الفرق بين مؤيدي ومعارضي الحرب !
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
مناظير الاثنين 30 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* أود أن اطرح سؤالاً على الجميع، خاصة الذين يدعون لإيقاف الحرب (وأنا أحدهم) قبل ان اواصل الحديث عن (الحقيقة والمصالحة) كحل للحرب القائمة والمشكلة الوجودية التي يواجهها السودان: كيف يدعو الإنسان لايقاف الحرب ويقف في نفس الوقت ضد المصالحة، وكيف تتوقف الحرب بدون مصالحة بين أطرافها، وما هو الفرق بين مؤيدي الحرب ورافضي المصالحة إذا كان الجميع يدعو لإستمرار الحرب؟! أرجو أن تشرحوا لنا هذه الغلوتية بكل صدق وصراحة ووضوح !
* يقول الصحفي الأستاذ (أبو بكر السندالي) مقترحاً المواءمة بين الحقيقة والمصالحة والجودية السودانية:
* بعد تشريح وتمحيص وتفكير داخل الصندوق وخارجه، واستلهاماً لتجارب دول عانت من نفس هذه المشكلة العبثية (حرب الكرامة والديمقراطية) التي دهستنا وأضاعتنا، فإنني اود ان اجري تعديلا طفيفا على مقترحكم لحل المشكلة الوجودية التي تواجهنا، يتمثل في المواءمة بين (الحقيقة والمصالحة) والجودية السودانية، خاصة أن الموروث السوداني حافل بالكثير من التجارب الانسانية في شأن المصالحات، ولقد كانت ولا تزال هى الاساس في حل الكثير من المشاكل المعقدة والمركبة في معظم مناطق السودان، ولها أسس وقواعد معروفة، يعرفها ويحفظها المختصون وهم كثر، ولا أريد الدخول في تفاصيلها في الوقت الراهن حتى لا أزحم المقال.
أبوبكر السندالي، صحفي وعضو نادي الصحافة السودانية.
* تعليقاً على حديث دكتور (محسن أحمد الحسين) الذي نشرتُ تعقيبه في مقال سابق وهو يرفض المصالحة مع الكيزان، يقول الأستاذ (بدرالدين بابكر ابو مقبولة):
* غبنكم وحقدكم علي الكيزان خلاكم تخربوا البلد وتتآمروا مع دول الشر لإزالة الكيزان، وبدأ ذلك بتتريس وتقفيل الطرق حتي وصلنا إلى إنغلاق الأفق، وأصبحتم تناصرون زول جاهل بدعوي هيكلة الجيش والديمقراطية، وحتى بعد الخراب الذي حدث ما اتفشت غبينتكم بل تزدادون غبنا علي غبن كل يوم بانتصارات الجيش وإلتفاف الشعب، وسوف تنتهي أسطورة الدعم السريع قريبا بإذن الله، وتصبح قحت واعضاؤها مشردين في المنافي لا يبالي بهم الناس ولا المنظمات الأجنبية التي دعمتهم وآوتهم.
* ويقول الاستاذ الأستاذ (عباس موسى عباس) الصحفي بالمملكة العربية السعودية:
* توقف الحرب في رأيي يعني بالضرورة إبعاد الجيش والدعم السريع من الحكم باعتبار أن الاثنين قوتان عسكريتان مكانهما الجيش وليس السياسة، ولكى تتوقف الحرب وينضم الكثيرون من مؤيديها الى الجبهة الداعية لايقاف الحرب لا بد ان تتصدر هذه الجبهة شخصيات وطنية همها الأول والأخير البلد وليس كراسي السلطة، ومن ثم تفعيل عملية (الحقيقة والمصالحة)
* في رأيي الشخصي أن النسخة التي تصلح للسودان هى النسخة الرواندية، التي عالجت مشكلة الحرب في رواندا تحت عنوان (الاتحاد والمصالحة) وهى قريبة الشبه من المشكلة السودانية (مع الفارق طبعا)، من حيث طبيعة الاطراف المتحاربة والتهديد القائم بإمكانية إنقسام السودان إلى دولتين أو ربما عدة دويلات صغيرة متنافرة، ونحن أحوج ما نكون الآن الى تصفية النفوس والتقارب بين الاضداد والأعراق المختلفة ووضع الأسس العادلة لقيام اتحاد عادل ودائم!
* شملت عملية (الإتحاد والمصالحة) الرواندية ما يعرف بنظام (الغاكاكا)، وهو شكل من أشكال العدالة مستوحى من التقاليد، تم تأسيسه للتعامل مع مئات الآلاف من الأشخاص المتهمين بارتكاب الجرائم أثناء فترة الحرب، وهو نظام يسمح بالخلط بين العقوبة لمرتكبي الجرائم الكبيرة وبين العفو لمرتكبي الجرائم الصغيرة والاستفادة منهم كشهود على أساس أن يتعهدوا بالإمتناع عن أى اعمال معادية للبلاد والخصوم لاحقا، ولقد تم الاتفاق على فترة انتقالية لمدة عامين من كوادر غير مسيسة، تلجأ البلاد بعد نهايتها الى نظام حكم فيدرالي بصلاحيات واسعة لمواطني الاقاليم والمناطق المختلفة، وهو ما نحتاج إليه في السودان لانهاء الازمة التاريخية التي نعاني منها منذ الاستقلال، واظنها السبب الرئيسي للأزمات الأخرى.
* تعقيب: الشكر للأساتذة الأجلاء ونواصل إن شاء الله. حفظ الله السودان وشعبه من كل شر.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
نفذت قوات الدفاع المدني السوداني حملة مكثفة في العاصمة الخرطوم لإزالة مواد خطرة ومتفجرات متبقية من النزاع المسلح المستمر، حيث تم تفكيك 12 فيوزًا داخل مباني الملاحة الجوية في مطار الخرطوم، وانتشال صاروخ “40 دليل” مغروس في مزرعة بمنطقة الجريف غرب، إضافة إلى العثور على دانة وقنابل يدوية قرب مركز تدريب تابع للشرطة.
وأوضح موقع “الراكوبة نيوز” أن الحملة تأتي ضمن جهود تعزيز السلامة العامة وتقليل المخاطر الناجمة عن مخلفات الحرب، وأكد الدفاع المدني أن هذه العمليات مستمرة لضمان بيئة آمنة للمواطنين.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى في مناطق عدة، أبرزها العاصمة الخرطوم.
في سياق متصل، كشفت منظمة “أنقذوا الأطفال” عن مقتل 933 شخصًا في النصف الأول من 2025 نتيجة هجمات على مرافق صحية، منها الهجوم على مستشفى المجلد في غرب كردفان الذي أودى بحياة 40 شخصًا، بينهم 6 أطفال. وذكرت المنظمة ارتفاع وتيرة هذه الهجمات مقارنة بالأعوام السابقة، ما يعكس تدهور الوضع الصحي والإنساني في البلاد.
وتواجه السودان أيضاً أزمات صحية خطيرة، مع انتشار وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 83 ألف شخص منذ يوليو 2024، وأدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص، وسط حاجة ماسة لنحو 79% من سكان دارفور إلى مساعدات إنسانية.
من جهته، شدد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على ضرورة دعم المجتمع الدولي للسودان لتمكينه من تجاوز الأزمة، مع الإشارة إلى أن البلاد تعيش ظرفًا استثنائيًا نتيجة الحرب والتمرد المسلح.
وفي ظل هذه الأوضاع، يعبر نائب رئيس تحالف “تأسيس” عبد العزيز الحلو عن أن الحل الأمني والسياسي مرتبط بتفكيك الميليشيات وبناء جيش وطني مهني، مؤكداً أن الأزمة السودانية متجذرة في بنية الدولة وتتطلب مسار تحرر شامل لا يقتصر على صراع سلطة.
وتستمر المعارك في مناطق مثل مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، مع حشد قوات كبيرة من الجيش وفصائل متحالفة لاستعادة السيطرة، رغم الوساطات الإقليمية والدولية التي لم تنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وتتزايد الاحتياجات الإنسانية والصحية وسط تصاعد العنف، فيما يبقى الأفق السياسي مرتبطاً بإيجاد حل شامل يضمن السلام والاستقرار في السودان.