بوابة الوفد:
2025-12-14@19:36:31 GMT

حزب الله .. تساؤلات مشروعة

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

وماذا بعد؛ أسئلة عديدة يموج بها الواقع الإقليمى المضطرب، فما بين السيناريوهات المتوقعة وتقديرات الموقف لتصاعد العدوان الإسرائيلى على لبنان، ومدى احتمال حزب الله اللبنانى واحتوائه للهجوم الإسرائيلى المتصاعد على الجنوب اللبنانى، ومتى يصل إلى نقطة الانهيار؟ إلى آخر هذه التساؤلات المتعلقة بالتطورات الميدانية لعدوان متواصل على مدار الساعة، لكن يبقى السؤال الأهم، وعلامة الاستفهام الكبرى، السؤال الأكثر جدلا على وسائل الإعلام العالمية والعربية، والأكثر بحثا على محركات البحث الإلكترونية، وحتى مواقع التواصل الاجتماعي؛ هل تخلّت إيران عن حزب الله؟ خاصة بعد الخطاب الإيرانى الذى يبدو متخاذلا تجاه الحزب والعدوان على لبنان بشكل عام.

فهل تركت إيران حزب الله وحيداً فى مهب الرياح الإسرائيلية؟

لكنى أحب أن أثير هذا السؤال بشكل مختلف، وعبر عدة تساؤلات، هل يكون حزب الله القشة التى تقود المنطقة لحافة الهاوية عبر حرب إقليمية مفتوحة؟ وماذا جنت الحرب فى غزة من محور الإسناد والمقاومة؟ هل نجح حزب الله فعليا وميدانيا فى تخفيف الضغط العسكرى عن جبهة غزة؟ من يدفع الثمن لبنان، أم حزب الله، أم المنطقة بأكملها؟ هل يتمتع حزب الله بالمسئولية الوطنية تجاه لبنان؟ أم مصلحة طهران تعلو على مصلحة لبنان؟

على الجانب الآخر؛ مفهوم تماما البواعث والأهداف الإسرائيلية من التصعيد وتجاوز قواعد الاشتباك فى الجبهة اللبنانية؛ سواء فيما يتعلق بتوجيه التركيز عن جبهة غزة والتغطية على الفشل العسكرى الواقع بها خاصة الفشل فى استعادة الرهائن لدى حماس والفصائل من خلال العمليات الحربية. أو بالنسبة لحالة التوافق والتقارب فى المواقف بين مختلف أطياف المجتمع والقوى السياسية والحزبية داخل إسرائيل حول ضرورة التعاطى الرادع مع حزب الله، ومن ثم إيران، وأن الفرصة قد لا تسنح مرة أخرى من خلال مقاربة إسرائيلية لتصفية وحسم الصراع العربى الإسرائيلى من خلال تصفية الفاعلين المسلحين من غير الدول وتقويض قدراتهم، وعلى رأسهم حزب الله اللبنانى، وحماس الفلسطينية.

هذه المقاربة تحديدا تجاه حزب الله هى مقاربة مزدوجة تشمل حزب الله وإيران معا باعتبار الحزب أبرز أدوات الردع الإيرانية فى مواجهة إسرائيل. وبالتالى الدعم الداخلى متوافر لحكومة نتنياهو من أجل استعادة الردع مع حزب الله.

قد نتفهم موقف حماس من هجمات السابع من أكتوبر كحركة مقاومة تجابه سلطة احتلال، رغم الثمن الباهظ الذى دفعه القطاع. لكن ما لا أفهمه موقف حزب الله فى ضوء حالة الانكشاف السياسى والاقتصادى، الأمنى والعسكرى الذى تعانى منه لبنان منذ عام 2019 التى كان حزب الله جزءاً منها، وطرفا فاعلا رئيسيا فى تلك الأزمة باعتباره «الثلث المعطل».

فى مقاله الاستشرافى المهم؛ الذى جاء تحت عنوان «جولة الصراع بين الميليشيات وإسرائيل: جردة أولية» يذهب الكاتب والدبلوماسى جمال أبوالحسن إلى أن «النقد الذاتى، والحال هذه، ضرورى لاستخلاص العبر وتجنب الأخطاء فى المستقبل. وهو فضيلة مطلوبة فى كل نشاط بشرى ينطوى على جهد جماعى لتحقيق الأهداف، فما بالنا بالنضال المُسلح والعمل العسكرى، الذى يُفضى إلى إزهاق الأرواح وتكبيد المجتمعات تضحياتٍ لا تتحملها الأجيال الحالية، بل المستقبلية أيضًا». 

ورغم أن مقال أبو الحسن والذى هوجم عليه بضراوة من أصحاب العاطفية والرومانسية السياسية، كان يتعلق بالأساس بمراجعة أولية لحساب المكاسب والخسائر الناجمة عن هجمات السابع من أكتوبر وما تبعها من عدوان إسرائيلى على قطاع غزة؛ إلا أننى أراه مراجعة ضرورية لكافة الميليشيات والفاعلين المسلحين من غير الدول فى فلسطين، لبنان، والسودان، ليبيا وسوريا، والعراق. وتحديدا ما يتصل بمسئولياتها الوطنية تجاه الدولة الوطنية، وتداعيات مواقف البعض منها التى قد تأتى على حساب استقرار الأوطان والشعوب حتى على مستوى دول الجوار.

حان الوقت لتلك الفصائل والميلشيات أن تراجع مواقفها وتضبط مواقفها بما يناسب الصالح الوطنى للدول واستقرار المنطقة؛ لأنه لا أحد يخوض معارك نيابة عن أحد. الكل يخوض معاركه الخاصة لأهدافه وصالحه الخاص، فلا يخدعنك أحد أنه يخوض معركة تضامنا مع أحد أو لصالح قضية. حروب القضايا القومية انتهت دون عودة.. والواقعية تحكم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزب الله تساؤلات مشروعة د وليد عتلم السيناريوهات المتوقعة العدوان الإسرائيلى مواقع التواصل الإجتماعى حزب الله

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي

نوع جديد من المخدرات غزا كافة الأسواق المحلية والعالمية . هو ذلك المخدر غير المدفوع ماديا ، فقط كل ماعليك ان تفعله لتحصل عليه أن تقتنى موبايل أو لاب ، أو آى باد .. هذا المخدر أو الكوكايين السلوكى الذى أسمته بذلك دولة استراليا ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها وأنواعها ( يوتيوب -تيك اوك-انستجرام-سناب شات وغيرهم من الأنواع التخديرية المذهبة للعقل والوعى والادراك ).

منذ ‬⁩يوم الأربعاء الذى وافق العاشر من  ديسمبر الحالى من عامنا هذا عام ٢٠٢٥ أصبحت  أستراليا أول دولة فى العالم تحظر حسابات التواصل الاجتماعي على من هم اقل من ١٦ عاما. 

ووفق ما أعلنت وزيرة الاتصالات أنيكا ويلز بأن هذا الخطر تجنبا لما اسمته ويلز لادمان المراهقين على الكوكايين السلوكي. 

هذه الخطوة جاءت بعد دراسات وأبحاث حذرت وبلهجة مخيفة من دخول جيل كامل من الشعب الاسترالى تتراوح اعماره بين مرحلة الصبا واواخر الشباب فى مصيدة الادمان العفوى وهو ذلك العفو الذى يبدأ به المراهق من تصفح وسائل الاتصال لمجرد المعرفة أو الضحك والسعادة أو حتى مشاركة الاخرين أحزانهم ، وبعد هذه المرحلة يجد نفسه اعتاد على المتابعة والامساك بالموبايل او اللاب أو الآيباد لساعات طوال راميا وراء ظهره كافة واجباته اليومية أسيرا لهذا العالم بل أنه يتحول الى مشاركا فيه مع مرور الوقت سعيا وراء المال وركوب التريند . 

الوزيرة الاسترالية أكدت أنها تحمى شعبها من فيروس أعمى شرس يأخذ من استراليا شبابها ويرمى بهم فى عمق اللا حياة واللا موت. كما أكدت المسئولة الاسترالية أن كافة أنواع الادمان تعالج ويشفى منها الكثير الا هذا الادمان السلوكى فلابد من بتر وسائله حتى لايتمدد وينتشر ويهدد حياة زهرة شباب بلادنا . 

الإجراء الاسترالى والذى قوبل بموجتين احدهما رافضة والأخرى مؤيدة ، المؤيدة كانت من كبار السن وأولياء الأمور الذين صفقوا لهذا الاجراء واعتبروه طوق نجاة لأمة بأكملها وانقاذا لعصب التنمية والحياة فى استراليا . أما المعارضين فهم بالطبع من دعاة التحرر والديمقراطية الحديثة والداعمين للحرية المطلقة ، والذين يرون أن القيود المحكمة لها تأثير عكسى . 

وبين هؤلاء وهؤلاء هناك واقع يؤكد أن بضاعتهم ردت اليهم بصورة أو بأخرى فالمعروف أن الغرب يلهث باختراعاته وتكنولوجياته الحديثة لمحو الشرق وتدمير عقائده ومحو تراثه الاجتماعى كى يسهل جره الى مايريده العم سام ومن على دينه وهويته ومبادئه ، ولكن اكتوى بنار هذا الاختراع وتلك التكنولوجيا قطيع كبير من أبناء العم سام ومريديه فقد صاروا مدمنين للوسائل التكنولوجية الحديثة وخاصة مانتج عنها من سيل من الاختراعات التى تسهل كل شىء وأى شىء بغض النظر عن نتائجه وأضراره . 

كما أن الدراسات القادمة من الغرب أكدت أن فئة كبيرة من الشباب بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم أصبحوا مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي. والدراسات أيضا أثبتت أن السعى الى التكسب السريع والحصول على المزيد من الدولارات واليوروهات أصبح هو الهدف الأقرب والأول لدى شباب القارة العجوز والأمريكتين أيضا .

الدراسات تحدثت عن عزوف الروس عن وسائل التواصل وربما يرجع السبب الى الاجراءات الصارمة التى سنتها موسكو لتحجيم التعامل مع تلك الوسائل ، أمًا الصين صانعة التيك توك فهى مانعة كلية للفيس بوك على الصينيين كافة وتستبدله بفيس صينى الصنع والأهداف والأغراض . 

نحن إذن أمام شبح يهاجم مبادئنا كافة وأخلاقنا كلية بل أنه حيوان جاسر يدخل بيوتنا متخفيا برداء التسلية والتكسب السريع ثم ينقض علينا ويحولنا الى مسخ يفعل به ما يريد . 

الادمان السلوكى الذى حاربته استراليا رحبت به منطقة الشرق الاوسط من أقصاها الى أقصاها وفتحت له ذراعيها عن آخرها وتركته يعيث فى البيوت فسادا بهدف إلهاء الشعوب عن السياسة والدخول فى دائرة الادمان السلوكى وعدم الاهتمام بكل مافى النفع والحياة السليمة . الادمان السلوكى ان لم نضع له قوانين ومحظورات وروادع فسيبتلع كل مافينا من قيم وأخلاقيات ومبادىء ومثل كانت تميزنا وتحفظ بقاءنا واستمرارنا فى عالم يعد العدة لتمديد اسرائيل ومحو مايجاورها محوا أبديا أو جعلهم تابعين صامتين فرحين بما أتى لبنى صهيون من خير وصولجان واتساع.

طباعة شارك استراليا يوتيوب انستجرام السعادة

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي
  • حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
  • منتخب مصر يخوض مرانه الأخير بمركز المنتخبات الوطنية ويتدرب بالقاهرة غداً
  • الرجل الشقلباظ!
  • قبل بيعه في السوق السوداء.. ضبط كمية من الدقيق المدعم داخل منخل بالبحيرة
  • النائب الهميسات : ممارسات تثير تساؤلات في أداء ديوان المحاسبة
  • «فخ» كأس العرب
  • توالي حوادث السير المميتة بالداخلة يثير تساؤلات حول شروط السلامة الطرقية
  • بحضور طارق أبو العينين .. منتخب مصر يخوض تدريبًا مسائيًا استعدادًا لأمم أفريقيا 2025
  • تحريم التبني | أسامة قابيل يرد على تساؤلات إيمان العاصي