تناول مقال لدافيد حكيم  عقيد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي وزميل بحثي في مركز الاستراتيجية الكبرى بدولة الاحتلال، في صحيفة إسرائيل اليوم "المقابر البريطانية" في غزة، وما إذا كانت تعتبر ملاذا آمنا لحركة حماس.

وقال حكيم، "على عكس الفوضى في غزة، تستمر بريطانيا في صيانة مقبرتين بريطانيتين تحت سيادتها كأراضٍ محمية، ولم تكونا هدفًا للقصف الإسرائيلي منذ الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم".



وأضاف، أنه بالقرب من معبر إيرز ودير البلح، تقع مقبرتان يدفن فيهما أكثر من 7,000 جندي بريطاني، من المسيحيين واليهود، معظمهم من الحرب العالمية الأولى وبعضهم من الثانية، حيث خدموا في الجيش البريطاني".

وبين أنه "تم الحفاظ على هذه المقابر بتمويل من الحكومة البريطانية، وبعكس الفوضى التي تحدث في غزة، لا تزال صامدة بعد عام طويل من القتال، ولم تكن هدفًا للقصف الإسرائيلي".



فهل يختبئ السنوار هناك؟

وأضاف، أن قادة حماس يدركون أن إسرائيل لن تضع الحكومة البريطانية في موقف محرج ولن تضر أو تدنس هذه المقابر، ومن جهة أخرى، تجاهل إسرائيل لهذه المواقع سيمنح مقاتلي حماس، وعلى رأسهم السنوار، ملاذًا آمنًا فيها.

وبين، أنه جدير بالذكر أنه قبل شهر فقط، نشر الديلي تلغراف البريطاني وثيقة كشفت في غزة، جاء فيها أن حماس خططت لابتزاز بريطانيا بتهديد تدمير المقابر إذا لم تقف إلى جانبها.

لكن بالنظر إلى أن هذه التهديدات لم تُنفذ، ولا يزال هناك حراس فلسطينيون يحرسون هذه المقابر، التي لا تجرؤ إسرائيل على المساس بها، فمن غير المستبعد أن تستخدم هذه المواقع كمخابئ لحركة حماس التي تسيطر على كل شبر من قطاع غزة، وفقا للكاتب.

وأشار إلى أن الوقت المتاح أمام إسرائيل من الدعم الدولي يكاد ينفد، وتعمل الآن على آخر ذرة من المساعدة الدولية. في هذه اللحظة الحرجة، تحتاج إسرائيل إلى الحفاظ على علاقاتها مع حلفائها والعمل بما يتماشى مع المصالح الدولية.

وأوضح، أن دخول المقابر للبحث عن مخابئ قد يسبب مشاكل مع بريطانيا، كما أن اعتداء حماس على هذه المواقع قد يضعها في مأزق مع بريطانيا أيضا.



وتحولت هذه المقابر إلى جواهر طبيعية وسط الفوضى والدمار في غزة. تشير الشهادات الميدانية إلى أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين يختبئون هناك من القصف الإسرائيلي، وحتى في الأوقات العادية، قبل اندلاع الحرب، كانت هذه المقابر تُستخدم كأماكن ترفيه للفلسطينيين بحسب المقال.

واليوم أصبحت جنة محمية. من الناحية العملية والرمزية، تمثل هذه المقابر مناطق لا تقع تحت سيطرة حماس، على الرغم من أنها السلطة الحاكمة في المنطقة.

وقال الكاتب، "خلال خدمتي العسكرية في المنطقة، كنت أعرف جيدًا المقابر البريطانية التي أُنشئت بعد أن احتل الجيش البريطاني غزة تحت قيادة المارشال إدموند ألنبي في عام 1917، تم إنشاء هذه المقابر لدفن جثث الجنود الذين قُتلوا في المعارك ضد الجيش العثماني التركي خلال الحرب العالمية الأولى.

وأصبحت مناطق محمية من قبل الحكومة البريطانية، لما لها من أهمية تاريخية بالنسبة لهم. لذا، إذا قامت إسرائيل بإلحاق الضرر بهذه الجواهر البريطانية، فإن الرد سيكون قاسيا كما يرى كاتب المقال.

وأضاف حكيم، أن قادة حماس يبدو على دراية بأهمية هذه المقابر بالنسبة للحكومة البريطانية، ويستخدمونها كوسيلة للابتزاز.

وقد كشف تقرير أن الجيش الإسرائيلي عثر على وثيقة وضعها قادة حماس، تتضمن خطة لإخراج جثث الجنود من المقابر واستخدامها لابتزاز الحكومة البريطانية. جاء في الوثيقة: "ستجد الحكومة البريطانية نفسها في موقف محرج أمام الجمهور البريطاني والنخبة السياسية والجيش إذا قام أحدهم بتدنيس هذه الجثث". لذلك، من الواضح أن قادة حماس يدركون أهمية هذه المقابر.



بحسب المقال فإن قادة حماس يعلمون، وعلى رأسهم السنوار، أن إسرائيل تواجه معضلة كبيرة: فمن جهة، لن تضع إسرائيل الحكومة البريطانية في موقف محرج ولن تضر أو تدنس المقابر.

ومن جهة أخرى، تجاهل إسرائيل لهذه المواقع سيمنح مقاتلي حماس، وعلى رأسهم السنوار، ملاذًا آمنًا داخل هذه المقابر.

وقال، "إذاً، يمكن الاعتقاد بأنه كما أدرك مئات اللاجئين الفلسطينيين أن المقابر هي المكان الأكثر أمانًا في غزة، فإن قادة حماس، وربما حتى السنوار، قد وجدوا فيها ملاذا آمنا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال المقابر البريطانية غزة السنوار غزة الاحتلال السنوار المقابر البريطانية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة البریطانیة هذه المواقع هذه المقابر قادة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: منع “إسرائيل” للمساعدات يجعل غزة المنطقة الأكثر جوعا على الأرض

الثورة نت/..

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الخميس، إن “إسرائيل” تمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، باستثناء القليل منها، حيث لا يدخل أي طعام جاهز للأكل تقريبا إلى ما وصفه المتحدث باسم المكتب بأنه “أكثر بقاع الأرض جوعا”.

وأضاف المتحدث باسم المكتب، ينس لايركه، أن 600 شاحنة مساعدات فقط من أصل 900 مُصرح لها بالوصول إلى حدود “إسرائيل” مع غزة، ومن هناك، جعلت مجموعة من العوائق البيروقراطية والأمنية من شبه المستحيل إدخال المساعدات بأمان إلى القطاع، وفق وكالة “رويترز”.

وبدعم أميركي وأوروبي، يرتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 54,249 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 123,492 آخرين، حتى أمس الخميس، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: غزة المكان الأكثر جوعاً في العالم
  • الأمم المتحدة: منع “إسرائيل” للمساعدات يجعل غزة المنطقة الأكثر جوعا على الأرض
  • الأمم المتحدة: غزة المكان الأكثر جوعا في العالم
  • مسؤول بالأمم المتحدة: "غزة المكان الأكثر جوعا في العالم"
  • كشف تفاصيل مقترح ويتكوف.. إسرائيل تعلن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة
  • نتانياهو يعلن اغتيال قائد حماس في غزة محمد السنوار
  • نتنياهو يزعم تمكن الاحتلال من اغتيال محمد السنوار في قطاع غزة
  • عاجل. نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة
  • غيّرنا وجه الشرق الأوسط - نتنياهو يؤكد: اغتلنا محمد السنوار
  • إسرائيل تزعم اغتيال القيادي في حماس محمد السنوار