توماس فريدمان: لماذا تتفاقم الأوضاع فجأة بالنسبة لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
في مقاله الأسبوعي بصحيفة "نيويورك تايمز"، أورد الكاتب اليهودي الأميركي توماس فريدمان أسبابا تجعله مقتنعا بأن الأمور لا تمضي وفق ما تريده إسرائيل بزعامة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
واستهل مقاله بسؤال إيحائي عما كان المرء يفعله لو كان محل إسرائيل، التي تعرضت لهجوم من قبل من وصفهم بـ"الإرهابيين"، في إشارة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووجّه نقدا نادرا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "لأنها لم تكن حازمة بما يكفي لحث الأطراف المتحاربة على سلوك مسار أفضل نحو الخروج من الأزمة المشتعلة في المنطقة".
إستراتيجية إيرانية كبرىواعتبر أن ما يحدث الآن هو تتويج لإستراتيجية إيرانية كبرى تهدف إلى تدمير الدولة اليهودية ببطء، وإضعاف حلفاء أميركا العرب وتقويض النفوذ الأميركي في المنطقة، مع ردع إسرائيل عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، من خلال استخدام وكلاء طهران لاستنزاف إسرائيل حتى الموت.
وزعم أن الدافع الفوري والهدف المباشر للحرب تمثل في سعي حركة حماس وإيران لإجهاض مبادرة واشنطن لتشكيل ما يسميه "حلقة سلام" تضم إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودولا عربية.
ومضى في مزاعمه قائلا إن إستراتيجية إيران وحماس كانت تقوم على إشعال "حلقة من النار" حول إسرائيل، باستخدام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وحزب الله والحوثيين والمليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق والمقاتلين في الضفة الغربية "الذين تزودهم إيران بأسلحة مهربة عبر الأردن"، وفق قوله.
وأضاف أن طهران تهدف من وراء ذلك إلى تدمير إسرائيل "بالتضحية بأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين واللبنانيين، ولكن من دون المخاطرة بحياة إيراني واحد"، زاعما أن الإيرانيين مستعدون للموت حتى آخر لبناني، وآخر فلسطيني، وآخر سوري، وآخر يمني من أجل القضاء على إسرائيل".
طريقة وحيدة للنجاح
وانتقد فريدمان حكومة نتنياهو لأنها -كما قال- رفضت إدارة الحرب بالطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق النجاح، لأنها تتعارض مع المصالح السياسية لرئيس الوزراء والمصالح الأيديولوجية الدينية لحلفائه في الائتلاف الحاكم.
وعرّج للحديث مرة أخرى عن خطة واشنطن، مشيرا إلى أن بايدن وفريقه عرضوا على إسرائيل خريطة طريق مضادة لإستراتيجية إيران وحماس، ومعربا عن أسفه على أن الأميركيين لم يكن لديهم الشجاعة لفرضها على نتنياهو بمزيج من النفوذ والدبلوماسية والإنذارات النهائية.
ووفقا للكاتب اليهودي، فإن خريطة من هذا النوع كان من شأنها أن تمهد طريقا لعزل حماس والضغط عليها للموافقة على وقف إطلاق النار الذي تخرج بموجبه إسرائيل من غزة في مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء الحرب هناك وإبطال حجة حزب الله لمهاجمة إسرائيل من الشمال.
وعوضا عن ذلك، اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي القتال بمفرده على 3 جبهات؛ هي غزة ولبنان والضفة الغربية، من دون خطة لليوم التالي في أي من تلك المناطق. كما رفض إستراتيجية بايدن التي تدفع نحو دمج إسرائيل في تحالف أميركي -إسرائيلي- عربي "معتدل" من شأنه أن يعزل إيران ووكلائها، ويمنح بعض الأمل في إقامة دولتين "لشعبين أصليين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط".
وخلص إلى أن إسرائيل في "خطر داهم" لأنها ظلت تخوض حربا بلا أفق سياسي منذ زمن طويل تستبعد فيها أي إمكانية لتولي فلسطينيين "أكثر اعتدالا" إدارة قطاع غزة، واصفا العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها تبدو كأنها "قتل من أجل القتل بلا نهاية لها"، مدعيا أن هذا ما تريده حركة حماس وحزب الله وإيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
ضياء رشوان: إيران وأمريكا لم تعودا خصمين.. والتنسيق بينهما أغضب إسرائيل
قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن قيام إيران بإبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا بنيّتها استهداف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، لا يمكن اعتباره سلوكًا طبيعيًا بين خصمين، موضحًا أن هذا السلوك يعكس تنسيقًا غير معلن بين الطرفين، يتنافى مع منطق العداء التقليدي، مستشهدًا بأن إيران واصلت قصفها لإسرائيل حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان وقف إطلاق النار، والعكس صحيح، وهو ما لم يحدث مع واشنطن.
وأضاف رشوان، خلال لقاء مع الإعلامية منة فاروق، على قناة "إكسترا نيوز"، أن التقدير الإيراني، والذي وصفه بـ"السليم"، كان يقوم على تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، في المقابل، اتخذت واشنطن قرارًا محسوبًا بعدم الإضرار الجوهري بالمشروع النووي الإيراني.
واعتبر رشوان أن هذا التوافق الضمني بين الطرفين يؤكد أنهما لم يعودا أعداء بالمعنى التقليدي، مشيرًا إلى أن التحول بدأ حين أدرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران أقوى مما كان يُظن، وأن إسرائيل عاجزة عن حسم المواجهة بمفردها.
وتابع: "عندما تدخّلت الولايات المتحدة، اكتفت بضربة رمزية لمواقع نووية إيرانية، وقد أبلغت طهران مسبقًا بهذه الضربات، وردّت إيران بـ"جميل دبلوماسي" على واشنطن، فأبلغتها مسبقًا بقصف قاعدة العديد، في خطوة تؤكد وجود تفاهم غير مباشر".
وختم رشوان حديثه بالتأكيد على أن هذا المشهد يثير استياءً بالغًا لدى إسرائيل، لأنه يُعدّ إقرارًا أمريكيًا غير مباشر بقوة النظام الإيراني، وشرعيته، واستمراره كفاعل إقليمي أساسي، وهو عكس ما تسعى إليه تل أبيب، التي لا تزال تطمح إلى تقويض النظام الإيراني بالكامل.