تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تصاعد التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، يعرب النازحون الإسرائيليون عن استعدادهم للحرب ضد حزب الله؛ مشيرين إلى الحاجة إلى الأمن والاستقرار. 

وأدت المواجهات العسكرية الأخيرة والتهديدات المستمرة بطائرات بدون طيار من حزب الله إلى زيادة القلق بين المجتمعات في مرتفعات الجولان، حيث تكافح الأسر مع النزوح وعدم اليقين.

وفي ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤، اعترضت القوات الإسرائيلية طائرة بدون طيار أطلقها مسلحون مدعومون من إيران، مما يؤكد التهديد المستمر من حزب الله. أثار حادث الطائرة بدون طيار، الذي وقع فوق مرتفعات الجولان، ردود فعل من السكان المحليين، بما في ذلك الكابتن هاريل، وهو جندي احتياطي في جيش الدفاع الإسرائيلي أعيد تعيينه مؤخرًا من غزة.

وقال: "إذا احتاجوا إلينا هنا، فسنكون هنا؛ إذا احتاجوا إلينا في غزة، فسنذهب إلى غزة؛ إذا احتاجوا إلينا في لبنان، فسنذهب إلى لبنان". يعكس هذا البيان شعورًا متزايدًا بين العديد من الإسرائيليين بأن العمل العسكري ضروري لضمان سلامتهم.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة الأسر النازحة إلى منازلها في شمال إسرائيل، والتزم بمواصلة الغارات الجوية ضد حزب الله حتى ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني.

وقال: "من لديه صاروخ في غرفة المعيشة وصاروخ في المرآب لن يكون له منزل بعد الآن". ويبدو أن هذا الموقف العدواني يتردد صداه لدى العديد من الإسرائيليين، كما أشار آري أكرمان، أحد سكان كريات شمونة، الذي قال: "الجميع في إسرائيل يؤيدون الهجوم على لبنان".

وعلى الرغم من الانتقادات الدولية بشأن قصف جنوب لبنان، والذي أسفر عن خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، يتمتع نتنياهو بدعم محلي واسع النطاق. وقد شهد حزبه الليكود ارتفاعًا في استطلاعات الرأي، مستفيدًا من النجاحات العسكرية ضد حزب الله والأزمة المستمرة مع حماس. ونتيجة لذلك، تضاءل الضغط للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة.

تأثير الصراع محسوس بشكل حاد بين الأسر النازحة. وقد دعمت الحكومة الإسرائيلية الإسكان المؤقت لأولئك الذين تم إجلاؤهم من المناطق الحدودية، حيث قدمت منحًا يومية لدعم نفقات المعيشة.
ولكن العديد من الأسر، مثل أسرة آري أكيرمان، تواجه صعوبات اقتصادية لأنها تعتمد على المساعدات الحكومية في حين تكافح للتكيف مع ظروفها الجديدة. وقد اشتكى أكيرمان قائلًا: "أشعر وكأنني نبات أعيد زرعه في أصيص ولم يزرع في التربة"، مؤكدًا على العبء العاطفي الذي يترتب على النزوح.

وأعربت شايا ديمانت، وهي مقيمة أخرى نازحة، عن مشاعر الحنين إلى منطقتها، قائلة: "نحن نتطلع إلى المستقبل ونأمل في العودة إلى الوطن، ولكن يتعين علينا أيضًا أن نعيش في اللحظة". ويعكس وضع أسرتها النضال الأوسع نطاقًا الذي يعيشه أولئك الذين اقتلعهم العنف، وهم يتنقلون بين التحديات المالية والنفسية.

في خضم الاضطرابات، يتردد صدى المشاعر الداعية إلى غزو لبنان لدى شخصيات مثل يشاي روشانسكي، مزارع العنب في مرتفعات الجولان، الذي يعتقد أن اتخاذ إجراءات حاسمة أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في الأمد البعيد. وقال: "إذا كنا نريد أن ننعم بالاستقرار لفترة من الوقت، فيتعين علينا أن نتعامل مع المشكلة الآن".

التفاعل المعقد بين المخاوف الأمنية والضغوط السياسية والصعوبات الشخصية يوضح الطبيعة المتعددة الجوانب للصراع الذي يواجه النازحين الإسرائيليين. وبينما تنتظر الأسر الحل، تسلط رواياتها الضوء على الحاجة الملحة إلى الأمان والعودة إلى الحياة الطبيعية، وسط شبح الحرب الوشيك.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل النازحون حزب الله الغزو الإسرائيلي طائرات دون طيار المواجهات العسكرية حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه

لبنان البلد الفريد في كل شيء. وطن الجمال ساحلاً وجبلاً، سهولاً وأوديةً. البلد الذي يجمع بين التنوع الديني والعرقي من مسلمين (سنة، وشيعة، ودروز)، ومسيحيين (موارنة، وروم أرثوذكس، وروم كاثوليك، وبروتستانت، وأرمن رسوليون، وغيرهم) مع جذور تاريخية عميقة فينيقية وكنعانية ما يمنحه طابعا خاصا من التعايش الديني والثقافي ليس له مثيل. إنه البلد الذي يجمع بين أصالة الشرق وروح المتوسط.

إن تاريخ لبنان غني متنوع يبدأ من الحضارات القديمة، مثل الفينيقيين (في العام ٣٠٠٠ ق.م وما بعدها) الذين أسسوا مدنًا تجارية مهمة، مثل: صيدا، وصور، وجبيل مروراً بالاحتلالات المتعاقبة للأشوريين والفرس والرومان والبيزنطينيين والصليبيين والمماليك والعثمانيين (خلال الفترة ١٥١٦-١٩١٨م ) حتى ظهرت دولة لبنان الكبير في سبتمبر من العام ١٩٢٠م بموجب الانتداب الفرنسي إلى أن أُعلنت الجمهورية اللبنانية في العام ١٩٢٦م، ونيل لبنان استقلاله التام عن فرنسا في ٢٢ نوفمبر ١٩٤٣م، وانتخاب الشيخ بشارة الخوري كأول رئيس للجمهورية اللبنانية ورياض الصلح كأول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال.

وقد جاء هذا الاستقلال تتويجاً لمسار طويل من النضال السياسي ضد الفرنسيين ظهر على إثره الميثاق الوطني، وهو الاتفاق غير المكتوب الذي نظم أسس الحكم في لبنان في العام ١٩٤٣م، وما زال إلى الآن عاملًا مؤثرًا في السياسة اللبنانية.

وقد نشأ هذا الميثاق الوطني بعد مفاوضات بين القيادات السنية والشيعية والمارونية، ونص على أنه يجب أن يكون رئيس الجمهورية وقائد الجيش من الموارنة، وأن يكون رئيس مجلس الوزراء من السنة، وأن يكون رئيس مجلس النواب من الشيعة، وأن يكون نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الوزراء من الروم الأرثوذكس، وأن يكون نسبة النواب المسيحيين والمسلمين (٥:٦) -عدلت في اتفاق الطائف (٥:٥)-، وأن يكون رئيس الأركان العامة من الدروز.

وتضمن كذلك الميثاق الوطني قبول الموارنة الهوية العربية بدلاً من الهوية الغربية، وتخلي المسلمين عن مطمح الوحدة مع سوريا.

وقد مر لبنان بأحداثٍ جسام بعد استقلاله كان أكبرها الحرب الأهلية التي استمرت قرابة ١٥ عاما منذ العام ١٩٧٥م حتى توقيع اتفاق الطائف الذي مهد لإنهاء الحرب رسميًا في العام ١٩٩٠م. وهو الاسم الذي تعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي وضعت بين الأطراف المتنازعة في لبنان بوساطة سورية سعودية في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية بتاريخ ٣٠ سبتمبر ١٩٨٩م، وأقره لبنان بقانون بتاريخ ٢٢ أكتوبر ١٩٨٩م، وصدق عليه البرلمان اللبناني في ٥ نوفمبر من نفس العام، وذلك بعد نشاط مكثف للدبلوماسية السعودية وشخصيات وطنية لبنانية وشخصيات دولية.

وقد تكوّن هذا الاتفاق من ٤ مواد رئيسية: المادة (١) المبادئ العامة والإصلاحات: حيث نصت فقرات هذه المادة على المبادئ العامة، كتأكيد استقلال لبنان وهويته العربية والشكل السياسي للدولة، كجمهورية برلمانية ديموقراطية.

كما نصت فقرات هذه المادة على مجموعة من الإصلاحات السياسية التي تم الاتفاق عليها، كتوزيع مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين إضافة إلى إصلاحات أخرى في مجالات مختلفة كالإدارة والتعليم والمحاكم.

تتناول المادة (٢) بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية فيما تتناول المادة (٣) تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وتتناول المادة (٤) العلاقات اللبنانية السورية. وقد وضع اتفاق الطائف إلغاء الطائفية هدفاً له، لكن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن.

ومنذ اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام ٢٠٠٥م شهد لبنان توترات سياسية وأمنية كبيرة؛ حيث أطل شبح الفتنة على البلاد مجدداً. وحاولت بعض الأطراف الداخلية والخارجية جر لبنان إلى حرب أهلية، لكن حكمة الوطنيين والمخلصين من رجالات لبنان أنقذت الموقف بتسوية عكست انهزام مشروع الفتنة؛ فكان اتفاق الدوحة، وهو الاتفاق الذي توصلت إليه القوى السياسية اللبنانية يوم الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٠٨م في العاصمة القطرية الدوحة، لتنهي أزمة سياسية كبيرة استمرت ١٨ شهرا شهدت بعض الفترات منها أحداثا دامية.

ومن ضمن ما تعرض له لبنان من مخاطر هدد وجوده الاجتياح الإسرائيلي في السادس من يوليو ١٩٨٢م؛ حيث وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى العاصمة بيروت. وكان الهدف المعلن تصفية القضية الفلسطينية نهائيا، وتأمين العمق الجغرافي للكيان الصهيوني، ولكن يبدو أن الاجتياح أتى بنتائج كارثية على الغزاة؛ حيث انفجرت شعلة المقاومة التي زرعها الإمام موسى الصدر في فترة السبعينيات مع تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية (حركة أمل) التي تبعها لاحقا إنشاء حزب الله.

ومنذ ذلك الحين إلى الآن لم يسلم لبنان بشكل عام وجنوبه بشكل خاص من الاعتداءات المستمرة للكيان الصهيوني بحجة أو بدون حجة ما يجعل لبنان بشكل دائم تحت مرمى الاعتداءات والاستفزازات الصهيونية المستمرة كان آخرها الصراع بين حزب الله والكيان الصهيوني الذي بدأ في ٨ أكتوبر ٢٠٢٣م بعد يوم واحد من انطلاق عملية طوفان الأقصى في غزة. والذي استمر حتى ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤م عندما أعلن عن وقف إطلاق النار لمدة ٦٠ يوما التزم بهذا الاتفاق حزب الله، وخرقه الكيان الصهيوني خلال هذه المدة أكثر من١٣٥٠ مرة.

وسواء اتفقنا مع حزب الله وأجندته أو اختلفنا لا يمكن لأحد أن ينكر أن حزب الله شكل عبر هذه السنوات الطويلة حاجز صد لأطماع الكيان الصهيوني في اجتياح لبنان مجددا.

لبنان البلد الصغير حجماً والكبير مكانةً له في قلب كل عربي -ومنهم أهل سلطنة عمان- مكانة خاصة قل أن تجد لها نظيرًا. فهذا البلد ذو التاريخ العظيم والمكانة الاستثنائية في الحاضر، والذي أنجب جبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، وجوزيف حرب، وسعيد عقل، وأنسي الحاج، وفيروز، والرحابنة، ونصري شمس الدين، وغيرهم من القامات الأدبية والفنية، وكذلك العديد من الشخصيات والقامات الوطنية والسياسية والأكاديمية والاقتصادية -لا يتسع هنا المجال لذكرها-، والتي أثرَت الوطن العربي والعالم أجمع عبر عقود من الإبداع - كلٌ في مجاله - سيظل عصياً على الكسر. وسيظل لبنان التاريخ والحاضر ملتقى الحضارات والثقافات والجمال والإبداع. إنه بحق جوهرة الشرق الأوسط؛ البلد الذي ليس له نظير.

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية

مقالات مشابهة

  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
  • هيغسيث يتباهى بصورة له خلال الغزو الأمريكي للعراق
  • اليمن.. إحباط هجوم بطائرات مسيّرة لتنظيم القاعدة
  • بو صعب بحث مع لو دريان في الأوضاع الراهنة والتهديدات الإسرائيلية
  • لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يشن ضربات «عنيفة» بالجنوب ويستعد لنزع السلاح