تناولت محاور ندوة “مختبرات النقد وأثرها على المشهد النقدي”، ضمن الفعاليات الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024، أهمية هذه المختبرات، ومدى تأثيرها في تطوير المشهد الأدبي والنقدي، كذلك أبرز التحديات والفرص التي تواجه هذا المجال في العالم العربي.
وأوضح الدكتور إبراهيم المريح أن المشهد النقدي في المملكة يشهد تطورًا مستمرًا لا سيما ارتفاع عدد البحوث ورسائل الماجستير المقدمة في هذا المجال، مشيرًا إلى جهود وزارة الثقافة من خلال هيئاتها المتخصصة حيث دعمت الحراك النقدي عبر العديد من المبادرات ذات الأُثر الإيجابي، كما أن مساحات النقاشات المعمقة تفتح آفاقًا جديدة في مجال النقد الأدبي.


وبيّن الدكتور المريح، في سياق حديثه أن دور الناقد، يتمثل في اختيار منهجٍ بهدف النقد لذاته لقراءة النص وليس على أهداف الكاتب، وقال : ” الناقد لا يهتم بما يريد الكاتب، وعندما يختار منهجًا فإنه يحدده بناءً على هدفه الشخصي من قراءة النص”، مفيدًا أن المختبرات النقدية محاولة لتعديل النصوص الأدبية وتقديمها في إطار تعاوني يسمح بمناقشتها والحوار حولها، بما يجعل النصوص أكثر وصولًا للمتلقين.
من جانبه، أشار الدكتور منير عتيبة إلى أن “الكتابة تقول ما لا يدركه الكاتب أحيانًا”، وأن النص غالبًا ما يكون أعمق وأكبر مما يرغب الكاتب في التعبير عنه، ولذلك من الأفضل أن لا يتحدث الكاتب عن مضمون نصه.
وأوضح أن المبدع بإمكانه بناء نفسه، بينما الناقد يحتاج إلى دعم مؤسسي وتفرغ وأجواء معينة للعمل. وقال: “الناقد يحتاج إلى دعم وتفرغ، وهذا لا يعني أن الكاتب والمبدع لا يحتاجان إلى التفرغ أيضًا”.
وبيّن أن هناك طرقًا وأساليب معيارية لمناقشة النصوص، حيث لا يمكن مناقشة النصوص الأقل من الجيدة في المختبرات.
وتناول الدكتور عتيبة، في حديثه، التحديات التي تواجه المختبرات النقدية؛ مبيّنًا أن العديد من المختبرات تعتمد على التطوع والجهد الشخصي، ما يؤدي أحيانًا إلى ضعف الأداء واستمرار العمل بشكل غير منتظم، إضافةً إلى أن عدم وضوح النظام الإداري والافتقار إلى ميزانيات واضحة وخطط عمل دقيقة من أكبر التحديات التي تواجه هذه المختبرات.
وتأتي هذه الندوة في إطار الجهود المبذولة لدعم وتطوير المشهد النقدي في العالم العربي، مع التركيز على المختبرات النقدية كأداة رئيسية في مناقشة النصوص الأدبية وتقديم التحليلات العميقة التي تسهم في إثراء الحراك النقدي بشكل عام.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد

يمانيون / تحليل خاص

 تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني،  مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.

المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.

 الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.

 الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.

الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.

 الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.

 البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.

 الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.

خاتمة 
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.

مقالات مشابهة

  • اختتام أعمال ندوة رؤساء وفود دورة ألعاب التضامن الإسلامي “الرياض 2025”
  • “المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
  • ندوة علمية بتعز تناقش أزمة المياه والحلول المستدامة
  • “مدلاب” تواصل دعم كوادر غزة الصحية بدورات تدريبية متخصصة عن بُعد
  • “سوريا المستقبل بين التراث والحداثة”… ندوة في كلية الآداب بجامعة دمشق
  • تطبيق أنظمة إلكترونية متطورة لمراقبة الأغذية ورفع كفاءة المختبرات خلال موسم حج 1446هـ
  • صادي: “حضورنا البطولة الوطنية للأكاديمات دليل على الأهمية التي نوليها للتكوين”
  • “الحج والعمرة” تنظم ندوة الحج الكبرى غدًا
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”