يتزايد الغضب في الشارع الإيراني إزاء عمليات الاغتيال الأخيرة التي قامت بها إسرائيل، والتي طالت متخذ القرار في طهران حسب محلل سياسي إيراني.

 

واغتالت إسرائيل مساء يوم الجمعة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في قصف استهدف مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وسبق ذلك اغتيال عدد من القيادت، إضافة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران قبل قرابة شهرين.

 

وقال الدكتور حسن أحمديان أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران إنه كان من المتوقع أن ترد إيران بقوة على إسرائيل بعد اغتيال هنية، لكن ذلك لم يحدث.

 

وأشار أحمديان إلى أن الرئيس الإيراني كان يتحدث قبل يومين عن اختيار إيران الزمان والمكان المناسبين للرد، لافتا إلى أن هذا الموقف أثار انتقادات داخلية، إذ يرى البعض أن التأخير في الرد أدى إلى تمادي إسرائيل في عدوانها واغتيالاتها.

 

لكن هناك جانب آخر للقضية وفقا لأحمديان، فالبناء المؤسسي لاتخاذ القرار في إيران يعتمد على المجلس الأعلى للأمن القومي، والذي من المتوقع أن يعقد جلساته اليوم وغدا، وربما تستمر لأيام عدة لاتخاذ قرار في هذا الإطار.

 

ويشير أحمديان إلى أن المواجهة بين إيران وإسرائيل لم تصل إلى هذا المستوى من قبل، وأن هذا الوضع الجديد يعقّد عملية اتخاذ القرار، إذ لا يوجد تقليد سابق يمكن الاعتماد عليه.

 

وفي تقدير أحمديان، يجب على إيران أن تتخذ قرارا بالرد، على الأقل لوقف التمدد الإسرائيلي في عمليات المواجهة، فعدم الرد على عملية الاغتيال في طهران كان له أثر واضح في تشجيع إسرائيل على المضي قدما في هذا النهج، حسب قوله.

 

حالة غضب

 

ويشهد الشارع الإيراني -وفقا لأحمديان- حالة من الغضب تجاه العملية وطريقة الاغتيال، مع تصاعد مشاعر العداء لإسرائيل، كما يوجه الغضب أيضا نحو صانعي القرار في إيران، متسائلين عن سبب عدم الرد السابق.

 

ويتوقع أحمديان أن يزداد الضغط الشعبي على صانع القرار لاتخاذ موقف أكثر حزما، لكنه يشير إلى أن البيانات الرسمية حتى الآن لا توحي بتحرك وشيك، مع انتظار قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي.

 

بدوره، يرى الدكتور حسن منيمنة المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط أن أي رد من جانب إيران أو أي طرف آخر على أي اعتداء إسرائيلي مهما كانت خطورته سيعتبر تصعيدا غير مبرر من وجهة النظر الأميركية.

 

ويشير منيمنة إلى أن هذا الرد سيفعّل تلقائيا القرار الأميركي بالدفاع عن إسرائيل، وهو ما سيضع إيران وحلفاءها في معادلة صعبة.

 

ويؤكد منيمنة أن التصنيف الإرهابي سيبقى ملازما لإيران وحلفائها مهما التزموا بضبط النفس والمنهجية في الحرب، ويستشهد بردود الفعل على اغتيال نصر الله، إذ اعتبره الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس عملا عادلا.

 

من ناحية أخرى، يشير منيمنة إلى أن إسرائيل مهما تجاوزت قواعد الاشتباك وارتكبت من مجازر تصنف دائما أنها في حالة دفاع عن النفس، ويؤكد أن هذا الواقع ليس فقط وجهة نظر أميركية، بل يمتد إلى السردية السائدة في وسائل الإعلام الغربية ككل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: ايران لبنان اسرائيل حزب الله حسن نصرالله إلى أن أن هذا

إقرأ أيضاً:

نقاشات إسرائيلية سرية استعدادا للمواجهة مع إيران.. قد تحدث دون إنذار

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن نقاشات سرية تجري في إسرائيل مؤخرا حول الاستعداد لاحتمالية حدوث مواجهة مع إيران، سواء بهجوم على طهران أو العكس.

وقالت الصحيفة، إن الوزارات الإسرائيلية عقدت مؤخرا "نقاشا مغلقا وسريا" حول الاستعداد لاحتمال هجوم إسرائيلي على إيران، أو هجوم إيراني على "إسرائيل".

وقالت إن مثل هذا الاحتمال قد يحدث "دون سابق إنذار كبير"، على حد وصفها، مبينة أنه "بحسب التقييمات التي قدمها المشاركون في النقاشات، والتي مُنع خلالها تواجد الهواتف المحمولة، فإنه في حال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران، من المتوقع أن تستمر جولة القتال لفترة غير معروفة".

كما تحدثت الصحيفة عن أن النقاشات والتقديرات دارت أيضا حول احتمالية "سقوط آلاف الصواريخ (الإيرانية) الثقيلة في إسرائيل، تزن حوالي 700 كيلوغرام".

وتوقعت أن يتسبب الهجوم الإيراني في "تعطل الاقتصاد الإسرائيلي تماما في الأيام القليلة الأولى منه، خلال مدة تراوح بين يومين وأربعة أيام، على أن يعود إلى العمل في حالة الطوارئ".

ووفقا للصحيفة، فإن النقاشات السرية تناولت بحث الاستعدادات المرافقة لمثل هذه الهجمات، بينها الفتح الفوري لجميع الملاجئ العامة وعددها أكثر من 10 آلاف، وإعداد البنى التحتية والاستجابة لمختلف الاحتياجات، وتحضير مناطق الإجلاء، وزيادة عدد المستشفيات، والاستعدادات الخاصة التي تقوم بها قيادة الجبهة الداخلية".

وتزامن حديث الصحيفة، مع سعي الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي يستبعد "الحل العسكري" مع طهران، فيما تفضل إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو "الخيار العسكري".



والأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه حذر نتنياهو من اتخاذ "إجراءات مضادة" من شأنها تعطيل المحادثات النووية مع إيران، في إشارة لأي تصعيد عسكري مع طهران.

وجدد ترامب التأكيد على أن المحادثات مع إيران "تسير بشكل جيد"، وأنه يعتقد بوجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأسابيع المقبلة.

وتتولى سلطنة عمان دور الوساطة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، لإنهاء خلافات جوهرية تتعلق بالملف النووي الإيراني.

وعقدت خمسة جولات من المفاوضات بين طهران وواشنطن، 3 منها في العاصمة العمانية مسقط.
وتسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يؤكد تقديم مقترح نووي لإيران.. وطهران تدرس الرد وفق «مصالحها الوطنية»
  • "مقترح أميركي" على طاولة إيران.. والبيت الأبيض يعلق
  • عاجل| أكسيوس عن مسؤول أميركي: اقتراح أميركا يسعى لكسر الجمود حول نقطة الخلاف وهي مطالبة إيران بمواصلة التخصيب محليا
  • الاتفاق النووي.. إيران تعلن تسلم مقترح أمريكي وتلمح بشأن الرد
  • إيران تعلن تسلّم مقترح أميركي حول برنامجها النووي
  • عاجل. إيران تعلن تسلمها اقتراحًا أميركيًا في إطار المفاوضات حول برنامجها النووي
  • "أوقفوا إيران فورًا".. أول تعليق من إسرائيل على تقرير وكالة الطاقة الذرية
  • إيران تتحدى الغرب: لن نتخلى عن حقنا في التخصيب النووي
  • نقاشات إسرائيلية سرية استعدادا للمواجهة مع إيران.. قد تحدث دون إنذار
  • بغداد ترد على عقوبات الكونغرس.. لا وصاية أمريكية ولا هيمنة إيرانية