الحرب الشاملة... مَن يهدد بها ومَن يخوضها؟
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": كل المؤشرات والمعطيات بدأت تؤكد أن الخوف من توسع المواجهات إلى حرب شاملة لم يعد كلاماً تهويلياً، وأن التساؤلات عن الحيثيات التي ستدفع إلى حرب كهذه، فيما تنحصر المواجهة بين طرفين لا ثالث لهما حتى الآن، هما إسرائيل و"حزب الله"، باتت مبررة، وخصوصاً بعد اغتيال إسرائيل الشخصية الأعلى هرمية ورتبة سياسية ومنزلة دينية ربما بعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد نصرالله.
من مؤشرات تدحرج المنطقه نحو حرب شاملة، انخراط حلفاء طرفي الحرب إلى جانبهما، الولايات المتحدة الأميركية مباشرة ومعظم الغرب المؤيد لإسرائيل، مقابل إيران الراعي الإقليمي الأول والأخير للحزب.
ولكن هل تكفي المواقف السياسية والتحذيرات الدولية من الانزلاق إلى الحرب الشاملة؟ وهل تبدو واشنطن وطهران على استعداد لخوضها اليوم؟
لا شك في أن ما بعد اغتيال نصرالله والاستهداف الكبير للضاحية الجنوبية، لن يكون كما قبله.
وفي الوقت الذي نقلت فيه وكالة "رويترز" عن مصادر أن المرشد الأعلى نُقل إلى مكان آمن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة، كشفت المصادر أن إيران على اتصال بالحزب وحلفائها الإقليميين لتحديد ما وصفته بـ"الخطوة التالية"، ما يعني أن طهران بدأت تتحسس المخاطر المحدقة بالنظام بعد استهداف قيادة الحزب في بيروت.
في رأي مصادر ديبلوماسية مراقبة أن الكلام على مخاوف من احتمال اندلاع الحرب الشاملة ليس دقيقاً على قاعدة أن مثل هذه الحرب تتطلب أطرافاً لخوضها، ولا يبدو أن الأطراف التي يعول عليها للقيام بذلك في وارد الذهاب بعيداً في هذه الحرب. فالولايات المتحدة والغرب قد أعطيا إسرائيل تفويضاً للقضاء على الحزب باعتباره من الأذرع الأقوى لإيران في المنطقة، في حين تعكس المواقف الرسمية المتفاوتة والمتناقضة الصادرة عن طهران حالاً من الانقسام والتشتت في التعامل مع المعادلة الجديدة التي فرضها تغير قواعد اللعبة بعد استشهاد نصرالله. وفي رأي هذا المصادر أن لا أحد بات قادراً على الوقوف في وجه الوحشية الإسرائيلية التي باتت تعتبر أن هذه الحرب هي معركة وجودية ولن تتوقف آلتها العسكرية قبل أن تضمن أمان شعبها ومستوطناتها.
أما المواقف الإيرانية، فتضعها المصادر في خانة الإغراءات لواشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي من جهة وعدم تعريض النظام للخطر من جهة أخرى. لكن المصادر تخشى في المقابل أن تكون الشروط الإسرائيلية استفزازية وعالية السقوف، بحيث تعجز طهران عن القبول بها، على نحو المطالبة باستسلام أو هزيمة في شكل أو آخر.
في أي حال، وبقطع النظر عن الموقف المنتظر لـ"حزب الله" من اغتيال قائده، فإن البلاد دخلت في دائرة جديدة من التصعيد وسط أفق مجهول ومفتوح على كل الاحتمالات، بعدما انتقلت قواعد اللعبة والاشتباك إلى مستويات غير مسبوقة، محفوفة بالألغام والأخطار من أن ينتهي الجنون الإسرائيلي إلى غزو بري يعيد رسم معالم المنطقة، بعدما بدأ برسمها في غزة!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الزبيدي يشيد بدور دول التحالف العربي في التصدي للإرهاب
أشاد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزُبيدي، بالدور الذي تبذله دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة في معركة التصدي للمخططات الإرهابية، التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
وجاء ذلك خلال استقباله في عدن، قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، حيث ناقش سبل توحيد الجهود في مواجهة كافة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة والإقليم، وحرية الملاحة الدولية.
كما تناولت المباحثات آليات تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله، وتنسيق الجهود مع الشركاء في التحالف الدولي لوقف تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية.
وأفادت مصادر حكومية يمنية، بمقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين من قوات دفاع شبوة، إثر هجوم بطائرة مُسيرة استهدف معسكر عارين، وأُطلقت من اتجاه محافظة مأرب.
واتهمت المصادر الحكومية في محافظة شبوة، قوات حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان، بالوقوف وراء الهجوم، وذلك بعد أيام من طردهم من المعسكر.
ويأتي هذا التطور، بعد يوم واحد من مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين، في هجوم بطائرة مسيرة انتحارية استهدف نقطة تفتيش في بلدة المُصينعة بمحافظة شبوة، حيث نُسبت تلك العملية إلى تنظيم القاعدة.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر يمنية أن الحوثيين أرسلوا خلال الأيام الماضية تعزيزات بشرية وآليات قتالية إلى مناطق قريبة من خطوط التماس في مناطق عدة من جنوب البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن هذا التحشيد يتزامن مع إعلان تنسيق مشترك بين عضوي مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي وطارق صالح استجابة للتطورات الأخيرة.