاع وهو المتخصص في الحروب الصامته عن عدم استغلال الشرعية للهجمات الأمريكية الأخيرة التي طالت قدرات جماعة الحوثيين، ذراع إيران في اليمن بأي عملية عسكرية، وعدم قيام الحكومة المعترف بها دوليا بعملية برية للاستفادة من الغطاء الجوي الأمريكي خلال الحملة الأخيرة التي بدأت منتصف شهر مارس وحتى السادس من مايو الماضي وكأنه ليس رجل المؤسسة العسكرية الأول في اليمن.

   

ونقل "منتدى الشرق الأوسط الأمريكي Middle East Forum" عن الوزير الداعري قوله إنه والحكومة شعروا بما وصفه بالصدمة إزاء القرار الأمريكي بوقف الهجمات على الحوثيين وإعلان الرئيس دونالد ترامب وقف الضربات بموجب طلب حوثي وتعهد الجماعة بعدم مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

 

لكن الوزير الداعري أبدى إرتياحه "لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ستتخلى عنا". مضيفا: "عندما قرر الأمريكيون بدء تلك العمليات ضد الحوثيين لم ينسقوا معنا ولم يخطرونا، وعندما قرروا التوقف لم ينسقوا معنا ولم يخطرونا أيضا". وفقا للمركز.

  

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ سيف عبدالله مريط
  • رئيس الوطني الفلسطيني: مصر لم تدخر جهدا من أجل مساعدة شعبنا في محنته
  • عن الأقساط المدرسية... نائب طالب وزارة التربية بهذا الأمر
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة المهندس أحمد قائد بركات
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة المهندس أحمد قائد بركات
  • وزير الدفاع اليمني يكشف عن خطة استراتيجية بمشاوكة أربع دول لإقتلاع الحوثيين من اليمن لكنه أصيب بالصدمة .. عاجل
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ يحيى صالح عوفان
  • الديمقراطية : تحية إلى شعب اليمن الشقيق ووقوفه الصادق إلى جانب شعبنا الفلسطيني ومقاومته
  • مباركة فلسطينية للمرحلة الرابعة من الحصار البحري اليمني