"جيل الأقصى".. أطفال فلسطين في لبنان يستعدون للتحرير والعودة
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
بيروت - خاص صفا
داخل مخيمات وتجمعات فلسطينية في لبنان، يتجمع آلاف الفتية من الجنسين ضمن دورات "جيل الأقصى – القدس لنا"، بهدف تعزيز انتمائهم وارتباطهم الوثيق في فلسطين، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وإعداد جيل قوي قادر على تحريره من الاحتلال الإسرائيلي.
ويُصر اللاجئون الفلسطينيون أينما تواجدوا على التمسك بحق العودة والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وتعميق الانتماء لفلسطين وتاريخها العريق، وضرورة العمل على نصرة القدس والمسجد الأقصى.
ولأن المسجد الأقصى يشكل أهمية خاصة ومكانة عظيمة في قلوب المسلمين، ووجوب معرفة الأخطار المحدقة به، وضرورة العمل على نصرته وتحريره، كان لابد من انطلاق دورات "جيل الأقصى" في المخيمات اللبنانية.
وتضم دورات "جيل الأقصى - القدس لنا" نحو ٤٠٠٠ طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين ٩ إلى ١٤ عامًا، من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية اللبنانية.
وتأتي هذه الدورات، في ظل هجمة إسرائيلية غير مسبوقة، وتصاعد الأخطار المحدقة بالمسجد، في محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني فيه، وفرض واقع جديد، تمهيدًا لهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.
جيل واعٍ
وتُفرد "جيل الأقصى" مساحة كبيرة لتعريف الفتية الفلسطينيين بالمسجد الأقصى، ثالث مُسجد قدسيةً لدى المسلمين، بعد المسجدين الحرام والنبوي، والتهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لها، كما يقول العضو في إدارة الدورات فرج أبو شقرا.
ويوضح أبو شقرا، في حديث لوكالة "صفا"، أن "جيل الأقصى" دورات صيفية تستهدف الأطفال في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بهدف استثمار العطلة الصيفية، للتعريف بالمسجد، وضرورة حمايته والدفاع عنه من إجراءات الاحتلال ومخططاته.
ويضيف أن القائمين على الدورات يُوضحون للمشاركين من خلال برامج تفاعلية، المخاطر المحدقة بالأقصى، وتهديدات الجماعات اليهودية المتطرفة بالهدم، ومحاولة الاحتلال تغيير الوضع القائم في مدينة القدس.
ويؤكد أن الدورات تُعزز الوعي الوطني الفلسطيني وتحافظ على الهوية الوطنية للمشاركين، وتقدّم معلومات مهمة عن المسجد الأقصى، وتسلط الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها.
وتهدف هذه الدورات أيضًا، إلى بناء جيل ينتمي لقضية فلسطين والأقصى، من أجل مواجهة التحديات المحيطة بهم والمساهمة في دعم القضية الفلسطينية.
ويتابع "لأننا نؤمن بأن الفلسطيني في لبنان هو جزء أساسي في مشروع التحرير والعودة، وشريك في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى، قمنا بتصميم برنامج توعوي تفاعلي بعنوان (الفتى المقدسي)، وإعداد ميدان على شكل خريطة فلسطين مع بعض المعالم الأساسية فيها كالمسجد الأقصى".
تعزيز الانتماء
ويبدأ البرنامج بجولة ميدانية في فلسطين، يتم خلالها تعريف المشاركين بحدودها ومساحتها ومدنها الأساسية ومواقعها وبماذا تشتهر، إلى جانب تقديم شرح وافٍ عن المسجد الأقصى والتمييز بينه وبين قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، عبر المجسمات التي تُقرب المشهد إلى الواقعية أكثر، وتُضيف تفاعلًا كبيرًا لدى الطلاب.
ويبين أبو شقرا أن البرنامج يهدف إلى ترسيم المعلومات التي اكتسبها الطلاب أثناء الدروس النظرية في دورات "جيل الأقصى"، من خلال مجموعة من الألعاب، بغية تعزيز معرفتهم بالمكان والثقافة.
ومن خلال المجسمات، يتم كذلك شرح المخاطر التي تتهدد المسجد المبارك، ولاسيما التهويد والاعتداءات الإسرائيلية، والاقتحامات، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني.
وبعد الجولة، كما يوضح أبو شقرا، يشارك الطلاب في مجموعة من الألعاب التنافسية المصممة من وحي البرنامج مثل "تركيب بازل، معرفة صورة شهيد، دخول غزة من الأنفاق، تسلق السلم الحديدي، وغيرها".
ويشير إلى أن أهمية هذا البرنامج تُكمن بأنه يُسهم في تنشئة الأطفال على الانتماء لوطنهم ومقدساتهم، وتُكسبهم وعيًا بقضية الأقصى والمخاطر المحدقة به، مما يجعلهم لاحقًا من العاملين لأجل قضيتهم والمدافعين عن قدسهم ومسجدها المبارك.
ووفقًا لأبو شقرا، فإن الدورات تُقدم مجموعة متنوعة من البرامج النظرية والتطبيقية، والدروس التي يتم تطبيقها مباشرة، بما يعزز من تطوير المهارات الشخصية والاقتصادية لدى الأطفال، إلى جانب تشجيعهم على البناء العلمي من خلال برنامج يتضمن تجارب عملية كيميائية وكهربائية وروبوتية.
ولم تبتعد الدورات عن القيم الإسلامية والمجتمعية، فكانت حريصة على تقديم معرفة دينية، لغرس الثقافة الإسلامية في نفوس الأطفال، من خلال برامج متنوعة تتناول البعد الديني، ولاسيما بر الوالدين واحترام الآخرين، كما شملت تنمية مهاراتهم في جوانب حياتية متعددة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اللاجئين الفلسطينيين مباردة دورات المسجد الأقصى فی لبنان من خلال
إقرأ أيضاً:
مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
حظرت شركة مايكروسوفت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالشركة التي تحتوي على كلمات مثل "فلسطين" و"غزة" و"إبادة جماعية" من الوصول إلى المستلمين.
ووفقا لموقع "ذا فيرج" (The Verge) الأمريكي التقني، الخميس، لاحظ موظفو شركة مايكروسوفت أن بعض رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم لم تصل إلى المستلمين.
وعقب ذلك، راجع الموظفون رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلوها واكتشفوا أن مايكروسوفت قامت بحظر رسائل البريد الإلكتروني التي تحوي كلمات مثل "فلسطين" و"غزة" و"الإبادة الجماعية" من إرسالها إلى المستلمين داخل الشركة وخارجها.
من ناحية أخرى، أكدت مايكروسوفت أنها طبقت مثل هذه الممارسة لتقليل "رسائل البريد الإلكتروني السياسية" داخل الشركة.
جاء ذلك عقب أيام من اعتراف مايكروسوفت لأول مرة أنها استأجرت شركة خارجية للتحقيق فيما إذا كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم خدماتها السحابية والذكاء الاصطناعي ـ"لإيذاء المدنيين في قطاع غزة"، وذلك بعد أشهر من الاحتجاجات التي قام بها موظفون ونشطاء مناهضون لـ"إسرائيل".
وجاءت الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها الشركة في أعقاب الكشف الذي نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عن العلاقات بين مايكروسوفت ومسؤولي الأمن الإسرائيليين، بينما جاء في بيان رسمي أصدرته الشركة : "لم نعثر على أي دليل على استخدام تقنيات مايكروسوفت أزور - Azure والذكاء الاصطناعي لإيذاء المدنيين في الصراع بغزة".
وأكدت الشركة أن التحقيق شمل مقابلات مع عشرات الموظفين وفحص وثائق داخلية، لكنها لم تكشف عن هوية الشركة الخارجية التي أجرت التحقيق.
وأكدت شركة مايكروسوفت للمرة الأولى أنها قدمت "مساعدة طارئة" للحكومة الإسرائيلية بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بهدف "دعم الجهود الرامية إلى إنقاذ الرهائن من الناحية التكنولوجية".
وبحسب الشركة، فقد تم تقديم المساعدة تحت إشراف دقيق، حيث تمت مراجعة كل طلب على حدة، و"تمت الموافقة على بعضها ورفض بعضها الآخر"، وبطريقة تراعي حماية خصوصية وحقوق مواطني غزة.
وأوضحت شركة مايكروسوفت أن وزارة الحرب الإسرائيلية تتلقى بالفعل خدمات مهنية منها، بما في ذلك البرمجيات والخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، ولكن هذه "علاقة تجارية قياسية".
وأضافت الشركة أن استخدام تقنياتها مطلوب للامتثال لقواعد الأخلاقيات وسياسة الاستخدام التي تحظر التسبب في الضرر.
وقالت الشركة في بيانها: "تستخدم الجيوش عادة برامج أو أنظمة مخصصة تم تطويرها من قبل بائعي الأمن"، مؤكدة أنها "لا تستطيع معرفة كيف يتم استخدام تكنولوجيتها بالفعل على الخوادم الخاصة أو في البيئات المحلية".
وبعبارة أخرى، تعترف مايكروسوفت بأنها "لا تملك السيطرة الكاملة على استخدام برامجها بعد شرائها".
ونتيجة لذلك، فإن حملة "لا لأزور للفصل العنصري"، التي قادت الاحتجاج ضد الشركة، تضم موظفين سابقين وحاليين يتهمون مايكروسوفت بالتعاون مع "إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب".
وقال أحد الناشطين الرئيسيين، واسمه حسام نصر، إن بيان الشركة "مليء بالتناقضات والأكاذيب"، مضيفاً أن مايكروسوفت "لم تذكر كلمة "فلسطينيين ولو مرة واحدة".